الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار الثالث عشر... في سبيل الأسرة !!.

أشرف محمد مجاهد

2012 / 1 / 14
العلاقات الجنسية والاسرية


الأسرة كيان المجتمع ولبنته الأولي، يجتمع فيها الزوج والزوجة والأبناء على هدف مشترك، وبخطوات ثابتة راسخة، حيث تتوزع فيها الأدوار لكل واحد من أفرادها توزيعاً عادلاً ومحدداً من أجل الوصول إلى هذا الهدف، فخطوات الزوج محسوبة ومعلومة وكذلك الزوجة والأبناء، وفي سبيل استكمال نجاح الأسرة والتقدم نحو المستقبل يجب عدم خلط الأوراق أو تبديل الأدوار أو الهروب من المسئوليات والواجبات وتحمل التبعات والآلام.

فالزوج وهو القائد لتلك الأسرة بموجب القوامة التي أصبغها الله عليه وفضله بها، "الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ" (سورة النساء/ 34)، يجب أن يعرف التزامات القيادة ويمسك بدفة أمور أسرته والحفاظ على كيانها، فهو كالربان الذي يمسك دفة السفينة، يقود بالرفق تارة وبالشدة تارة أخري، وبالتعاون والتفاهم والود مع شريكه حياته ورفيقه كفاحه، أما إذا تمسك بالقيادة دون هذا الوعي ودون هذا الإدراك لمجرد تمسكه بظاهر النص القرآني أو بأفكاره الموروثة فإن الأسرة سيكون مصيرها مصير السفينة التائهة أو الغارقة حتماً، مصير الفشل والضياع والندم.

وكذلك الزوجة وهي شريكة في القيادة بما عليها من مسئوليات وتبعات هامة بمساعدة زوجها والحنو على أبنائها والحفاظ على بيتها ومقدرات أسرتها، "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ" (سورة البقرة/ 228)، فهي مكلفة في ترسيخ مفهوم تماسك الأسرة وتكتلها في مواجهة الشدائد والصعاب.

كثير من الأزواج يعتقد أن قيادة الأسرة لا تكون إلا بالتحكم وفرض الرأي والسيطرة، وفرض أسلوب حياته على الزوجة والأبناء، فتنحرف منه عجلة القيادة وتتأرجح أمور حياته وأسرته أمام تطور الأفكار وخروج الزوجة للعمل واستقلاليتها، وكبر سن الأبناء وبلوغهم مراحل المراهقة والتفكير في الاستقلال والمغادرة، وقد يلجأ البعض منهم للتنحي جانباً تاركاً قيادة الأسرة لزوجته الأكثر صلابة وأكثر طموحاً للقيادة، فتخرج بالأسرة عن وضعها الطبيعي الذي رسمه الله وشرعه لقيادة الزوج، فتقترب الأسرة حينها من بدايات النزاع والتفكك بين زوج غير قادر على القيادة وزوجة تقود بدون وعي أو كفاءة.

أما الزوجات فكثير منهن تريد أن تصبغ الزوج بصبغتها وطباعها وأسلوب حياتها، تريد زوجاً تابعاً طيعاً كالعجينة، تشكله بأصابعها، فتأمره وتنهاه لتنفيذ مطالبها والسير خلفها، تقوده وقد تقود الأٍسرة بسلطانها أو مالها أو بتسلطها وقوة شخصيتها، فتصبح الأسرة لا معني لها ولا هدف، ويصبح الأبناء نتاج غير طبيعي لعلاقة أٍسرية مفككة هشة، وتظل أدوار أفرادها متباينة ومتضاربة، قراراتها طائشة، وقيادتها ضعيفة غير مؤهلة.

والأسرة في سبيل نجاحها واستمرار نموها وتقدمها في مشوار الحياة، يحتاج أفرادها لمزيد من الدراية والوعي بدور كل فرد من أفرادها، قد تتبدل الأدوار والمهام لفترة من الزمن أو الوقت، ولكن تظل العودة للدور الطبيعي الذي حدده الله أمراً هاماً، فالقوامة والقيادة للزوج، بما عليها من واجبات ومسئوليات، والتعاون والمشورة بالخير والإحسان للزوجة، والرعاية والمحبة للأبناء.

وفي سبيل الأسرة، يضحي الزوج تارة وتضحي الزوجة تارة أخري، وقد يتحمل الأبناء الصعاب لبعض الوقت، فالهدف واحد والغاية مشتركة والسفينة يجب أن تصل إلى بر الأمان...

وللحوار بقية أن شاء الله...
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهرب من الزواج.. ينتشر بقوة.. وقد يستدعي تدخل طبيب!


.. 16 امرأة يتهمن الساحر الشهير ديفيد كوبرفيلد باعتداءات جنسية




.. لا تشكو المهر وغلاء الأسعار قد تكون مصابا بفوبيا الزواج | #ا


.. مصر.. سائق يحاول اغتصاب فتاة في القاهرة • فرانس 24 / FRANCE




.. يارا لابيدوس: قصّة امرأة عبّرت الموسيقى عن حنينها وعن جذورها