الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لعبة الشطرنج المستمرة

فلاح الزركاني

2012 / 1 / 13
مواضيع وابحاث سياسية




تتمحور الصراعات دائما حول الملكية بالمنظور الماركسي وحول الحق والباطل في المنظور الإسلامي وحول المال في المنظور الرأسمالي وحول الحرية في المنظور الليبرالي
وكل الصراعات بالحقيقة تتجه الى قتل الإنسان وتصفيته باعتباره أداة الصراع وغايته لان كل الصراعات تحمل غايات نبيلة بإسعاد الإنسان والحفاظ على حرياته وكرامته وأمنه واستقراره ومعيشته الرغيدة.
غير إن الإشكالية المعقدة والثابتة هي انه طوال استمرار الحروب والصراعات والقتل منذ بدء الخليقة التي ذهبت بنصف العالم حتى الآن لم تضع الإنسان في سلم الأولويات بل وضعته كوقود للحروب أولا وأداة للتدمير والخراب وهذه العملية يقودها أشخاص لا يؤمنون إلا بشخوصهم ويضعون أنفسهم في مقام الله ويحددوا من يموت ومن يعيش وبالتالي تندرج الصراعات بمجملها في صراع طائفي لا غير هو الانا السفلى لدى فرويد.
إن إشكالية الصراع الطائفي برمتها مجرد مسميات تتخفى ورائها شخوص مستفيدة لا هم لها إلا تنفيذ إراداتها كإفراد أو مجتمعات وهي دائما ما تجير الوسائط كلها للفوز بالحرب ثم تطل الوجوه السعيدة بالانتصار على الأعداء والثمن قتل الإنسان وعذابه من اجل غايات سخيفة ذاتية وعنصرية يحركها الطمع والغرور
وبالمقابل فان الإنسان البسيط لا يدرك بالمطلق الغايات بل ينقاد انقياد العبيد الى حرب تهلكه وهو راض لأنهم يعدونه بجنة عرضها السموات والأرض فلماذا لا يسعى من يشعل الحرب ويصعد على نتائجها الى الجنة مع الآخرين ولماذا يجعل الآخرين سلما للمجد والخلود
إن أي انتحاري في العراق أو في أفغانستان أو في أي بلد لا يمكن أن يمجد اسمه ولا يجسد له نصب ولا يسمى شارع باسمه ولا حي في أفقر أحياء العالم وينسى عاجلا مع الملايين من المنسيين بينما يذكر التاريخ كل الأشرار والطغاة والقتلة الذين لم يموتوا في ساحات الشرف كما تسمى بل كانوا إما مختبئين في الجحور أو سحلوا من قصورهم الفارهة أو عبروا التسعين من العمر بين فصر وقصر وملهى وملهى ولذة ولذة.
وهنا تساؤل اخرق لماذا يتبع الإنسان البسيط تلك القوى المستبدة ويعتبرها ملاذا وحصنا بينما هي بالحقيقة وبالمدرك البسيط افة تدفعه الى قتل نفسه في ميدان من الميادين او صراع من الصراعات لغايات غبية طائفية ذاتية ، غير إن الإنسان هو من يجعل نفسه أضحوكة لهم وأداة طيعة بأيديهم يشيرون له بالقتال أو القتل ويكون الخاسر الوحيد بالنتيجة فلا ارض يعمرها ولا جنة موعودة يطالها ولا ذكرى على قبره إن وجد.
إن الصراع الطائفي هو غاية أفراد معدودين يتفقون على إدارته وفق أهوائهم ومصالحهم وكما يلعب أي شخصين الشطرنج ومن يكسب هو المنتصر ويسلم عليه الخاسر ويتوعده بجولة اخرى قريبه سيكون المنتصر فيها عليه مع كاس نبيذ وحسناء مبتذلة وشلة من السماسرة أما أحجار الشطرنج فترمى في صندوق اللعب انتظارا لجولة اخرى ينتصر فيها من ينتصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أحجار شطرنج
يوحنا مالوم ( 2012 / 1 / 13 - 23:44 )
صراعات بتسميات مختلفة وتسمى لدى عالم الحيوان وحشية إلا أن هدفها التسلط على الأضعف وإخضاعه وإحراز المكاسب بكل الوسائل من قوة وتملك وتسيد ومال وليس للتعايش المشترك في الأرض الواسعة بخيراتها التي لاتنفذ ولكن عين الإنسان الضيقة الجشعه وأنانيته وخوفه يجعله يلجأ لنهب والقضاء على منافسيه . فالإنسان لايختلف عن الحيوان بل أسوأ فالحيوان يقتل كي يعيش أما الإنسان يقتل كي يسود ويتسلط على الآخر والأديان زادته تجبراً وطغياناً على أنه خير المخلوقات بل أنه خليفة الله على الأرض. فهم ذوي المصالح لعبة الحياة وانخرطوا بها كي يستفيدوا هم أيضاً. وتركوا الآخر في سباته الديني يحلم بالجنة التي ستكافئه على صبره وتفانيه في سبيل الآخر. أو استخدموه كوقود عند الحاجة طالما الوعد بالجنة ينتظره أو في سبيل مكاسب مادية تنقذه من فقره وعجزه وفقدان أمله بالأمل في بناء مستقبل أفضل بحفنة من الفضلات ترضيه بأفضل حال مما هو عليه أو ربما يعتقد أن انخراطه هو من باب الدفاع عن الوطن.
لاحل لهذه المعضلة المتكررة على مر التاريخ إلا في فصل الدين عن السياسة وترك الإنسان يتعبد كما يشاء بدون دعم حكومي وبدون مزايا حكومية عندها ستتضاءل
يتب


2 - أحجار شطرنج
يوحنا مالوم ( 2012 / 1 / 13 - 23:46 )
تابع
مصلحة الشيخ والتلميذ عندما لا توجد مكاسب وتشجيع إعلامي وأعياد وإذاعات وقنوات واحتفالات وعطلات رسمية وبناء كنائس وجوامع بالتشارك مع الحكومة بل التركيز على بناء المدارس في كل زاوية وحي وتشجيع الدراسة بوسائل تحفيزية ترغيبية لاترهيبية ولا بالبصم عن غيب ويتخرج الطالب لايفهم من علمه سوى الوثيقة التي يحملها ليركب في المستقبل على أكتاف غيره.

الإنسان في وطننا العربي وقع بين نارين إما أن يساند في انتخاب الإخوان المسلمين في الإنتخابات بعد الثورات أو يساند العلمانيين الوصوليين والذين لايختلفون عن غيرهم في عدم ولائهم لما فيه مصلحة بلادهم . لذلك لا تحل هذه المعضلات إلا بالتسلح بالعلم الحقيقي وبناء الإنسان الواعي لربما يخرج الإنسان المعتدل الذي يقبل بتقاسم الخيرات لي ولك .
مأساة تفتح جوارح الألم وتدمي القلب عندما يقف الإنسان عاجزاً عن ايجاد مخرج آمن.

صراعات لاتنتهي ربما هذا هو قدر الإنسان .إنها لعبة شطرنج بين رابح وخاسر والأحجار التي في طريقهم تقع وهي تحميهم إلى النهاية ويكرر اللاعبون استخدام الأحجار لتحميهم في كل جولة من جولاتهم .

اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا