الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هو ربيع تقدمي ... لأن الثورة إنسانية الحلقة -1-

بوجمع خرج

2012 / 1 / 14
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


أعتقد على أن الثورة العربية لن تكتمل كما في التجارب السابقة من ناصرية وبعثية و... سوى بإرساء منظومة فكرية جديدة, صحيح من فضاء العوربة كإحداثية بشرية لكن بعيدة عن التعصب أو الغرق الذاتي الوجودي والوجداني للمفاهيم في ماضيها البنائي والسياقي دون حاضرها المستقبلي. لأن في هذا ما يعيق ويسجن الارادات في سجن الرجعية المتناقضة أصلا وطبيعة التطور الذي لأجله كان للإنسان أن يتأنسن كتعبير ذكي للخلق بما جعله يتحمل الأمانة في قدسية الكونية للكينونة الحقوقية.

ان الأمر هنا أعني به اساسا دعوة للنظر إلى المؤامرة أو الأزمة الحكامية للحياة المؤسساتية التي تسود في العالم المغاربي وكل العالم العربي بل وحتى الإسلامي كونها كونها جعلت العقلية العربية والإسلامية تعيش عقدة إثبات الذاة في ما جعلها أسيرة هوية تتأرجح بين الإقصاء والإستنزاف الحكامي الذي أخرج بديمقراطية منزلة بأمر القوى العولمية وموجهة من داخل المؤسسات الشرعية كالبرلمانات ... بغير شروط الديمقراطية السليمة والوظيفية ايجابيا مما نتج عنه تحجر أو تحنيط للمفاهيم والقيم المؤسساتية في الخطابات الرسمية وهو ما جعل ألوان الرجعية الناتجة عن ضعف مسايرة الركب التقدمي حتى في عولمة الإنتاجية تسود في المنطق العربي وتؤثر بقوة في لاوعيه بما جعل جل انتفاضاته تبقى داخل السجن العقلاني الذي أدى به إلى نوع من الإستعباد الذاتي Auto esclavagisme خنوعا لأنظمة متحالفة تمكنت من جعل إقطاعيتها ناعمة خوفا من وعي ديمقراطي حقيقي ذلك أن الليبيرالية في حلتها الهوليغرشية استعصى عليها أمر الديمقراطية في ما حملته في ذاتها من منطق الحقوقية والتكافئ والتحرر الحر بل وحتى الإذماج في ما ينطوي عليه من مفهوم "الكتلة" La masse بما كشف عن خلل هذه الليبرالية المفعلة بما شكل نقيض ذاتها في ما تحجم من تناقضات حاصلة بين مبادئها الدافعة المحركة والفردانية الغارقة في الرأسملة الجشعة المتوحشة المقاربات والمنهجيات لسياسات النمو على حساب لغة الشرعية التي بها كان لها أن تكون من باب حق الإختلاف والتنوع وحق المنافسة...

ومن هذا المنطلق ولتوحيد الرؤيا في سياق هذه السلسلة أذكر على أن التوجه الحالي لاباطرة هذه الليبرالية المنحرفة القائل بأن طبيعة الحركية الكوسمولوجية التي يفترض أنها تحكم تفكيرنا وتحدد الحركة التطورية الكلية لمكونات الطبيعة والكون حسب المنظرين في هذه وعلى رأسهم ليون ستراوس وهونتانكتون ... هو توجه خاطئ وإن حاولوا إضفائه الشرعية في ما سمي بالخيار المؤلم باعتماد العقائدي المنسوب "لماتيو" وسمي بتحطيم البناء لإعادته وفق المبدء الفيزيائي الكمي quantique القائل بنظام الفوضى أو الإعماء الأكبر أو نظام الفراشة L’ordre du désordre ou le Chaos

إن هذا التصور الغربي والشرقي في ما يسمى "التحالف العولمي" ينظر إلى ذاته من خلال دوائر لها نفس المركز بحيث هو نواتها - الوسط في حركية لولبية تتمدد فيها الموجات من خلال هذا المركز ولا يهم تلاشيها ولكن الأهم هو أن تتمدد إلى أكثر من ثلاث دوائر أي الى الحيز الذي يشمل المجتمعات المستنزفة والتي يحتوي مجالها على الطاقة بما فيها البشرية المؤهلة والمعادن وكل الخيرات التي يحتاجها التكتل النواة حتى لا أقول الدول النواة ذلك أن الهوليغارشية ليس لها وطن وإن صحيح لها مؤسسات مالية تشكل مراكز في عدة شبكات عنكبوتية الهندسة تترابط فيها العملات.
وطبعا إن هذه المجتمعات المستنزفة هي مصاغة في اللغة الديمقراطية لكن ديمقراطية غير سليمة كي تكون مبررا للتغطية عن تناقضات الليبيرالية المفعلة حاليا والتي يقودها التحالف العولمي للهوليغارشية.

لعله إذن المنطق الذي يحاول أن يؤلف إلى شرق كبير من خلال مقاربة بنائية هي الآن تحاول احتواء الربيع العربي والذي أفضل أن يسمى "الربيع التقدمي" حتى لا يقع في عقدة الهوية المشار اليها أعلاه خاصة وأن الهوليغارشية ليست لها هوية خارج ما ريتبط بالأرباح وأيضا لأن الثورة هي أولا وقبل كل شيئ فعل غنساني والانسانية هي التي يفترض أن تكون الدائرة والنواة الوسط للتفكير التقدمي الذي يليق بالمجتمعات المصنفة خارج النواتين الوسطيتين لتصحيح مصار الديمقراطية والتي ليست ملكا للفرد وإنما لكيان ممأسس وفق تعاقدات.

إنه الخيار الذي أعتقده يليق بالتقدميين حتى لا اقول اليسار أو الاإشتراكية لأن هذه المصطلحات يجب احترامها بوضعها جانبا من باب العناية في خزانة النضال ومقاومة الرجعية كما يجب وضع الليبيرالية في خزانة الحرية المؤسساتية إلى وقت مناسب ذلك أن الثنائية أو النقطة ثانية التي هي جوهر الخلق بين المادي والا مادي والذي يستوجب انسجامية تحتاج إلى شوكة رنانة لا يمكن لمنتهجي الخيار الليوستراوسي والهونكتانكتوني أن يجيدوها بحكم أنها في التقدمية علما أن خطئهم الأساس يكمن ببساطة في المفهوم القائل بأن طبيعة الحركية الكوسمولوجية تحكم تفكيرنا وتحدد الحركة التطورية الكلية لمكونات الطبيعة والكون... باعتماد نظرية الإغماء الأكبر Le chaos

اعتقد أنهم بهذا يتناقضون حتى مع العقد المجتمعي في ما جاء به جون جاك روسو أي ما يشفع بالقول بهمجية الليبرالية المفعلة وأؤكد المفعلة حتى لا أتهم الليبرالية كمفهوم مجرد من الإنزال الهوليغارشي الساذج... يتبع
بوجمع خرج: من باب الصحراء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يدعو إلى «تحالف كبير» في مواجهة اليمين المتطرف


.. الألعاب النارية سلاح المتظاهرين في فرنسا




.. الانتخابات البرلمانية الفرنسية.. اليمين المتطرف يقترب أكثر م


.. اشتباكات بين متظاهرين والشرطة الإسرائيلية بالقدس للمطالبة با




.. وجه فرنسا يتغير.. اليمين المتطرف يتصدر الانتخابات البرلمانية