الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذهبت احلامها ادراج التقاليد

فاطمة العراقية

2012 / 1 / 13
الادب والفن


ذهبت احلامها ادراج التقاليد

تحمل (احلام) العمر بين حاملة الاواني (الصينية ) وكاسات اللبن (الخاثر ) المعدة للبيع ...كل فجر يطل عليها ..دون عطلة او اجازة ..
ممشوقة بنحافة العوز الغذائي الذي يكلل عظامها ... في ساعة مبكرة من نصيب شحيح وحظ اقل ..تزوجت ..واصرار الاهل ان البنت مصيرها الزواج .

رسمت على شفيتها حزمة من التساؤلات لتعبر حدود الاخ والاب .(ياابي انه فلاح وعاطل وانا امنيتي ان اكمل دراستي )...بين هواجسها .والخوف المستتر بعيون امها .
وحنو الوالد تهمس عشيرتها (بناتك هواي زوجهن ) خضعت اليافعة بكل امانيها

وغادرت سرير الاحلام لتحط وسط عائلة ...سيدها يانف من القاء التحية على النساء

لانهن اقل شانا ..وناقصات عقل ودين ووو ...حاولت الهيفاء ان ترسم البسمة على محياها .كل صباح كي تكسب ود العائلة الجديدة ,وتمسك بالعصى من اوسطها .

حتى تصل او ربما تمني النفس بالوصول لمرادها في اكمال دراستها الثانوية

لكن بين طموحها والزوج ..مثل الثرى والثريا ...


(الدهر عضني بنيابه ولاجن )
(ابهيمة اولاذره عندي ولاجن )
(انه راضي بجسمة الباري ولاجن )

ارى غيري وتشب نيران بيه ..
................................................................

لم ياتي الوقت الذ ي مر عليها وهي تحلم برجل المطر .او رجل الشوق المحمل بالحب .للزهور وشاطيء التناغي .اليها كانثى ...

امتطت خيل صمتها ....وانجبت طفلها الاول بعد مخاض من واقعها وضياع احلامها ..لتنجب من تفضي اليه بهمومها .

وكانت الساعات الاجمل في عمرها .وهي تحدق بعيون الطفل الاشد شبها بها ..
تعزفه لحنا وتطرب اسماعه بان لايكون رهينة للتقاليد ..

برفع سيف حريته عاليا لينادي .....لامثل امه .اليوم..وهي تجوب الطرقات بين استبداد الزوج

(الامي ) واهله و لقمة الكرامة دون عوز اكثر لوليدها ....


فاطمة العراقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رائعة التعبير والتصوير
عبدالله صقر ( 2012 / 1 / 13 - 22:34 )
أقرأ لزميلة رائعة فى الشعر والقصة بصفة دائمة , أعجبنى ما قرأته وفقك الله فيما تكتبينه فأنت أهل للكتابة التى تجذب القارئ , بالتوفيق الدائم.


2 - المساء بعطره اليكم
فاطمة العراقية ( 2012 / 1 / 14 - 18:57 )
شكرا للحضور الكريم الاستاذ عبد الله صقر ..
ممتنة لذوقكم وحسن مشاعركم .


3 - فاطمة واحلام الغير
رفعت نافع الكناني ( 2012 / 1 / 15 - 10:28 )
رائعة دوما سيدتي الكريمة فاطمة ... تكتبين عن عذاب وحرمان واحلام الاخريات في مجتمع يراد لة الاصلاح في كل جوانبة ... امنياتي لك بصحة جيدة

اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة