الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف يقررون وبماذا يفكرون(4) أنها الطائفية

الاء حامد

2012 / 1 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كيف يقررون وبماذا يفكرون(4) أنها الطائفية
كان بودي إن اخصص هذه الجزء فقط لمناقشة سؤالا ملحا طغى واضحا خلال الأزمة الراهنة: هو كيف استغلت القائمة العراقية قضية السيد طارق الهاشمي لتنفيذ أجندات طائفية إقليميه خاصة ؟ متمثله بجهات إقليميه معروفة كتركيا ودول مجلس التعاون الخليجي" بعد فشل المشروع الطائفي الذي شكلت من اجله القائمة العراقية المدعوم من تلك الدول المعنية.وكأنها كانت تنتظر مثل هكذا ظروف لتغطية فشلها وفرصة إحياء مشروعها مجددا . إلا إنني أود أولا تحليل الطائفية التي ارتكنت إليها وثانيا التركيز على أدواتها وطبيعة النتائج التي تصل من خلالها ثم التعرج لإجابة السؤال المطروح لهذا المحور. لهذا سأبتعد قليلا عن الأصل الموضوع ثم العودة إليه من خلال الإجابة على فحوى السؤال.

في الأجزاء السابقة وضحنا كيف اتخذت قضية السيد طارق الهاشمي منحا طائفيا حيث نجحت القائمة العراقية في تكريس هذا النمط العدائي وتحويل الملف من جنائي قضائي إلى ملف سياسي طائفي ليأخذ إبعاد عنصرية ضيقة بغية الهروب من الواقع والحقيقة.

بهذا الجزء لا أريد ان أتحدث عن الانتماء الطائفي في حد ذاته ولا عن القيمة التعددية للمجتمع الواحد نفسها, وإنما أتحدث عن مواقف هذه الطائفة او تلك ومدى انحيازها الى الحق والعدل والصواب.

الطائفية هي حالة يمكن إنشاءها وترسيخها بواسطة أدوات عنصريه عدائية ضيقة لتحقيق غرض سياسي انتهازي, ولو أدى الى إشعال بعض الحرائق لإنضاج بعض الطبخات السياسية الفاسدة, ولا يهم بعد ذلك ان تبقى هذه الحرائق لتلتهم أجيالا قادمة من البشر فداء لتحقيق هذا الهدف الانتهازي المرحلي!!

وهذا ما نراه ألان واضحا في قرارات القائمة العراقية المدعومة إعلاميا من قنوات تلك الدول الداعمة ,وقد دخل ساستها على الخط ألتصعيدي بذات الأدوات البغيضة. حيث لمسنا أخيرا تصاعدا للخطاب الطائفي من قبل قادة تركيا ومشايخ الدول الخليجية ضد الجهة الحاكمة في بغداد.

ورأينا أيضا كيف هولاء أنفقوا المليارات على حملات التحريض الطائفي والقتل على الهوية المذهبية من اجل تحقيق أهداف اقصائيه لطائفة كبيرة ( الشيعة ) وكأن الحكم مقتصرا على الطائفة الأخرى فقط والبقية تعتبر مواطنيها من الدرجة الثانية. وهنالك أدوات داخلية دعمت هذا الاتجاه وغذته بكل ما تملك من قوة تريد إعادة التاريخ إلى الوراء.

ولاشك إن سلاح شراء الضمائر ليس قاصرا على زمان دون زمان أو دين دون دين أو أهل مذهب دون غيرهم بل هو أسلوب سلطوي عتيق وهو سلاح ( فرق تسد) الذي استخدمته الأقليات المحتلة لتتمكن من قهر الشعوب والتحكم في مصائرها.

لذا وجب علينا إن ننظر بعين الشك والارتياب إلى المحاولات الجارية لإحياء ذكر بض المفكرين والفقهاء السلفيين وجعلهم رمزا يقتدي به الناس , فليس في تاريخ هذا البعض من إعمال تميزه عن رجال الدين في عصره إلا قضية إصداره الفتوى بإباحة دماء وأموال وأطفال ونساء الشيعة وقيامه بتنفيذ فتواه إلى جانب خلفاء وسلاطين وأمراء عصره

قد يتهمني البعض بالعنصرية أو التصيد بالماء العكر وقد اطلعت على تلك الاتهامات من خلال التعليقات والردود التي طرأت على مقالاتي وفي الحقيقة هي لا هذه ولا تلك ولكن المعطيات الجارية تفرض علينا هذا النفس وهذا الأسلوب .

إذا أردنا ان نجرم الطائفية وإدانتها كان ينبغي علينا أولا إدانة الانصراف الى التعصب الأعمى للطائفة الدينية او حتى العرقية والمهنية كونه يعبر عن ردة إلى الجاهلية لان ليس هنالك دين او مذهب يمنح صاحبه الحق في إعلان تميزه وأفضليته عن بقية العباد من دون ان يقدم الدليل الأخلاقي على هذه الأفضلية.

لم نسمع قبل سقوط النظام شيا عن الطائفية ولا عن تعريفها ولا عن ثمارها المرة بل كانت الأرض شاغرة لرموز الهمجية والعنصرية الطائفية بشتى صنوفها العرقية والمذهبية والقبلية والطبقية يفعلون ما يحلو لهم من دون رقيب ولا حسيب ولا ضابط ولا رابط ولا وازع أخلاقي ولا مانع قانوني أو دستوري . لذا نرى من الضروري رد الأمور إلى أصولها منعا لمزيد من الخداع وقطعا لدابر الجدل السفسطائي الذي يصر البعض من القائمة العراقية على مواصلته.

لم أجد تفسيرا وضحا أو تبريرا مقنعا للاتهامات التي يطلقها البعض من أعضاء القائمة العراقية على شخص السيد نوري المالكي متهمين إياه بالطائفية بينما هم عنوانين ومشاريع للطائفية العنصرية. وإلا كيف تنهى عن فعل وتأتي بأقبح منه كما يقولون" كما لا نقلل من خطورة إبعاد السنة وعدم احتضانهم من قبل الحكومة.وعلى السيد المالكي إيجاد بدائل لمن يعتقدون أنهم يمثلون السنة ألان فالمكون السني رقم صعب لا يمكن تجاهله وانه لا يقتصر على شخصيات معينة في العملية السياسية حتى ألان كي لا يحدث شرخا في النسيج الوطني العراقي وتستفيد منه القائمة العراقية في مشروعها وكذلك الدول التي تدعمها وتساندها.
للحديث بقية سنكمل في الجزء القادم ما طرحناه في هذا المحور








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نيويورك تايمز: صور غزة أبلغ من الكلمات في إقناع الآخرين بضرو


.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل




.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل


.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة




.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