الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ينبغي الحذر من دفع البلاد نحو الحرب الطائفية، وعدم اختزال الطائفة السنية بشخص الهاشمي والمطلك!

حامد الحمداني

2012 / 1 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



في ظل الظروف الخطيرة والبالغة التعقيد التي يمر بها الوطن العراقي، والصراع المكشوف والمتصاعد بين المالكي وعلاوي على السلطة، والتهديدات المتبادلة بين الطرفين، وعملية الشحن التي تمارس على مستوى الجماهير الشعبية بتوريطها في الصراع الذي لن يجن منه الشعب العراقي غير الدماء والخراب والدمار.

لقد عانت الأغلبية السنية الوطنية حالة من التغييب القسري عن مجرى التطورات التي جرت وتجري في المشهد السياسي الحالي، فتارة يمنع أبناء الطائفة بقوة السلاح من قبل القوى الإرهابية من ممارسة حقهم في الانتخابات كما جرى في انتخاب الجمعية الوطنية، وتارة أخرى تختزل الطائفة بشخوص طارق الهاشمي أو صالح المطلك، أو بعض المقربين إليهم، لكي يمثلوا الطائفة السنية في لجنة إعداد الدستور الدائم. وعلى هذا الأساس يحق لنا أن نتساءل :
كيف تم اختيار طارق الهاشمي صالح المطلك ممثلين للسنة ؟ وعلى أي أساس جرى هذا الاختيار ؟ ومن هي الجهة التي كانت وراء هذا الاختيار، وهل يمثل الهاشمي والمطلك حقاً الطائفة السنية؟ وما هي الانعكاسات السلبية على الطائفة السنية بهذا الاختيار؟
أسئلة لا بد من الإجابة عليها كي نضع النقاط على الحروف، ونكشف زيف هذا الاختيار، والذي كان وراءه؟ والأهداف التي يرمي إليها من وراء هذا الاختيار.

ففي واقع الحال أن صالح المطلك لا يمثل إلا العناصر البعثية التي أُسقطت من السلطة في التاسع من نيسان 2003 ، وهو لا يخفى مواقفه التي يعبر عنها علناً في مختلف وسائل الإعلام مدافعاً عن رفاقه البعثيين، ورافعاً راية إلغاء الفقرة الواردة في مسودة الدستور والمتعلقة باجتثاث أعوان صدام من الحياة السياسية، واعتبار الفكر البعثي فكر شوفيني فاشي أذاق الشعب العراق من ويلاته وجرائمه ما يعجز القلم عن وصف بشاعتها، تماماً كما فعل النازيون وفكرهم الفاشي أيام حكم هتلر طاغية ألمانيا.

ويبدو أن اختيار المطلك ومجموعته قد جرى من قبل الولايات المتحدة وسفارتها في بغداد في محاولة لخلق نوع من التوازن بين قوى الإسلام السياسي الشيعي المهيمن على الحكم والعناصر البعثية التي تدعي العلمانية!، حيث لا تطمئن الولايات المتحدة لتوجهات قوى الإسلام السياسي الشيعي في إقامة دولة دينية وطائفية في العراق.

هل عجزت الولايات المتحدة عن إيجاد عناصر وطنية ديمقراطية سنية نظيفة لتمثل هذه الطائفة المغيبة عن المسرح السياسي؟
أم أن الولايات المتحدة لم ترمِ حقاً وصدقاً إقامة نظام حكم ديمقراطي حقيقي في البلاد، بل هي سعت لخلق سلطة ذات مظهر ديمقراطي بائس تدين لها بالولاء المطلق، وتنفذ أجندتها المرسومة سلفاً لمنطقة الشرق الأوسط الكبير.

ولقد حذرنا بمقالات عديدة آنذاك من هذا التوجه الأمريكي بأنه ينطوي على مخاطر جسيمة على مستقبل العراق، ومستقبل الديمقراطية المنشودة، فالقوى البعثية بكل أصنافها ومستوياتها من جهة، ليست فقط لا تؤمن بالديمقراطية، بل لقد مارست اشد أساليب القمع لأبسط الحقوق الديمقراطية للشعب طيلة سنوات حكمها البشع، وأن أية محاولة لتبييض صفحة رموز نظام صدام ومحاولة إشراكهم في إدارة شؤون البلاد من جديد مرفوضة تماماً من قبل الشعب العراقي بكل طوائفه، وبشكل خاص من الطائفة السنية التي ترفض رفضاً مطلقاً أن يمثلها صالح المطلك ورفاقه.

