الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفحات رمادية من الذاكرة...(ظافر النهر)...12

كاطع جواد

2012 / 1 / 11
سيرة ذاتية


لم يطل مكوثنا قي منطقة حاج عمران طويلاَ إذ اُبلغنا من قبل مأمور سجن خيلان كونه كان المسئول عنا مباشرةً,إذ كانت خيمتنا بجوارهم ويفصل بينا وبين مأمور السجن الشارع فقط كذلك هو من كان يزودنا بالطعام وما نحتاجه ..أُبَلغنا بأن رفاقنا في انتظارنا في منطقة جومان(قضاء جومان الحالي),وقد ذكروا لنا أسم الرفيق (أبو سميرة) عندها أدركنا أن أبو سميرة قام بعمل ما لجمعنا من جديد سويةً وتحديد المسار الذي يجب علينا أن نقوم به..ذهبنا إلى جومان سيراًعلى الأقدام من شدة فرَحنا بالخبر وكذلك لأن جومان لم تكنْ بعيده عن خيلان, فقد وجدنا هناك من كان بانتظارنا وهو الرفيق أبو سميرة وشخص آخر لم أُشاهده من قبل, وبعد أن سلمنا على أبو سميرة قام بتقديمنا للرفيق الجديد (لا أتذكر اسمه الحركي) لكني عرفت اسمه في ما بعد بأن هذا الرفيق الجديد هو (ظافر النهر) وهو مسئول (جيش التحرير الشعبي) ...كان الوقت صباحا على ما أتذكر كان هناك متسعاَ من الوقت للذهاب إلى مقبرة الشهداء في (كلاله)حيث يوارى جثمان الشهيد (أبو جعفر) ..وبعد أن قمنا بمراسيم الزيارة قال الرفيق أبو سميرة: (أن دم الشهيد أبو جعفر لن يذهب هدراً ..وسيدفع إبراهيم علاوي ومن معه الثمن غاليا لما فعلوه )..أما الشهيد (مصير) فأننا كنا نجهل أين دفنوه وفي أي مكان قتلوه كان كل ما نعرفه إن المدعو(..)هرمن قتله طعناً بالحربة..وبعد أن قمنا بما يجب القيام به من مراسيم الزيارة عدنا لمكاننا في (جومان) ..وأثناء جلوسنا لشرب الشاي بالمكان الخارجي للفندق والذي لم يكن فندقاً بالمعنى الخاص بل كان مكاناً للمبيت وتناول الطعام وأثناء تناولنا الشاي رأينا (فاروق) وأحد الأشخاص المعروفين وانه من جماعة جلال الطالباني ,كان الرفيق ظافر يعرفه وهو من اخبرنا باسمه ,لكني لم أعدا تذكر اسمه..لا أدري لم يستعرض فاروق إمامنا بهذه الشكل الدراماتيكي رغم الحادث الذي تعرضنا له والذي كان هو الطرف الثاني و الرئيسي به بعد إبراهيم علاوي لكننا فهمنا في حينها الأمر أنه عملاً استفزازياً وليثبت لنا قوته وتأثيره في الإحداث التي تعرضنا لها ربما,لا ادري!! ....بتنا ليلتنا هناك وفي الصباح الباكر أحضر لنا الرفيق ظافر سيارة خاصة (لاند روفر) حيث كانت هذه السيارات هي الوحيدة في ذلك الوقت التي تسير في طرق كوردستان الوعرة,توجهتْ بنا السيارة إلى محافظة السليمانية لكنها سلكت طرقاً خاصة بالحركة الكوردية متحاشيةً السيطرات العسكرية إذ كانت هناك طرقاً بعيدة عن سيطرات القوات العسكرية العراقية والرصد الأمني البعثي...وصلنا إلى قضاء جمجمال ,لكننا لم ندخل مباشرة إلى القضاء , خشيةَ القوى الأمنية البعثية إذ تركنا السيارة وتوجهنا إلى المكان المحدد لنا بقيادة الرفيق( ظافر النهر).. كنا نجهل أسم ذلك المكان والذي هو في حقيقة الأمر المقر الذي يتواجد به الرفيق (ظافر)وجماعته ..كان الطريق طويلاً جداً والمنطقة خالية من الأشجار والنباتات ...في كوردستان هناك منطقتان يطلق عليهما الأهالي الأولى باسم (جوستان) والثانية (هاوين) أي بمعنى الشتاء والصيف ونحن في مناطق (هاوين)..هكذا فهمنا هذه الكلمة وقتها , وصلنا بعد منتصف النهار إلى المقر الجديد ,كان المقر يقع في قرية شبه مسكونة إذ كانت أغلب بيوتها خالية ,اُستقبلنا من قبل ثلاث من الرفاق لم أعرف منهم إلا الرفيق (بختيار).. كان بختيار هو أحد رفاقنا في كاني سبندار لكنه أنشق عن جماعة إبراهيم علاوي مثلنا تماما وكان بختيار من الرفاق الأكراد المشهورين بالشجاعة والتفاني وكذلك مهارته في الرماية إذ كان يفضله إبراهيم علاوي على الآخرين خلال سفراته إلى سوريا عن طرق زاخو..