الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة للشرق الأوسط الكبير

أيمن الدقر

2005 / 1 / 3
العولمة وتطورات العالم المعاصر


عندما طرح مشروع الشرق الأوسط الكبير، ولاقى مالاقاه من رفض أو قبول، كان الهدف من طرحه جسَ نبض الدول العربية أولاً وردات فعلها تالياً، ولذلك تمَ إلقاء الضوء عليه بكثافة إعلامية لم يسبقها مثيل، ثم ما لبث أن تمَ التعتيم عليه لستة أو سبعة أشهر بعد أن توضحت مواقف الدول المقصودة في المشروع، وتمَ(طبخ) سيناريوهات لهذه الدول حسب الرؤية الأمريكية الصهيونية، للبدء بتنفيذ المشروع اليهودي الذي يهدف إلى تقسيم الدول العربية على أسس طائفية وعرقية، وهذا ما أسمته الولايات المتحدة لاحقاً (إعادة تشكيل المنطقة) خاصة وأن التشكيلة السابقة المعروفة بـ(سايكس بيكو) لم تؤدَ المطلوب منها بالكامل، ولم تستطع الولايات المتحدة الأمريكية اختراق كامل دول المنطقة، فمصر انتزعت زعامة الدول العربية السياسية لفترة طويلة من الزمن، ثم انتهت هذه الزعامة في كامب ديفيد، ولم تستطع حتى هذه اللحظة ضبط شارعها الذي يزداد كراهية لإسرائيل والولايات المتحدة.. والسعودية على الرغم من أنها كانت الحليف الاستراتيجي لأمريكا، فقد أخذت دوراً أكبر من المرسوم لها في الزعامة العربية (المالية) فلم يكن الأداء السعودي مرضياً عنه كما كان متوقعاً(وجميعنا يذكر موقف الملك فيصل أثناء حرب تشرين 1973 الذي أدى إلى اغتياله لاحقاً) أما سوريا فلم تدخل أصلاً في منظومة الموالاة للمصالح الأمريكية.
ولذلك وبالعودة إلى الماضي القريب جداً ومنذ أن تم توقيع اتفاقيات الصلح المنفردة، بين إسرائيل ومصر والأردن، بدأت المشاريع(الأمريكية) تتوالى.
واليوم يتم إحياءالمشروع الذي سبق أن نسب إلى الأردن (المملكة العربية المتحدة) الممتدة من العراق حتى الأردن، ويبدو أن الوقت قد حان لتنفيذه بعد أن تنشأ دولة فلسطين(الصغيرة) التي ستنضم إليه، لتتحول هذه المملكة إلى ممر إسرائيلي حر، وهذا قد يمهد لأن ينطلق من المملكة (مشروع الشرق الأوسط الكبير) مطيحاً بكل المصالح العربية الوطنية والقومية، تلك المصالح التي لم تكن في يوم من الأيام تعني الولايات المتحدة وإسرائيل.

الواقع الحالي يقول:
إن سوريا بقيت منفردة بمواقفها تجاه (الشرق الأوسط الكبير) المرفوض، خاصة وأن مسألة الجولان مازالت معلقة، ورغم إعلانها لأكثر من مرة عن رغبتها بتحقيق السلام.
إن إسرائيل والولايات المتحدة لايعنيهما السلام الآن ولا في المستقبل، إلا إذا انضمت سوريا إلى الخانة الأمريكية دون قيد أو شرط، وهذا ما لم توافق عليه سوريا مما يؤدي إلى شن الحملات الإعلامية عليها وإلقاء الاتهامات بالإرهاب الـخ.... والتي كان آخرها الاتهام بإقامة (مثلث شيعي سوري إيراني لبناني) وذلك بهدف:
إيجاد حلف وهمي يبرر وجود مشروع (المملكة العربية المتحدة).
ترهيب بعض الحكومات العربية من أن مداً إيرانياً قادماً إليهم، كي يزداد المتأمركون أمركة، أو تحييدهم على الأقل.
الضغط على إيران كونها تدعم المقاومة الوطنية الفلسطينية.
إعادة توليد حرب طائفية لبنانية، تحسمها الولايات المتحدة وإسرائيل(وقد بدأ البعض في لبنان إدارة التحضيرات لها).

وأخيراً وليس آخراً، خلق حالة من عدم التوازن في المنطقة يتم خلالها إنشاء فلسطين(الصغيرة والضعيفة) وتحقيق مشروع الشرق الأوسط الكبير، بدءاً من مشروع (المملكة العربية المتحدة) خاصة بعد أن حصلت الولايات المتحدة على الموافقة على إطلاقه، في مؤتمرات: (الدول الصناعية، والحلف الأطلسي، والنورماندي).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان: أين الضغط من أجل وقف الحرب ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مؤثرة موضة تعرض الجانب الغريب لأكبر حدث للأزياء في دبي




.. علي بن تميم يوضح لشبكتنا الدور الذي يمكن للذكاء الاصطناعي أن


.. بوتين يعزز أسطوله النووي.. أم الغواصات وطوربيد_القيامة في ال




.. حمّى الاحتجاجات الطلابية هل أنزلت أميركا عن عرش الحريات والد