الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب(دولة على مفترق) لشاكر الانباري.. تأملات في اوضاع العراق2003-2006

وفاء زنكنه

2012 / 1 / 15
الادب والفن


صدر عن دار آراس للطباعة والنشر مؤخراً، كتاب(دولة على مفترق) للصحفي والاديب العراقي شاكر الانباري، يجسد تأملات في اوضاع العراق بين عامي 2003- 2006، وما مر به البلد من اعمال عنف طائفية ومذهبية.

ويصور المؤلف في مقدمة كتابه(عودة الى الجذور) المكان الذي ينمو نمو البشر وملامح الطبيعة التي تتغير، والبنايات تتآكل، وتقوم واجهات جديدة، وقد احس وهو العائد الى العراق بعد غربة امتدت لأكثر من عشرين سنة ان الانقطاع عن المكان الاول يحدث فجوة في الروح.

ويلفت الانباري الى ان العراق الجديد الذي جاء اليه يختلف كليا عن عراق ذلك الزمن الذي خرج منه الى ارض الله الواسعة، والجدة لم تأت بسبب التطور فقط، انما نتجت عن تفاعلات سياسية واقتصادية واجتماعية، وقد حرّكت مياهها الساكنة هزات وزلازل حدثت في العشر سنوات الاخيرة من حياة العراقيين.

يتضمن الكتاب خمسة فصول رئيسة، بـ 205 صفحات من القطع المتوسط، ويجسد اوضاع المواطن العراقي الذي يختلس النظر نحو المستقبل حتى وان كان ذلك المستقبل مرسوماً برايات سود، فقد جرد ذلت مرة من كل شيء، من حق التعبير، والسفر، والابداع، والصلاة، والكرامة، وجرد من انسانيته حين زج به في حروب وسجون ومناف، واصبح رقماً في معسكر اعتقال او سجن او ثكنة للتدريب والقتال.

ويصور المؤلف سمة الخوف التي اجتاحت البلد، في ظل انتشار الدبابات والمدرعات والجنود والطائرات القادمة من اميركا ودول التحالف، لم يكن للمواطن العراقي ذنب في جلبها الى مسقط رأسه، مصوراً الخوف بالوشاح الذي ينسدل على الارواح.

وينتقل المؤلف من رواية مشاهد العنف والمعاناة التي شهدها العراقيون، الى التساؤل عن الثقافة وجدواها وقد فقدت الثقافة في العراق دلالة الفكرة الحرفية، فهناك كتب تطبع ولا تقرأ، ومعرض تشكيلي يفتقد لمرتاديه، ومسرح غاب عنه الجمهور، وشعر لا يتذكره أحد، فقد شاعت لغة اخرى في البلاد، لغة العنف بأشكال كثيرة السيارات الملغمة، والمواجهات المسلحة، والاغتيالات، والاختطاف، والتسليب.

ويفرد الانباري فصلاً خاصاً عن الانتخابات، باعتبارها اول تجربة ديمقراطية وانتخابات حرة في عراق ما بعد صدام، فالكتلة السالبة المسماة بالشعب نفضت الغبار عن صمتها وسارت في اكبر تظاهرة سلمية ضد العنف والقتل والاستلاب القومي والطائفي، لتدلي بصوتها لمن يمثلها في السلطة.

وفي الفصل الاخير من كتابه، يصف المؤلف مظاهر العنف في دولة على مفترق، متمثلة بالسيارات الملغمة التي يجري تفجيرها في احياء العاصمة بغداد وبقية المدن العراقية، ناهيك عن حوادث الاحزمة الناسفة التي يستخدمها الانتحاريون لايقاع الضحايا، وعمليات الاعتداء المسلحة ضد افراد الجيش والشرطة وطوابير المتطوعين للانخراط ضمن صفوف الحرس الوطني.

وفي نهاية الكتاب، يتم طرح تساؤل : هل تقود الفيدرالية الى التقسيم؟ وتأتي الاجابة ان التجربة الفيدرالية في العالم العربي جديدة، ولا تمتلك الاحزاب لاسياسية سوى خبرة نظرية حولها، اما على الصعيد العملي فهي مستبعدة عموما، بسبب تهميش وتغييب الاثنيات غير العربية وعدم الاعتراف بحقوقها، العيب ليس في مبدأ الفيدرالية انما في توقيته وتفاصيله، وجدواه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل