الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسائل الاسد

يوسف كريم حسن

2012 / 1 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


من نافلة الصواب القول ان الحرب في سوريا لم تقرع طبولها بعد كما أراد لها البعض على الرغم من الحملة الدعائية الممنهجة وهالة التفخيم والتهويل الكبيرة التي تتعرض لها والمتمثلة بطمس اغلب الحقائق والانغماس في تحريفها،فالمسلك الذي سلكته الإحداث إلى ألان لايعدو أكثر من سبق صحفي واعلامي محض انبرت إلى نقله هذه الفضائية أو تلك والذي كان مليئا بسيل متدفق من التصريحات والإطلالات التحليلية المكثفة الرامية إلى أيقاظ الفتنة النائمة وتغذية نعراتها الطائفية.

فبعد تصريحات وزير الخارجية القطري التي قال فيها (ان عقارب الساعة لاتعود الى الوراء وان الشعب السوري قد حسم امره) لم يمهل الرئيس السوري نفسه الا يوم فظهر في رابع خطاب له منذ اندلاع الاحتجاجات.
خطاب حمل في جعبته الكثير من المعاني وبث من خلاله الرئيس رسائل دسمة ذا سمنة متخمة الى الداخل والخارج على حد سواء.

رسائل الداخل خاطب فيها الأسد الشعب السوري بالقول(الإحداث أدمت قلبي كما أدمت قلبكم وخسئ من قال إنني سوف أتخلى عن مسؤوليتي ،ثم يقول مستدركا ليس الشعب السوري من يبيع شرفه وعرضه فكرامتنا اقوى من جيوشهم وأغلى من ثروتهم)
إن القراءة السريعة إلى هذه الكلمات المعسولة تستدعي منا القول ان من حق الشعوب ان تنتفض ضد الخبز والكرامة بما فيهم الشعب السوري المطالب بالإصلاح لكن في نفس الوقت على الشعب السوري إن يدرك مايقوم به وان يقرا المستقبل قرائة عميقة يغور في تفاصيلها ويتوغل في اعماقها فالقادم يعني المجهول بكل الاحتمالات إذا لجأوا إلى الخيار الثاني (اللاصلاحي)وفضلوه على الخيار الأول .

إما الرسالة الأخرى والتي استهلكت أكثر وقت الخطاب فكانت موجهة إلى الجامعة العربية أي الخارج ومضمونها (على الجامعة إن تحترم ميثاقها... وتعليق عضوية سوريا معناه تعليق عروبة الجامعة ..ويستطرد بالحديث ويقول متى وقف العرب مع سوريا؟؟؟ ....).
يستشف من هذا الكلام امتعاض وحنق القيادة السورية من معادلة جائرة يكون الخصم فيها هو ذاته الحكم وكذلك نعت الجامعة العربية بالازدواجية كما وصفها بالانتقائية بسسب غضها النضر عما يجرى في البحرين من احداث مشابهه تماما لما يجري في سوريا.

كما ان النظام لايزال يراهن الى الان على شرعية الداخل ولا يكترث كثيرا بالعقوبات الاقتصادية المفروضة على بلد عاش زمنا طويلا على التوازنات الإقليمية وأعطى لها الأولوية في حين بقت الدالة الداخلية للمكونات السورية والتي لايعول عليها النظام كثيرا في الخط الخلفي والثانوي لسياسته التي يسير بها البلد وعلى مدى اعوام.

نعاود الكرة ونقول من حق الدول التي يهمها الأمن القومي الشديد الالتصاق باامن سورية ان يقدموا النصح والعون ويدعموا الاصلاحات التي يروم ويعتزم الأسد تنفيذها وهنا يجب ان نفرق بين نوعين من المتظاهرين الذين يجوبون بعض مناطق سوريا وشوارعها فهنالك متظاهر مظلوم صاحب مطالب شرعية ومشروعة يتوجب علينا ان نتعاطف معه ونصطف الى جانبه تمام الاصطفاف وبالمقابل هنالك متظاهر يريد ان يظلم ويشيع الفوضى فيخلط الحابل بالنابل ويسعى الى تنفيذ ارادة اجندات خارجية صاحبة مشروع واضح الملامح يدعوا أولا وأخيرا إلى تقسيم المنطقة علوةعلى تفتيتها.

ويبقى السؤال الملح متى تنتهي الأزمة في سوريا وهل سيساهم الخطاب الاسدي في لملمة شمل السورين ويعيد المياه الى مجاريها ؟
ربما التفاول المفرط هنا سيكون بمثابة قفز على الحقائق ومجافاة للواقع المملؤء بالتحديات والذي بحاجة إلى خطوات جدية تغير مسار الأمور بالاتجاه الصحيح وتحقق رضا الناقمين على تحركات النظام على الأقل وتنقلنا من مربع الوعود الذي طال الوقوف به إلى مربع الإصلاح المنشود والمتمثل بإجراء انتخابات نزيهة وعادلة وتعديل الدستور بما يتساوق ويتوافق مع المرحلة الحالية وكذالك فتح حوار مباشر مع قوى المعارضة الراغبة في المشاركة في الحكم والسماح بالتعددية السياسية وإنشاء منظمات مجتمع مدني لان هذه الحزمة من الإصلاحات هي الوحيدة القادرة على حقن الدماء وإنقاذ أرواح الأبرياء من دوامة عنف لأناقة لهم بها ولا جمل وفرصة ذهبية يثبت من خلالها النظام حسن النوايا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحياتي
سوري فهمان ( 2012 / 1 / 12 - 09:46 )
لك إنو أمن قومي شديد ولا ضعيف بلد تحكمها عصابه وراثيه تنهب وتقتل الناس هذا كل همها .يرضى عليك خفف لي من هلفذلكات اللي مالهى طعمه وشكرا.
تحياتي


2 - المخطط ليس في صالح العرب
يوحنا مالوم ( 2012 / 1 / 12 - 19:58 )
دراسة مفيدة وعبارات منتقاة بدقة ورؤية حيادية غير متطرفة لتجاوز الأزمة والإنتقال بسورية إلى الإصلاحات المزمع تنفيذها والتي لاتسمح الإضطرابات بالذهاب باتجاهها. بدل الإتهامات وايقاظ النعرات والإستقواء بالخارج الذي يجيش ويهيج ويغذي الفتن لإضعاف وإغراق سورية بالمشاكل بعد أن انكشفت الحقيقة الخبيثة وراء هذه الحركات المشبوهة. الشعب اليوم وعى المخطط المرسوم فإما أن يختار بين المضي في تحقيق المصالح الصهيونية في إقامة شرق أوسط جديد بأسماء مستعارة وبين إصلاحات فعلية تسير بسوريا إلى مايصبو به كل سوري شريف

اخر الافلام

.. أيرلندا والنرويج وإسبانيا.. قصة اعتراف بفلسطين رغم رفض إسرائ


.. إسرائيل تعتبر اعتراف دول أوروبية بدولة فلسطينية -مكافأة للإر




.. هل تعترف واشنطن بدولة فلسطين في إطار صفقة مع السعودية؟


.. دول أوروبية جديدة تعترف بالدولة الفلسطينية.. من هي الدول الت




.. يوروبا ليغ: ثلاثية لوكمان تقود أتلانتا للفوز باللقب على حساب