الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنقسام الأميبي الثالث .. للإسلاميين ..

نورالدين محمد عثمان نورالدين

2012 / 1 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


سيأتى الإنقسام الثالث للإسلاميين وهم هذه المرة يشكلون حكومة ومعارضة ..ولكن فى ظنى ان هذه المعارضة بينها وبين الوفاق الإسلامى شعرة وحينها سينفض الشيخ يده من المعارضيين كما ينفض الجرب من على جسده .وكل المقدمات المحلية والإقليمية تقود إلي وحدة إسلامية ..وسيقود هذه الوحده أصحاب المذكرة التصحيحية الحالية والتى ستقود إلى الإنقسام الثالث ..والأول قاده الترابى لينقسم من الأخوان المسلمين وكان مضمون الإنقسام فكرى والثانى قادته مجموعة القصر وكان هذه المرة ذو مضمون سلطوى بحت تجاهل مسألة المرشد العام للجماعة ..والثالث الحالى ..مضمونه إصلاحى يتحدث عن وحدة الحركة الإسلامية وتغير نهج الحزب فى إدارة الدولة بعد ان فشلت الحركة الاسلامية بشقيها الوطنى والشعبى فى الخروج بالبلاد من نفق التخلف ..وحكم الحزب الواحد إلي ساحة الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ..حيث شهدت البلاد فى عهد حكم الحركة الاسلامية بشقيها الوطنى والشعبى أسواء إنتهاك لحقوق الإنسان والقانون ..وأسواء موجة فساد مرت على السودان منذ إستقلاله.. واليوم جاء أبناء هذه الحركة بعد ان إنفضح أمرهم فى الأمصار ليصححوا مسار الحركة الإسلامية حمد وحاج حمد حتى يلحقوا بربيع التغيير الذى شهد تصاعد الإسلاميين فى المنطقة عبر الإنتخابات النزيهه وعبر صناديق الإقتراع وأحسوا بالحرج من تاريخ الحركة الإسلامية السودانية التى إستولت على الحكم بالقوة وعبر إنقلاب عسكرى على الديمقراطية..وبعدها صعدت كل القيادات الإنتهازية إلى السطح وتحكموا فى الحركة الإسلامية عبر القوة الأمنية والقوة المالية وسيطروا على كل مراكز القوة فى الدولة ..ومن خلال هذه المراكز مارسوا كل اصناف الفساد المالى والأخلاقى ..وقمعوا الرأى الآخر بعنف تماماً وكان آخر نتائج حكم هذه الفئة إنقسام البلاد إلى شمال سودانى إسلامى مقابل جنوب سودانى مسيحى ..كنتيجة طبيعية لحكم الإسلاميين الأحادى والمتقوقع فى جانب رؤية الأشياء عبر منظور واحد وهو المنظور الدينى السياسى الذى لا يقبل فى الدولة سوى ثقافة دينية واحدة يلغى من خلالها الآخر كما اسلفنا ..المهم..هو ان الإنقسام الإصلاحى القادم هو إفراز طبيعى للثورات العربية فى المنطقة وبهذا أصبحت الحركة الإسلامية السودانية ذات سمعة إنقلابية سيئة فى المنطقة وقد يشملها التغيير كباقى الأنظمة القمعية التى ذهبت بفعل الثورات ..فكل القيادات الإسلامية فى تونس ومصر وليبيا وهى بلاد الثورات لها رأى واحد تجاه الإسلاميين فى السودان ..وكلما حاول نظام الخرطوم التقرب لهذه القوى الإسلامية الجديدة التى إرتضت الديمقراطية كخيار للوصول للسلطة إصطدم هذا التقرب بدعوى ضرورة الإصلاح والتحول الديمقراطى من قبل هذه القوى الإسلامية ..وهذه من أقوى الأسباب التى قادت إلى بروز هذا التوجه الجديد الذى سيقود إلى إنقسام ثالث إصلاحى ..ولكن ربما يصطدم بمراكز القوة الأمنية والرأسمالية المسيطرة على الحزب الحاكم والمسيطرة على إقتصاد البلد وبهذا سنشهد فى الفترة المقبلة صراع حاد بين مراكز القوة داخل النظام الحاكم وحينها سيبرز كالعادة كما يحدث دائماً فى مثل هذه الصراعات .. مركز فكرى .. سيحاول تذويب هذا الصراع داخل العباءة الفكرية التى لا يختلف عليها الإسلاميين وسيحاول تخدير الشعب برفع شعارات التغيير وشعارات الديمقراطية وقد يحاول الزج باليسار فى هذا الصراع بكل الطرق الممكنة والذى سيساهم بدوره فى تماسكهم ..الإسلاميين .. وهذا بالضبط إعادة إنتاج لتاريخ كل صراعات الإسلاميين فكلما إحتدم الصراع داخليا هربوا نحو الشيوعية والعلمانية والبحث عن كبش فداء ليعلقوا عليه اسباب الصراع ..واسباب الخلل الفكرى الذى يواجهه الفكر الإسلامى الكلاسيكى الذى يتحدث عن الدولة الإسلامية التى لا تقبل القوى الأخرى فى داخلها ..واليوم تجاوز الأخوان المسلمين فى مصر هذا الفكر وكونوا حزب الحرية والعدالة بعد نجاح هذا التوجه فى تركيا ذات الدستور العلمانى الذى لا يقصى الآخر وبهذا يصبح الفيصل هو صندوق الإقتراع ..وايضاً كما فعل الإسلاميين فى تونس ..ولكن سيصعب على النظام فى الخرطوم إتباع هذا المسلك وقبول الديمقراطية للوصول للسلطة لأنه بكل بساطة يرى ان ما قام به من إنقلاب هو ثورة تغيير وقدموا الشهداء من أجل هذا التغيير ولذلك سيصعب عليهم تقبل دعوة التغيير التى يقودها الآن بعض أبناء الدار وربما سيواجه هؤلاء قمعا فكرياً منظما وحربا نفسية وربما يتم إتهامهم بالمخربيين ..وأقوى الأشياء التى ستعترض طريق هؤلاء الإصلاحيين هو دستور حزب المؤتمر الوطنى ولوائحه التى ستقف عائقاً امام تقدمهم إلي الأمام والدستور الذى يضع كل الصلاحيات فى يد رئيس الحزب ..وبهذا لن تجدى مؤسسية الحزب طرح الإصلاحيين نفعاً .. مما سيقودهم للبحث عن وسائل أخرى ومن أقوى هذه الوسائل المرشحة إعادة تنشيط جسم الحركة الإسلامية وبناء قواعدها من جديد ..وقيام مؤتمرات إستثناية والملفت ان معظم هؤلاء الإصلاحيين هم الإقرب إلى جسم الحركة الإسلامية والأكثر إلماماً بأيدلوجيا الحركة ..لذلك ستبقى هذه هى ساحة صراعهم الحقيقى ومنها سيحاولون تحجيم دور المؤتمريين الشعبى والوطنى ..وبهذا سنشهد إنجاب جديد لحزب إسلامى جديد من رحم المؤتمريين ..وسيحمل هذا الحزب الجديد بعض جينات الديمقراطية فى داخله كباقى التجارب فى المنطقة ..هذا إذا قدر له رؤية الحياة دون أي تشوهات خلقية نتيجة امصال فاسدة قد تؤدى إلي موته مبكراً ..وهذا لن يكون فى صالح التحول الديمقراطى فى هذه البلاد ..وسنرى .. والموية تكضب الغطاس ..
مع ودى ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حسن نصر الله يلتقي وفدا من حماس لبحث أوضاع غزة ومحادثات وقف


.. الإيرانيون يصوتون لحسم السباق الرئاسي بين جليلي وبزكشيان | #




.. وفد قيادي من حماس يستعرض خلال لقاء الأمين العام لحزب الله ال


.. مغاربة يجسدون مشاهد تمثيلية تحاكي معاناة الجوع في غزة




.. فوق السلطة 396 - سارة نتنياهو تقرأ الفنجان