الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورتنا المباركة عودي إلى مسارك

حسني كباش

2012 / 1 / 14
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


كما أصبح معروف من كتاباتي السابقة أنني أناركي و الأناركي هو إنسان منحاذ دائما للمظلوم ضد الظالم للعامل ضد السيد للشعب ضد السلطة للثائر ضد القمع و لكن هذا لا يعني بأنني كأناركي أن أنتقد الانحراف الذي حصل في ثورة 15 آذار المباركة التي بدأت كثورة ديموقراطية و الآن قد طغى عليها بعض الصفات الأخرى كالأسلمة و حتى بعض الأحيان الوصول للطائفية و قد كان هذا الانحراف نتيجة لانجرار بعض صفوف الثورة نحو ألاعيب كل من النظام الفاشستي الأسدي و اليمينيين المتطرفين الإسلاميين
فقد أراد الإسلاميون تحويل الثورة إلى ثورة إسلامية فاستخدموا كل من شبكة التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك ) و رجال الفتوة ( كالشيخ عدنان العرعور ) و على رأس الصفحات الفيس بوكية كانت صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011 هذه الصفحة التي يديرها فداء الدين السيد مدير مكتب الأخوان المسلمين بالسويد التي انفردت بتسمية أيام الجمعة و ليس فقط أيام الجمعة بل بتسمية كل يوم بيومه و تحديد مواعيد الإضراب فرأينا أيام جمعة تسمى بأسماء إسلامية بحتة مثل جمعة " الله أكبر " و جمعة " الله معنا " و أسماء تطلب التدخل الخارجي مثل جمعة " الحماية الدولية " و قد أراد السيد فداء الدين أن يثبت لنا ديموقراطيته إذ وضع تصويت على الفيس بوك لاختيار أسماء أيام الجمعة إلا أنه قد أثبت لنا ديكتاتوريته و إقصائيته إذ سميت جمعة " إن تنصروا الله ينصكم " أو " التدويل مطلبنا " في حين كان الناخبون قد صوتوا لجمعة " الدولة المدنية مطلبنا "
و أما عن الشيخ " عدنان العرعور " فهو نفسه الذي كان يقول قبل الثورة (( أما لأهل الشام فأنصحههم بألا يثوروا أبدا أبدا ... )) ثم نراه الآن يقول (( سنقطع لحمهم و نرميه للكلاب )) هذا الشيخ لم يتوقف عند هذا النوع من الفتاوي بل جاء أيضا بفتاوي التكبير و الشعارات الدينية فصرنا نرى مظاهرات مليئة بالشعارات الدينية مثل (( يا الله مالنا غيرك يا الله )) و (( وين الإسلام و الله حرام )) و غيرها من هذا النوع من الشعارات
إن أسلمت الثورة بهذا الشكل جعل الأقليات تخاف من هذه الثورة و ليس الأقليات فقط بل الأغلبية السنية بالمدن ذات التمدن و الانفتاح الذائد عن غيرها كحلب و دمشق فعدم وجود ثورة بحلب على عكس حمص ليس نتيجة لأن أهل حمص أشجع من أهل حلب فهذا كلام فارغ السبب هو أن سكان حلب غير قادرين على العيش في نظام حكم اسلامي تلوح به شعارات إسلامية تضفي فيه طابعة الأسلمة على الثورة
و قد استغل النظام ابتعاد الأقليات عن الثورة نتيجة عملية الأسلمة المبكرة التي قام بها الإسلاميين - على عكس نظرائهم في مصر و تونس الذين انتظروا انتصار الثورة ليقوموا بالركوب عليها - ليقوم بعمليات تجييش طائفي و تحويل الصراع من صراع شعب مظلوم مع ديكتاتور إلى صراع طائفي و قد انجر جزء من الثوار خلف هذذا الصراع و يقول برهان غليون في مقالته " نداء من ثورة الحرية والكرامة والمؤاخاة " (( لكن أشهرا طويلة من القتل المنهجي المنظم وإذكاء النظام الاجرامي الفتنة الطائفية بين أبناء شعبنا وشحن فئة من المجتمع ضد فئة أخرى قد أضعفت دفاعات بعضنا في مواجهة مخاطر الانقسام والتصادم الطائفي. وأصبحنا نشهد منذ أسابيع عمليات خطف واغتيال وتصفية حسابات بين أبناء الشعب الواحد، بل بين أبناء الثورة أنفسهم. وهو ما يشكل تهديدا خطيرا لمكاسب الثورة ويقدم خدمة كبرى لنظام القتل والاستبداد الذي يترصد بنا ويؤخر الانتصار )) كما يسأل الرفيق مازن كم الماز في مقالته " تهنئة لبشار الأسد " (( هل فقدنا تفوقنا الأخلاقي على النظام ))
إن ما فعله النظام من تجييش طائفي لم يهدف به فقط لتتفوق الأخلاقي الذي لم و لن يملكه يوما بل أراد منه التفوق الإعلامي حيث أراد أن يثبت النظرية الكاذبة له كحامي للأقليات و نظرية أن هذه الثورة هي عبارة عن فتنة طائفية
إن هذا التجيش الطائفي الذي بدأ يؤدي لحرب طائفية جعل جزء كبير من العلمانيين المعارضين يتركون الثورة و يسارعوا بالانضمام لحزب الكنبة
إن الثورة و لو جزئيا بدأت تنحرف عن مسارها و لتعود إلى مسارها نحتاج إلى القيام بما يلي
1- وضع كل التصرف بيد تنسيقيات الثورة من تسمية أيام الجمعة إلى تحديد مواعيد الإضرابات .... إلخ و يبقى على صفحات الفيس بوك بما فيها صفحة الثورة السورية إعطاء الدعم الإعلامي
2- تقوم التنسيقيات بالتخفيف قدر الإمكان من الشعارات الدينية و استبدالها بشعارات أكثر تحررية تقوم تنادي بالخبز و الحرية كما بدأت الثورة
3- تندد التنسيقيات بأي تجييش و تصرف طائفي بغض النظر عن مصدره
أعزائي القراء إن هذا المقال الذي أكتبه لا أهدف منه لأن أعطي أومر للثوار أو اعتبار نفسي أفضل منهم لا بل هم أفضل مني بكثير فهم يواجهون بصدورهم رصاص الأسد و شبيحته و جيشه الخائن بينما أعيش أنا في اليونان إلا أن ما أكتبه هو نصيحة للثوار كي لا أرى النظام يستخدم عيوب الثورة لتحقيقه نصره عليها

