الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق .. خطوات الى الوراء واستبعاد العودة للشراكة الوطنية

لؤي الخليفة

2012 / 1 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


الازمة السياسية الحادة التي تعصف بالبلاد منذ ما يقارب الشهر , افرزت سيناريوهات عدة افضلها سيء , ومفترق الطرق الذي بات العراق يقف على اعتابه , بانت ملامحه وصارت مسالكه اكثر وضوحا بعد ان عبدت من قبل (( الاشقاء والاصدقاء )) ممن استغلوا المشهد السياسي المتشنج والتغلغل اليه عبر عناصر رخيصة عرضت خدماتها في سوق النخاسة لمن يدفع اكثر ... يرافق ذلك هذا الكم الهائل من التصريحات الفجة والاتهامات والمهاترات من قبل الجميع دون استثناء لتزيد المشهد قتامة , الامر الذي يدفع المرء الى الظن بصعوبة العودة ثانية الى ما يطلق عليه جزافا , الشراكة الوطنية , وتشير الدلائل الى ان الدعوات التي كانت تطلق هنا وهناك حول حكومة الاغلبية صار الخيار الاقرب الى الواقع الجديد ... ورغم كونه الخيار الاكثر اعواجاجا الا انه يبقى اهون الشرين فيما اذا قارناه بالخيار الاخر الذي يقودنا الى ديكتاتورية السلطة والذي سيحرق الاخضر واليابس .
المشهد الثاني والذي هو الان ماثل للعيان بشدة هو المؤتمر الوطني الذي دعا اليه بعض (( الساسة )) والذي تشير الدلائل الى ان انعقاده سيتعرض الى مصاعب بالغة , فالمتتبع للتصريحات المتشنجة التي تطلقها هذه الكتلة او تلك بين الفينة والاخرى يستنتج ان مسألة الاتفاق على صيغة توافقية حتى وان كانت اقل من مقيولة , مستبعدة بل شبه مستحيلة بعد ان بلغت هذه الاتهامات حد الخيانة والارهاب والتجسس والتسلط ... وهي صفات ان كنا منصفين يستحقها البعض منهم ... كما ان يعض (( الساسة )) ابتعد تماما عن السبيل السوي الذي قد يؤدي الى تهدئة الاجواء وتلطيفها , واستمروا في السير على الطريق الخطأ وراحوا يصعدون الازمة بدلا من الركون الى التوافق وعلى الثوابت الوطنية وتقديم التنازلات المتبادلة , والى الحلول الترقيعية عوضا عن الحكمة التي تتطلبها مثل هذه الظروف والتي هي ليست وليدة اليوم بل هي استمرار لمسيرة دامت اعواما عدة ... لذا فورقة المؤتمر الوطني ستكون ورقة صفراء سيجد المرء صعوبة يالغة في قراءة فقراتها وفك طلاسمها , هذا اذا كتب لهذه الورقة ان ان ترى النور , وحينها سيجد من دعا الى المؤتمر نفسه في حيرة من امره وهو يبحث ويجهد نفسه للاتيان باسباب وحجج يضعها في البيان عساها الا تشير الى الحقيقة بموت المؤتمر .
عليه فان السيناريو الاقرب الى الواقع سيكون ذهاب الحكومة الحالية الى حكومة اغلبية , والتي كما اسلفنا ستكون مساوئها جمة , في المقدمة منها هي دفع الشمال العراقي , اقليم كردستان , الى العودة الى ما كان عليه ابان حكم النظام السابق , ليبقى متأرجحا بين الدولة والاقليم بسبب الظروف الدولية والاقليمية ... وان حدث ذلك فأنه يعني انسحاب ممثلي التحالف الكردستاني ونوابهم من الحكومة الاتحادية والبرلمان العراقي , وهذا بحد ذاته سيؤمن للتحالف الوطني اغلبية مريحة في مجلس النواب بعد التنسيق مع النواب المنسحبين من القائمة العراقية , وهذه القائمة اذا ما تمكنت من الاستمرار فستذهب الى المعارضة وهو دون شك سيكون مؤشرا ايجابيا , او ستفكك بعد انسحاب عدد من اعضائها من مجمل العملية السياسية .
لقد نجح (( ساسة )) البلد ايصالنا الى هذا المفترق , مع الاسف , بسبب الحماقات التي مارسها البعض واصرار البعض الاخر على مصالح انانية ضيقة والتمترس وراء متاريس واهية بدلا عن سياسة التسامح وقبول الاخر والابتعاد عن النعرات القومية والطائفية وسيادة القانون واحتضان الكفاءات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دول عربية تدرس فكرة إنشاء قوة حفظ سلام في غزة والضفة الغربية


.. أسباب قبول حماس بالمقترح المصري القطري




.. جهود مصرية لإقناع إسرائيل بقبول صفقة حماس


.. لماذا تدهورت العلاقات التجارية بين الصين وأوروبا؟




.. إسماعيل هنية يجري اتصالات مع أمير قطر والرئيس التركي لاطلاعه