الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكريات لا يمحوها الزمن (ايام في معتقل قصر النهايه)(الحلقة الثانية)

عبد الحسن حسين يوسف

2012 / 1 / 12
سيرة ذاتية



قبل اعتقالي ووصولي الى معتقل قصر النهايه كنت في مقر الحزب الشيوعي العراقي (القياده المركزيه) في منطقة (ناو جلكان) وهي قريه قريبه من كلاله في كردستان وقد ذهبت اليها بعد الضربة الاولى للحزب في زمن عزيز الحاج والتي وصلت اثار اعترافاته حتى الى قواعد الحزب وخلاياه العسكريه ايضا. استطعت الافلات من قبظة الاستخبارات ووصلت الى مقر الحزب بهوية مزوره صادرة من احد النوادي الرياضية في اربيل احضرها لي احد اقاربي وهو المرحوم علوان جبر حبيب حينها كان مسؤل محلية اربيل للحزب لانه كان معلم مبعد من الناصريه الى اربيل وان اعترافات عزيز الحاج لم تصل الى فرع كردستان لعدم امتلاكه معلومات متكامله عنه. كنت شابا صغيرا بعمر 21 سنة ملىء بهمة الشباب وطموحات الثوره المسلحه وشهداء الحزب وعلى راسهم الشهيد خالد احمد زكي (ظافر) الذي استشهد في اهوار الناصريه عند انطلاقة الثورة المسلحة للحزب ماثلة امام عيني فكنت اتحرق شوفا ان تكلفني قيادة الحزب باي واجب وخصوصا في محافضة الناصريه لاني استطيع الاختباء في كثير من بيوت اقاربي هناك.كانت قيدة الحزب كلها متواجده في المقر وعلى راسها سكرتيرالحزب الرفيق ابراهيم علاوي(ابو ليلى ) وعضو القيادة المركزيه الشهيد ابو جعفر(خضير سلمان شوت)وهو قائد عمالي معروف وفاروق عز الدين مسؤول فرع كردستان (بالمناسبه هو الان المدير المفوض لشركة اسيا سيل للاتصالات ومليادير معروف.كان المقر فعلا مجتمع شيوعي مصغر نشارك جميعا بالعمل والحراسة وجلب الحطب ونأكل نفس الآكل وندخن سكائر لف يدوي من نفس النوع .ليس لدينا اسماء حقيقيه ولا يعرف اي منا التحصيل الدراسي للاخر ولا دينه ولا مذهبه ولا منطقته الا بعض الاحيان بطريقة الحدس من خلال لهجة الرفيق . عندما كلفت اول مرة من قبل قيادة الحزب بمهمه خارج حدود كردستان كان ذلك مبعث سرور لي لاني شعرت اني موضع ثقة قيادة الحزب كانت المهمه بسيطة جدا وهي جلب صور لرفاقنا المطلوبين لعمل هويات لهم في كردستان رافقني الشهيد الرفيق بختيار ورفيق اخر اسمه الحركي حسن كل له مهمه تختلف عن الاخر وكل منا لا يعرف الاسم الموجود في هوية رفيقه المزوره طبعا من قبل خبير التزوير الرفيق الشهيد ابو سميره ..غادرنا مقر الحزب سباحا مودعين من قبل رفاقنا وامنيات لنا ولهم بالقاء مرة ثانية حاملين توصيات قيادة الحزب لنا با التصرف بطرق لا تثير انتباه الامن وعدم الجلوس في السياره جنب الى جنب بل كل واحدا بعيد عن الاخر. بدئنا رحلتنا نحن الثلاث بختيار وحسن وانا مشيا من منطقة ناو جلكان على طريق جبلي وعر لا يعرفه الا رفيقنا الشهيد بختيار بحكم كونه من الرفاق الكرد وواجبه دائما ايصال الرفاق المغادرين بعيدا عن منطقة الخطر.. سرنا يوما كاملا في هذه المناطق تناولنا طعامنا من الاكل الذي زودنا به المسؤول الاداري للحزب الرفيق اسماعيل وهو خبز وبيض مسلوق وبصل وقد عطف علينا الرفيق اسماعيل فزودنا باربعة علب سكائر من نوع بغداد لاننا لا نستطيع لف السكائر اثناء المسير. قضينا ليلنا ضيوف في داراحد الفلاحيين الكرد الذي اكرم ضيافتنا واكلنا لحم الدجاج بعد فراق دام اربعة اشهر هي فترة تواجدي في مقر الحزب فكان هذا اللحم ضيفا عزيزا على معدتي اعتقد انها استطاعت هضمه حال وصوله اليها .وعند الصباح غادرنا مضيفنا الكريم بعد فطور جيد ايضا اعاننا على المسير الشاق وبعد مسير خمس ساعات راينا بناية مدرسه ترفع العلم العراقي قال لنا الرفيق الشهيد بختيارالان غيرو ملابسكم الكردية الى الملابس التقليديه (بنطلون وقميص) لقد وصلنا الى مناطق السلطة العراقية. اوصلنا الرفيق الشهيد الى الطريق العام بعد ان اخذ ملابسنا الكرديه واتفق معنا كلا على انفراد على طريق العودة بعد اتمام كلا منا مهمته .