عاشت ثورة الشعب السوري

الموت لنظام الأسد الفاشستي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - (( هل فقدنا تفوقنا الأخلاقي على النظام ))
إياد أبازيد ( 2012 / 1 / 14 - 13:56 )
(( لكن أشهرا طويلة من القتل المنهجي المنظم وإذكاء النظام الاجرامي الفتنة الطائفية بين أبناء شعبنا وشحن فئة من المجتمع ضد فئة أخرى قد أضعفت دفاعات بعضنا في مواجهة مخاطر الانقسام والتصادم الطائفي. وأصبحنا نشهد منذ أسابيع عمليات خطف واغتيال وتصفية حسابات بين أبناء الشعب الواحد، بل بين أبناء الثورة أنفسهم. وهو ما يشكل تهديدا خطيرا لمكاسب الثورة ويقدم خدمة كبرى لنظام القتل والاستبداد الذي يترصد بنا ويؤخر الانتصار ))

اخر الافلام

.. الرئيس الصيني في زيارة إلى فرنسا تركز على العلاقات التجارية


.. مفاوضات حماس وإسرائيل تأتي في ظل مطالبة الحركة بانسحاب كامل




.. مصدر مصري رفيع المستوى يؤكد إحراز تقدم إيجابي بشأن مفاوضات ا


.. النازحون يأملون وصول إسرائيل وحماس إلى اتفاق وقف إطلاق النا




.. Ctقتيلان وعدة إصابات بغارة إسرائيلية استهدفت بلدة ميس الجبل