الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المطلوب حوار ودي في العراق

نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)

2005 / 1 / 2
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


(ليحذر من يحارب الوحوش أن يتحول الى وحش) ألفردريك نيتشه


ها نحن مقبلون على أول انتخابات تجري في العراق الجديد،وتتنازعنا خلافات كثيرة، وأخطر ما فيها أن يقوم البعض منّا بتصفية حساباته السياسية مع من يختلف معهم، عبر اللجوء الى القتل والتصفية الجسدية،الى جانب أن مايجري في بعض المدن التي تحولت فجأة الى اقاليم ساخنة، تنذر بوضع خطير ربما يجعلها تتحول الى فلوجة ثانية.

في بعض المدن ،أعمال عنف وتفجيرات، ومظاهرات وتلويح بمقاطعة الانتخابات، وتهديد من طلاب من مغبة " انتهاك" المساجد واعتقال أئمتها، وغير ذلك مما كنا نشاهد بعض مفرداته في الفلوجة قبل اجتياحها.

بادئ ذي بدء يجب أن نؤكد على الحوار لحل الخلافات، والصراعات، وأن القوة العسكرية لاتحقق الأهداف المطلوبة، خصوصا بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 والتي أدت الى ما أصبح يعرف بالتضامن الدولي من اجل مكافحة الارهاب.

وكان يُفترض بالامم المتحدة أن تحتفل في العام 2001 بكونه عاما لحوار الحضارات بدلا من تصادمها استجابة لنداء الرئيس الايراني المعتدل محمد خاتمي، ولكي يعيش العالم بعيدا عن الحروب والتفجيرات الدينية والقومية والمذهبية، لكن ذلك لم يحصل بعد تفجيرات نيويورك وواشنطن التي أدخلت العالم بما أن يسميه البعض بالعصر الأمريكي.

المؤيدون لاسقاط نظام صدام بالطريقة العسكرية، والمعارضون يجب أن يقبلوا أن دم العراقي أحمر قان ومحرم سفكه،وإن قتل الأبرياء والمدنيين، وحتى الشرطة العراقية وأفراد الحرس الوطني، والجيش، وأي عراقي يعيش على هذه الأرض الطيبة المعطاء، يجب أن يصبح خطا أحمر، مهما كانت الاختلافات في وجهات النظر.

لاننكر أن من حق الحكومة المؤقتة أن تحافظ على هيبتها، وتفرض الأمن لرعاياها تمهيدا لتنظيم الانتخابات ،ولكن يجب أن يجري ذلك بعيدا عن انتهاك حقوق الانسان العراقي، وفي نفس الوقت، فان على المعارضين للعملية السياسية الجارية حاليا، وحتى أولئك الذين يعتقدون بحقهم في " المقاومة" الالتفات الى أمر خطير وهو أن لا إجماع في العراق حاليا على الاسلوب العسكري في "المقاومة"، وبذلك فان سلوك نهج القتل والعمل العسكري،من شأنه أن يزيد في انقسام المجتمع العراقي ويُنذر بتفكيكه، بل وبحرب طائفية من العيار الثقيل لاتُبقي ولاتذر.

الانتخابات على الأبواب، وعلينا أن نعترف أن الأكثرية من العراقيين تريدها في موعدها المحدد وتصر عليه، وترفض مجرد اطلاق نقاش حولها.

وإن أي عمل عسكري جديد في أي مدينة عراقية على غرار ماحصل في الفلوجة ، والتلويح من بعض المشاركين في الانتخابات، بالانسحاب من كل القوائم اذا وقع هذا الأمر في الموصل مثلا، يعكس أهمية أن تبادر الفاعليات الدينية والسياسية الى الدعوة لحل أزمة الأمن الذي بات مفقودا الآن في بعض المدن، عبر الحوار ونبذ التطرف، لكي نتجنب تحويل حدباء العراق الجميلة، الى مدينة أشباح تعافها النفس البشرية ، وتذر فيها نار انتقام، إذا اشتعلت فانها ستحرق الأخضر واليابس في مرحلة يحتاج العراقيون فيها الى تنفس السلام.

ويجب التذكير مرة أخرى أن تنظيم المظاهرات،واطلاق حرية التعبير، ورفض الانتخابات أو مقاطعتها بشرط الامتناع عن العمل على تقويضها ، هي من أساسيات وأركان المجتمع المدني والديمقراطية في العراق الجديد، وهو (برأيي المتواضع) الجادة الوسطى : بين طريقين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ممر رملي قد يدهشك وجوده.. شاهد كيف عبَر إماراتي من جزيرة إلى


.. حزب الله يعلن استهداف موقع السماقة الإسرائيلي في تلال كفر شو




.. لماذا تضخ الشركات مليارات على الذكاء الاصطناعي؟! | #الصباح


.. حكومة نتنياهو تستعد لتطبيق فكرة حكم العشائر خاصة في شمال غزة




.. هل يمكن للأجداد تربية الأحفاد؟ | #الصباح