الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طالباني وترميم العملية السياسية في العراق

محمد الياسري

2012 / 1 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



في كل مرة تصل العملية السياسية الهشة في العراق الى شفا حافة الهاوية، وتبدأ مرحلة الانهيار والتآكل من جرفها المتهالك حتى يطًل الرئيس جلال طالباني بجهود مضنية وبهدوء وروية وبنفس طويل يحسد عليها ، رغم عمره ومرضه، ليقف مصداً أمام عاصفة السقوط والانهيار للعملية التي اريد منها خدمة العراق وشعبه بعد سقوط دكتاتورية صدام حسين، لكن للاسف تحولت هذه العملية السياسية التوافقية التحصاصية الى نقمة على العراقيين وسفكت دماءهم واباحت حرياتهم.
لماذا يظهر طالباني بالصورة دوما في حين يسعى البقية الى النفخ في النيران المتأججة ويزيدها اشتعالاً؟
لم الرجل الكبير بالعمر يسعى للملمة البيت الوطني ومداواة جرحه في حين يتسابق الآخرين لتمزيق الجسد العراقي وزيادة جروحه جروحاً اخرى؟
هل الوطنية متمثلة بطالباني فقط؟
وهل حب العراق واهله وشعبه محصور على رئيس الجمهورية فقط؟
ولم تتجاذب الكتل السياسية المدعية انها تمثل الناس والمواطن اطراف الصراع على حساب المصالح العليا بغية تحقيق مآرب شخصية؟
لانريد التحدث عن طبيعة الدور الكبير الذي لعبه ويلعبه رئيس الجمهورية في حفظ اللحمة الوطنية وصيانة البلد ودستوره ومكاسبه المتحققة خلال السنوات التي اعقبت سقوط النظام المباد ولا عن دور فخامته بجمع الاطراف المتناقضة وتوحيدها ولو لفترات متفاوتة، لان يكفي وصف المرجع الاعلى السيد السيستاني له بأنه صمام امان العراقيين ويكفي ان العراقيين يرون فيه الرجل الذي يمكن أن يجد حلولاً سريعة لوقف الأزمات وكبح اعصاب الغاضبين في هذا الطرف او ذاك.
نريد هنا التحدث عما يجري كل دقيقة وساعة في العملية السياسية في عراق ما بعد سقوط صدام وبدء صفحة جديدة من العمل السياسي المشترك لكل الاطراف والفئات والاثنيات ووووو ، وهي عملية سياسية قد تكون فريدة من نوعها في العالم لما فيها من غرائب وعجائب ومتناقضات قلما نراها في اي مكان بالعالم.
الحكم توافقي والوزراء محاصصة وتقسيم، وادارة الدولة تسير وفق المصطلح الشعبي العراقي"" شيليني واشيلك" ومناصب الاجهزة الامنية والحكومية والخدمات وغيرها بالتوزيع بين هذه الكتل وقانون الانتخابات مفصل على المقاس والهيئات والمؤسسات غير مرتبطة بوازارات لك قسم ولي قسم أخر حتى ادارة المراقد والعتبات المقدسة وزعت بالتراضي والحصص وحسب الفائدة المرجوة.
اذن لم الصراع بين من يتصدى للحكم بالعراق؟
الجميع مشارك بالسلطة والمغانم والارباح والجوائز.. والجميع نال اكثر من قابليته وكفاءته وشهاداته وحتى اخلاصه للبلد.. والجميع وصل الى مواقع لم ولن يفكر يوما ان بمقدوره ان يصلها لولا المحتل الامريكي الذي يكيلون له ليل نهار السب والشتيمة.. والجميع موقنون انهم يلهثون خلف ما يبتغونه من ملاذات ومنافع شخصية ولا علاقة لهم بالشعب المسكين..
اذن لم الصراع اليومي المتجدد بين هؤلاء؟
وماذا يريدون من عامة الناس؟ والى اين يريدون أن يصلوا؟
الشعب يعرف ان هؤلاء بتصعيدهم السياسي اليومي لايسعون الا الى المزيد من المكاسب الشخصية، وهذا الشعب واثق ان القلة من السياسيين في بلدنا قلوبهم علية اما البقية فلديهم الاساعداد لبيعه بين القبائل والطوائف والدول واملاء جيبوبهم...
اذن لم المؤتمرات ولم الجهد الكبير الذي يبذله رئيس الجمهورية الآن وهل سيغير من في قلبه مرض ووسواس؟
ربما يسعى طالباني الى ردم هوة جديدة من الصدع الكبير الذي يكتنف صراع سياسيي العراق وقد ينجح كما نجح سابقا بجلوس المتصارعين الى مائدة الحوار وتبادل التحايا والخطب ولكن الى متى؟
وان لم يوجد في العراق شخصا مثل طالباني فكيف السبيل الى ايقاف تناحر المتقاسمين لقمتنا وحريتنا؟
والى متى نبقى اسيرين للشركاء المختلفين على كل شيء والمتفقين على هدر دمنا وموتنا وسرقة ثرواتنا؟
كم من الاوقات ستمر والعراقيون يطالعون موائد المؤتمرات التي تعقد بين حين واخر لا لمناقشة همومهم والسعي لرقي حياتهم وتطوير سكنهم وتعليمهم وثقافتهم وصحتهم او جعلهم يقفون بمصاف ارقى دول الكون وهم ليس اقل من اي شعب سواء بالذكاء او الكفاءة او الثروات ولا حتى بالعقول، بدلا ان تعقد هذه المؤتمرات لمصالحة الشركاء المختلفين على المناصب والنفوذ والتسلط؟
اسئلة حائرة وستبقى بلا اي جواب اذا لم يقرر الشعب بمحض ارادته، لا عبر المؤتمرات، ان لامكان لكل اشكال التوافقية والمحاصصة والشراكة والطائفية والمكونات بل الاساس الكفاءة والعمل الجاد لبناء مستقبل البلد.
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يتصرف الألمان عندما يمرضون؟ | يوروماكس


.. لمى الدوري: -العراق يذخر بالمواقع الأثرية، وما تم اكتشافه حت




.. الهدنة في غزة على نار حامية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مسلسل المانغا - بون- : وحدة تسافر عبر الزمن وتحي الموتى




.. -طبيب العطور- بدبي.. رجل يُعيد رائحة الأحبة الغائبين في قارو