كانت المنطفة التي وصلنا اليها قريبة من جبل هيبة سلطان .صعدنا سيارة ذاهبه الى قضاء كويسنجق .ثم الى اربيل بعدها افترق كلا منا الى مهمته بعدعناق رفاقي حار احتمال ان لا يرى احدنا الاخر مرة ثانيه .ذهبت الى الموصل ثم الى بغداد لان السفر الى بغداد عن طريق الموصل اقل خطرا من الذهاب عن طريق اربيل كما يقول من سبقونا بالسفر من الرفاق .لا اريد المبيت في فنادق الموصل فذهبت مباشرتا الى بغداد .حرصت على ان لا ابذر اي فلس بدون مبرر من اجور سفري التي زودني بها الحزب لاتمام المهمه لاني اعرف ان الوضع المالي للحزبجدا ول يسمح باي تبذير. اتممت المهمه التي كلفني بها الحزب وبعد ايام قليله من الراحه في مكان امين في بغداد عدت الى مقر الحزب بعد ان استطعت الوصول الى مكان الرفيق الشهيد بختيار بالطريقة التي اتفقنا عليها مسبقا وقد عدنا نحن الاثنين بنفس الطريق السابق المتعب ولكن الامين. عند وصولي الى مقر الحزب شعرت ان العمل الذي قمت به هو عمل عضيم رغم اني اشعر الان انه بسيط جدا ولكن للعمر احكام كما يقال .بعد اشهر قليله كلفت مرة اخرى باداء مهمه اخرى في بغداد هذه المهمه التي لم استطع بعدها العودة الى مقر الحزب بل حللت ضيفا عزيزا في معتقل قصر النهاية ذو الخمس نجوم.سنكون حلقتي القادمه هي كيفية وقوعي في ايدي الجلادين ومن الذي ساهم بها ... ارجو ان لا اكون قد اطلت عليكم
ولكن هدفي هو مساهمه وان كانت بسيطه لكتابة جزء من تاريخ ابطالنا الشيوعيين وكشف ما اعرفه عن الذين خانو الحزب والشعب .. الى الملتقى
.........................................................................................
ملاحضة ..لقد اخبرني ابراهيم علاوي(سكرتير الحزب) بعد سقوط صدام حسين
في سنة 2003 اثناء زيارته الى بغداد ان الرفيق الشهيد بختيار قد استشهد هو مع احد عشر شيوعيا عراقيين من تنضيمات مختلفة على يد المجرم (عيسى سوار)احد قواد الحزب الديمقراطى الكردستاني اثناء عودتهم من خارج العراق عن طريق الحدود التركية عندما كان الحزب الشيوعي العراقي(اللجنة المركزية) في تحالف مع حزب البعث الفاشي وكانت الحركه الكرديه في قتال مع نضام البعث وبعد اتفاقية صدام مع شاه ايران قام سائق عيسى سوار بقتله وتسليم جثته الى النضام الصدامي .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المناضل عبد الحسن
فلاح علي ( 2012 / 1 / 12 - 13:59 )
تحية طيبة
أشد على يدك لبدئك في توثيق احداث النضال وهذا عمل كبير توثيق الاحداث ضرورة ولكن يبدوا سيأخذ الحيز الكبير منها ظروف ومواقف المناضلين في قصر النهاية وهذا هو الهدف من كتابتك ليطلع الشعب من خلالها على صمود الشيوعيين العراقيين في زنزانات اعتى دكتاتوريات العالم في العصر الحديث
ان تسمح لي بودي ان اقدم بعض الملاحظات والاستفسارات عن هذه الحلقه الثانية
شيئ جميل تحدثت عن البداية ما قبل المعتقل وهي التحاقك في كردستان وفي مقر القيادة المركزية في ناو بلكان وصفت بشكل جميل ومختصر معيشتكم في القاعدة وعلاقاتكم وعملكم وووصفته بانه مجتمع شيوعي مصغر واني اتفق معك في ذلك وما اكدته التجربة ان حياة الانصار انتجت اجمل واسمى وانقى العلاقات واصدقها واكثرها عطائاَ ونشاط وتفاني وتضحية ونكران ذات ولكن الملاحظة هو انك اختصرت هذه الحياة بسطرين فقط يكون من المفيد الحديث بعض الشيئ عن علاقاتكم السياسية مع القوى المسلحة في الجبل مهامكم الاخرى مفارزكم نشاط اعلامي ان وجد او جماهيري ..الخ اعتقد هذا يدخل كجزأ من التوثيق وحتى الوصف مثلاَ وصف المنطقه او العلاقه مع الجماهير لانك هنا في هذه الحلقة توثق ايضاَ قضية نشا


2 - تحياتي يا بطل
فؤاده العراقيه ( 2012 / 1 / 12 - 14:39 )
لا ولن تطيل علينا بل بالعكس ذكرياتك كما هي ذكريات العراقيين مليئه حسره والم ولا تزال , ولي طلب عندك يا حبذا لو تذكر تاريخ الاحداث ليكون لدينا علم بها اكثر ... ننتظر منك باقي الذكريات بشوق ايها المناضل


3 - تضحيات غالية
عباس فاضل ( 2012 / 1 / 12 - 16:16 )
ايها الرفيق العزيز , لقد ضحى الرفاق تضحيات عظيمة لايتسع لها كتاب ولكن من اجل من ؟ نوري السعيد اعدم اربع مناضلين لايستطيع الشيوعي الى الان ان يلفظ اسمه اما البعث فقد اعدم اربعة الاف في الايام الاولى لانقلاب شباط الاسود ومع ذلك تحالف الحزب معه بل وقاتل الى جانبه ايضا ! لقد كانت مؤامرة كبرى وقودها الشيوعيون


4 - شكرا لكم جميعا
عبد الحسن حسين يوسف ( 2012 / 1 / 12 - 16:56 )
الى صديقي العزيز فلاح علي اشكرك على تعقيبك الجميل وقد اطلعت في بريدي على تعقيبك الثاني المحذوف من قبل هيئة الحوار المتمدن ووجدته اجمل ولكن لموقع الحوار سياستا تخصه ياحبذا لو اعادو نشره فمن وجهة نضري ليس للخونة حرمة حتى لا تذكر اسمائهم تحياتي
الاخت فؤادة العراقية اشكرك على اطرائك ومرورك الكريم على مقالتي ساقوم في حلقاتي القادمة
بذكر تواريخ الاحداث بقدر ماتسعني الذاكرة تحياتي
الاخ عباس فاضل ما اكتبه عن الابطال الشيوعيين وليس على الذيين نامو في حضن الجانب الاخر فهؤولاء لا داعي للكتابه عنهم فقد عرفهم الجميع تحياتي


