الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جميعا من أجل إلغاء الاحتفال بما يسمى-ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال-

مصطفى ملو

2012 / 1 / 11
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


في 11 يناير من كل سنة تحل ذكرى ما يسمى بتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال,هذه المناسبة التي أراد لها مهندسو التاريخ المغربي المعاصر المفترى عليه,أن تصبح حدثا هاما يحتفل به كل سنة,ويتخذ عيدا و طنيا و يوم عطلة.
و بهذه المناسبة التي أريد للمغاربة أن يصدقوا فحواها و حيثياتها,ويظنوا أن المغرب نال "استقلاله",بتلك الورقة المسماة "وثيقة المطالبة بالاستقلال",لا بد لنا أن نتساءل كما ينبغي للمغاربة أن يتساءلوا,هل تلك الورقة -فعلا-والتي بذلت الجهود و كرست النضالات-نضالات المسفيدين منها-,لنجمنتها و جعلها ملحمة تاريخية و حدثا تاريخيا عظيما,هل هي فعلا من أتت بالاستقلال؟وهل حصل يوما أن تحرر شعب في مشارق الأرض أو في مغاربها من نير الاحتلال بورقة أو وثيقة تسمى وثيقة المطالبة بالاستقلال؟وهل الاستقلال يطلب من المحتل أم ينتزع منه؟
أعتقد جازما بأن أي مغربي عاصر الاحتلال الفرنسي أو لم يعاصره,سيكون جوابه كما يلي: قسما لولا المقاومة المسلحة و لولا أرواح الأطفال و النساء و الشيوخ و دماؤهم الزاكيات الطاهرات التي سقطت و سالت في الجبال,ولولا المقاومين الحقيقيين الذين سطروا تاريخا عظيما بدمائهم الزكية و لقنوا المستعمر أسمى دروس المقاومة و الاستبسال,لما تحقق ما نسميه اليوم ب"الاستقلال",أما الطرف الثاني المستفيد من تلك الوثيقة و ما سبقها وما تلاها من مفاوضات و معاهدات و اتفاقيات مع المستعمر,تحت أو أعلى الطاولة,فأكيد أن جوابهم سيكون باعتبار تلك الوثيقة هي الكتاب المقدس و العصا السحرية التي عجلت برحيل فرنسا,وكأن ما كانت تخشاه فرنسا هي تلك الزمرة المحمية التي أسرعت لعقد الاتفاقيات و الصفقات معها,حفاظا على مصالحهما,أو كما جاء في الوثيقة المقدسة" المصالح المشروعة لفرنسا".
دون الدخول في مضامين هذه الوثيقة التي تبرز و تبين منطق الخضوع و الخنوع و الاستسلام و تغليب المصلحة الخاصة على حساب المصلحة العامة و روح الأنانية التي كان يتصف بها مهندسوها باعتبارهم محميين من قبل فرنسا,وباعتبارهم ورثة أهم المناصب و الخيرات بعد "انسحابها",ودون الدخول في التفاصيل السابقة و اللاحقة لهذه "المعاهدة",التي كانت ترمي إلى خدمة المصالح المشتركة للطرفين(فرنسا و الموقعون عليها),قلت دون الدخول في كل هذه التفاصيل,يتضح ل"لأحمق" قبل "العاقل" -على حد تعبير المغاربة-,بأن هذه الورقة ليست هي من أتت بالاستقلال و لا حتى ساهمت فيه,بل على العكس من ذلك تماما,إذا كان الغرض الأول و الأخير منها هو نسب "الاستقلال",لأشخاص أتوا في آخر لحظة و استغلوا علاقتهم مع فرنسا و دراستهم بها,كما استغلوا"أمية" المقاومين الحقيقيين ووطنيتهم التي لا يزعزعها مزعزع لينصبوا و يحتالوا عليهم و على كل الشعب المغربي بهذه الوثيقة,والمؤسف أن الحيلة ما تزال سارية المفعول,حيث ما يزال الاحتفال و التزمير و التطبيل لهذه الأسطورة التي تعتبر ثاني أكبر أكذوبة في التاريخ المغربي المعاصر بعد أكذوبة الظهير البربري التي ابتدعها نفس مبتدعي"وثيقة المطالبة بالاستقلال".
من هذا تأتي أهمية إعادة كتابة التاريخ الوطني بأقلام وطنية حرة و نزيهة,وهو المبدأ الذي ناضلت و ما تزال تناضل من أجله الحركة الأمازيغية,التي تلقى مطالبها و نداءاتها الآذان الصماء,لأن الذين يستمدون شرعيتهم من تلك الأساطير لا يمكنهم أن يقبلوا بمن يشكك أو يطعن فيها,فما بالك بمن يفضحها,لأن فسخ سحرهم و أساطيرهم و طلاسمهم هذه,تعني لا محالة نهايتهم.
و في مقابل الاحتفال بهذه المناسبات المبتدعة و اعتبارها أعيادا وطنية و تخصيص أيام عطل لها,مازالت مناسبات ذات دلالات و عمق تاريخيين تقابل بالإقصاء و التهميش كذكرى معركة أنوال و لهري و بوكافر...وهي المعارك الحقيقية التي أتت ب"الاستقلال",بعيدا عن البلاطات و التآمر و خدمة المصالح الخاصة لأطراف بعينها و التي للأسف لا تعرف عنها الأجيال الحالية الكثير,لأن صناع و ثيقة المطالبة بالاستقلال صمموا لهم تاريخا آخر.
من أهم هذه المناسبات كذلك السنة الأمازيغية التي ستحل علينا بعد يومين و التي تحتفل بها جميع شمال إفريقيا في حين يهملها و يهمشها مهندسو التاريخ المحرف الذي يريدونه تاريخ لنا,وبهذه المناسبة أقول سنة أمازيغية سعيدة لكل شمال إفريقيا و تحية المجد و الخلود لصناع التحرر الحقيقيين,كما أطلق دعوة للغيورين على تاريخ المغرب و رموزه للوقوف في و جه الأساطير التي تمرر باسم التاريخ,وإلغاء الاحتفال بها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا