الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تراتيل لآلامها رواية جديدة للكاتبة التونسية رشيدة الشارني عن سنوات الجمر بتونس

حكمت الحاج

2012 / 1 / 12
الادب والفن


تراتيل لآلامها هو عنوان رواية جديدة للكاتبة التونسية رشيدة الشارني صدرت الطبعة الأولى منها عن الدار العربية للعلوم ناشرون بيروت 2011 غير إن الرواية تخبرنا على صفحتها الأخيرة أن الكاتبة قد انتهت منها عام 2007. وقد آثرت المؤلفة أن تهدي كتابها إلى روح والدتها والى أمهات الشهداء ومساجين الرأي في سنوات الجمر بتونس.

جاءت الرواية التي صدرت بحلة أنيقة بواقع 165 صفحة وازدان الغلاف بإحدى أعمال الفنانة التشكيلية فاطمة لوتاه بينما صممه الفنان سامح خلف.
هذا وقد كتب الناشر على موقع الدار على شبكة الانترنت في سياق تقديمه للكتاب كلمة معبرة أشاد فيها باللغة الشعرية المتألقة التي كتبت بها "رشيدة الشارني" رائعتها الجديدة "تراتيل لآلامها" والتي تقرب من روح التراجيديا. فإذا ما تصفّحنا سطور الرواية سرعان ما سنكتشف أن الأوجاع أثقل من اللغة، وأن الموجوع يلوذ بمفرداته يقضها قضاً حتى تتّسع لأحزانه، كما يقول الناشر.

ما بين أعماق الذات، ونسيج المجتمع، وتاريخ الأوطان، وذاكرة الأجيال تدور رحى الرواية. فبداية يطالعك مشهد الموت، فللموت قداسة لا يملكها الأحياء ذلك أنهم عادوا إلى ربهم مكتملين بما قدموا من أعمال. هكذا هي حال "خضراء" الأم التي أنجبت ثلاثة ذكور، أصغرهم مسجون وأوسطهم مفقود وأكبرهم مقهور، وعند رحيلها عن الدنيا لم تجد "خضراء" سوى بناتها السبع إلى جوارها. ماتت الأم وهي غارقة في دمها كشاة مذبوحة، انفجرت أحشاؤها حسرة عقب عودتها من رحلة مضنية إلى سجن صفاقس ومنعها من زيارة غيث أصغر أبنائها جميعاً المعتقل منذ أكثر من تسعة أعوام. "انفجار بالكبد" ردّدت الطبيبة وهي تعاين بطنها الذي تضخّم فجأة وصار يعلو وينخفض وكأنه في حركة مدّ وجزر، تتأمل الفتاة أمها من زجاج الغرفة وهم يشدونها إلى الأمصال والأنابيب ويضخّون أكياس الدم إلى شرايينها حتى فارقت الحياة. "تراتيل لآلامها" هي أكثر من رواية، هي تجربة معاشة تجسِّد الموت، والفقر، والقهر، والغياب، بل غياب العدل والرحمة، في عالم لا يتسع قاموسه إلا للأحزان، تحمل الروائية أنين "خضراء" في صدرها لترسل إلى كل صاحب ضمير حيّ قلقها على الوطن وأبنائه. هي حكاية كل أم فقدت أبناءها في ظل حكومات مستبدة، ولا يبقى لها إلاّ أن تروِّض روحها على صداقة الألم وما عليها إلاّ الانتظار ربما تكون "هذه الأيام المتساقطة، مع دموع الأمهات، ستنبثق ذات يوم من تحت رماد الأنين".

أما رشيدة الشارني فهي كاتبة تونسية معروفة تنشط في ميدان السرد حيث صدرت لها مجموعة قصصية أولى بعنوان "الحياة على حافة الدنيا " سنة 1997 وقد نالت جائزة مركز البحوث والتكوين ولإعلام حول المرأة "الكريديف" كأفضل عمل إبداعي نسائي صادر في تلك السنة كما صدرت لها سنة 2000 مجموعة قصصية ثانية بعنوان " صهيل الأسئلة " فازت بدورها بجائزة إبداعات المرأة العربية في الشارقة وهي تعمل حاليا مرشدة بيداغوجية للغة العربية ولديها اهتمامات بالموسيقى وهي الى ذلك عضو رابطة الكتاب الأحرار التي نشطت ضد قمع الكاتب والكتاب في عهد الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -شد طلوع-... لوحة راقصة تعيدنا إلى الزمن الجميل والذكريات مع


.. بعثة الاتحاد الأوروبي بالجزائر تنظم مهرجانا دوليا للموسيقى ت




.. الكاتب في التاريخ نايف الجعويني يوضح أسباب اختلاف الروايات ا


.. محامية ومحبة للثقافة والدين.. زوجة ستارمر تخرج للضوء بعد انت




.. الكينج والهضبة والقيصر أبرز نجوم الغناء.. 8 أسابيع من البهجة