الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشبة في جدار

باسل سليم

2005 / 1 / 3
الادب والفن


للحديث عن داليا الكوري عندي طعم خاص، ما أن أبدا بالحديث عنها حتى تتسع أحداق المستمعين كأن بهم شوق لرؤيتها أو كأن صهيل ضحكتها طرق الجدران فأصاخوا السمع.
اتهمني جميع الأصدقاء بأني موله بحبها وهي تهمة لا أهرب منها أو انكرها فأنا غارق حتى أذني في حبها وهو حب له عندي طعم خاص أيضا.
ذات آذار ممل.. رن هاتف العمل وكانت هي على الخط الآخر، تسأل ما إذا وصلت سيرتها الذاتية على الفاكس للعمل في المؤسسة التي أعمل بها ، دون تردد جررتها للحديث أو انجررت له فطالت المكالمة ربع ساعة حدثتني فيها عن دراستها في كندا وعملها الذي جابت به أكثر من بلد ، اختلطت لهجتها العربية الصعبة بإنكليزية طلقة توحي للجاهل أنها أجنبية مقيمة في عمان ، ختام المكالمة أنها لم تتلق ردا منا وأنني سأتكلم مع المديرة بهذا الشأن ، بعد المكالمة أطلقت آهة : يا الله. وعرفت أن معرفتي لها لن تكون عابرة.
في اليوم التالي وأنا أخرج من أحدى الغرف رأيت فتاة باهرة تجلس في الممر، قلت: داليا؟ قالت: باسل. تكركبت كعادتي عند مرأى امرأة جميلة، ارتفع ضغطي، وتعرقت ووقعت في الحب منذ تلك اللحظة.
قُبلت داليا للعمل معنا وبهذا فإن الجزء الصعب تم التغلب عليه.
لا أعرف ما الذي دفعني لأن أعرض خدماتي وأقوم بتدريبها على العمل وإجراءاته، حدثتها عن البديهيات لإطالة الوقت الذي اقضيه معها بغباوة فاضحة كشفت كل أوراقي.
لا أعرف أيضا لم انسجمنا وبدأنا بالخروج معا، أحببتها لأسبوعين حبا خالصا وتوقفت عن حبها ساعة قالت لي أنها تحب أحدهم.
لا يمكن وصفها إلا بأنها عظيمة كدالية وارفة الظلال ومليئة بالعنب، لديها قدرة عجيبة على صناعة الفرح وتبخير الحزن.
ما فعلته داليا في حياتي لا يمكن وصفه إلا كالتالي: تخيل طفلا يحاول السير ويخاف الوقوع... أنا هذا الطفل وداليا هي اليد التي بعثتها الطبيعة أو الله كي تعينني على السير، عندما التقينا كنت محطما من اليأس، وحيد كشجرة ميتة، وغريب كأيما غريب. لا أقدر أن ادعي أنه كان لي اثر في حياتها إلا أن صداقتي لها عجيبة، امرأة لا املك تجاهها أي إحساس بالإثم أو الشوق أو الخوف، ونحن أحرار كأننا التقينا صدفة على رصيف مدينة ما.
هل اشتهيتها يوما ؟...كلا
ما الذي يجعلني أكتب عنها بكل هذا الشغف؟
داليا هي المرأة الوحيدة التي أكون أمامها في قمة وعيي، أتكثف واندمج كالعناصر، وتصبح الجمل والعبارات سهلة كالنهر.
ما الذي تريد الوصول إليه من كل هذا؟
تمجيد الكائن، فداليا من الكائنات التي تستحق أن تمجد... عشقها الكثير من الرجال وكلهم دونها، سيحبها الكثير من الرجال وستبقى بكامل فرحها.
في عمان، في مدينة النساء الباردات داليا هي الأذكى والأجمل والأكثر إبداعا كما قال أحدهم، الغريب كيف جاءت إلى هذه المدينة وكيف نبتت فيها، امرأة تحمل الشرق والغرب بين كفيها، تستثيرها اللغة العربية وتهوى الخط العربي ولا تستطيع التعبير بغير الإنجليزية.
أفلامها القصيرة التي صنعتها تصنع الفرح في المشاهد ببساطة غريبة...


كي تصف داليا عليك أن تكون في منتهى الحذر فربما أخطأت...
كيف أصفها ؟؟
وهي ببساطة امرأة تنام مع البحر على سرير واحد...
وهي حقا...
عشبة في جدار...

ليل 10.7.2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب لأحمد السقا يحصد 22.4 مليون جنيه خلال 10 أيام عرض


.. ريم بسيوني: الرواية التاريخية تحررني والصوفية ساهمت بانتشار




.. قبل انطلاق نهائيات اليوروفيجن.. الآلاف يتظاهرون ضد المشاركة


.. سكرين شوت | الـAI في الإنتاج الموسيقي والقانون: تنظيم وتوازن




.. سلمى أبو ضيف قلدت نفسها في التمثيل مع منى الشاذلي .. شوفوا ع