الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لحظة ملل

نايف حسين الحلبي

2012 / 1 / 12
الادب والفن


لحظة ملل



عندما يتسلل الملل لداخلك تشعر وكأن الدنيا كلها تضيق بك، وتطبق عليك، وتبدأ بالبحث عن أي شي يغير حالك لحال أفضل، ولكنك تجد صعوبة بذلك وتشعر وكأن الطرق كلها مقفلة أمامك، وتتلاعب بك الأفكار السلبية والوساوس، وتجد نفسك لا تقوى معها على شيء، وأحيانا كثيرة لا تجد تفسيرا لما أنت فيه.

مللت من القراءة، ولم تعد غرفتي تستهويني، ولا الجلوس بها يعني لي أي شيء، ولم يعد هناك ما يشدني للبحر الذي كان يزيل هواجسي وينقي فكري ويشعرني بالصفاء وأذوب عبر موجاته،

وبت لا أعير أي اهتمام للكلمات الجميلة التي اسمعها، ولكثير من المقالات التي كانت تشدني والكتب التي كنت أعيش بين دفاتها، والتي كانت تستحوذ على فكري ووجداني وتشدني إليها، أصبحت أراها غريبة عني واجد صعوبة في تصفحها.

لا حياة لدي الآن، كل شيء داخل مساحة شعوري لا حياة فيه، وحب المبادرة غير موجود، وحالة من الحساسية المفرطة التي أعيشها ألان تجعلني أفكر بأن لا أكون ضيفا ثقيلا على احد، وأنا بهذه الحالة.

بدأت برصد الحالة التي أمر بها، والأسباب التي أدت لذلك بعد وضع طاولة من "البلاستك" بيضاء اللون مستديرة أمام مكتبي في بنيدر مقر العمل، وقمت بوضع الأوراق اللازمة للكتابة وبعض من المكسرات، وإبريق من الشاي، وصوت فيروز يصدح مع نسمات البحر المشبعة بالنسيم العليل الذي ينعش الروح.

السكون يملأ المكان، والأضواء متناثرة هنا وهناك وبعض من يرتادون البقالة لقضاء حوائجهم، جعل المكان يعج بالنشاط والحيوية.

بادرت بالاتصال بأحد أصدقائي، هذه المكالمة جعلتني أتهيأ للقيام بأشياء لم تخطر على بالي، واستعادت اليّ بعض من قوايّ، وشعرت بارتياح بعض الشيء ولكن المشكلة ما زالت قائمة.


جلست استشعر هبوب البحر والجو الجميل الذي يحمل سحر ما بنسائِمه، وبَدأتُ اُرقب حركة المارة وانا ارشف الشاي، وثم أعددت الورقة والقلم لأرصد الحالة الشعورية وربما غير الشعورية التي أمر بها، للبحث عن جذور المشكلة وقلت لا بد إنها أفكار عابرة، بدأت تضغط عليّ وتحرك الكثير من المواجع دون أن اعرها اهتمامي، او اني لم أكن مُستعدا لها..فتغلغلت بداخلي دون إذن مِني وبحالة لم أدركها، ولم استطع الوقوف عليها، ولكنها حركت خلايا نائمة في داخلي، وصور ذهنية في مخيلتي وفرت هاربة، تاركة ورائها كيمياء داخلية جعلت مني حالة محبطه لا تقوى على شيء.

وعندما بدأت أغوص بالأسباب الكامنة وراء هذه الحالة، وقمت بكتابتها وأخضعتها للتحليل العقلي، اشد ما ثار انتباهي ودهشتي إن تغيير ما قد حصل بداخلي، وانه لم يعد هنالك مشكلة، وبدأت الحالة الطبيعية تعود إلي من جديد من خلال تحليل الحالة وكتابتها.
وان أمسك بالأسباب التي أدت لحالة الإحباط.

فالعقل ينتشلك من الكثير من المطبات إن استخدمته استخداماً صحيحاً ودقيقاً، وفعلته لصالحك دون أن يجعلك تنجرف وراءه، لتجد إن زِمامْ المبادرة والمقود بيدك، وتستطيع أن تسعد نفسك أو تتعسها.

تحكم في مقود العربة على الدوام، وستجد أن طريقك آمنة، فقط يحتاج ذلك لوقفة حقيقية أمام نفسك ، اسأل نفسك ما الأسباب التي أدت لذلك؟
وقلت محدثا نفسي:
عندما تمسك بالأسباب التي ادت بك لحالة الملل واليأس .....عندها قم بخلق مبادرة ايجابية وتساءل وتحسس الأشياء الايجابية التي تملكها، من ملكات فكرية وصور جمالية وفنية، وتخلُقكْ بأخلاق طيبة، وحسن عشرتك مع محيطك، وحبك لمساعدة الآخرين، وعمل الخير الذي تقوم به، وقدرتك على حب التغيير وخلق أفكار جديدة.

كل ذلك يغير ميزان القوى لديك، ويشدك أكثر إلى الحالة الطبيعية، لان كل ما يعترضك هو شيء عابر، وأفكار سلبية تمكنت منك في حالة من الضعف، أربكت عقلك وسلطت عليك قوى سلبية تشدك لحالة من الانكسار الداخلي، تطفو نتائجها على السطح.

حرِر نفسك من الأفكار والهواجس السلبية، وستجد الكثير من التغيير قد حصل على الفور، وقم بالتماس الايجابيات التي تمتلكها، وحرض العقل على التماسها، ذلك يولد لديك الثقة، ويخلق مولدات داخلية، تقوم بإعطاء أوامر على تحسين الصورة ومعالجة الضرر الحاصل، وتعمل على خلق كيمياء جديدة لديك. عناصرها الأفكار الايجابية وتفاعلاتها الحب والسلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