الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحية للبرادعى

مجدى خليل

2012 / 1 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


● كان ملهما فى مجيئه وكان محقا فى خروجه
منذ عودة البرادعى عملت السلطة وأجهزتها الأمنية والمخابراتية على تشويه سمعته والأغتيال المعنوى لشخصيته، وتم ذلك من نظام مبارك ومن المجلس العسكرى بعده، وذلك لأنه شخصية محترمة ومستقلة وخارج نظام الشلل والتربيطات وأصدقاء الأجهزة. منذ مجيئه عرى البرادعى ضحالتهم بكفاءته، وفسادهم بنزاهته، وتلونهم بأتساقه مع ذاته،وكذبهم بصدقه، وشلليتهم باستقلاليته،وصفقاتهم بصراحته،وإنغلاقهم بإنفتاحه، وتخلفهم بعصريته.
البرادعى خرج فى الوقت المناسب لأنه لا يليق به وبتاريخه أن يحكم دولة مبارك التى مازالت قائمة، فالثورة التى شارك فيها البرادعى وكان أحد ملهميها اختطفت وعذبت لدرجة الأحتضار، والمهمة الأسمى حاليا إنقاذها من مختطفيها ومعذبيها، ومن ثم فأن الحكم فى هذه الفترة عبء ثقيل على من يحترم ذاته،لأن مصر تسير فى الأتجاه الخاطئ. مبارك ترك مصر خرابة والمجلس العسكرى كمل التخريب، ومن ثم لا يليق بالبرادعى أن يحكم دولة خربة ويتعاون مع مخربيها.
والآمل الوحيد الباقى هو عودة الثورة وموعدنا يوم 25 يناير.
●الآمل الباقى
مع أقتراب 25 يناير يبقى الآمل الوحيد فى التغيير هو عودة الثورة إلى ميدان التحرير وعدم ترك الميدان حتى يتم إزالة الركام الذى وضعه المجلس العسكرى والإسلاميون لتغطية الثورة والتشويش عليها وتشويه الثوار. على الجميع الخروج إلى كل ميادين مصر والأعتصام حتى يتم طرد من خطفوا الثورة وإعادة الصورة إلى النقاء الثورى. الخروج للميدان ليس للإحتفال بذكرى ثورة كادت تحتضر ولكن لعودة الروح اليها وإرجاعها إلى اصحابها وهم الشعب المصرى.
الثورة هى الحل فلا تتخلوا عن أحلامكم وآمالكم ومستقبل بلدكم.

● الحرية لا تتجزأ وكرامة الإنسان لا مساومة عليها
قال مفكر المانى من عصر النازى: حين بدأ القبض على اليهود لم أهتم فلست يهوديا، وحين بدأ القبض على الشيوعيين لم أهتم فلست شيوعيا، وحين بدأ القبض على المعارضين للفاشية والنازية لم أهتم فلم أكن معارضا، وحين أتوا للقبض على لم يكن هناك أحد ليدافع عنى. هذه هى الحكمة التاريخية التى تقول علينا أن ندافع عن حرية غير مشروطة للجميع حتى الد أعداءنا وخصومنا، فالحرية هى منحة الهية لصيقة بالإنسان منذ ولادته، والكثير من الدساتير ومواثيق حقوق الإنسان تبدأ بالعبارة الأثرة لقد خلقنا الله أحرارا، فالحرية هى الأصل والقيود على الحرية هى الشذوذ، كما أن كرامة الإنسان هى هبة الهية، ومن يعتدى عليها يعتدى على الله مانحها، والله لم يوكل أحد للحديث بأسمه أو تقييد حرية الإنسان أو الإعتداء على كرامته بحجة المحافظة على الوصايا الالهية، فلا يوجد متحدث بأسم الله ولا أحد يحمل منه توكيلا أو رسالة خاصة، فعصر النبوة قد أنتهى، والدفاع عن الحرية هو الدفاع عن الحق الالهى الحقيقى للبشر، ولهذا ظلت عبارة فولتير خالدة: قد أختلف معك فى الرأى ولكنى على أستعداد أن أدفع حياتى ثمنا لحماية حقك فى التعبير عن رأيك.
والمجتمع الذى يسمح لشخص أو لجماعة،مهما إن كان، بتهديد حريته، هو مجتمع يسعى لتحويل شعبه من مواطنين إلى عبيد، لقد رفع الله الإنسان من مرحلة العبودية إلى مرحلة البنوة، ويأتى إنسان مثله ليحاول تحويله إلى عبد. إن الله الذى خلقنا ذاته أعطانا حرية الكفر به، فكيف للذى منحنا حرية الكفر به أن ينزع منا أى نوع من الحرية؟، لهذا يقول القديس أوغسطينوس: أعبدك يا الهى لأنك أعطيتنى حرية إنكارك.
الحرية للجميع.. الحرية لا تتجزأ.. الحرية ليست منحة من أحد بل عطية الهية.. الحرية هى الأصل... الحرية هى التاج الذى يضعه الإنسان على رأسه ليصبح جديرا بإنسانيته.

● هناك فرق بين الرأى والجريمة
هل يمكن أن يكون مجرد الكلام جريمة؟ نعم إذا كان هذا الكلام هو تحريض على القتل أو الكراهية أو الإذراء بلون أو بعرق أو بدين أو بنوع الإنسان بدرجة تحمل الكراهية وتشجع على العدوان، ومن ثم ما يقوله توفيق عكاشة وما تقوله لميس جابر وما يقوله الكثير من السلفيين السفهاء وبعض مشايخ الكراهية كل هذا لا يمكن تصنيفه على أنه حرية رأى، حرية الرأى تقف عند عدم إيذاء البشر أما إذا تعدت هذا الجدار تصنف على إنها جريمة، فمثلا عندما يقول عبد المنعم كاطو أن شباب التحرير يستحقون أن يلقى بهم فى أفران الغاز، وعندما تقول لميس جابر لتسقط حقوق الإنسان وتحرض المجلس العسكرى على الثوار، وعندما يفتى سلفى بحق الجيش فى قتل الثوار فقهيا،أو عندما يهرتل توفيق عكاشة بتحريض رخيص على الثورة والثوار.. كل هذا يعتبر جرائم فى أى دولة محترمة بها قانون يحترم إنسانية وحقوق الإنسان.. علشان كدها نقول للست لميس جابر المشكلة فى عدم وجود قانون رادع جعل أمثالك يبثون الكراهية والاحتقار لثوار نبلاء ويحرضون على الشعب.
الحرية للشعب وليسقط السفهاء.

● أول القصيدة كفر
طرح رئيس الوزراء التونسى الجديد المنتمى لحزب النهضة إجراء حوار وطنى حول النقاب، وهكذا حقق الشاب التونسى بوعزيزى آماله من الثورة التونسية، حيث لم يجد وظيفة بمؤهله العلمى فتجول كبائع على عربة خضار، وحيث تم صفعه من قبل شرطية تونسية أهدرت كرامته الإنسانية، لو عرف بوعزيزى أن حرقه لجسده سينتج عنه حكومة تجرى حوارا وطنيا حول النقاب لكان حرق النقاب بدلا من حرق نفسه، ولكن يبدو أن التاريخ يعود للخلف فى هذه المنطقة البائسة، نساء يتعرضن للقتل والتحرش والتعرية فى مصر لكى يأتى مجلس شعب يتكلم عن النقاب وتربية الأطفال والعودة للمنزل،وشاب يحرق نفسه احتجاجا عن المظالم الاجتماعية والسياسية وسياسات الدولة البوليسية لتأتى حكومة تجعل النقاب مسألة أمن قومى.. متى يخرج هؤلاء الناس من كهوفهم ويتعاملوا مع آمال شعوبهم من الثورات؟.
يمكنكم التواصل مع الكاتب عبر موقعه الرسمى على الفيس بوك
https://www.facebook.com/#!/pages/Magdi-Khalil/156022111155552








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: غانتس اختار أن يهدد رئيس الوزراء بدلا من حماس


.. انقسامات داخلية حادة تعصف بحكومة نتنياهو وتهدد بانهيار مجلس




.. بن غفير يرد بقوة على غانتس.. ويصفه بأنه بهلوان كبير


.. -اقطعوا العلاقات الآن-.. اعتصام الطلاب في جامعة ملبورن الأست




.. فلسطينيون يشيعون جثمان قائد بكتيبة جنين الشهيد إسلام خمايسة