الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراقيون الجدد

جودت هوشيار
كاتب

2012 / 1 / 11
كتابات ساخرة


مقرب من المالكي يحذر تركيا من اختراق الأجواء العراقية

نشرت و سائل الأعلام العراقية تصريحا لقيادي في الحزب الحاكم فى العراق يحذر فيه تركيا من اختراق الأجواء العراقية ..وقال حسن السنيد ، إنه " في حال اخترقت تركيا الأجواء العراقية فإننا سنلجأ إلى منظمة العمل الإسلامي أو إلى الأمم المتحدة ،.وأشار ، إلى أن "قوتنا الجوية مازالت ضعيفة ورادارتنا لم تغطي كل المساحة، ولكننا وبهذه الإمكانيات البسيطة مقتنعين بأننا متمكنين من حماية أجواءنا. أنتهى تصريح السنيد . و أرجو من القارىء الكريم صرف النظر عن لغته الركيكة ، لأننا ، بصدد تحذير خطير أدخل الرعب فى نفوس القادة الأتراك و جنرالاتهم . و من عادة المالكى الأيعاز الى أفراد حاشيته بالأدلاء بالتصريحات بدلا عنه لجس نبض المقصود بتلك التصريحات .

و لا أدرى كيف يخنار رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى حاشيته من الوزراء و النواب و المستشارين أو ما يطلق عليهم ( المقربون من المالكى ) . و( المقربون ) مصطلح جديد فى الساحة السياسية العراقية و غير العراقية ، لأنه حسب علمى ، لا يوجد مقربون سياسيون من هذا الرئيس أو ذلك فى أى دولة من دول العالم ، و صفة المقرب يطلق عادة على عائلة الرئيس و أقاربه و أصدقائه و ليس على الوزراء و النواب و المستشارين . هل سمعتم فى يوم من الأيام بوجود نائب فى الكونغرس مقرب من الرئيس أوباما ؟ الدولة ليست شركة خاصة أو ناديا للترفيه الأجتماعى أو فرقة مسرحية ، و السياسة لا تبنى على صلة القرابة أو القرب ، الا فى العراق ( الجديد ) . و هذا المصطلح يقصد به أفراد النخبة الحاكمة من العراقيين الجدد و هو من اختراع حاشية المالكى أو بتعبير أدق ، أعضاء جوقته الدعائية الملتفين حوله ، و يبدو لى ، ان الشرط الرئيسى للأنتماء الى هذه الجوقة هو التظاهر بتأييد " الزعيم الأوحد " وكيل المديح له و الأشادة المتواصلة بأنجازاته التى لا يراها الناس العاديون ، بل العباقرة و الأذكياء فقط ، كما فى حكاية أندرسون " ثياب الامبراطور الجديدة "

لقد صدعت " جوقة المالكى " رؤوسنا طوال الأشهر الماضية بجاهزية القوات المسلحة العراقية لأستلام الملف الأمنى من القوات الأميركية و قدرتها على الدفاع عن سيادة العراق فى البر و البحر و الجو . و جاءت تصريحات عضو الجوقة السيد السنيد ، لتؤكد قدرة القوات الجوية العراقية على التصدى لأى عدوان خارجى و لكن ليس عن طريق تغطية ارض العراق بشبكة من الرادارات و لا بمنظومة صواريخ دفاعية و لا بطائرات مقاتلة ، بل بالعزف المتواصل للحن أو قوانة ، العراق القوى و جاهزية القوات العراقية ، و الخطب العصماء و التصريحات الحماسية للزعيم و حاشيته من المقربين من خزينة الدولة و العقود و الصفقات المشبوهة و من الجارة العزيزة ايران و سفيرها المعتمد فى بغداد ، الذى لا يتوقف عن تدريب المقربين على كيفية معالجة قضايا العراق الخطيرة بالتصريحات الساخنة جدا و الأدعية وزيارة قبور الأولياء الصالحين .

منذ عام 2007 و سلاح الجو التركى تقصف المناطق الحدودية العراقية بشكل شبه يومى 2007 أى منذ الولاية الأولى لـلزعيم الأوحد ، مما أدى الى سقوط المئات من الضحايا بين المدنيين الأبرياء من سكان القرى الحدودية و تشريدهم و الحاق أضرار بالغة بالممتلكات .
خمس سنوات من القصف و حكومتنا الأسلامية ، صامتة صمت أبو الهول و صمت القبور . و اليوم يخرج علينا السيد السنيد ليقول أن العراق يفتقر الى الرادارات و هى لا تغطى كل مساحة العراق و ليست لدينا منظومة دفاع جوى ولا طائرات مقاتلة أو قوات جوية مدربة . اذن أين ذهبت عشرات المليارات من الدولارات التى خصصت لشراء الأسلحة ؟ . الجواب عند السيد السنيد و القائد العام للقوات المسلحة ... قسم من هذه الأموال دفعت الى و سطاء و سماسرة أسلحة ، لشراء اسلحة فاسدة من مخلفات حلف وارشو و الجيش الأميركى .
و رغم كل ذلك ، فأن هذا ( المقرب ) لا يتوانى عن تحذير تركيا من مغبة المساس بسيادة العراق و أنتهاك حرمة مجاله الجوى ، لأن العراق قادر على رد العدوان التركى بحكمة " القائد المؤمن " القائد العام للقوات المسلحة و وزير الدفاع و عبقريته المشهودة فى وضع الخطط العسكرية ، التى اوكل تنفيذها الى خيرة الجنرالات المقربين و جيش المؤمنين الذين تدربوا على القتال فى ميادين تهريب النفط و المتاجرة بالمخدرات .
أى أن العراق قادر على هزيمة القوات الجوية لأقوى جيش فى حلف الأطلسى و هو الجيش التركى . و نحن الآن على يقين من أن القيادة العسكرية التركية ستفكر الف مرة ، قبل أن تصدر أمرا الى الطيران الحربى التركى بشن غارة جوية جديدة على " شمالنا الحبيب " . لأن العراق اذا كان يفتقر الى متطلبات الدفاع الجوى ، فأنه قوى بالعراقيين الجدد، أصحاب العمائم البيضاء و السوداء و الحمراء الذين تلمع الخواتم المرصعة بالأحجار الكريمة فى أصابعهم ، وهم يشكلون اليوم نخبة حاكمة تقية و ورعة و منهمكة ليل نهار بالصلوات و التقرب الى الله جل جلاله بقلوب مؤمنة خاشعة و بالأعمال الصالحة التى لم تلوثها السحت الحرام . و لا الصفقات المشبوهة ، و يشهد لهم العالم بالنزاهة و الزهد و نكران الذات ، ما عدا بعض المنظمات الدولية الكافرة التى تفترى على العراق و العراقيين الجدد ، و تزعم أن حكومتنا الأسلامية الرشيدة هى الأكثر فسادا فى العالم و أن عراق المالكى ، أسوأ مكان للعيش فى العالم , و أن زعيمنا الأوحد يتفوق على الزعماء العرب الساقطين ، فى أساليب القمع الوحشية للمعارضين و توزيع الغنائم على المقربين .
على تركيا اليوم ان تكون حذرة و تتجنب المساس بسيادة العراق ، لأن العراق ، و ان كان يفتقر الى أبسط مقومات الدفاع عن نفسه و سمائه ، الا أنه قوى بفضل القيادة الحكيمة لجيش المقربين و العراقيين الجدد من دراويش الأسلام السياسى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرباط تستضيف مهرجان موسيقى الجاز بمشاركة فنانين عالميين


.. فيلم السرب لأحمد السقا يحصد 22.4 مليون جنيه خلال 10 أيام عرض




.. ريم بسيوني: الرواية التاريخية تحررني والصوفية ساهمت بانتشار


.. قبل انطلاق نهائيات اليوروفيجن.. الآلاف يتظاهرون ضد المشاركة




.. سكرين شوت | الـAI في الإنتاج الموسيقي والقانون: تنظيم وتوازن