الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرف والرجولة

كامي بزيع

2012 / 1 / 11
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف


هناك مسألة هامة في مجتماعاتنا الا وهي "الشرف"، التي تعني المنزلة او المكانة، وبالتحديد السمعة. فرجل ذو شرف هو دون شك ذو سمعة طيبة يراعي العادات والتقاليد ويتصرف بما يتلائم مع المجتمع والاعراف، ولكن رجل "بلا شرف" هو الرجل التي تلوث شرفه بفعل امراة، وهذا المراة يمكن ان تكون زوجته او امه او ابنته او اخته.
ويختلف مفهوم الشرف بين الرجل والمرأة، فشرف المرأة ان تحافظ على طهارتها اي ان لا تقيم علاقات جنسية خارج الزواج. الرجل يمكن ان يقيم هذه العلاقة بدون ان يغير الامر في موضوع شرفه. اذن يرتبط الشرف عند المراة بالفعل الجنسي الذي يجلب العار ليس اليها وحسب وانما الى عائلتها او قبيلتها باسرها. والرجل عليه ان يدافع عن الشرف، عن شرفه، وشرف عائلته وقبيلته، عليه ان يثبت بالتالي رجولته، ويقوم بمحي العار، وغالبا مايتم غسل العار بالدم، فالمرأة ضعيفة بطبيعتها ولا يمكنها ان تحمي شرفها بنفسها، لذلك عين الرجل نفسه وصيا على هذا الشرف الذي يتربع بين فخذي المراة.
الشرف يتجسد بشكل قوي في الفعل الجنسي، بينما شرف الدفاع عن الوطن، والذود عنه، يصبح في المرتبة الثانية، لماذا؟ بكل بساطة لاننا نجسد البداوة لا نزال نتوه في صحاري الشعر العذري والشعر الاباحي، الذين ميزا ثقافتنا على امتداد العصور.
يتلوث شرف المرأة بعلاقتها الجنسية، مع من؟ الرجل الذي تقيم معه المرأة لا يتلوث شرفه لانه من حقه كرجل ان يشبع شهواته، لكن المرأة تصبح هي الضحية. هو البطل وهي الزانية، هو الفحل وهي العاهرة، العيب يطال والدها او اخوها او زوجها او خطيبها او ابوها، لماذا؟ انهم كما ذكرنا الاوصياء حماة الفرج!!!.
في الحقيقة ان الرجل كما المرأة كلاهما يلحقهما العار، في الزنى وانتهاك المحرمات، لانهما ككائنيين مفكرين، او بالاحرى عاقلين، متساويين في الرذيلة كما في الفضيلة، وليس على الرجل ان يتخذ الحمية للدفاع عن المراة، بل عليها بنفسها ان تمنع الامر، عليها ان تكون سيّدة نفسها بكل مافي الكلمة من معنى، على المرأة حتى في اقصى المناطق الريفية، ان تقتنع بان جسدها كما شرفها ملكها هي، وان الاذى يصيبها هي وينتقص من قدرها وكرامتها.
لقد آن الاوان ان تستعيد المرأة مكانتها التي سلبتها اياه التقاليد والعادات وفي احيان كثيرة الشرائع، عليها ان تسترجع دورها كملكة دون ان يكون عليها وصي، بل هي تكون وصية على العالم والاجيال القادمة.
ليس الشرف هو الرجولة، ان الرجولة الحقة هي التي تعطي المرأة مكانتها، بدون خجل او تلكؤ، لان المرأة الحرة تنجب دون شك اجيالا حرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سلام لك عزيزي
فؤاده العراقيه ( 2012 / 1 / 11 - 23:28 )
مجتمعاتنا والشرف الذي لا علاقه لهم به
المرأه الشريفه عندهم هي من تمارس الجنس مع من تكره ومجبره على هذه الممارسه وهو زوجها
الساقطه لديهم هي من تمارس مع من تهوى
مجتمع اختلطت به امفاهيمه وضاعت مقاييسه
تبا له


2 - من طبيعة المجتمع
محمد البدري ( 2012 / 1 / 12 - 14:07 )
هذا الشرف هو من نتاج جهل وجاهلية العرب فالمرأة عندهم شيئا وضيعا في الجاهلية وفي الاسلام علي السواء. فمن حق الذكر مضاجعة من يشاء لان نتاج فعله ابناء من صلبة يدعمون وضعيته الاجتماعية وامن عشيرته باستحقاقات صلات الدم أو العلاقة الابوية. المرأة إذن مجرد وعاء ولهذا يحرصون عليها ليس لكونها انسانة انما موضعا به امكانيات للعدو ان يزرع اجنته وبالتالي استحضار اجيالا تدعم امن العدو. فلا يمكن فهم معني الشرف الا في ضوء العلاقة القبلية الابوية المنشأ. ولا يمكن فهم العفة الا في ضوء ملكية الاوعية الممكن استثمارها انجابيا. شكرا وتحية وتقدير لصاحب القلم النزيه كامي بزيع

اخر الافلام

.. الاقتصاد وحق الإجهاض والسياسة الخارجية.. كيف تؤثر على أصوات


.. خارج الصندوق | لماذا يسمح لفتاة أن ترتدي الصليب وتمنع أخرى م




.. محكمة فرنسية تحيل حفيد مؤسس الإخوان لمحكمة جنائية بتهمة اغتص


.. اتحاد إعلام المرأة يحتفل بالذكرى الرابعة لتأسيسه




.. مؤتمر خاص في الرقة يحث على أهمية مكافحة المخدرات