الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يعيد ألتاريخ نفسه؟

أيلول ألأيوبي

2005 / 1 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


ألتاريخ يعيد نفسه ولو برداء جديد يتناسب مع تطورات ألعصر ومستجدات ألسياسة ألدولية منها وألأقليمية وألمحلية . بهذه ألعبارة نستطيع قراءة ألمواقف وألتحالفات ألسياسية ألراهنة على ألساحة ألمحلية بألتزامن مع ألظروف ألأقليمية وألضغوطات ألدولية ألمتصاعدة ألتي من شأنها فرض حالة سياسية جديدة على لبنان وسوريا .
لقد حث ألقرار (1559) سوريا بشكل مباشر على سحب قواتها من ألأراضي أللبنانية وعدم تدخلها في ألقرار ألسياسي للسلطة أللبنانية. ومنعها من تدخلات عديدة ومختلفة بدءا" من ألأمن ووصولا"الى ألسياسة وللطاقم ألحاكم ألفاسد ألذي ترعاه وتساعده بشكل مباشر للوصول وتبوء مراكز ألمسؤلية في لبنان شرط موالاته وطاعته ألعمياء لها وهي ما زالت حتى ألساعة أللاعب ألرئيسي على ألساحة أللبنانية .هذا ألقرار استدعى قرارا"مماثلا" للمعارضين لسياسة ألسلطة في لبنان فجاء تحالفهم أشبه بألفيسفساء ألسياسية. لقد هدفوا الى تركيب وطن مفصل على قياساتهم ألمختلفة بخلاف مفاهيمهم وأيدولوجياتهم ألمتنوعة وألمتفرقة . هذه ألمعارضة ألتي تراهن على ألمعادلات ألدولية ألجديدة ألمستجدة رغم تبرئة ساحتها من هذا وتوجيه سيف ألأتهام تجاه ألطاقم ألحاكم ونعته بألوصولية وألأستزلام وألأنبطاح لمشيئة ضباط ألأمن ألسوري كما يدعون, تناست أن بعض أزلام ألمخابرات ألأميريكية يتنفسون من بينهم مراهنين على حلول على ألطريقة ألأفغانية وربما ألعراقية . لذا نرى أولئك ألذين كانوا بألأمس ألقريب أقرب ألمقربين من ساسة دمشق وسياستها حيال لبنان,أنه عندما أختارت دمشق غيرهم ليتبوأوا مراكز ألمسؤلية ثارت حفيظتهم وثاروا على حليفتهم ألماضية وبدلوا خطهم ألقومي وألعربي بخط أللبننة وهو شعار ارتجلوه ليناسب لباسهم ألجديد, ومقال يطابق ألمقام ألذي وضعوا أنفسهم فيه. لقد ارتكبت دمشق خطأ فادحا" في سياستها ألمعتمدة تجاه لبنان وأعتمدت على طاقم من ألساسة ألمحليين لا يصلح أبدا" للأبحار في ألباخرة نحو شاطئ سوريا ألعربي . لقد زرعوا في لبنان طيلة فترة حكمهم ألعبثي ألتفرقة بين ألطوائف في سياسة تقوية فريق على حساب آخر , وتهميش دور طائفة لحساب أخرى . وكانت سوريا تغطي هذه ألسياسة ألخبيثة ألتي ان نظرنا اليها وتمعنا بها نراها سياسة صهيونية أميريكية تسعى لتسجيد ألكسنجرية من جديد , بغطاء من ألمغالط اوسيل من ألكلمات وألمشاريع ألوهمية لالغاء ألطائفية ألسياسية ألملعونة . لقد تناسوا جميعا" أن ألطائفية مرض سرطاني يجب استئصاله من جذور ألنفوس ألمريضة وربما ألمتواجدة بنسبة عالية في ألطاقم ألسياسي ألحاكم وألمدعوم من سوريا . تماما" كما كانت ألأنظمة ألغابرة من تاريخنا مصابة بهذا ألوباء ومدعومة من ألأوصياء على سياستنا ووطننا من ألعثمانيين حتى ألسوريين وربما جاء ألأمركيون أو حلفاؤهم في ألغد ألقريب .
لقد عكس ألفساد في ألأدارات ألعامة وألمؤسسات ألرسمية صورة هذه ألطبقة ألحاكمة ألتي تتلطى وتتغطى بولية آمرها . انها طبقة ألوصوليين ألفاسدين , أصحاب ألنفوس ألضعيفة وألرؤى ألقصيرة . علما" أن حالة ألبلاد يوم دخلت سوريا , كانت تستوجب اختيار طبقة من ألحكماء وأصحاب ألحنكة وألروية ألذين يعرفون جيدا" ألخطوط ألفاصلة بين ألأستقلال وألسيادة من جهة وبين ألعلاقة ألمميزة من جهة أخرى . لكن ألحكم ألسوري , وهو ألملم بسياسة ألأوطان , فضل طغمة ألمرتزقة وطابور ألمصفقين وألمهرجين على فريق ألرجال ألأوفياء لأوطانهم وللعروبة . ربما للغاية ألتي كشفها أخيرا" ألقرار (1559) أو ما قيل عن وديعة رابين أو ما ستكشفه ألأيام ألأتية , لست أدري ! ؟
ان لم نوافق كليا" هؤلاء ألطارحين أنفسهم ببرامج متنوعة وقد تكون متناقضة ومندمجة بشكل عشوائي يشبه تنوعات مائدة ألطعام أللبنانية , فلسنا على ألأطلاق مع حكومة ترتدي زيا" سبق ولبسته مثيلاتها على مدى عشرات ألسنين ولم تعط ألدواء ألناجع . ان تغيير أللباس لا يغير ألناس , وسليب ألأرادة لا يفعل ألعظائم . ان هذه ألسياسات ألمتضاربة توافق دائما" استراتجية ألوصي أي كان , كونها تبقي حجة ألوصاية قائمة : ( ألبلاد لم تصل بعد الى مرحلة ألنضوج ألوطني ألذي يساهم بشكل رئيسي ببناء ألدولة ألحرة وذات ألسيادة ) .
في ألماضي اجتمعوا في كتلة أطلقت على نفسها تسمية ألجبهة ألأشتراكية وكانوا متحالفين من أجل ألأطاحة برئيس ألدولة أنذاك ألذي تميز عهده بألفساد وألقمع. لم تكن جبهة اشتراكية بألمعنى ألحقيقي لأن ألنقطة ألجامعة كانت ألمصيبة لا ألعقيدة.
لذا ما لبثت هذه ألجبهة أن أصبحت جبهات مختلفة متناحرة متخاصمة وانتقلت بألبلاد من ثورة أولى بيضاء الى صراع دموي نحو مصير نستطيع أن نقول انه لم يحدد بعد.
واليوم يعيدهم التاريخ بانفسهم أوبأشخاص موروثيهم ألأغرار فيتحالفون ضد ألعهد ويلعبون على حبال ألتغيرات وألضغوطات تجمعهم مصيبة واحدة : عهد مدد له وحكومة صنيعة ألخارج وضامنة لأستمرار هيمنته على ألبلاد وألعباد . فهل ستفرق بينهم في ألغد ألقريب متغيرات ألسياسة في ألعقيدة وألفكر ! ؟
يضعنا ألتاريخ مجددا" أمام تحدياته ليختبر حصانة ما اكتسبناه من أخطاء ألماضي وليرى كيف سنواجه وسنتعامل في هذا ألعالم ألجديد ألذي أنتجته ألأمبريالية وأفرزتنا في نقطة صغيرة من نقاط مصالحها ألتي تمر عبر ألقارات وبين ألمناطق وألأقاليم وفي تشابك ألمصالح بين ألدول. فهل نجتاز ألتجربة ونفوز في ألأمتحان ؟ فلا تفوز معارضة ظرفية معتمدة على ألرهانات ألخارجية من جهة ولا تبقى في هرم ألسلطة مجموعات من ألفئران وألمتسلطين ألمسلحين بقوة صديقة أو شقيقة من جهة أخرى ! هل تعود سوريا الى رشدها وتعي خطورة ألوضع ألراهن وترد للبنان دوره ألمغتصب ليكون خط ألدفاع ألأول عنها بدلا" من أن يبقى مصدر ألقلق وألخوف ؟
لماذا تقبل سوريا بأن تتمثل بأشخاص أعجز من أن يمثلوا ذواتهم , وتعرض عن ألدعوة لبناء أفضل ألعلاقات من قبل أشخاص عرفوا بألكفاءة وألحكمة وألروية وبأرتباطهم ألقومي ؟
لماذا ترضى سوريا بعد هذا ألوجود ألطويل في ربوع لبنان , وألدور ألمهم ألذي أعطي لها فيه , أن تتركه قسرا" لا طوعا" وهي ألتي وافقت في ألطائف أن تترك لبنان بعد فترة وجيزة معافى من كل ألويلات ألتي فتكت بشعبه ؟
أما آن ألآوان لنرى جميعا" ألأمور تأخذ مجراها ألطبيعي وألمنطقي , فلا نستمر في جهل وغياب عما يجري حولنا من تحولات قد توسع ألمنطقة الى قارة ! علنا نعي جيدا" وبموضوعية تامة أن ألتاريخ يعيد نفسه بشكل جديد ولاعب آخر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال


.. روسيا تواصل تقدمها على عدة جبهات.. فما سر هذا التراجع الكبير




.. عملية اجتياح رفح.. بين محادثات التهدئة في القاهرة وإصرار نتن


.. التهدئة في غزة.. هل بات الاتفاق وشيكا؟ | #غرفة_الأخبار




.. فايز الدويري: ضربات المقاومة ستجبر قوات الاحتلال على الخروج