بعدها خلدنا للراحة من عناء الطريق ولتستقر نفوسنا مما عانيناه من أحداث دراماتيكيه على يد إبراهيم علاوي وجماعته ,أحسسنا بأننا وجدنا ضالتنا بهذه المجموعة الطيبة والصادقة.. كان جل ما يشغل تفكيرنا هو ما آلت إليه الأمور على يد إبراهيم علاوي خاصة اغتيال الرفيق أبو جعفر ,فقد علمنا ببعض التفاصيل من الرفيق أبو سميرة الذي كان قد أستدعي للمقر الرئيسي للبارت (بعد اغتيال أبو جعفر)وتسليمهُ جميع ما يخص أبو جعفر من أوراق ومقتنيات وكان أهمها مذكرات أبو جعفر والتي قام بكتابتها خلال احتجازه من قبل البارت ,حيث علمنا أن الشهيد أبو جعفر قام بالإضراب عن الطعام مطالباً بإطلاق سراحه وقيام البارت بمسؤوليته الأخلاقية اتجاهنا عندما كنا محتجزين في (كاني سبندار) وتأكد لنا بأن استشهاد أبو جعفر كان هو سبب الرئيسي بإنقاذ حياتنا من جماعة إبراهيم علاوي على أيدي البارت !!فأصبح دمه قرباناً لنا وديناً في رقابنا ..عودةُ للرفيق (ظافر النهر) كان الرفيق وجماعته يتدربوا مع الحركة الفلسطينية (الجبهة الديمقراطية الشعبية )وكانت هدفهم هو التدريب مع الجبهة الديمقراطية ثم العمل في العراق لإسقاط النظام باختيار الكفاح المسلح أسلوبا لذلك أي مثل خطنا (القيادة المركزية) تماماً ولذلك أنظم أبو سميرة مع ظافر وجماعته للعمل سويةً تحت أسم (جيش التحرير الشعبي) ..كان هذا هو أسم حركتنا الجديد,.كان كل مايحتاج إليه الرفاق في تلك القرية (لا أتذكر اسمها) من مؤن وأغذية يحصلون عليه من ناحية قريبة من القرية غير خاضعة للنفوذ العسكري العراقي (شبه محرره) والتي كان أسمها (قادر كرم) ..كان يتوجب علينا أن نذهب بين اليوم والثاني إلى ناحية قادر كرم تلك لجلب ما نحتاجه وكانت تظم أقارب احد رفاقنا وهو المدعو(بولا معروف) وهو احد اعظاء جيش التحرير الشعبي والمقرب من الرفيق ظافر.. وقد تعرفتُ عليه وكذلك بقية مجموعتنا وكان الرفيق من عائلة البرزنجي ألمعروفه وهي عائلة شيوعية تسكن كركوك إذ كان أسم أبوه هو(معروف البرزنجي )وكان شيوعيا مشهورا في محافظة كركوك وقد أعدم في 63 بعد انقلاب شباط الأسود على أيدي الطغمة البعثيه الفاشيه ..وأما الرفيق ظافر النهر فهو الشقيق الثاني للشهيد معين النهر الذي أستشهد في بغداد في مدينة الحرية بالتحديد حيث حوصر في بيت أخته بعد وشاية احد المنهارين وأخذ يقاوم الأمن ببسالة وروح عالية فقد قتل منه واحد وجرح اخرين ,لكن بعد جرحه ونفاذ ذخيرته تم إعدامه من قبل الفاشية البعثية دون رحمة...لم أكنْ وقتها أشعر بالراحة إذ كانت الأحداث التي مررنا في كاني سبندارقد أخذت مأخذاً من حالتي النفسية إذ بدأتُ أحس بأن العمل المسلح لا جدوى منه وأن العمل السياسي بعيداً عن أنظار العدو هو الطريق السليم ...كانت أفكاري هذه لم تتبلور بمخيلتي بعد لكن (الدّين) الذي أحس به اتجاه دماء أبو جعفر ومصير هو ماكان يمنعني من اتخذ قرار ترك العمل المسلح لإسقاط السلطة... إذ كان جل ما أريده هو محاسبة إبراهيم علاوي وجماعته. على فعلتهم تلك. وبهذا تحول صراعنا من صراع وكفاح مسلح ضد البعث إلى صراع ضد بعضنا البعض للأسف الشديد وان إبراهيم علاوي هو من يتحمل المسؤولية كاملةً .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأت معركة الولايات المتأرجحة بين بايدن وترامب؟ | #أميركا


.. طالبة تلاحق رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق وتطالبها بالاستقا




.. بايدن يقول إنه لن يزود إسرائيل بأسلحة لاجتياح رفح.. ما دلالة


.. الشرطة الفرنسية تحاصر مؤيدين لفلسطين في جامعة السوربون




.. الخارجية الروسية: أي جنود فرنسيين يتم إرسالهم لأوكرانيا سنعت