5 - الذكريات الخالده والجميله يجب ان توثق
فؤاد محمد ( 2012 / 1 / 12 - 18:45 )
الرفيق العزيزتحيه
لقدكان جميل وبديع ان تشرح لنا الحياة الحزبيه الرفاقيه
حسب علمي ان الشهيد الرفيق بختيار استشهد مع تنظيمات الشهيد معين النهر
مع الشهيد ظافر النهر وثلاثة عشر من رفاقه من الجيش العراقي الماركسي
بعد معركة شجاعه غدر بهم جماعة البرزاني وسلموهم الى صدام حسين وتم اعدامهم
اما الذين سلمهم عيسى اسوار فهلاء كانوا راجعين من موسكو
مودتي واعجابي اعانقكم
يا كومونيوا العالم اتحدوا


6 - ليس براهيم علاوي مصدر الخبر فقط
عبد الحسن حسين يوسف ( 2012 / 1 / 12 - 20:01 )
عزيزي فؤاد الذين وشا بهم وهم في السليمانيه هم الرفيق الشهيدظافر النهر والشهيد مخلص الملقب ابو سميره والشهيد عثمان من اهالي اربيل وكانت الوشايه من جماعة جلال الطالباني اما الشهيدبختيار فقد استشهدعن الطريق الذي ذكرته وليس المصدر ابراهيم علاوي فقط بل من رفاق اخرين اكدوا الخبر تحياتي


7 - تجارب نضالية
ايار العراقي ( 2012 / 1 / 12 - 23:39 )
تجارب نضالية رائعة تستحق الوقوف عندها والاستفادة من عبرها بوركت ذاكرتك الحديدية
لم افهم بالضبط ردك على احد المعلقين بانك لاشان لك بالجانب الاخر اللذين ناموا في الاحضان
ارجو التفضل بشرحها كما ارجو ان تاخذ بعين الاعتبار الكلمات اللتي تحوي الضاد والظاء حيث انك خلطت بينهما في اكثر من موقع ولاباس فكلنا نتعرض لنفس الخطا
بانتظار قادمك تقبل مودتي


8 - تحية واحترام
عراقي قبل اي شيء ( 2012 / 1 / 13 - 03:05 )
لتنحني الهامات احتراما لتاريخ الرجال الابطال.......والذي شد انتباهي عمق اجرام جلال الطلباني بحق الشيوعيين...لماذا ولمصلحه من؟


9 - شكرا اخي ايار
عبد الحسن حسين يوسف ( 2012 / 1 / 13 - 12:24 )
الاستاذ الفاضل ايار العراقي المحترم
اشكركم على تعقيبكم الكريم على مقالتي
صديقي العزيز اني اقصد بالذين ناموا في احضان الجانب الاخر هم الذين تشبثوا باسم الشيوعيه ولكن تحالفو مع اعدائها في كل المراحل وكانت ماسينا وماسي الشعب العراقي كلها من اخطاء سياستهم واعنقد لا احتاج الى توضيح اكثر فحضرتك اعرف منى في ذلك
اما عن اخطائي اللغويه فاقول لك يا صديقي اني عامل ولم اكمل الدراسه المتوسطة
وبفضل الشيوعيه التي علمتني الحياة استطعت ان اكتب ما تقرءه الان فاعذرني على ذلك وشكرا اخي العزيز


10 - تحياتي الى عراقي قبل كل شىء
عبد الحسن حسين يوسف ( 2012 / 1 / 13 - 14:20 )
عزيزي عراقي قبل كل شىء المحترم تحياتي واشكرك على تعقيبك الرائع وانحني معك لكل بطولات شعبنا والمضحين في سبيل انتصار قضاياه العادله وجرائم اعداء الشيوعيه لا تعد ولكن علينا ان نأخذ عبرتا منها وان لا نضع ايادينا في اياديهم تحيتي ومودتي يا عزيزي الكريم

اخر الافلام

.. الرئيس الروسي يؤدي اليمين الدستورية ويتعهد بوضع مصالح روسيا


.. مشاهد توثق لحظة إصابة صاروخ لمبنى بمستوطنة المطلة جنوب لبنان




.. 7 شهداء و14 مصابا في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية في حي الز


.. الأردن يحذر من تداعيات اقتحام إسرائيل لمدينة رفح




.. أمريكا تفتح تحقيقا مع شركة بوينغ بعد اتهامها بالتزوير