الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من اجل مواجهة الصراع الخطير المهدد !

مهند البراك

2012 / 1 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بعد اعلان رئيس الوزراء عن الملاحقة القضائية لنائب رئيس الجمهورية الهاشمي و ذهاب الأخير الى اقليم كوردستان، و اعلانه عن تنحيته لنائبه المطلك، و الإثنان من قادة كتلة " العراقية ". و فيما تجري الأعمال التحضيرية لعقد المؤتمر الوطني للتفاهم ـ خاصة بين العراقية و دولة القانون ـ بجهود السيد الطالباني رئيس الجمهورية، يتوسع الشق و يزداد تباعد الكتل الثلاث المتنفذة . . .
و افادت تقارير بان رئاسة الوزراء اخذت تجري تغييرات كبرى في هيكلة و ابعاد و تعيين و ترقيات في مناصب كبرى و خاصة في القوات المسلحة ـ الجيش و الأمن ـ كان ابرزها تغيير رئيس اركان الجيش الفريق الزيباري من كتلة التحالف الكوردستاني . . لصالح كتلة رئيس الوزراء و اقارب لأعضاء فيها، بدون مسوغات معمول بها، وسط تحفظات لجنة الأمن و الدفاع النيابية و استغراب ابرز حلفاء كتلة السيد المالكي من كتل الإئتلاف الوطني، وفق تصريحات لناطقين باسمها . .
في وقت تتواصل فيه تصريحات و تلميحات و تهديدات يُتراجع عن بعضها من قبل اعضاء بارزين في كتلة دولة القانون . . تجاه التحالف الكوردستاني سواء تجاه قادته او تجاه حقوق اقليم كوردستان، آخرها التلويح بقطع الميزانية عن الإقليم و كأنما هي هبة من الحكومة الإتحادية في بغداد او من رئاسة الوزراء في بغداد . .
ليترك كل ذلك بتقدير اوسع الأوساط، آثاراً ضارة بالوحدة الوطنية، و يزيد من مخاطر مشاعر الفرقة و من التفكير بالإنفصال عن آلية عدم الإهتمام بايجاد حلول توافقية تتسم بالإعتدال لخدمة كل الأطراف من اجل ان تسير البلاد نحو الإستقرار و الأمان و السير على طريق ايجاد حلول للبطالة و الفقر و الخراب، على طريق التحرر و التقدم لصالح عموم الشعب بكل اطيافه القومية و الدينية و المذهبية و الفكرية . .
و يرى مراقبون ان تزايد حدة الصراع الأميركي الإيراني مؤخراً، الذي زاد منه اقامة تركيا الدروع الصاروخية وفق خطط الناتو في مواجهة النشاط النووي الايراني المتصاعد، و علاقة ذلك بتطورات القضية الكوردية في العراق و ايران و تركيا و سوريا . . يدفع بالبلاد الى السير بطرق متناقضة تهدد بتصاعد العنف مجدداً على سكة المحاصصة الديموغرافية . . ابرزها طريقين : طريق ولاية الفقيه الإيراني و حكم طائفة الأغلبية الديموغرافية المهددة بالعودة الى الدكتاتورية العنيفة، و طريق التوافق و التمدن الإجتماعي و السياسي السلمي .
حيث يتزايد تمحور صراع القوى الدولية و الإقليمية على هذين الطريقين المتصارعين . . الصراع الذي يهدد باستغلال فرقة القوى العراقية على اسس طائفية و عرقية، بعد تزايد حدة المواجهات في سوريا الحليف الأساسي لحكم ولاية الفقيه في المنطقة، و مؤشرات تزايد حراجة النظام الإيراني بالحصار وفق وكالات الأنباء العالمية و الإقليمية الأوسع انتشاراً . . الحراجة التي قد تزداد حدة ان نجح التحالف الغربي بكسب الصين الى الحصار او الى موقف مستقل في الهيئات الدولية، بعد نجاحه بكسب اليابان التي اعلنت انضمامها الى مقاطعة النفط الإيراني . .
و فيما تؤكد الأطراف العراقية باطيافها على اهمية وحدة الصف الوطني على اساس الدستور لمواجهة الحرائق المهددة . . تتساءل اوساط واسعة لماذا لا تستفيد الحكومة الإتحادية من التجربة الكوردستانية التي استطاعت ابعاد الإرهاب عن اقليم كوردستان و ابعاد شبحه كلما يلوح مجدداً، حيث استطاعت ان تضيّق عديد من الخلافات و ان تتوصل الى حلول متواصلة ـ بعضها مؤقتاً ـ ، كلما التهب الواقع المتربص المحيط بها سواء كان من جهات و شخصيات حكم عراقية في بغداد و تلكؤها في حل المادة 140 و ايجاد حلول لقانون النفط و الغاز، او بسبب مواقف الأنظمة الحاكمة المحيطة الأخرى.
و استطاع برلمانها ان يتقبل وجود معارضة برلمانية كوردستانية، على اساس وحدة الموقف من القضية المشتركة على صعيد الإقليم و التمسك بقيام الدولة العراقية المدنية الفدرالية الإتحادية . . رغم مواقف متنوعة الدرجات من ذلك، سواء داخل او خارج الإقليم . .
و على الصعيد الشعبي فانها تنجح ـ رغم نواقص و اخطاء تسعى لحلّها ـ . . في مواجهة تركات ماضٍ قاسٍ احاط و يحيط بها منذ عقود طويلة، حتى اليوم . . و استطاعت الحفاظ على كيانها بتنوعه، باتباع المرونة و الوسطية رغم تجاوزات حدثت و تبودلت من الأطراف المعنية من جهة، و بسبب نشاطات وصولية و انتهازية تسعى لتحقيق اعلى الأرباح على حساب الصالح العام، مدعومة في ذلك من بيوتات اقليمية و دولية من جهة اخرى . .
الاّ انها استطاعت ان تبقى ملاذاً للتقدميين و التحرريين و المضطهدين بسبب الدين و المذهب و الفكر في العراق . . في الظروف المتشابكة التي يمر بها الإقليم و البلاد و المنطقة. حتى اصبح اقليم كوردستان احسن حالاً من بقية اجزاء البلاد . . باعتراف الغالبية الساحقة من السياسيين و وجوه المجتمع العراقي باطيافه، و بتوجه اللاجئين من الظلم اليه . .
و الاّ فإن تواصل القلق من عدم الإستقرار، و الخوف من العودة الى الإرهاب قد لا يدفع الى الفدراليات وفق الدستور فحسب . . و انما قد يدفع الى تمزق البلاد الى كيانات تتأرجح على تغيّرات ميزان القوى الإقليمي و الدولي، الذي لا يؤدي الاّ الى نزيف و محن اكبر . . بوجود تشجيع و حواضن للتمزيق اقليمية و دولية . . سواء بالإغراء او بالإرهاب .


13 / 1 / 2012 ، مهند البراك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات التشريعية في فرنسا : هل يمكن الحديث عن هزيمة للتج


.. فرنسا : من سيحكم وكيف ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. سائل غامض أخضر اللون ينتشر على أرضية مطار بأمريكا.. ما هو وم


.. فشل نظام الإنذار العسكري.. فضيحة تهز أركان الأمن الإسرائيلي




.. مقتل وإصابة العشرات من جراء قصف روسي على عدة مدن أوكرانية عل