إن بروز هذه الزمرة على المسرح السياسي الحالي كممثلين للسنة قد شكل إهانة كبرى وتجاهلاً خطيراً للطائفة السنية وممثليها الحقيقيين حاملي لواء الفكر المتنور، والملتزمين بالديمقراطية كمبدأ وهدف، والمؤمنين بحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، والطامحين ببناء عراق ديمقراطي متحرر يتساوى فيه أبناء الشعب بكل قومياتهم وأديانهم وطوائفهم في الحقوق والواجبات دون تمييز، والاهتمام بشكل خاص بالمرأة العراقية وستقبلها الاجتماعي والسياسي لكي تأخذ دورها الرائد والضروري في المجتمع، وعلى قدم المساواة مع الرجل في كل مجالات الحياة المختلفة.

إن اختيار صالح المطلك ورفاقه ممثلين للطائفة السنية قد أدى إلى انعكاسات سلبية خطيرة على الطائفة وصلت إلى حد اعتبارها من قبل أحزاب الإسلام السياسي الشيعية مناصرة لقوى الإرهاب والفاشية والقوى الظلامية، وهي التي اكتوت بجرائم الإرهابيين والبعثيين الفاشيين والسلفيين الظلاميين القادمين من وراء الحدود لتنفيذ جرائمهم البشعة بحق الشعب العراقي. في حين أن ميليشيات أحزاب الإسلام السياسي الشيعية مارست هي الأخرى أبشع أساليب القتل والإرهاب، وتهجير المواطنين عندما أشعلت الحرب الأهلية الطائفية عامي 2006و2007، حيث قتل عشرات الألوف من المواطنين الأبرياء على الأسم والهوية، وحيث جرى تشريد ما يزيد على المليونين من ديارهم هرباً من بطش تلك المليشيات الإرهابية.

أن الصحافة، وصحافة الانترنيت التي فسحت المجال لبعض أنصاف المثقفين لكي توجه الاتهامات الباطلة، والتي ليس لها أساس من الصحة للطائفة السنية، قد أثارت ردود فعل خطيرة على الجانبين الشيعي والسني، وهي بالمحصلة تتجه نحو إثارة العداء الطائفي، والدفع باتجاه تصعيد المواقف نحو الصراع الطائفي والحرب الأهلية من جديد، والتي لا تخدم أي من الطائفتين، وتدفع بشعبنا نحو الهاوية.

لم يكن بودي أن أتحدث عن الموضوع الطائفي، ولم أكون يوماً قد فكرت بهذا الأسلوب، وسوف لن أكن أبداً داعية لطائفة ما على حساب طائفة أخرى، وسأبقى في خدمة مجموع شعبنا بكل طوائفهم وأديانهم وقومياتهم، والمعيار عندي يبقى دائماً هو الوطنية الصادقة، وحب الشعب، والذود عن الوطن، والعيش المشترك، والاحترام المتبادل لكل مكونات شعبنا.

ينبغي أن نكون حريصين في كل أحاديثنا وكتاباتنا، ولا نُطلق التسميات والاتهامات جزافاً على أي من مكونات شعبنا فتعبير المثلث السني على سبيل المثال يثير ردود فعل خطيرة لدى الجانبين على حد سواء، ولا يخدم بالتالي الوحدة الوطنية، بل على العكس من ذلك يشيع الكراهية والعداء غير المبرر بين مكونات شعبنا.

إن دمائنا قد امتزجت بين مختلف طوائفنا، ويندر أن لا نجد هذا الامتزاج بين أبناء الطائفتين السنية والشيعية وبين العرب والأكراد وسائر مكونات شعبنا، وأن على كل غيور على مصالح الشعب والوطن أن يبذل أقصى ما يستطيع من جهد لإفشال المخطط الخطير بإشعال الحرب الأهلية والطائفية، وينبغي أن نحرص كل الحرص، وبكل الوسائل والسبل على تمتين عرى الأخوة والمحبة بين جميع مكونات شعبنا، وهذا الأمر هو واجب مقدس يقع على عاتق الجميع من أجل الخروج بالعراق من هذه الأزمة الخطيرة التي يمر بها اليوم، والوصول بشعبنا إلى شاطئ السلام، وتحقيق الحياة الحرة الكريمة لبني وطني، ولا شك أن هذا الأمر يعتبر مسؤولية الجميع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العنوان اولا
محمد الرديني ( 2012 / 1 / 11 - 17:31 )
استاذي الكريم حامد الحمداني
تعرف جيدا انا من قراءك المواظبين ولكنك خذلتني هذه المرة
لنبدأ بالعنوان ونسأل لمن نوجه التحذير والكل غاطس مع الكل
هل نحذر ناسا يشتهون الموت في عبوة ناسفة وهم بطريقهم الى زيارة العتبات المقدسة؟ الكل يعلم ان معظم هؤلاء البشر يفضل الموت الان على ما يعانيه من شظف العيش والاخنال والاستهانة بكرامته وسرقة ثروته
في الفقرات الاولى من مقالك حاولت ، وارجو ان اكون خاطئا تمرر معلومة مفادها ان السنة مظلومين ويجي ان نشاركهم النحيب والبكاء على ما فات وتريد ياسيدنا الكريم ان ندخل في معمعة الطائفية ونترك امرالعراق لمستر بايدن وولاية الفقيه
في اعتقادي الشخصي ان مثل هذه الاطروحات يمكن ان تؤجل الى وقت آخر لأن المهم انه حدثت ،لاسمح الله، الحرب الاهلية فانها لن تفرق بين الشيعي والسني والصابئي والمسيحي
وبعد ذلك سنجد البصراوي يطلب تأشير لزيارة بغداد والموصلي لا يحق له الذهاب الى كركوك الا بعد استحصال الوافقات الضرورية
شكرا لك،


2 - توضيح للأخ الاستاذ محمد الرديني
حامد الحمداني ( 2012 / 1 / 11 - 19:39 )
أخي العزيز الأستاذ محمد الرديني المحترم: يؤسفني أنك قد اسأت الظن بي وظلمتني، ورجائي أن تعيد قراءة المقال مرة اخرى لتجدني قد اوضحت انني لست مؤمناً بالطائفية ، انا لست سنياً ولست شيعياً ، بل عراقياً محبا لوطنه وشعبه، بصرف النظر عن هذا التنويع الديني والطائفي والعرقي، وعلى قدم المساواة.
انا لم ادعي مظلومية السنة ولا الشيعة في مقالي ، بل وجهت المقال إلى المتخاصمين المالكي علاوي الذين يوشكوا أن يقودوا العراق وشعبه نحو الكارثة، وعندما اقول أن الهاشمي والمطلك لا يمثلان الطائفة السنية فلا أدري كيف فسرت ذلك بأني اتحدث عن مظلومية السنة ، رجائي أن تعيد قراءة المقال بتأنٍ لتتأكد من كوني ذلك الحمداني الذي تقرأ له باستمرار، وأني اكن كل المحبة والاحترام لكافة ابناء شعبنا بمختلف قومياتهم وأديانهم وطوائفهم والمعيار الوحيد عندي هو حب الوطن والحرص على العلاقة الأخوية بين سائر مكونات الشعب من أجل منع وقوع كارثة أخرى كالتي شهدناها عامي 2006و2007، مع وافر محبتي واحترامي


3 - نعم هؤلاء لايمثلونا
رعد الحافظ ( 2012 / 1 / 11 - 21:42 )
أنا أعتبر نفسي مثل الاُستاذ الحمداني .. لا سًنّي ولا شيعي .. ولا هم يحزنون
لكن إن كان ولابّد أن يُقاس المرء على مولدهِ ومنطقتهِ , فأقول إذا إعتبرني الناس سُنّي فأنا أنكر أشدّ الإنكار تمثيل هذا الرهط الحالي لنا
معناها من مطلكها الى الهاشمي الى قبلهم عدنان الدليمي الى الضاري وباقي الشلّة أعتبرهم إمّا إرهابيين ... أو بأحسن الاوصاف , بعثيين فاشيين
ولو اُجبرتُ على إختيار رجل من إصول سنيّة ليمثلني لأنتخبتُ أمثال عدنان الباججي ومثال الآلوسي وحتى هؤلاء لي تحفظّات عليهم , فعندما تسوء الأمور يرمون بالتهمة والمشكلة على أمريكا ليستريحوا من النقاش
بينما الحقيقة التي لا نعترف بها جميعاً , وكان يُرددها المرحوم عزيز علي / العلّة منّا وبينا
المشكلة في ظنّي ونتيجة الخراب الواسع الذي خلّفه صدّام , لن نجد عدد كافي كسياسيين نظيفي اليّد ليمثلونا
وكان ذلك عنوان مقال لي ساخر / سألتُ الأحبّة القراء أن يتفقوا على بعض الموجودين على الساحة , وكانت النتيجة كما توقعت
إختاروا أمثال اياد جمال الدين وأحمد القبانجي وآخرين ينبذون الطائفيّة المقيتة وحتى ينبذون رجال الدين عموماً وسلوكياتهم !
تحياتي لللجميع


4 - امر غريب
ليث ( 2012 / 1 / 11 - 22:16 )
لااعتقد اني كتبت اي شيء يخالف قواعد النشر


5 - الرجاء اعاده نشر تعليقي المحذوف
ليث ( 2012 / 1 / 11 - 22:33 )
اعتقد ان ماذهب اليه الاخ رعد الحافظ فيه شيء من الصحه..فانا كذلك مؤمن بأحمد القبنجي واياد جمال الدين.لكن هذا لايحل القضيه.القضيه ان هناك من يريد الغاء الطائفه السنيه بالكامل والتعدي على كل من ينتخبوه.بل ذهب المالكي بعيدا باتهام محافظات بأكملها بأنها ارهابيه وبعثيه ,هل هذا يجوز. الانسان اذا اراد ان يكون محايد عليه ان ينظر بعيون الاخرين للامور,ارجوا من الموقع ان يكون هو كذلك محايد ويعيد نشر تعليقي .وانا الاحظ ان كل التعليقات هي من طيف واحد وهو يدل على عدم حياديه الموقع


6 - دولة ورجال
فريد نجيب ( 2012 / 1 / 12 - 09:52 )
اليوم العراق بحاجة الى شخصيات تتسم بالوطنية تتولى خدمة الشعب المتعب البائس لا تفكر بالمصلحة الشخصية لاتمثل طائفة او قومية او دين بل العراق وحده -
مؤسس الدولة العراقية المرحوم الملك فيصل الاول ورجالات ذالك العهد كانوا ثوار ضد الاستبداد والظلم قبل ان يكونوا زعماء وقادة لامجال لتعدادهم رحمهم الله جميعا -
ما بعد ذالك العهد ثوار 14 تموز السمة البارزة والمشتركة بينهم النزاهة والوطنية .
شخصيات وطنية عديدة اخرى لعبت دور مهم في مجالات السياسة والاداره والثقافة والعلوم و غيرها - خلال تاريخ العراق الحديث -
نعم العراق بحاجة لمثل الاستاذ رحيم العكيلي وامثاله في هذاالوقت العصيب والله الموفق -


7 - تعقيب على تعليق الاستاذ رعد الحافظ
حامد الحمداني ( 2012 / 1 / 12 - 10:00 )
عزيزي الاستاذ رعد الحافظ المحترم: في كل ارشيف مقالاتي وكتبي كنت ضد التعصب الطائفي والقومي ، وعندما اقول انني لست سنياً ولا شيعياً فهذا نابع من فكري، فالاسلام عندما جاء على عهد الرسول لم يكن هناك مسلم سني ومسلم شيعي ، وانا اعتبر اعتبرهذا التقسيم خروج على الاسلام ، وأداة لتفرقة وتمزيق البنية ، الاجتماعية ، وعامل حاسم في تناحر و تأخر المجتمع ، وهو سلاح استخدمته احزاب الاسلام السياسي بشقيه الشيعي والسني لتحقيق أهداف سياسية معروفه، ولعلمكم أن اثنتين من بناتي متزوجات لشيعيان ، وإثنان من اشقائي متزوجين شيعيات والجميع لا يعترفون بالتمايز ما بين الشيعة والسنة . ينبغي ان نسموا فوق هذه العنعنة الطائفة التي لا تجلب لنا سوى التنازع والتأخر والظلام. عندما قامت ثورة 14 تموز المجيدة لم أجد من يسأل هل انت شيعي ام سني ، لكن نظام صدام الفاشي هو الذي أجج الطائفية ، وجاء الاحتلال والحاكم الامريكي بريمر ليتحدث بأسوب طائفي، واقام مجلس الحكم على اسس طائفية وعرقية. مع وافر تحياتي

اخر الافلام

.. ماذا تحمل الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية لفرنسا؟| #ا


.. روسيا.. اشتعال النيران في مستودعات نفط بعد هجمات بمسيرات أوك




.. حزب الله يستهدف مبنى عسكري إسرائيلي بالجليل الغربي| #الظهيرة


.. وزير الداخلية الإيراني: الشعب الإيراني اختار مسعود بزشكيان ا




.. واصف عريقات: الجيش الإسرائيلي ينقصه المعنويات والروح القتالي