الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرصتنا الأخيرة لانجاز المصالحة الفلسطينية قبل القيام بثورة

تميم معمر

2012 / 1 / 15
القضية الفلسطينية


وشعبنا بمختلف فئاته لا زال يعاني بألم وشدة سوء الحال بقطاع غزة , بل ومن سيء إلى الأشد سوء . قطاع غزة الخاضع للحكم العسكري منذ نحو خمس سنوات بكل ما فيه من أنواع الألم وقسوتها , بل لم يعد هناك جاهلاً لا يرى حجم التعاسة التي قدّرت لغزة البائسة , خمس سنوات , المريض يموت بشكل رسمي ! بخلاف الموتى دون إعلان , حيث الموت رويداً رويداً , إلى حين وقوع الموت المفاجئ والعلني والشامل .. تجار أنفاق وغيرهم .. هنا في غزة خرجوا فجأة من القاع ليكونوا أصحاب رؤوس أموال طائلة وعمارات وبيّارات .. ولا زال هناك من يقول " إننا نحكم , وهذه حكومة !! " . سبق وقد قلنا في مقالة سابقة بأننا لسنا متشائمين من عدم انجاز المصالحة على النحو المطلوب الذي يريح شعبنا من عذابات السنوات الماضية , بقدر ما هي ظروف ومعطيات تؤكد أن هناك من لا يريد مصالحة على الإطلاق , والأكثر أسفاً وألماً – كما نعرف – هناك من هم راضون بالحصار .. ولا يرجون أبداً فك الحصار عن غزة !! .
المصالحة إذا ما تم تحقيقها وفق أي شكل .. فيجب أن تكون مصالحة وطنية خالصة وصادقة بحسن النوايا والصدق مع الشعب المكلوم , لا أن تكون " مصالحة مصالح " حيث هناك ضرورات مرحلة تفترض أحياناً هروب طرف إلى الأمام نتيجة ظروف وأحداث لعل أبرزها ما يدور من أحداث بمنطقتنا العربية .. هذا أيضاً إن لم تكن مرحلة جديدة من الحوارات كسابق عهدها حيث الحوار ثم الحوار , حتى يصبح الحوار هدفاً في ذاته ..! لم نعد نخجل من أنفسنا , ومن أوجاع شعبنا في مختلف محافظات الوطن , والواقع يقول بوضوح " إن هناك من لا يزال يستخف بعقول أبناء شعبنا بضوضاء الشعارات التي لا يخدعون بها إلا أنفسهم " .
قضيتنا واحدة , همومنا واحدة , وشعبنا يعاني , وبيت المقدس الذي يتغنى به كثير بأننا نحافظ عليه وصامدون من أجل المسجد الأقصى !! ولا اعرف كيف هذا الحفاظ وكيفية هذا الصمود , في حين لا زال الاحتلال يبتلع مزيداً من الأراضي , ولا يدخر جهداً في محاصرة بيت المقدس بالمستوطنات بخلاف استمرار مصادرة الأراضي في مختلف محافظات الوطن , في حين يعتقد البعض في قطاع غزة بأن قطاعنا غير محتل !! . إذا كانا طرفي الانقسام يسعيان لهدف معين وعلى رأسه إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة , فلماذا لا يتم التوافق وتحقيق الوحدة والانطلاق برؤية موحدة نحو انتزاع حقوقنا بكل الطرق المتعارف والمتفق عليها عالمياً باعتبارنا شعب تحت الاحتلال وله الحق في ممارسة كل الخيارات حسب الظرف والمرحلة التي نراها مناسبة وبإجماع الكل الفلسطيني , وها نحن نسمع تصريحات جديدة يبدو اقتنع أصحابها مؤخراً أهميتها والتي تتعلق بأهمية وفاعلية الثورة الشعبية !!
نتابع بصدق وبحرارة مستجدات حوارات المصالحة خطوة بخطوة , تلك المصالحة التي رآها الآن أحد طرفي الانقسام بأنها ضرورة بعد خمس سنوات من الآلام والعذابات ! وبعد مزيد من الأموات تحت الأرض وفوقها .. نرجو الصدق , لا نريده تكتيك ! ولا نقصد تشكيك , وسنبقى آملين وداعين بعودة اللحمة لأبناء شعبنا , وننتظر , فالعبرة بالنتائج والانجاز الذي يتمناه كل فلسطيني بأن يكون توقيع المصالحة النهائي داخل بيته .
في حال كان الطرفان معنيان بإنهاء هذا الملف الأسود وإنهاء معاناة شعبنا المغلوب على أمره , ولو بتنازلات دعونا نسميها مجازاً بأنها " تنازلات عظيمة فيما بيننا " لتحقيق المصالحة , فيا لخزينا من أنفسنا ومن الشامتين بنا , ومما سيسجله التاريخ بحقنا , لكننا نكرر بأن الفرصة ما زالت قائمة إن صدقت النوايا , وإلا فمن حق شعبنا البديهي أن يعتبر هذه الفرصة هي الفرصة الأخيرة لأنه لن يرحمنا تاريخ ولن ترحمنا آلام شعبنا وحجم الضحايا والمآسي , كما أن من البديهي في حال فشل هذه الفرصة – لا قدّر الله - فإن لشعبنا الحق القيام بثورة لا رجوع عنها إلا بتغيير هذا الواقع , فحاجتنا لثورة عظيمة وقوية أشد احتياجاً بكثير من كل الثورات العربية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جلال عمارة يختبر نارين بيوتي في تحدي الثقة ???? سوشي ولا مصا


.. شرطي إسرائيلي يتعرض لعملية طعن في القدس على يد تركي قُتل إثر




.. بلافتة تحمل اسم الطفلة هند.. شاهد كيف اخترق طلاب مبنى بجامعة


.. تعرّف إلى قصة مضيفة الطيران التي أصبحت رئيسة الخطوط الجوية ا




.. أسترازنيكا.. سبب للجلطات الدموية