الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امريكا تساند الاسلام التركي في مواجهة الاسلام الافغاني

عبد الجبار منديل

2012 / 1 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



من يراقب المشهد العربي وحراك الثورات العربية يكتشف مشهدا سرياليا وغرائبيا فالولايات المتحدة الامريكية التي تتحسس من الاسلام السياسي واحيانا تلاحقه وتطارده باعتباره تمظهرا للارهاب او قريبا من تنظيم القاعدة الذي تشن عليه الحرب الشاملة الحالية نجدها تهادنه وتشجعه هي او حلفائها الاوربيين . ووصل الامر الى درجة التحالف والمساندة العسكرية كما ظهر الامر في ليبيا .

ماهو السبب ؟ وما هو السر الذي جعل الغرب يغير رأيه فجأة بالاسلام السياسي ويحوله من عدو يجب القضاء عليه باي شكل الى حليف يجب مساندته الى درجة جعله البديل السياسي لبعض حلفائه من النظم السياسية العربية . فهل تغير الغرب ام ان الاسلام السياسي هو الذي تغير ؟ كلا . كلاهما لم يتغير وانما الذي تغير هو الاستراتيجية السياسية الغربية تجاه الاسلام والعالم العربي .

لقد وصلت الدوائر الغربية العليا الى نتيجة مفادها ان القضاء على الاسلام هو امر مستحيل وان الاسلاموفوبيا لن تغير لا الاسلام ولا المسلمين وان كانت تزرع العداء والخوف والرعب والرهاب من الاسلام والمسلمين. وذلك شيء يعقد المشاكل اكثر مما يحلها . لذلك رات بان الوسيلة الفضلى لتجنب كارثة محققة على العالم اجمع هي تشجيع الاسلام المعتدل . وقد اكتشفت في التجربة التركية الاردوغانية شكلا سياسيا اسلاميا يمكن التحاور معه بل ويمكن التعاون معه . وهكذا فانها رات في الثورة الاسلامية التونسية والثورة الاسلامية المصرية شكلا من اشكال الثورة الاردوغانية بل انها ترى ان كل الثورات الاسلامية العربية القادمة يمكن ان تكون كذلك فهي في كل الاحوال قائمة على اساس الخيار الديمقراطي والانتخابات الحرة اي انها تمثل شرعية شعبية ديمقراطية .

ان ذلك لم يتحول بالطبع الى استراتيجية غربية ثابتة ولكنه يعد احد الخيارات الاستراتيجية الجديدة التي دخلت حيز التطبيق بانتظار ما سوف تسفر عنه الاحداث .

ولكن ما الذي فات القيادات الغربية ولم تلتفت اليه ؟ اجل فاتتها حقيقة مهمة وهي ان الاسلام قائم على مذاهب . وان الشعوب العربية والاسلامية تعتنق مذاهب مختلفة . وان بعض المذاهب متشدد وبعضها الاخر معتدل ومن هذه المذاهب الحنفي الذي تعتنقه اغلبية الشعب التركي لذلك فان الرهان بان كل التيارات السياسية الاسلامية يمكن ان تجد لغة مشتركة مع الغرب ويمكن ان تؤمن بتداول السلطة او التخلي عن السلطة من خلال الانتخابات هو امر في غاية التبسيط للواقع العربي والاسلامي .

امام العالم العربي الكثير من الصراعات والكثير من الدماء قبل ان يصل الى الديمقراطية الليبرالية كما هي في تصور الدوائر الغربية ......هذا اذا وصل اليها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اسلام معتدل
طيف ( 2012 / 1 / 11 - 04:50 )
أمريكا الان تساند الحركات الاسلامية المعتدلة والطيّعة ففي العقد الماضي وجدت في الاسلام الشيعي وبعد 11 سبتمبر البديل عن الحركات الاسلامية الجهادية التي طردت السوفييت من افغانستان بمعونة المخابرات الامريكية , والان في دول الربيع العربي تساند الحركات التي تقترب من النموذج التركي وهي البديل عن الديكتاتوريات العربية الساقطة وكذلك البديل عن الفصائل الاسلامية الراديكالية السنية والشيعية .

اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -