الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سامح سعيد عبود - مفكر وناشط اشتراكي تحرري - في حوار مفتوح حول الحركة الاشتراكية التحررية - الاناركية - وصعودها مجددا، ودورها وعلاقاتها في ربيع الثورات الحالي

سامح سعيد عبود

2012 / 1 / 15
مقابلات و حوارات


من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة, وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على الانترنت من جهة أخرى, ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء, تقوم مؤسسة الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام.
حوارنا - 71 - سيكون مع الأستاذ سامح سعيد عبود - كاتب وناشط اشتراكي تحرري - في حوار مفتوح حول الحركة الاشتراكية التحررية - الاناركية - وصعودها مجددا، ودورها وعلاقاتها في ربيع الثورات الحالي.


نشأت الحركة الاشتراكية التحررية فى أواسط القرن التاسع عشر لتشكل العمود الفقرى والاتجاه الرئيسى فى الحركة الأناركية بمدارسها المختلفة والمتناقضة، والتى يجمعها جميعا رفض السلطة المتعالية والمنفصلة عن إرادة الخاضعين لها فى كل العلاقات الاجتماعية والإنسانية، وكان نشوء الحركة الاشتركية التحررية نتيجة كل من أولا التدخل المتزايد للدولة البرجوازية الحديثة فى حياة الأفراد، ومؤسسات المجتمع المدنى المختلفة، ومجتمعات الإكتفاء الذاتى، والحكم الذاتى المحلى فى القرى والبلدات المختلفة، سواء داخل الدولة القومية الحديثة أو داخل الإمبراطوريات الاستعمارية، وتقييد الدولة المركزية الحديثة لحرية ولاستقلالية تلك التجمعات البشرية، والقضاء على التنوع الاجتماعى والثقافى فى الثقافات والعادات والتقاليد والأعراف المحلية بالتنميط والقولبة عبر مركزية الدولة الحديثة، و ثانيا الرأسمالية التنافسية المتوحشة التى ميزت القرن التاسع عشر، و التى لم تكن اكتسبت الخبرة بعد لتخفى أو تخفف حدة الصراع الطبقى المحتدم، هذا على مستوى الظروف الاقتصادية و الاجتماعية والسياسة التى نشأت على خلفيتها الحركة الاشتراكية التحررية، إلا أن الحركة أيضا كانت وليدة فكريا لرفض مفهوم اشتراكية الدولة الماركسية، برغم تأثر معظم الاشتراكيين التحرريين بالجوانب العلمية فى الماركسية خاصة فيما يتعلق بنقد الرأسمالية و فهم التطور الاجتماعى، وقد أثبتت التجربة التاريخية صحة هذه الانتقادات حيث أعادت الدولة العمالية إنتاج المجتمع الطبقى والاستغلال والقهر مجددا.

أما أهم الأحداث الذى برز فيها دور الأناركيين فهى كوميونة باريس 1871 ، الثورة الروسية1917، الثورة الأسبانية 1936، حركة مناهضة العولمة والحرب فى بداية القرن الحالى، و أريد أن أشير إلى أننا نحتفل فى أول مايو من كل عام بعيد العمال العالمى تخليدا لذكرى اعدام قادة اضراب شيكاغو 1881 الذين كانوا أناركيين، وتجربة المجتمع الأناركى المستمر منذ 15 عاما فى أقليم تشيباس فى المكسيك بقيادة حركة زاباتيستا، وأخيرا حركة احتلوا الميادين الحالية فى إطار ما يشبه ارهاصات ثورة عالمية بدأت شرارتها فى تونس وأشعلت الربيع العربى لتنتقل للعالم، ولم تكن مصر كنموذج للبلاد العربية ببعيدة عن ذلك حيث تواجد الأناركيون فى أوساط الجاليات اليونانية والإيطالية فى نهاية القرن التاسع عشر، وشاركوا العرابيين ثورتهم ومقاومتهم للإحتلال الإنجليزى للبلاد باعتبارهم أمميين، وأسسوا جامعة شعبية فى أحد المسارح بالأسكندرية ، التى كانت منفى أنريكوا مالاتيستا أحد الرموز الأناركية الكبيرة، واشتركوا فى تكوين نقابات عمالية، واصدروا بعض المطبوعات، وشارك بعضهم فى تأسيس الحزب الاشتراكى 1921، ثم أختفوا من التاريخ المصرى إلا من بعض الحالات الفردية القليلة المرتبطة بجماعة الخبز والحرية فى الأربعينات كجورج حنين.

ومع نهاية ثلاثينات القرن العشرين انزوت الحركة الاشتراكية التحررية تماما بعد هزيمتها فى الحرب الأهلية الأسبانية، نظرا لصعود دولة الرعاية الاجتماعية التى قادها الجناح الاشتراكى الديمقراطى الإصلاحى من جهة، و من جهة أخرى انجازات نموذج رأسمالية الدولة البيروقراطية الذى أسسه الجناح الشيوعى الثورى، و من جهة ثالثة حركات التحرر الوطنى فى العالم الثالث الذى ارتبطت أيضا بنموذج رأسمالية الدولة الوطنية مثال عبد الناصر فى مصر ،و كان مما ميز القرن العشرين أيضا تصاعد الرأسمالية الاحتكارية و رأسمالية الدولة عموما والتى تميزت بعمالة منتظمة مستقرة مرتفعة فى مستوى معيشتها، وتقلص تنافسية الرأسمالية، و توارى الجوانب المتوحشة فيها التى خففت من حدة الصراع الطبقى، مما أضعف من جذرية العداء للرأسمالية فى أوساط البروليتاريا، وهو ما عرف بربع القرن المجيد الذى تلى الحرب العالمية الثانية.

مع نهاية القرن العشرين دخل التطور الرأسمالى مرحلته الثالثة المسماة بالرأسمالية الكوكبية لتظهر بقوة مجددا الملامح المتوحشة للرأسمالية التى عرفتها فى القرن التاسع عشر وخصوصا مع انهيار كل من رأسمالية الدولة البيروقراطية ودولة الرعاية الاجتماعية والفكرة القومية ، وفى ظل هذه الظروف عادت الاشتراكية التحررية مرة أخرى كأفكار ثورية أكثر جاذبية مما مضى بعد أن أنحسرت الشيوعية السلطوية الدولتية وانهارت الاشتراكية الديمقراطية وانكسرت حركات التحرر الوطنى . وكان مما ساعد على هذا الصعود أيضا ثورة المعلومات والاتصالات الحديثة وعلى رأسها الأنترنت. وعمليا الثورة المصرية وكذلك ثورات الربيع العربى هى نماذج أناركية فى الممارسة الثورية فهى ثورات بلا زعماء ولا قادة وقد قامت على أسس شبكية باستخدام الأنترنت فى التحريض والدعاية والتنظيم، وقد شارك فيها الأناركيون كأفراد، وما يزالوا يشاركون فيها على أساس فردى وطوعى. و لا يعرف حجم الأناركيون ومدى مشاركتهم فى تلك الثورات، فالأناركيون لايشكلون تنظيما وليس لهم هياكل تنظيمية هرمية وليس لهم قادة أو زعماء، ويعتمدون فى التواصل والتنسيق والدعاية والتحريض على الأنترنت، والتنسيق الشبكى والعمل الفردى التطوعى، و ينتظمون أحيانا فى مجموعات تسمى مجموعات الألفة، تتشكل من أعداد قليلة أقرب للأصدقاء،واتحادات لهذه المجموعات، وقد لا يحب بعضهم أن يعلن نفسه، اعتقد أن الانترنت وهى أداة أناركية بامتياز تعتمد على فكرة الشبكية، قد سببت انتشار هذا التيار بشكل انفجارى فى السنوات الأخيرة خاصة بعد الثورة و فى هذا العالم الافتراضى لا يمكن أن تحدد كم؟ و من؟ و أين؟ و متى؟. و هم يتعرضون الآن هم والاشتراكيين الثوريين لحملة من قوى الثورة المضادة ممثلة فى المجلس العسكرى الحاكم والإسلاميين بمحاولة اتهامهم بالعنف والإرهاب تمهيدا لتصفيتهم ، و اتخاذهم مبرر لعودة النظام الاستبدادى المتورط الفعلى فى استمرار العنف الحالى فى مصر.

و لا شك أن كل من الأزمة الأقتصادية الكبرى و أزمة الديمقراطية البرجوازية التى يعيشها العالم حاليا والتى تدل على فشل الرأسمالية بنموذجها الديمقراطى التمثيلى تشكل حافز جديد لهذا الفكر أن يصعد مجددا .

فالعلاقات الأنسانية القائمة على الطمع و المنفعة والتنافس والتسلط هى أساس كل الشرور وما مؤسسات الدولة البرجوازية و الرأسمالية إلا هياكل تجسيد تلك الأطماع و العلاقات النفعية والتسلطية و التى فى النهاية تؤدى الى الفقر و القهر و الاغتراب و الدولة هى راعية لهذه الأمراض عن طريق القوانين و النظم و الأعراف التى تسنها و تدافع عنها لضمان مصالح من يسمون أنفسهم بالنخب الاقتصادية و السياسية والثقافية والاجتماعية و يصل الفكر الاشتراكى التحررى إلى نتيجة أن الدولة بشكلها الحالى و ما تمثله و تدافع عنه هى سبب كل الشرور و الخراب و بالتالى يجب السعى الى تدمير هذا الكيان السياسي و خلق كيان جديد قائم على التعاون و التشارك،لا التنافس والتدافع بين الناس، و ما أفكار مثل التعاونيات التحررية والاقتصاد التشاركى و اقتصاد إدارة الموارد والديمقراطية المباشرة، إلا أمتداد لهذه الأفكار الأناركية ذات الصبغة الأشتراكية و غيرها، فضلا عن المدارس الأناركية التقليدية و النقابية والمجالسية، و نستطيع أن نقول أن الفكر الاشتراكى التحررى يلعب الآن دورا جديدا ربما لتكوين نواة لفكر أقتصادى و أجتماعى جديد بديل عن كلا من الرأسمالية والدولة.

لكن الحقيقة الجلية تقول أن الحركة الاشتراكية التحررية تعانى فعلا فشلا تاريخيا فهى منذ نشوءها فى أواسط القرن التاسع عشر لم تحقق مجتمعها المنشود إلا فى فترات محدودة للغاية أثناء الحربين الأهليتين الروسية والأسبانية انتهت بهزيمتها ثم تجربة أقليم تشيباس بالمكسيك، ويبدوا أن هناك مشاكل نظرية وعملية تعوقهم عن تحقيق مشروعهم، إلا أن هذا لا ينفى وجود أسباب موضوعية أيضا تعوق تحقق هذا المشروع منها الطبيعة العالمية للرأسمالية واستحالة الاكتفاء الذاتى محليا وغيرها، وفى نفس الوقت فإن هناك أسباب موضوعية تدفع بهذا الصعود الحركى والفكرى.

وجدير بالذكر أن السنوات العشر الماضية صعدت الحركة الاشتراكية التحررية فى العالم بأسره على نحو انفجارى نتيجة لانتشار الأنترنت، وأنها ثبتت أقدامها فى المنطقة العربية التى لم تعرف هذا الاتجاه من قبل وخصوصا فى ظل الموجة الثورية التى اندلعت العام الماضى بدءا من تونس لتصل إلى الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوربى.

ختاما هناك اشكاليات كثيرة فيما يتعلق بالحركة الاشتراكية التحررية أرجوا أن يكون هذا الحوار بداية لطرحها بعمق والإلمام بجوانبها المختلفة ومحاولة الوصول لحلول لها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاشتراكية الاناركية والماركسية اللينينية
عبد السلام اديب ( 2012 / 1 / 15 - 22:53 )
تحية للرفيق سامح سعيد عبود والذي نشكره على مشاركته في الحوار المفتوح من اجل التعريف بالاشتراكية التحررية الاناركية، والدفاع عنها، لاحظت دفاعك عن هذه المنظومة الفكرية ودمك القوي للماركسية اللينينية في خلط كبير بين النظرية وبين التجارب التاريخية لها، علما أن الامران لا يتطابقان. فالنظرية الماركسية اللينينية تضع لها كهدف استراتيجي اسقاط النظام الرأسمالي واسقاط الدولة البرجوازية عبر ثورات بروليتارية شاملة تنتهي باقامة نظام سياسي مؤقت هو ديكتاتورية البروليتارية، حيث تمارس البروليتارية سلطتها بواسطة المجالس في افق القضاء على الطبقات وتدمير الدولة الطبقة واقامة المجتمع الشيوعي الخالي من الطبقات . على مستوى التجارب التارخية لهذه النظرية نلاحظ حدوت انحرافات عن مسار النظرية حيث تم تعويض ديكتاتورية البروليتارية بديكتاتورية الافراد وتأسست دول بيروقراطية طبقية اصبحت بعد حين لا تطاق. والسبب في هذا الانحراف لا يعود لخطأ في النظرية بل الى الصراع الطبقي وتحول مراكز القوة بين الطبقات وعدم القدرة على تطوير الوعي الطبقي البروليتاري ... لكن فشل هذه التجارب لا يعني ابدا عدم صحة النظرية وعدم امكانية تطبيقها. أما الاشتراكية التحررية فرغم اهدافها النبيلة الا ان مسارها الفوضوي يسقطها في المثالية المطلقة فكلما وجدنا امام انتفاضة شعبية نقول انها الاناركية ونظرا لفوضويتها التي ترعب سيكولوجية الاستقرار لدى الافراد والجماعات يحدث بسرعة ميل نحو القوى البرجوازية والفاشستية والظلامية فتحدث الثورة المضادة ويعود المجتمع الطبقي بكل عنفوانه وجبروته. اعتقد ان الفرق بين الماركسية اللينينية والاناركية هو الفرق نفسه بين الاشتراكية الطوباوية والاشتراكية العلمية، فبينما تتطلع الاولى الى اوضاع مثالية دون تحديد مسار الوصول الى هذا الوضع المثالي، ترسم الثانية معالم الطريق بدقة وتتيح امكانية الوصول الى المجتمع الشيوعي الخالي من الطبقات. اتمنى من الرفيق سامح سعيد توضيح موقفه من هذه الاشكالية. مع تحياتي الخالصة


2 - رد الى: عبد السلام اديب
سامح سعيد عبود ( 2012 / 1 / 16 - 15:28 )
فى البداية أشكر لك اهتمامك وتعليقك
لا شك أن معظم الاشتراكيين التحرريين متأثرين بالجوانب العلمية فى الماركسية خصوصا فيما يتعلق بانتقاد الماركسية للرأسمالية وفهمها للتطور الاجتماعى لكن ليس كل ما انتجه ماركس صحيحا ومن ثم كان انتقادهم المبكر لماركس فيما يختص بتعظيمة للدولة باعتبارها أداة قمع متعالية على مواطنيها وإنها تعيد انتاج المجتمع الطبقى مجددا ولا يمكن أن تكون أداة تحرر لأنها تقوم على أساس موظفون بيروقراطيون تتشكل لهم مصالح منفصلة عن من يحكمونهم وقد دلت التجربة على صحة استنتاجهم أما عن الاشتراكية الأناركية طوباية فهذا أيضا غير صحيح لأن الحركة لاتعتمد الهندسة الاجتماعية وهى تعتمد على تعميم العلاقات الاجتماعية اللاسلطوية والموجودة فعلا فى الواقع كالجمعيات التعاونية والإدارة الذاتية لمنشئات العملو المجالس العمالية والنقابات وغيرها
أن الأناركية حتى تتحقق لابد من أن تكون أفكارها هى أفكار كامل الكتلة الحرجة الثورية من قلب الطبقات الثورية الفعالة وما تتطلبه الحركة من أجل ذلك هو عمل دعائى دؤوب دون تبديد الطاقة الذى يمارسه معظم الأناركيين والفكرة ببساطة أننا لو اعتمدنا فقط على حزب ثورى من الجنرالات الأذكياء يقودون قطعان الجنود الأغبياء فسوف نعيد النموذج اللينينى
البائس والفاشل ومن ثم فدورنا الحقيقى الدعاية والتثقيف وغيرها


3 - في النظرية
أحمد التاوتي ( 2012 / 1 / 16 - 00:05 )
أستاذ سامح أهلا بك منافحا عن الأناركية التي هي حلمنا جميعا، و التي قد تكون الخلاص السياسي للعالم في غضون العشريات الأولى لهذه الألفية.

قد يبدو الإشكال الرئيسي الذي يواجه هذه النظرية عسير نوعا ما باعتباره مؤسس على طبيعة العالم و طبيعة الأشياء و العناصر قوام هذا العالم.

يتلخص هذا الإشكال في أن العالم يقوم فيزيائيا و تنظيميا و اجتماعيا -بين الكائنات- على التنظيم الهرمي، و يمكن أن نتوخى كلمة تسلسلي، و لكنها لا تخرج هي أيضا عن مفهوم مركزية الترجيح.. كما أن جميع أنواع التطور، الطبيعي منها و الإرادي لها نقاط انبثاق، أي مركزيات أولى.. فنفي مفهوم المركزية من قاموس النظرية الأنا ركية يكتنفه بعض الغموض.
كيف توضحون لنا ذلك، مع سالف الشكر و التحية.


4 - رد الى: أحمد التاوتي
سامح سعيد عبود ( 2012 / 1 / 16 - 15:29 )
ليس صحيحا أن الطبيعة والمجتمع يقومان على المركزية والهرمية ففى عالم الحيوان توجد
مجتمعات قرود البونوبو وهم قريبيين جدا من الشمبانزى التقليدى وتقوم العلاقات بينهم على على عكس مجتمع الشمبانزى السلطوى وقد ظلت العشائر المشاعية البدائية تعيش عالما اللاسلطوى ما يزيد عن مليونى على أسس لاسلطوية وحتى فى مجتمعاتنا الحديثة تتواجد العديد من العلاقات اللاسلطوية العفوية التى لاتحمل بالطبع يافطة الأناركية ولا يدعى من يمارسونها أنها الأناركية وأنهم أناركيون والأناركية فى النهاية تحمل مشكلة حقيقية أن الوسائل للوصول إليها غير واضحة و لا متفق عليها وهو ما يحتاج لجهد


5 - تساؤل
almhader ( 2012 / 1 / 16 - 01:57 )
ماهوأصل ومعنى مصطلح :( الأناركية)؟..مع الشكر


6 - رد الى: almhader
سامح سعيد عبود ( 2012 / 1 / 16 - 15:30 )
الأناركية كلمة من أصل يونانى مكونة من مقطعين الإن وهى تعنى لا أو بدون وأركى وتعنى حكم أو سلطة أو سيادة ومن ثم فالكلمة معناها بدون حكام أو سلطة أو سيادة وهى تستهدف مجتمع يقوم على أساس التعاون الطوعى بين أفراده دون سلطات متعالية على إرادتهم الحرة


7 - سؤال
جميل نادر ( 2012 / 1 / 16 - 05:53 )
هل انتم الاشتراكيين الثوريين ام ماذا؟
وان كان الجواب لا فما هو الفرق؟


8 - رد الى: جميل نادر
سامح سعيد عبود ( 2012 / 1 / 16 - 15:31 )
الاشتراكيون التحرريون ليسوا هم الاشتراكيون الثوريون ويبنهم خلافات عملية ونظرية كثيرة الاشتراكيون الثوريون هم تيار ماركسى لينينى تروتسكى أما الاشتراكيون التحرريون فهم ليسوا ماركسيين فى الجوهر رغم تأثرهم بالعديد من جوانب الماركسية العلمية لكنهم لا يقدسون النصوص والأشخاص والرموز وهناك ثلاث خلافات أساسية بينهم الاشتراكيون الثوريون مع الحزب الطليعى ونحن مع مجموعات الدعاية هم مع المركزية الديمقراطية ونحن مع الديمقراطية المباشرة هم مع ديكتاتورية البروليتاريا ونحن مع الكوميونات


9 - اشتراكية تحررية واسلام سلفي
رانيا سليمان ( 2012 / 1 / 16 - 13:15 )
ما هي العلاقة بين الأشتراكيين التحرريين الأناركيين وبين حركة الاسلام السلفي التي استفادت من ثورات الربيع العربي للصعود إلى السلطة على ما بينهما من خلاف ايديولوجي؟ ألا ترى في طرحك محاولة جديدة للالتفاف على الحركة والمزاودة على تجييرها للاسلاميين أو الاشتراكيين أو منظمات الفيس بوك المرتبطة باصابع المخابرات الأميركية
مع التحية


10 - رد الى: رانيا سليمان
سامح سعيد عبود ( 2012 / 1 / 16 - 13:38 )
بالطبع لا توجد علاقة بين حركة أناركية لا سلطوية وبين نقيضها المطلق حركة فاشية سلطوية ولكن الثورات لاتصنع على هوانا كان لابد من الانتفاض على الاستبدادالمافيوى الحاكم لكن المشكلة أن الشعب استجاب للدعوى نتيجة تراكم الغضب داخله، لكنه فعليا لم يتمكن من امتلاك مقدراته وحرياته فقفز الفاشيون على السلطة لأنهم ألأكثر تمويلا والأكثر تأثيرا ونفوذا فى عقول جماهير تم تعمد تجهيلها وتغيبها فلم تجد سوى هذا البديل ولكن هل هناك فرق حقيقى بين فاشية قومية تدعى العلمانية والتقدم وفاشية دينية رجعية الحقيقة هى لا بكل وضوح فالجميع لصوص والجميع سفاحون والجميع سلطويون ما ينقص الثورة العربية أن تستطيع جماهير البروليتاريا أن تصل للوعى بمصالحها وهذا يأتى بالممارسة والتجربة لتتحرر من فصائل الفاشية البرجوازية مهما ارتدت من أقنعة
أعترض بشدة على اتهام شباب الفيس بوك الذى حرض على الأعمال الاحتجاجية الأولية التى سببت انتفاض الشعوب على حكامها العملاء للولايات المتحدة وشركاءها فى النهب والقهر والجرائم ، هؤلاء الشباب سرقت الثورة منهم ومن الشعوب فهم أذكى وأمهر وأطهر من أجيالنا العجوزة والغبية والبليدة وكان يمكن أن اشطب التعليق لهذا السبب وحده لكنى رغبت فى استمرار الحوار تكريما لهؤلاء الشباب الذى لا انتمى لهم بحكم السن دائن لك بالاعتذار
رجاء التخلص من أوهام نظريات المؤامرة


11 - تصحيح
حسني كباش ( 2012 / 1 / 16 - 14:22 )
الأناركية كلمة من أصل يونانى مكونة من مقطعين الأن وهى تعنى لا أو بدون وأرخى وتعنى حكم أو سلطة أو سيادة ومن ثم فالكلمة معناها بدون حكام أو سلطة أو سيادة وهى تستهدف مجتمع يقوم على أساس التعاون الطوعى بين أفراده دون سلطات متعالية على إرادتهم الحرة

تحياتي رفيق


12 - رد الى: حسني كباش
سامح سعيد عبود ( 2012 / 1 / 16 - 15:09 )
شكرا يا رفيق على التصحيح


13 - صورة المستقبل السياسي
رانيا سليمان ( 2012 / 1 / 16 - 14:25 )
أشكرك على الردّ وأنا كذلك لا أريد الدخول في هكذا جدل لا يقود إلى الحقيقة. سؤالي التالي وبناء على التركمات التاريخية أو المعطيات الحديثة، هل للأناركيين أي تصور لامتلاك المستقبل، أم أن هذه الحركة تفرغ حماسها العاطفي في انتفاضة أو ثورة تهز وضعا قائما كما حصل في تونس ومصر ثمخ لا تفكر في استيلاد بديل سياسي اشتراكي، هل حصل
أن الأناركيين سيطروا على نمقاليد الادارة والسلطة؟.. مع تحياتي


14 - رد الى: رانيا سليمان
سامح سعيد عبود ( 2012 / 1 / 16 - 15:16 )
بالطبع لو أن الأناركيين مجرد مؤججى احتجاجات عاطفية دون استراتيجية للتغيير الاجتماعى الذى ينشدوه لأستحقوا ما يطلق عليهم أعدائهم من كونهم فوضويين وتاريخيا استطاع الأناركيون توجية الجماهير لتحقيق رؤاهم على الأرض لفترات قصيرة فى أوكرانيا أثناء الحرب الأهلية الروسية وفى أسبانيا أيضا أثناء حربها الأهلية وقد انتهت المحاولتين لقمه رهيب بواسطة الجيش الأحمر فى الأولى ومرتزقة فرانكو المغاربة فى الثانية ولهم محاولة ناجحة مستمرة حتى اللآن فى اقليم تشيباس بالمكسيك لاحظى أن الأناركيون لا يسعون للسلطة هم يقصرون دورهم على إرشاد الجماهير أثناء انتفاضتها الثورية على تنظيم أنفسهم على نحو لاسلطوى تعاونى


15 - التناقض بين الكومونة والديمقراطية
انور نجم الدين ( 2012 / 1 / 16 - 18:07 )
ان التناقض التاريخي الدائر بين الكومونة والبلاشفة، هو التناقض التاريخي الدائر بين الاشتراكية والاشتراكية – الديمقراطية، بين إقامة الكومونات والاصلاحات، فالهدف الأخير للاشتراكية – الديمقراطية وعلى رأسها البلاشفة، هو 1- الاصلاحات 2- الاصلاحات 3- ثم الاصلاحات، فالاصلاحات لا نهاية لها لدى الاشتراكية – الديمقراطية.
وبناء على ذلك، فجعل البلاشفة من ماركس اشتراكي - ديمقراطي، ومن باكونين عدو الثورة البروليتارية، ومن البرجوازية الوطنية حليفة أمينة للبروليتاريا، ومن البروليتاريا طبقة برلمانية، ومن الحزب قوة ما فوق الطبقة، ومن الفيلسوف محرك التاريخ، ومن الجمهورية الديمقراطية طريق الاشتراكية، ومن الاشتراكية رأسمالية الدولة، ومن الكومونة عدوة البروليتاريا.

ولكن عكس ذلك، ان حياة الطبقة البروليتارية -أي أهل العمل الذهني والجسدي- هي سلفا حياة كومونية، فهذه الطبقة، أي الكتلة العظمى من المجتمع البشري، تمارس سلفا الجماعية في العمل وإدارة الإنتاج. فما بقي أمام المجتمع هو التشريك الجماعي للوسائل الإنتاجية التي تستخدمها البشرية سلفا بصورة جماعية. وهذه هي الاشتراكية -الحياة الكومونية- التي تخفيها الرأسمالية في أحشاءها، فالمقدمات المادية للكومونة -المشاعة- لموجودة سلفا تحت أقدام البشر، ولا يمكن أن تظهر الاشتراكية إلا على أساس هذا الطابع الجماعي المسبق للإنتاج الاجتماعي. أما الثورة فتأتي تاريخيا لتعبر عن التناقض القائم بين الاستخدام الجماعي للوسائل الإنتاجية والتمليك الخاص لهذه الوسائل من قبل طبقة خاصة تحافظ على مصالحها من خلال سيطرتها الطبقية على المجتمع. ومادامت الشغيلة مجردة سلفا من كل مصلحة اقتصادية خاصة بها، ومن كل ملكية سوى الاشياء الاستهلاكية الفردية، فانها لا تطمح اطلاقا إلى السيادة على المجتمع، فالسيادة السياسية هي عصب حياة التملك الخاص ودعامتها الاجتماعية. لذلك فالثورة تعني فقط تدمير السيادة التي تعيق التطور الحر للمجتمع وسلب الحرية الشخصية ومنع الاشراف الجماعي على الإنتاج من قبل كافة أفراد المجتمع، فالتمليك الجماعي للوسائل الإنتاجية أمر غير ممكن دون الاطاحة المسبقة بالدولة -آلهة الأرض-، والحرية غير موجودة ما لم تتخلى الدولة عن وظائفها السياسية وترك إدارة الإنتاج لمن يقوده. أما حين يصبح المجتمع سيدا لانتاجه ومنظم التوزيع والاستهلاك، فلا يبقى آنذاك دافع تاريخي وراء الديمقراطية أو الدكتاتورية.

لا يمكن القضاء على الدولة -السيادة الطبقية- دون الاستيلاء على الملكية الخاصة وجعلها ملكية كومونية. وبعد القضاء على الدولة بوصفها صاحبة الملكية الخاصة، فلا يبقى ثم دافع تاريخي وراء الديمقراطية، فالديمقراطية ليست حقيقة أبدية بل ظاهرة عابرة في التاريخ. وان الإنسان لم يحقق شيئا في الديمقراطية سوى اذلاله الخاص، فالديمقراطية هي شرط انفصال الإنسان على الإنسان، وبظهوره يستبعد الإنسان عن كومونته الإنسانية، فكيف إذاً تصبح الديمقراطية طريق العودة إلى حياة كومونية؟ وإذا كان القصد من الديمقراطية هو (حكم الشعب)، فانه نفس الحكم السياسي الذي نعيش سلفا تحت عسفه. وان معارضة كلمة (الدكتاتورية) بكلمة (الديمقراطية) تشبه في الواقع بمعارضة الرأسمال بالرأسمال، أي معارضة الرأسمالية الدكتاتورية بالرأسمالية الديمقراطية. فحين يصل الإنسان إلى عالمه الكوموني الذي يبدأ من انشاء أول كومونات إنتاجية، فلا يبقى ثم دافع للتحدث عن الديمقراطية والدكتاتورية التي تعبر فقط عن إذلال الإنسان، أي سيادة الإنسان على الإنسان.

ان رفاقنا الاناركيين لا يتحدثون عن الديمقراطية إلا على اعتبارها بديلا للدكتاتورية. ولكن بما ان الشغيلة لا ترى في وجودها سوى اغترابها الذاتي الخاص (الاغتراب = الاستلاب)، فلا تجد طريقة للخروج من هذا الاغتراب إلا من خلال القضاء على ذاتها. فما إذاً الديمقراطية بالنسبة لها؟ هل القصد هو الانتخابات؟
ان الشكل الأكثر اتحاداً للمجتمع الرأسمالي هو الانتخاب الديمقراطي للبرلمان، وفي الديمقراطية نر بصورة أوضح بأن الرأسمالية لا تمثل طبقتها بوحدها، بل انما تمثل جماعيتها، فالبرلمان هو اكتمال العالم السياسي لا في عصر الحديث بل حتى في العصور القديمة، فالمصلحة العامة -الدولة- بحاجة إلى إدارة عامة، والادارة العامة بحاجة إلى الاقتراع العام، أما العام ليس سوى الشكل الوهمي للجماعية السياسية، فالمجتمع المتجزأ إلى ذرات متخاصمة يوحد هنا في الحياة الديمقراطية المشتركة لحياة الدولة، وهذه الديمقراطية لا يمكن أن تمارس إلا إذا كان الفرد عضواً في جماعة تسودها المنافسة، فالدولة تحمل في ذاتها حق عام لمواطنيها، وكل مواطن له الحق في إدارة جماعيته -دولته- من خلال انتخاب ممثليه للبرلمان.
ان هذا الشكل الاداري يبين لنا ان الدولة تناقض وجودها، فان امكانية أفراد المجتمع في تنظيم مجتمعهم عن طريق منتخبيهم، هي بحد ذاتها تبيان الامكانية التاريخية لتنظيم المجتمع دون تدخل الدولة. فالفرد يمارس هنا حياته الجماعية بصورة وهمية. وإذا كان بامكان الفرد أن يمارس حياته الجماعية من خلال الدولة، فانه بامكانه أيضاً أن يمارس هذه الجماعية دون تدخل الدولة.
وهكذا، فليست الحرية سوى تنظيم المجتمع من قبل المنتجين أنفسهم وبوصفهم سيدا لانتاجهم، وان اغتراب الإنسان عن الإنسان ليس سوى خضوعه التام لنتاج انتاجه الخاص. ولا يتحرر البشر من اغترابه الإنساني ما لم ينتصر في تدمير الدولة والديمقراطية التي تمثل في الأساس توحيد إرادة الطبقات المتناقضة في ظل سيطرة الطبقة الحاكمة.
فما القصد من الديمقراطية؟ هل القصد هو الديمقراطية الحقيقية؟ وهل هناك في الواقع ممارسة حقيقية وغير حقيقية للديمقراطية؟ وما قياس حقيقية ولا حقيقية الديمقراطية؟ أليس فشل الرأسمالية في إدارة المجتمع هو فشل الديمقراطية؟ أليس تفسخ الرأسمالية هو تفسخ الديمقراطية أيضاً؟ وهل الاشتراكية تقودنا بالفعل إلى الديمقراطية الحقيقية أو المباشرة؟
سنعود إلى هذا الموضوع بالتفصيل في حينه.
خالص تحياتي الرفاقية


16 - رد الى: انور نجم الدين
سامح سعيد عبود ( 2012 / 1 / 16 - 19:37 )
شكرا لإثرائك للحوار لكن الحقيقة ألأن أن ما ينقصنا ويؤرقنى فعلا هو الوسائل الممكنة والمتاحه والاستراتيجيات والتكتيكات هذا هو ما يجعل رؤيتنا عملية بدلا من أن تكون محدودة بالنظرية


17 - الاناركية فكر الحرية
الاخضر القرمطي ( 2012 / 1 / 16 - 20:09 )
لا بد أولاً من توجيه التحية للرفيق سامح عبود على هذه المقدمة الضرورة المضيئة على فكرٍ و-تقليدٍ- نضالي لم يلقى حتى اللحظة حقَّه تمحيصًا ونقدًا علميًا واقعيًا بسبب ما علِقَ بهذا الفكر من حملات تشويه من اليمين كما من اليسار السلطويين. لن أضيف الكثير على ما قاله الرفيق سامح بخصوص الاناركية وضرورة طرحها كبرنامج اجتماعي اقتصادي سياسي يشكّل على ما اظنّ البديل المنشود عن انظمة الدولة والتسلّط التي ما زالت تسود العالم اجمع منذ ظهور نمط الانتاج الرأسمالي وتوسّعه على أقل تقدير. وإن كان عليّ ان اضيف شيئًا فهو ان الاناركية لا تقتصر على ميدان الحياة المادية بل ان الفكر الاناركي بجوهره هو فكر الحرية الفردية والتفتّح الذهني والابداع الفني، وهو برأيي فكر نقدي بامتياز ويذهب بالنقد الى ابعد حدود بإعتبار ان الاناركية ليس رفضًا للدولة او لأجهزتها فقط بل ان الرفض يمتد ليطال كل سلطة قسرية تكبّل الفكر الانساني والجسد الخاص وطاقاتهما الابداعية.وهكذا فالاناركية بمعنى ما هي ايضًا رفض ونفي لسلطة المفاهيم المقدسة والمقولات اليقينية الجامدة والمُصادرات المُسبَقة، انها بمعنى ما فلسفة الفكر الحر الى ابعد حدود.هكذا ايضًا أنظر الى الاناركية باعتبارها ممارسة ذهنية وسلوكية تحطّم المقدّس وتفضح المحرّم وتميط اللثام عن تابوهات تحاصرنا من كل جنبٍ.

إن كان لا بد لي ان اطرح سؤالاً على الرفيق سامح فإني اجعل السؤال راهنًا ونحن في خضّم هذه التحولات المتسارعة التي تصيب مجتمعاتنا، وهكذا، اخ سامح، هل تعتقد ان ما حدث وبحدث في العالم العربي اليوم قد يعطي مجالاً لنوع من ممارسة جنينية للاناركية، بمعنى ان ما تشكّل في مصر وسوريا على سبيل المثال من تنسيقيات ولجان احياء..الخ، هل تعتقد بان هذا
النوع من التنظيم الاجتماعي يرتبط الى حد ما بالفكر الاناركي؟ وهل هو قابل للتطور؟
هل تعتقد انه بالامكان بناء نوع من -الوحدات- الاقتصادية الاجتماعية-كالتعاونيات مثلاً- مستقلة وقائمة على التعاون الطوعي الحر للافراد، في ظل نظام رأسمالي قُطري على سبيل المثال؟ وهل بإمكان هذه الوحدات-ولتكن ايضًا على شكل مجالس شعبية-ان تكون بديلاً عن الطريق التقليدي لانهاء نظام الحكم او على الاقل لانتزاع مكتسبات كبيرة من الدولة القائمة؟(يخطر على بالي هنا تجربة الحركة الزاباتستية في ولاية تشياباس المكسيكية مثلاً)
....
شكرًا رفيق سامح، والى تواصل آخر


18 - رد الى: الاخضر القرمطي
سامح سعيد عبود ( 2012 / 1 / 16 - 20:17 )
شكرا يا رفيق على تعليقك ما طرحته من أسئلة اجابتى عليه نعم وممكن إلا أن هناك وجهة نظر أخرى ترى استخالة نجاح مثل هذه النماذج الجنينية قى ظل سيادة الراسمالية وسلطة دولتها


19 - الأناركية والتنظيم
ياسر عبد الله ( 2012 / 1 / 16 - 22:23 )
الرفيق العزيز سامح عبود
تحياتي القلبية الحارة وشكرًا جزيلاً لإدارة الموقع على دعوتها لك للمشاركة في هذا الحوار
مداخلتي لها علاقة بمسألة التنظيم في الأناركية، وهي مسألة ملحة نظرًا لتنامي عدد المهتمين بالأناركية الشيوعية(الاشتراكية التحررية) مؤخرًا، فالتراث الأناركي أفاض كثيرًا في نقد التنظيمات الهرمية الحزبية ولم يقدم نموذجًا واضحًا لماهية التنظيم الأناركي، وبقيت المسألة متراوحة ما بين الجماعة الدعائية ومجموعات الألفة والتحالف على أساس برنامج.
وفي التراث الأناركي هناك تجربتين مهمتين في هذا السياق، التجربة الأولى هي تجربة اتحاد الأناركييين الأوكرانيين (النابات) او ما يعرف باسم التجميعية، حيث حاول فولين وهو المنظر الرئيسي لهذا الاتحاد البحث عن المشترك ما بين الأناركية الفردية والسنديكالية والشيوعية وضمهم في إتحاد واحد، ناضل تحت ضربات الجيش الأبيض والبلاشفة ولم تكتمل الصياغة النظرية لهذه المحاولة نظرًا لظروف الحرب الأهلية الروسية، وإن كان هناك تجلي حديث لها فيما يعرف بالأناركية بلا صفات
والتجربة الثانية هي تجربة اتحاد الأناركيين الروس بالخارج، أو ما يعرف باسم البرنامجيين، وفي هذه التجربة حاول نستور ماخنو المنظر الرئيسي للاتحاد التنظيم على أساس برنامج موحد ووحدة آيديولوجية وفيدرالية المجموعات، وفي التراث الأناركي هناك مناقشة ثرية ما بين نستور وماخنو وإريكو مالاتستا بهذا الصدد، حيث رأى مالاتستا إن البرنامج الذي يطرحه ماخنو سينتج تنظيمًا مركزيًا لا يختلف في شيء عن الحزب الحديدي اللينيني، والبرنامجية معروفة الآن عالميًا على نطاق واسع ولها تطورات كثيرة منها طريقة العمل النوعية في أمريكا اللاتينية أو ما يعرف باسم Especifismo
أرجو أن نعصف ذهننا سويًا، كاناركيين وتحرريين في الإجابة على هذا السؤال المتعلق بالتنظيم لما يشكله من أهمية في الوقت الراهن والنضالات الجارية
تحياتي واحتراماتي


20 - رد الى: ياسر عبد الله
سامح سعيد عبود ( 2012 / 1 / 17 - 06:40 )
الرفيق العزيز ياسر عبدالله
نحن بالفعل نحتاج لعمل جماعى منظم لأننا طالما ظللنا مجرد أفراد وشلل تعمل بمزاجية وعشوائية لن ننتج شىء ولن نؤثر على الواقع ولكن طالما وضح الهدف من التنظيم سهل السبيل للوصول إلية فإننا لابد وأن نحدد لماذا ننتظم هل لنقود الجماهير لتصل بنا للسلطة عليها فلا سبيل لذلك إلا التنظيم اللينينى ولكن إذا كان هدفنا هو أن تتحول أفكارنا لذات أفكار الجماهير التى عليها هى أن تحرر نفسها معنا مع ارشادنا لها فيمكنا أن ننتظم على نحو مختلف نحن نحتاج جهاز دعاية وتثقيف وتحريض قوى يعمل من أجل هذا الهدف و لا يشترط فى مثل هذا الجهاز الهرمية والحديدية والمركزية لكن الإلتزام الحديدى المنضبط بإداء تلك المهمة والتركيز عليها شرط ضرورى للنجاح دون اهدار الطاقة والجهد فى صراعات جانبية تستنزفنا
وهذا الجهد يمكن ممارسته فى تنظيم شبكى ليس هرمى يقوم على قواعد التعاون الطوعى والديمقراطية المباشرة والتنسيق باستخدام ثورة المعلومات والاتصالات الحديثة وهذا لايعنى اهدار التمايزات والمواهب والقدرات الفردية بالطبع


21 - العزيز سامح: رد 16
انور نجم الدين ( 2012 / 1 / 17 - 04:48 )

إلى أين نتجه ان لم نعرف ما الاستراتيجية والتكتيك والوسائل؟ أليس الحديث يا رفيقي العزيز عن الديمقراطية المباشرة هو الحديث عن الاستراتيجية؟ أليس الحديث عن الاشكال الوهمية للتعاونيات الناتجة من الإنتاج الرأسمالي –في أمريكا اللاتينية مثلا- هو الحديث عن الاستراتيجية؟ أليست ما تسمى بالديمقراطية المباشرة، ناتجة من هذه التعاونيات الاشتراكية الوهمية؟ هل الوسائل المتاحة هي إقامة هذه الاشكال من التعاونيات في ظل الرأسمالية؟ وهل هذه الاقتراحات هي اقتراحات نظرية محضة –يعني بعيدة عن التجارب التاريخية- أم لا؟ ألا تتلخص مهمات الاشتراكيين في نشر التقاليد الثورية للكومونة؟
في المجتمع الذي نعيش فيه، ظهرت هذه الكومونات مرات عديدة. أليست الاستفادة من دروس هذه الكومونات وتجاربها - يعني فهم نواقصها ونبذ أوهامها الناتجة من ضعفها - هي التي تحدد الاستراتيجية والتكتيك والوسائل؟ أليس الانطلاق خارج هذه التجارب هي محض محاولة نظرية بل وهمية لايجاد ما لا يمكن ايجاده بصورة واقعية دون النظر إلى دروس الثورة ذاتها؟
ان تراث الثورة يكفي لتقديم رؤية واضحة عن المستقبل على الأقل. ولكن إذا انطلقنا مثلا من تجارب مثل تجارب أمريكا اللاتينية التي لا تتعلق اطلاقا بالتراث الثورية لطبقة الشغيلة، فنقع بالضرورة في مستنقع. وانها محاولات طوباوية بائسة محزنة للمثقفين لا محاولات ثورية للقضاء على الملكية الخاصة وإقامة التعاونيات الاشتراكية. وبكل تأكيد، ان البحث عن الاستراتيجية والتكتيك من هذه النظرة، لا يعطينا شيئا سوى الوسائل الوهمية مثل (الديمقراطية المباشرة) للصراع مع العالم القائم.
وهكذا، فالحديث عن الديمقراطية يا رفيقي العزيز، لا يعني اطلاقا اشغال البال بالنظرية، بل بالاساليب البعيدة عن الاساليب والطرق التي تستخدمها الشغيلة في نضالاتها.
ليست الاشتراكية علم بكل تأكيد، بل انها حركة عملية، تناضل بوسائل عملية ضد الاوضاع القائمة في العالم. ولكن لا يمكن القضاء على الاوضاع العالمية القائمة من خلال مجتمعات اشتراكية طوباوية بكل تأكيد. وفي تعليقاتنا حول موضوعك (التعاون بين التنمية والتحرر) المنشور في الموقع الآتي في الحوار المتمدن:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=233135
قد حاولنا نحن، الرفيق محمد المثلوثي وأنا، نقد ما تسمى (علاقات الإنتاج الطوعية وتعاونيات أمريكا اللاتينية) التي تبشر بها رفاقنا الأناركيين، وكتب المثلوثي:

(ان نجاح البروليتاريا في القضاء على أسلوب الانتاج الرأسمالي القائم واستبداله بأسلوب كوموني في الانتاج غير ممكن بدون التحطيم المسبق للدولة. لذلك فان حياة -سلمية- للكومونات التي تنشئها البروليتاريا ضمن الدولة أمر غير ممكن عمليا ... ).
وكتبت أنا: (والمسألة لا تتعلق بما نؤمن بالفكرة التعاونية أم لا، بل بالاسلوب الانتاجي الذي لا يمكن تجاوزه دون استعاضته باسلوب انتاجي كوموني ... ).
إذاً فما هو ضروري ليس هو تجنب الأخطاء، فالأخطاء ممكنة وهي ضرورة حياتنا العملية أحيانا، ولكن يجب إعادة النظر من أخطاءنا قبل فوات الأوان، ويجب أن نسأل أنفسنا ما ميدان تجاربنا: أهو باريس الكومونة والسوفيتتات الروسية أم تعاونيات أمريكا اللاتينية والنضالات النقابية لتحقيق الأهداف الآنية؟
ولننقاش بقية.
تحياتي


22 - رد الى: انور نجم الدين
سامح سعيد عبود ( 2012 / 1 / 17 - 06:26 )
الرفيق العزيز أنور نجم الدين
يبدو أن على أن اراجع نفسى فيما كتبت فعلا عن مشاريع التحرر الذاتى وانتبه لما أشار إليه العديد من الرفاق عن صعوبة استمرارها وضرورة تشوهها فى ظل الرأسمالية ودولتها وخاصة فى ضوء أنى برغم حديثى عن هذا الموضوع لما يزيد عن عشر سنوات لم استطع حتى أن اقنع أحد بتجسيد الفكرة عمليا برغم قبولهم النظرى بها ويبدوا أن التحرر مرهون فعلا بثورة تزيح الرأسمالية والدولة ولكن كيف يمكن أن يحدث ذلك أحد أصدقائى ورفاقى الأعزاء يقول أنه ليس معترضا على رؤيتنا ولكن المشكلة ليست فى عظمة الحلم بل فى فقدان الوسائل التى يمكن أن تؤدى لتحقيقه وهى نقطة ضعفنا الحقيقية والقاتلة لمشروعنا والتى أرجوا أن يخرج هذا الحوار بنتائج مفيدة لحلها


23 - تحية خاصة للرفيق أنور نجم الدين
ياسر عبد الله ( 2012 / 1 / 17 - 06:07 )
اود فقط توجيه تحية خاصة للرفيق انور نجم الدين على تعليقاته الغنية التي تثري الحوار


24 - رد الى: ياسر عبد الله
سامح سعيد عبود ( 2012 / 1 / 17 - 06:40 )
و أنا أيضا أأمن على التحية


25 - مداخلة 19، 23، و22
انور نجم الدين ( 2012 / 1 / 17 - 08:36 )
العزيز الرفيق ياسر عبد الله

أبادلك التحية الرفاقية .. أما بخصوص أكرانيا، فكان الضعف الأساسي هو الاتفاق ما بين دولة البلاشفة وحركة ماخنو.

عزيزنا سامح:

يكفي بالنسبة لنا كلنا حين تقول (يبدو أن على أن اراجع نفسى فيما كتبت فعلا عن مشاريع التحرر الذاتى). عظيم يا رفيقنا العزيز، وبكل تأكيد ليس السبب هو انتقاداتنا، بل الوضع العالمي الراهن هو الذي يعطينا صورة أكثر واقعية عن حياة طبقتنا، فطبيعة حركة الشغيلة، وأساليبها النضالية لمجابهة هجمات الرأسمالية بعد انتهاء السلم الاجتماعي في المستوى الاممي، يعطينا بكل تأكيد صورة مغايرة تماما عن فترة الهدنة بين الطبقات. واسمح لي ان أقدم ملاحظاتي بل وانتقاداتي حول بعضا من مواضيعكم الاخرى ومنها خاصة مواضيعكم الاقتصادية، ولكن في مجال آخر.

أما بخصوص ممارساتنا العملية فأقول: ان الهدف من أعمالنا واضح وضوح الشمس، فاسمحوا لي ان اشير إلى النموذج الذي مارسناه في كردستان العراق في شباط 2011.

لقد انطلاقت الحركة الجماهيرية في كردستان العراق في 17 شباط 2011. في 23 شباط، قمنا بنشر بيان وسط الجماهير، ومن مكبرة صوت وسط حشد جماهيري في مدينة السليمانية، قد أكدنا نحن صراحة: أن هزيمتنا محتومة دون تنظيم أنفسنا في المجالس الثورية لغرض إدارة المظاهرات وتطوير الحركة نحو الإضرابات بالذات. وفي نفس اليوم قد شاركنا في اجتماع خاص بتشكيل أول مجلس في مدينة السليمانية، وبعدها بأيام قليلة في الأقضية والنواحي والقصبات التابعة للمحافظة ظهرت -المجالس- مثل الفطر، وكان يلتف حولها المئات والألوف من الشباب. ولكن الضعف الأساسي لهذه -المجالس- هو أنها لم تنتقل إلى حركة مجالسية بالمعنى التاريخي للعبارة، أي أنها لم تصبح مجالس منتخبة من قبل الجماهير ومستقلة عن سياسات الأحزاب. وانها اصبحت في الأخير اليد اليمنى لحركة التغيير والاسلاميين وهم احزاب موجودة في البرلمان الكردي.
ولكن التجربة تعيش في وسط الجماهير. واليوم يكتب الكثير من العناصر الفعالة في حزب التغيير عن هذه الفرصة الضائعة.
انظر: (كل شيء لأجل تطوير الحركة الاشتراكية العالمية في الحوار المتمدن):
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=284549
وهنا تجد ما قمنا به في كردستان العراق، وما دروس حركتنا التي جزء لا تتجزأ من حركة تونس ومصر واليونان وول ستريت.
تحياتي الرفاقية


26 - رد الى: انور نجم الدين
سامح سعيد عبود ( 2012 / 1 / 17 - 17:19 )
لاحظت وطالما لاحظت فى الحقيقة كراهية غالبية المواطنين للأحزاب السياسية وعد م ثقتهم فى العملية الانتخابية وعدم مشاركتهم فيها إذن لما لا تكون خطوتنا العملية فعليا هى التركيز الدؤوب على تكوين مجالس عمالية فى مواقع السكن والعمل على أساس انتخاب مندوبين مفوضين على أن تتحد هذه المجالس من أسفل لأعلى لتكون أداة لإنتزاع السلطة فكرة بسيطة للغاية يمكن حشد جماهير البروليتاريا لها


27 - الأناركية وما بعد اليسار
ياسر عبد الله ( 2012 / 1 / 17 - 08:56 )
العزيزان سامح عبود وأنور نجم الدين
أود إثارة نقطة أخرى تتعلق بتطورات الفكر الأناركي العالمي حاليًا وخاصة فيما يتعلق بما يسمى بما بعد اليسار أو ما بعد الاناركيةن وهي تيار يدمج ما بين اللاسلطوية الكلاسيكية وما بين ما بعد البنيوية ويتكئ بشكل رئيسي على إسهامات ميشال فوكو وغل دولوز وفلكس غواتاري، في انتقاد مقولات أساسية في كل من الماركسية . والأناركية مثل مركزية الصراع الطبقي
والسؤالان الأساسيان الذان أود أن أطرحهما هما
أولاً : هل لا زال الصراع الطبقي ما بين الشغيلة ورأس المال هو التناقض الرئيسي، أم أن هناك تناقضات رئيسية عدة تترابط بصورة أفقية وليست تراتبية هرمية.
ثانيًا : هل من الجيد أم السيء أن ترتبط الأناركية باليسار الكلاسيكي، أم أن من الأفضل اعتبار نفسها فلسفة ما بعد يسارية تتجاوز ذلك اليسار وتفكك مقولاته الأساسية التي تحمل قدرًَا ما من بذور السلطوية بداخلها ؟


28 - رد الى: ياسر عبد الله
سامح سعيد عبود ( 2012 / 1 / 17 - 17:25 )
فى مقالى المعنون باسم من أجل انهيار أسعار السلع والخدمات أشرت إلى أن الصراع لم يصبح فقط فى إطار الاقتصاد الحقيقى بين الرأسماليين وعمال الصناعة والزراعة حيث أن هناك صراع آخر بين التجار والمضاربين والائتمانيين من جهة والمستهلكين من جهة أخرى ولذك اقترحت ععد من الحلول فى نهاية المقال لنزع مخالب وأنياب الاقتصاد الرمزى لصالح المستهلكين
لا اعتقد أنه يصح أن نرتبط بمصطلحات غامضة ومشوهة فاليسار يضم بول بوت و عائلة كيم الملكية


29 - العزيز ياسر – مداخلة 26
انور نجم الدين ( 2012 / 1 / 17 - 13:43 )

عزيزي! انا لست ماركسيا ولا اناركيا، بل اعتبر نفسي ماديا، واحاول التمسك بالمنهج المادي للتاريخ. واعتبر ان كل من ماركس وباكونين مصادر تاريخية لا روحية.
هناك مذاهب ماركسية مختلفة مثل المذاهب الاناركية المختلفة، فالماركسية أو الاناركية ذو اتجاهات متعددة. ولكن الماركسية ليست من صنع ماركس بل من صنع الاممية الثانية. الأب الروحي للماركسية التي نعرفها اليوم هو بليخانوف (1856 – 1918).

إنَّ الأبحاث التاريخية والاقتصادية، هي حجر الأساس للمادية التاريخية، تماماً كما أنَّ الأبحاث الفيزيائية، هي حجر الأساس للمادية الطبيعية. وبقدر ما هو مستحيل أن ننسب العلوم الطبيعية إلى شخص واحد مثل نيوتن مثلا، بقدر ما هو مستحيل أن ننسب المادية التاريخية إلى شخص واحد مثل ماركس أو باكونين أو أو أو. أما المادية التاريخية فنهج البحث لا نظرية لتحويل العالم كما يقال.

رغم الخلافات بين ماركس وباكونين، الا انهما كانوا متفقين على ان الكومونة ثورة موجهة لتدمير الدولة.

يقول ماركس: (لم تكن الكومونة ثورة ضد هذا الشكل أو الآخر من السلطة، شرعي، دستوري، جمهوري أو ملكي، انها ثورة ضد الدولة نفسها) (ماركس: الحرب الاهلية في فرنسا).

ويقول باكونين: (اني مؤيد لكومونة باريس .. واني قبل كل شيء مؤيد لها لانها كانت تعبيرا شجاعا وواضحا عن نفي الدولة) (باكونين: نصوص مختارة باللغة السويدية).

ان هدف الاشتراكية هو الملكية الجماعية لدى كل من ماركس وباكونين. وان كل منهما يرى هذه الامكانية في اسلوب الانتاج الرأسمالي لا في فكر العباقرة. ولكن بكل تأكيد لم يتجاوز أي منهم أوهام عصرهم الناتجة من ضعف الثورة، فهم مثلا لا يتحدثون عن الكومونة إلا بوصفها محاولة لتحقيق الديمقراطية الخالصة.

أما بخصوص اسئلتكم، فاني أرى انه مادام العمل وسيلة لإنتاج وانماء رأس المال، فسيبقى الصراع بينهما صراع أساسي.
ولكن هل ممكن الربط بين الاناركية واليسار الكلاسيكي؟
ان اليسار بالمعنى الذي نفهمه يتألف من اليسار الشيوعي من جهة ومن الكتل البرلمانية التي تقودها الاشتراكية - الديمقراطية في أوروبا من جهة أخرى. وفي الواقع لا يمكن الجمع بين هذه التيارات والاناركية بالمعنى التاريخي للعبارة، هذا ورغم التقارب بين العناصر أو التيارات الاناركية واليسار الاصلاحي في استخدام اساليب السلمية لتغيير المجتمع.
تحياتي الرفاقية


30 - رد الى: انور نجم الدين
سامح سعيد عبود ( 2012 / 1 / 17 - 17:29 )
العزيز ياسر أعتقد أن هناك مشاريع لتجاوز الرأسمالية بعيدا عن اليسار واليمين التنقليدين فأنصار اقتصاد إدارة الموارد يقترحون مجتمع مدار على أسس علمية للموارد بلا ملكية خاصة لكنهم ليسو كالشيوعيين التقليديين


31 - رد عام
عادل العمري ( 2012 / 1 / 17 - 19:28 )
البرنامج العام الأناركى أو المشروع العام جميل ومثالى ولكن يمكن لأى شخص مستنير ونسانى أن يكتب مشروعا جميلا،وقد قدم ماركس أيضا تصورا مثاليا عن مجتمع شيوعى بلا دولة ولا اضطهاد ولا استغلال حيث سيكون العمل مثل اللعب...ومن كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته.كل هذا جميل ولكن هناك ملاحظات:
1- العالم لا يسير بهذه البساطة:فالناس تختلف قدراتها حتى بفعل الجينات ولا أتصور أن تختفى كل سلطة (معرفية)مثلا دون أن يصبح كا الناس سواسية فى القدرات
2- الطريق لتحقيق هذا النظام المثالى غير واضح ولا مضمون.وقد قدم ماركس تصورا ثبت فشله عمليا:دولة البروليتاريا التى تختفى بعد ذلك.ثم ابتكر اللاحقون له فكرة المرحلة الاشتراكية ثم المرحلة الشيوعية.
3- حاول الأناركيون حل هذه المشكلة بطرح مشروع دون دولة أصلا ولكن تكمن نقطة ضعفهم فى تحديد كيفية تطبيق نظامهم المقترح ومن سيطبقه.لا أتصور أن حركة الجماهير العفوية والوعى الجمعى والتحرك دون قيادات وتنظيم قوى يمكن أن يخلق نظاما.الأناركيون يتناسون أن الطبقات المسيطرة تملك جيوشا وأسلحة نووية وسوف تقاوم أى تحول جذرى إلى حد إلغاء الطبقات،فمن سيواجه ذلك وما المصير المتوقع لحرب طيقية رهيبة؟؟
4- كثير من الأناركيين يطالب العمال بالاستيلاء على المصانع وإدارتها كأن السلطة ستقف لتتفرج عليهم.ولو نجحوا فى بلد ما فهل ستقف بقية البلدان تتفرج؟؟.أما تحرك العمال على مستوى العالم كله فى وقت واحد للاستيلاء على المصانع ففكرة لا أتصورها على الإطلاق.
5- إذا افترضنا واستولى العمال على المصانع فإن الاقتصاد ليس فقط مصانع بل هناك أيضا: مشاريع خدمية لا مكان لها مثل الصرف الصحى،وأنشطة معلوماتية تتم على شبة الانترنت وليس لها مكان واحد،ومراكز بحث علمى وشيء مثل البورصة من سيستولى عليه؟؟.والمدارس والمفاعلات النووية ومشاريع المفاعلات النووية الاندماجية الرهيبة وكافة المشاريع تحتاج لتمويل فمن سيمول...إلخ.ناهيك عن الشركات متعددة الجنسية الضخمة للغاية والمنتشرة فروعها فى أنحاء العالم:من الذى سيستولى على ويدير هذه المؤسسات العملاقة؟؟كذلك فروع الشركة الواحدة فى البلد الواحد:هل سيستقل كل فرع أم من سينسق بينها؟؟؟؟
6- إذا تم هذا -فرضا- فسيكون هناك مؤسسات غنية جدا مثل شركات البترول،ومؤسسات فقيرة مثل مصانع الملابس الجاهزة،وبالتالى سيكون هناك طبقات جديدة،فمن الذى سيرغم عمال الشركات الغنية على تقديم الدعم للشركات الفقيرة؟؟؟
7- البرنامج الأناركى يتصور مجتمعات القرن الثامن عشر:الصناعات المانيفاكتورية والمدن الصغيرة والدول البسيطة التركيب.فبجانب تعقد الاقتصاد فى عصرنا توجد مدن عملاقة يصل عدد سكانها إلى عشرين مليونا وحتى كثير من القرى والأحياء مكتظة تماما فكيف ستمارس الديموقراطية المباشرة؟!.
8- إذا تم - فرضا - إقامة هذا النظام فماذا سيكون دافع التقدم بعد ذلك؟فى اقتصاد السوق هناك دافع الربح.أما إذا وجد الإنسان نفسه متساويا مغ غيره ومؤمن عليه وضامنا لمستقبل أبنائه فماذا سيدفع للمزيد من العمل؟.لنا أسوة فى الدول الاشتراكية التى فعلا أمنت الناس لدرجة ما لم يكن لديها دافع للتطور إلا المنافسة السياسية والعسكرية مع الدول الرأسمالية.
9- فى نظام كهذا من سيؤسس مشاريعا جديدة ومن أين سيأتى برأس المال ولماذا إذا ضمن عملا فى إحدى التعاونيات؟؟؟ومن سيبادر بالبحث العلمى الذى أصبح مكلفا للغاية ويحتاج لتمويل.هل ستقوم التعاونيات بالتمويل ولماذا ستفعل ذلك؟؟؟؟هل ستستمر المنافسة بين المشاريع حتى يستمر التقدم والبحث العلمى..إلخ؟؟؟
10 - النظام الاجتماعى ليس مسألة اختيارية فيمكن أن أكتب تصورا لنظام مثالى من أجمل ما يكون والأهم هل ظروف التطور الاجتماعى - الاقتصادى تناسب هذا النظام أو ذاك؟؟هذا سؤال مهم لأناركيين.فهل تتصورون أن الناس فى عصرنا وظروف التطور الحالية يمكنهم إقامة نظام لا سلطوى؟وهل المسألة إرادية؟وإذا كانت كذلك فلماذا لم ينشأ هذا النظام خلال ال 200 ألف سنة هى عمر الإنسان العاقل؟فحتى المجتمعات المشاعية القبلية كانت تتصارع مع بعضها بأساليب بشعة والقبائل القوية تسيطر على الضعيفة.وشهدت دول -المدينة ديموقراطية مباشرة ولكن أيضا نظاما عبوديا واستغلالا فظيعا للعبيد.
11- لماذا اخترتم أيها الأناركيون هذا النظام الذى تريدونه؟لأنه جميل أم لأن العالم يتجه إليه تلقائيا؟؟؟.أنا أرى أن النظام القائم:الرأسمالى الموجود فى الغرب يحتاج لتعديل جذرى ممكن جدا وهناك قوى طبقية لها مصلحة فى تحقيقه حتى يصبح أكثر إنتاجية وجدوى و-عدالة-..أما ما بعد الرأسمالية فهو موضوع يتطلب تصوره لتحليل دقيق لحالة الرأسمالية القائمة وهناك ما يدل على أن هناك نمو للعمل الحر من المنزل وعلى النت وإنشاء مصانع دون عمال زقد يؤدى التطور الهائل إلى شيء لا نتصوره جيدا مثل تحرير العمل المأجور تدريجيا وتوسيع قاعدة الملكية...
12- أقترح أن يتركز نضال اليسار على:- توسيع قاعدة الملكية
- القضاء على الاقتصاد الشكلى
- تصفية الاحتكارات
- تضييق حق الملكية الفكرية
- فرض ضريبة تركات عالية ر جدا
- تصفية الأنشطة الطفيلية مثل قطاع المخدرات والدعارة وتجارة السلاح
- إجبار الرأسمالية على المحافظة على البيئة
- تحويل البلدان المتخلفة إلى الرأسمالية
- حرية التجارة وانتقال الأفراد على الصعيد العالمى
- مقاومة العنصرية والتمييز الدينى والتمييز ضد النساء
- الضغط على الدول لتمويل البحث العلمى فى مجال الطاقة النظيفة والعلاج بالجينات والاستنساخ والنانوتكنولوجى لدفع التقدم.
- تصفية النظم العائلية والملكية لصالح أنظمة ديموقراطية
- النضال ضد الخرافة وضمنها الدين والفكر القومى وكل أيديولوجيات التعصب والهوية والعمل على نشر العقلانية
- حقوق الشغيلة وأجور مناسبة
- محاربة الفساد بكل أشكاله


32 - رد الى: عادل العمرى
سامح سعيد عبود ( 2012 / 1 / 17 - 20:49 )
الصديق والرفيق عادل
الحقيقة أن ما ذكرته معوقات حقيقية
لكن لماذا لا تفكر فى تلك المعوقات باعتبارها قابلة للتزليل ببعض البحث بدلا من اعتبارها عوامل اعاقة تدل على استحالة الحلم هذه الأيام أغكر مثلا فى التكنولوجيا صديقة الأناركية التى يمكن أن تحقق الاكتفاء الذاتى لمجموعات صغيرة من السكان تمكنهم من الاستقلالية والحرية هذا تفكير ايجابى لتحقيق الحلم فى حين أن تفكيرك يدرك المشكلة ولا يبحث عن حل لها والغريب أن هناك جهود علمية لطرح نماذج ما بعد الرأسمالية منها مثلا الباركيون اقتصاد المشاركة اقتصاد إدارة الموارد وكيفية استخدام التكنولوجيا الحديثة فى تحقيق الديمقراطية المباشرة


33 - إضافة للتعليق السابق
عادل العمري ( 2012 / 1 / 17 - 19:59 )
فى مجتمع أناركى حيث لا سوق حرة ولا دولة مركزية:هل سيتم إنشاء المشاريع وفقا لخطة مركزية ما أو بشكل عفوى أو -أناركى- أيضا؟؟وهذا ألن يؤدى إلى فوضى الإنتاج؟؟وإذا أفلست منشأة فأين يذهب عمالها ؟؟.
أتوقع أن يقول البعض إنه ستكون هناك دولة غير متسلطة ومؤسسة للتأمين الاجتماعى..من يديرها؟؟عمالها أيضا الذين سيتحكمون - فى هذه الحالة - فى رأسمال رهيب يخص المجتمع بأسره؟ومن سيسك العملة؟؟أيضا عمال البنك المركزى؟


34 - رد الى: عادل العمرى
سامح سعيد عبود ( 2012 / 1 / 17 - 20:50 )
شكرا لاستكمال التعليق


35 - تعليق آخر
عادل العمري ( 2012 / 1 / 17 - 21:49 )
عزيزى سامح:
ما ذكرته ليس مجرد رصد معوقات للمشروع بل نقد له.فليس الحل هو إضافة مزيد من التصورات المثالية.
أرى أن المشكلة منهجية أساسا:فنقطة البداية لدى الأناركية هى مشروع مثالى وأنا أرى أن نقطة البداية الأكثر عملية هى تحليل أين يتجه الواقع الحالى وما هى إمكانياته.نحن لا نتعامل مع ملائكة بل مع بشر وجماعات مصالح وأجهزة أمنية وعسكرية،فيجب أن نتكلم عما يتيحه المجتمع الموجود فعلا من إمكانية للتقدم.
إن دعوة الجماهير للتحرر الذاتى لن تجد صدى مهما لأن التحرر الذاتى فى وجود الدولة وأجهزة القمع وتناقضات المصالح واختلاف إمكانيات البشر مستحيل عمليا.ولا يمكن تحقيق الاشتراكية التحررية على نطاق محلى بل عالمى وهذا يحتاج لعمل عالمى منظم وحتى الجنود يجب أن ينضموا للحركة الأناركية حتى تنجح وهذه أمور مستحيل تصورها.وإذا كان تحريض الجماهير على التحرر على الصعيد العالمى فلماذا لا تفكرون فى إقناع الرأسمالية أيضا بالاشتراك فى المشروع الأناركى وأن تتنازل عن مصالحها؟؟لأن هذا مستحيل بالطبع.إذن التحريض والدعاية ليسا كافيين بل يجب أن تكون ظروف العالم المادية تؤهله للتحول فى هذا الاتجاه حتى يكون للدعاية والتحريض أثر فعلى.وإذا كانت الرأسمالية لا تقبل التضحية بمصالحها فلماذا تتصورون أن العمال يمكن أن يكونوا مختلفين؟؟.فمصالح العمال أيضا متناقضة وإذا استولوا على المصانع ستتكون طبقات -عمالية- جديدة تستغل بعضها بعضا مالم تتطوع كلها وتتفق على تحقيق المساواة بينها وهذا طبعا ضرب من الخيال وإلا لفعلت الرأسمالية نفس الشيء.أنا أرى أن هناك تقديس للعمال ليس له أى مبرر وكأنهم -الجماعية المؤمنة- أو -الفرقة الناجية- التى ستقود العالم للتحرر،بينما هم أيضا بشر ويمكن أن يتصارعوا ويتقاتلوا معا سواء داخل المجتمع الواحد أو على صعيد بين - مجتمعى.
أنا لا أتصور أصلا إمكانية لتجاوز المعاناة والصراعات ،أى فكرة الخلاص وأعتبرها امتدادا لفكرة الخلاص فى الدين،مبنية على أمنية وليس على تحليل واقعى.
إذن ليس عندى حل لمعضلة الاشتراكية التحررية وأتصور أن تطبيقها يتطلب دولة قمعية قاسية ،أى نقيضها..طريق القذافى،والنتيجة معروفة.
المشروع العملى كما أرى هو مشروع القضاء على القوى الطفيلية والرجعية فى النظام الرأسمالى والنظم المتخلفة:مشروع اليسار الليبرالى الجذرى


36 - رد الى: عادل العمرى
سامح سعيد عبود ( 2012 / 1 / 18 - 08:04 )
عادل
بالطبع الدعاية وحدها لاتكفى والانتصار لابد وأن يأتى بعد صراعات ومعارك لا حصر لها والعمال ليسوا مقدسين وليسوا هم الفرقة الناجية المقصود بالعمال جموع المتسلط عليهم أصحاب المصلحة فى التحرر أى البروليتاريا بمفهومها الواسع واللفظ هنا تعريبى لا أكثر هؤلاء لابد أن يسعوا بأنفسهم للحرية حتى يتحرروا لو شاءوا الحقيقة يا عادل أن الكثير مما أثرته من أشكاليات تعنى أنك لا تفهم المشروع الأناركى بشكل غير كامل فى نقاط عديدة
مثلا ليس المطلوب من عمال المصانع فقط الاستيلاء على المصانع بل المطلوب من جموع البروليتاريا المنظمة والثائرة أن تستولى على كافة مصادر السلطة المادية لتصبح ملكية اجتماعية و أن تنتظم فى صورة كميونات تتحد وتنسق فيما بينها من
أسفل لأعلى لإشباع احتياجاتها المختلفة مع التخلى عن مبدأ التوزيع وفق العمل ليكون التوزيع وفق الحاجة فالمطلوب من عضو الكوميونة أن يعمل فقط وفق قدراته الغير مسئول عنها ليحصل على احتياجاته التى يتيحها له الكوميون ولا بد أيضا من التخلى عن الإنتاج من أجل الربح والنمو والتبادل ليكون الإنتاج من أجل اشباع الحاجات الاستعمالية للبشر على أن يكون تطوير الإنتاج والتقدم نفسه لا من أجل التنافس بل من أجل تحقيق أعلى درجة من الكفاءة والجودة للحفاظ على الموارد البشرية والطبيعية من الإهدار والزوال ومن ثم فإن الكثير مما قلته مردود عليه فى الحقيقة فلن تكون هناك كميونات أغنى من كمويونات أخرى و لا بشر يربحون أكثر من بشر آخرين فالقضاء على فكرة الملكية الخاصة مسألة ضرورية ليقتصر البشر على حق الانتفاع والاستهلاك والاستخدام
أما أن هذا لن يأتى إلا بدولة قمعية فمردود عليه بأنه لن يتأتى إلا عبر الكتلة الحرجة الثورية المنظمة عالميا من البروليتاريا القادرة على أن تفرض إرادتها وهو ما يمكنا أن نركز فى تحققه


37 - ملاحظات حول أسئلة الأخ عادل العمري
انور نجم الدين ( 2012 / 1 / 18 - 04:18 )

لا يوجد النظام الرأسمالي إلا بوصفه نظام عالمي، ولا يمكن أي يجري أي تحول في المجتمع البشري، إلا في المستوى الأممي.
وهذا الحديث قديم قدم ابحاث مادية عن التاريخ. لذلك لا يمكن ان يتفق ماركس مثلا مع لينين حول انتصار الاشتراكية في بلد واحد. وإذا كان الأمر كذلك، فلا يمكن التفكير بهذا التحول إلا في فترات تاريخية معينة. فحين يتعمق الأزمة العامة للرأسمالية في المستوى العالمي، ويدخل الاقتصاد الرأسمالي فترة الكساد العظيم بالذات -مثل اليوم- فآنذاك يتحول المجتمع بالضرورة وبصورة طبيعية -يعني دون تدخل الأفراد والاحزاب- إلى بؤرة الصراعات في المستوى العالمي.
وماذا يواجه المجتمع البشري في هذه الحالات؟
الجواب التاريخي هو: اما الهمجية واما الاشتراكية!

وهكذا، فلا يمكن الحديث عن الثورات إلا في فترة الأزمات الشاملة والكساد العظيم، الكساد الذي صاحبه الهمجية بالفعل في ثلاثينات واربعينات القرن الماضي، فمات مثلا الملايين من الجوع في الاتحاد السوفييتي، وانتهت الحرب بتقسيم العالم بين السوفيت وامريكا واوروبا.

ان الازمات -محليا أو عالميا- هي التي تسبب صراعات حاسمة. ولكن الحصيلة النهائية ليست هي دائما الانتصار بالنسبة لاهل العمل. إذاً ما مبرر الاشتراكية؟
ان المبرر يوجد في التنظيم الاجتماعي للإنتاج الرأسمالي نفسه. ان النشؤ والارتقاء والانحلال التاريخي المتداخل والمتصل، هو الطابع المادي لحركة التاريخ. ومادام التاريخ يخضع للقوانين المادية، فلا يمكن ان نتفق مع الآخرين حول أبدية قوانين المجتمع الرأسمالي، فالمجتمع الرأسمالي الحديث مثل المجتمعات الأخرى، مجتمع عابر في التاريخ وقوانين وجوده قوانين عابرة في التاريخ. وببساطة ان قوانين التاريخ لا يشبه قوانين الطبيعة. لذلك لم يكن صدفة تاريخية حين ظهرت الكومونة لتعبر عن هذه الواقعة. ولم تكن الكومونة سوى برقا عابرا للتأكيد على وجود قاعدة مادية للسيطرة على هذا المجتمع المختل. ولا يمكن السيطرة على الاختلال الاقتصادي الذي لا بد ان يؤدي إلى الأزمات وما يلازمها من الفقر والبطالة والمجاعة والهمجية بين فترة وأخرى، دون نشوء الكومونات الإنتاجية التي تنظم المجتمع بحيث يسيطر على مخاطر الأزمات الاقتصادية الدورية.
مع الاحترام


38 - رد الى: انور نجم الدين
سامح سعيد عبود ( 2012 / 1 / 18 - 08:10 )
برغم اتفاقى معك إلا أنه توجد اشكاليات حقيقة
القدرة على الوصول للإكتفاء الذاتى
هناك مشكلة التطور اللامتكافىء بين المجتمعات المختلفة ومستويات المعيشة المختلفة بينها
مشكلة التطور الهائل فى مؤسسات القمع المختلفة وكيفية مواجهتها
أعتقد أننا بهذه الطريقة فى الحوار يمكنا الوصول لحلول علينا أن نطرح المشكلات بشكل مادى ونطرح حلولا لها بشكل مادى أيضا


39 - رد على الصديق سامح
عادل العمري ( 2012 / 1 / 18 - 10:24 )
أنا أفهم المشروع ولكن أحاول كشف استحالته
حسب كلامك:التوزيع سيصبح وفق الحاجة ،وهذه مقولة نظرية جميلة حقا ولكنها ليست عملية لأن الحاجات متباينة ولا متناهية ونسبية فلا يمكن أن يكون هذا أساس التوزيع أبد إلا فى الجنة فقط حيث الثروة لا متناهية فعلا.
بقية شروط النظام مثل اختفاء دافع الربح..إلخ:من أو ما الذى سيجعل المنتجين يتصرفون بهذا المنطق الإنسانى؟.الناس تتصرف حسب مصالحها وحتى القيم والمباديء تنشأ حسب المصالح قبل أن تتحول إلى تقاليد بعد ذلك وتظل أيضا قابلة للتجاوز إذا تغيرت المصالح بشكل واضح.
أنا أفضل التحليل الموضوعى المنطلق من الواقع واتجاه حركته الموضوعية،وفى ذهنى دائما ÷ذه الفقرة الطويلة التى أعتبرها جوهر الماركسية :
في إنتاج الناس الاجتماعي لحياتهم يدخلون في علاقات محددة، ضرورية ومستقلة عن إرادتهم، وهي علاقات إنتاج تطابق درجة معينة من تطور قواهم الإنتاجية المادية. ويشكل مجموع علاقات الإنتاج هذه البنيان الاقتصادي للمجتمع، أي يشكل الأساس الحقيقي الذي يقوم فوقه صرح علوي قانوني وسياسي وتتمشى معه أشكال اجتماعية. فأسلوب إنتاج الحياة المادية هو شرط العملية الاجتماعية والسياسية والعقلية للحياة بوجه عام. ليس وعي الناس بالذي يحدد وجودهم، ولكن وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم. فعندما تصل قوى المجتمع الإنتاجية المادية إلى درجة معينة من تطورها تدخل في صراع مع أحوال الإنتاج القائمة أو بالتعبير القانوني مع أحوال الملكية التي كانت تعمل في ظلها حتى ذلك الوقت. وتتغير هذه الأحوال التي هي قيد على الأشكال التطورية من القوى الإنتاجية. وفي هذه اللحظة تحل حقبة من الثورة الاجتماعية. فتعديل القاعدة الاقتصادية يجر في أذياله قلبًا سريعًا بدرجة أكثر أو أقل، لكل الصرح العلوي الهائل. وعند دراسة الانقلابات التي من هذا النوع يجب دائمًا أن نفرق بين القلب المادي الذي يحدث في أحوال الإنتاج الاقتصادية والتي يمكن تقريرها بدقة علية، وبين الأشكال القانونية والسياسية والدينية والفنية والفلسفية أو بكلمة واحدة الأشكال الأيديولوجية التي يدرك الناس في ظلها هذا الصراع ويجاهدون في سبيل فضه. إذا لم يكن في الإمكان الحكم على فرد طبقًا لما يراه هو عن نفسه، فلن يكون في الإمكان الحكم على حقبة مشابهة من الثورة على أساس وعيها بنفسها؛ وإنما بالعكس يجب تفسير هذا الوعي بمتناقضات الحياة المادية في أحشاء المجتمع القديم. وهذا هو السبب الذي من أجله لا تكلف البشرية نفسها إلى بمهام تستطيع تحقيقها. والواقع، لو نظرنا عن كثب لاكتشفنا دائمًا أن المهمة لا تظهر إلا إذا كانت الظروف المادية اللازمة لتحقيقها قائمة أو في سبيل التكون على الأقل. من ناحية الخطوط العريضة نستطيع أن نعتبر أساليب الإنتاج الأسيوية والقديمة والإقطاعية وفي المجتمع البورجوازي الحديث كأنها حقب متدرجة في التكوين الاقتصادي للمجتمع. وتشكل أحوال الإنتاج البورجوازية الشكل المتناقض الأخير من عملية الإنتاج الاجتماعي. ولكن التناقض ليس فرديًا، ولكنه ينبعث من الأحوال الاجتماعية التي يعيش فيها الأفراد. أو أن القوى الإنتاجية التي تنشأ في أحشاء المجتمع البورجوازي تخلق في الوقت نفسه الأحوال المادية التي تسمح بفض هذا التناقض، ومن ثم فبهذا التكوين الاجتماعي ينتهي عصر ما قبل التاريخ للمجتمع البشري.
أعتذر عن الاستشهاد الطويل ولكنى معجب كثيرا بهذه الفقرة التى أعتبرها هى الماركسية والهدف أن أنسب الفكرة لقائلها وليس لنفسى.
هل إذن القيم الأناركية ونظام الإنتاج والتوزيع والتبادل لها أرضية مادية واضحة أم هى مجرد أمانى إنسانية ؟؟


40 - رد الى: عادل العمرى
سامح سعيد عبود ( 2012 / 1 / 22 - 17:20 )
أرجوا من الصديق عادل اثبات كيف أن اختفاء هدف الربح لن يساعد على التقدم المجتمعات البدائية تقدمت رغم قواعد المساواة والإنتاج الفردى الهادف لاشباع الاحتياجات الاستعمالية لن يجمد التقدم أما حكاية الحاجات الترفية والنادرة فيمكن الاستغناء عنها ببساطة فمعظم الاحتياجات الضرورية يمكن توفيرها لكل البشر الذين يمكنهم لاستغناء عن لحم الطاووس والكافيار دون أن يموتوا من الجوع


41 - رد على الأستاذ : أنور نجم الدين
عادل العمري ( 2012 / 1 / 18 - 10:40 )
أتفق معك على أن كل النظم ستتغير والرأسمالية ليست نهاية التاريخ بالتأكيد ولكن ما هو النظام القادم؟؟هل يمكن حقا التنبؤ به بدقة وبشكل حاسم أم أن الأفق مفتوح لاحتمالات عدة،خصوصا أن الثورات العلمية مستمرة وقد تخلق أوضاعا لا نتخيلها الآن؟وهل انتهت الرأسمالية فعليا أو أصبحت طفيلية بالكامل وعقبة أمام التقدم.لا أظن،ويكفى أن تنظر إلى النمور الآسيوية الصاعدة كالصاروخ بفضل الرسملة.وهل يجب علينا أن نؤمن بأن الرأسمالية قد انتهت لأنها نظام مستغل؟.
كانت كل الأنظمة السابقة على الرأسمالية مستغلة أيضا وطرحت أفكار -اشتراكية- فى كل العصور ولم تتحقق لأن شروط تحققها المادية لم تتوفر.فهل تحققت الآن شروط الاشتراكية؟؟.ثم موضوع الاشتراكية أم الهمجية هو مجرد تعبير أدبى يشبه الشعر وليس مفهوما بالضبط:ما هى البربرية بالضبط؟الحروب؟ألم يكن تاريخ البشرية كله حروب؟ ألم تمارس كل الثورات الحقيقية -همجية-؟ألم تكن هناك همجية فى المجتمعات المشاعية،أى الاشتراكية القديمة؟؟.
أقترح -إذا أردنا- أن نتنبأ بالمجتمع القادم من خلال دراسة النظم القائمة ورصد حركتها وسيرها وتناقضاتها ولا أرى أى مبرر لوضع تصور واحد صارم.عندى انطباع(لست متأكدا بالطبع) أن الرأسمالية تتجه إلى التحول إلى نظام قائم على السوق الحرة لمنتجين أفراد وتعاونيين مع استمرار المنافسة والتمايز ودافع الربح،بفضل التطور العلمى المذهل ونمو الثروات بمعدل سريع،وأتذكر دائما شركة -مايكروسوفت- التى يمتلكها العالملون بها حسب علمى وهى تعاونية بورجوازية،أى تحافظ على -الحق البورجوازى-.
لماذا لا يكون هذا التصور مقبولا والتصور المثالى الإنسانى الآخر هو المقبول؟وما هو التصور الأقرب للواقع وحركة المجتمع الفعلية؟.
لينين ورفاقه لم يتصوروا لحظة واحدة أن ثورتهم لن تكون -مثالية- وعليك أن تعود لكتاب الدولة والثورة لترى ذلك ،ولكن فى الممارسة وجدوا أن أحلامهم تتبدد نتيجة إمكانيات الواقع وميول ومصالح الناس الحقيقية.


42 - رد الى: عادل العمرى
سامح سعيد عبود ( 2012 / 1 / 23 - 10:58 )

الأناركية لا تسعى إلى الإستيلاء على السلطة .. و قرار الثورة عائد للشعوب و دور الأناركيين هو طرح بديل مختلف لإدارة المجتمع يقوم على الحرية و المساواة و التضامن بين أفراد المجتمع .. و دورهم هو إقناع الناس بتبنى هذه الرؤية بحيث تكون هادية لهم فى ثورتهم الحتمية على إستبداد السلطة و الرأسمالية .. و صحيح كما ذكرت أنت أنه حتى يكون بناء مجتمع جديد ممكنا فلابد من أن يتبنى المشاركون فى الثورة المؤدية إليه الأفكار الأساسية للتحررية .. و ليس فى برنامج الأناركيين أن يفرضوا هذه الأفكار على أحد و إنما يطرحونها على الناس بشكل نظرى و عملى من خلال ممارسات مثل النقابات التحررية و العمل التعاونى و جمعيات العمل الأهلى و مقاومة مظاهر القمع باستخدام وسائل الإحتجاج السلمى .


43 - توضيح
عادل العمري ( 2012 / 1 / 18 - 13:46 )
صديقى العزيز:الفقرة التى ذكرتها من كتاب ماركس:مقدمة فى نقد الاقتصاد السياسى


44 - رد الى: عادل العمرى
سامح سعيد عبود ( 2012 / 1 / 23 - 10:52 )
شكرا للإفادة وإثراء الحوار


45 - الاستاذ العزيز عادل العمري
انور نجم الدين ( 2012 / 1 / 18 - 16:21 )
ملاحظاتك رائعة جدا.
نعم، يشير ماركس بصورة واضحة عن عدم امكانية المقارنة بين قوانين الطبيعة وقوانين المجتمع. ولعل ان أهم عمل من أعمال ماركس الاقتصادية هو الكشف عن القانون الاقتصادي لحركة المجتمع الحديث.
ويجب ان نذكر بأن أفلاطون كان يقر بأبدية المجتمع العبودي. ورغم ان العبودية دامت آلاف السنين، ولكن اختفت العبودية في الأخير كنظام اجتماعي.
ان قانون حركة المجتمع الحديث في المستوى العالمي لا يتجاوز 300 سنة. ولا بد أن يتغير أيضاً هذا القانون للمجتمع البشري، وانه ليس قانون طبيعي، مثلما لم يكن قانونا طبيعيا للمجتمع العبودي. ولماذا نقول يجب ان يخلي النظام الرأسمالي مكانه للنظام الاشتراكي؟

ان المقدمات المادية للتعاونيات المستقبلية التي نتحدث عنها لموجودة سلفا أمام أعيوننا. أما الشركات المساهمة وأسهم موظفيها قديمة جدا، وانها ايضا طبيعة الإنتاج الرأسمالي الذي يتجه نحو التمركز بدافع التقدم الصناعي والمناسفة ايضا. وانها نموذج آخر من النماذج الذي يوضح تصوراتنا عن المستقبل. فليس من الضروري البحث عن المستقبل خارج التاريخ، ففي طبيعة الإنتاج الرأسمالي نجد شروط هذه التعاونيات وهي كومونات إنتاجية. وان كل ما يقع على عاتق المجتمع هو إعادة تنظيم الإنتاج لا خلق اسلوب انتاجي جديد من العدم، كما يحاول لينين اقناعنا به.
ولكن هل الثروة البشرية تكفي لتحقيق مجتمع اشتراكي؟
نعم، ان ايقاف الصناعات الحربية فقط واستخدامها كمورد للبشرية لا للسلطة، تكفي للسيطرة على الشكل الرأسمالي للتوزيع والاستهلاك.
وكيف يتحول التعاونيات إلى تعاونيات إنتاجية اشتراكية؟
من خلال التشريك الجماعي للوسائل الإنتاجية والاشراف الجماعي على الإنتاج من قبل المنتجين أنفسهم. وان السوق المنافسة الحرة ستعيق تحقيق هذا الهدف. ان سوق المنافسة الحرة هي التي ستؤدي إلى الأزمات بين فترة وأخرى، وان إعادة توازن الاقتصادي المختل، غير ممكن دون المجازفة بحياة البشرية وإدامة الهمجية. وان إعادة توازن المختل ليست سوى خلق أرضية جديدة لأزمة أعم وأشمل. وان وسيلة وحيدة للسيطرة على الأزمات هي إخضاع المجتمع وتعاونياته لإدارة المنتجين الذاتية. هل يتوقف المجتمع دون قيادته من قبل جلال الطالباني وصدام حسين وكيم ايل سونغ ولينين وستالين وبوش وتشرشل و و و؟ كلا، وألف كلا. ولا توجد الحرية دون التحرر من هؤلاء البيروقراطيين الطفيليين الذين لا يعيشون إلا على فائض العمل، العمل الذي لا يشاركون فيه ولا في ادارته بعيدا أم قريبا.

وسوف نعود إلى الاشكاليات التي يشير اليها الرفيق سامح في تعليق رقم 38.
خالص تحياتي


46 - تعليق جديد
عادل العمري ( 2012 / 1 / 18 - 18:34 )

الفكرة القائلة بأن العالم يستطيع بإمكانياته الحالية أن يكفى احتياجات البشر جميعا تتضمن مغالطات مهمة:
- إمكانيات العالم ليست بالضخامة المتصورة إذا أخذنا فى الاعتبار أن هناك أشياء -ثمينة- جدا وبعض الناس يحبونها بل ربما كل الناس تتمنى الحصول عليها و لا يمكن أبدا أن يتم إنتاجها بكميات تكفى البشرية جميعها ،مثل: أطعمة كالكافيار والترسة والاستاكوزا ولحم الغزال والنعام وأنوع الفاكهة النادرة والغالية وبقية المأكولات الغالية الثمن – الملابس المصنوعة من الفراء و جلد الثعبان والأصواف الفاخرة والحرير الطبيعى – سن الفيل – المجوهرات والماس – السيارات الفخمة والقوية مثل هامر ولاند كروزر..إلخ – حتى العلاج المثالى لا يمكن توفيره لكل الناس لأنه مكلف جدا جدا- هناك أدوات منزلية فاخرة مثل التلفزيونات ثلاثية البعد والشاشات الحديثة والإنسان الآلى الذى يدير المنزل كله..إلخ – وهل يستطيع كل مواطن أن يملك طائرة خاصة؟ويخت خاص وأدوات صيد..حتى الموبايلات توجد ماركات غالية الثمن للغاية ومعها خدمات متطورة يتمنى أى إنسان أن يحوذها ...علاوة على الأثاث المنزلى الفخم (السجادة الحرير يصل ثمنها إلى عشرات الألوف من الدولارات،والسجاد اليدوى الإيرانى غالى أيضا).المواصلات العامة أيضا فيها تمايز:الدرجة الأولى بالطائرة تختلف بوضوح عن درجة الضيافة وكل الناس سترى أنها -تحتاج- للدرجة الأولى!!..وهكذا عندى مئات الأمثلة الأخرى.
- إذا أردنا استخدام إمكانيات العالم فى توفير حاجات جميع البشر فيجب أن نوقف إنتاج الأشياء المشار إليها أعلاه والاكتفاء بعد ذلك بإنتاج الأشياء الرخيصة وتقديم الخدمات الأرخص حتى تكفى الإمكانيات.
- احتياجات البشر نفسها شيء ليس بسيطا كما يتصور الاشتراكيون عموما:فالاحتياجات يقررها كل فرد حسب تكوينه،فهل سيتم فى ظل الاشتراكية تنميط البشر كما حدث فى عهد ماوتسى تونج (اللبس – كمثال - من لون واحد وشكل واحد وكم واحد لكل الناس)وفى روسيا الستالينية (كمثال:مساحة منزل صغيرة للغاية وملابس رديئة كلها...إلخ).الحقيقة أن الاشتراكيين عبر التاريخ تصوروا ذلك فعلا وكأن المجتمع سيصبح مجرد حظيرة دواجن.
- سيستمر الناس متمايزون فى قدراتهم ومستوى تعليمهم:مثال سيكون هناك فى المدى المنظور طبيب وممرض وعامل وموظف ومدير فى نفس المستشفى حتى تحدث طفرة كبرى فى الطب،وسيكون فى المجتمع علماء وباحثون ومفكرون وفنانون وعمال نظافة وبائعين...إلخ حتى تحدث طفرة هائلة فى العلم والتكنولوجيا،فمن سيدفعهم جميعا بقبول الحصول على -احتياجات - مقررة سلفا؟وهل احتياجات كل هؤلاء متساوية؟أو لو كانت غير متساوية فما هى ومن يحددها وهل سيقبل الجميع بمعايير التوزيع حسب الحاجة بهذا المفهوم؟؟.
- باختصار:فكرة التوزيع حسب الحاجة تتضمن:المساواة إلى حد كبير فى الحاجات وهذا يتطلب وقف إنتاج المواد والخدمات المميزة حتى لا يحدث عجز فى إمكانيات البشرية،وقبول الناس بذلك مهما يباينت قدراتهم.
- أيها الرفاق الأعزاء :أرجوكم أن تفكروا فى الأمر بشكل عملى وأن تتخيلوا الموقف فى المجتمع الاشتراكى الذى تريدونه وعلى الأقل فليتصور كل منكم نفسه مواطنا فى هذا المجتمع ويصنع سيناريو لأحد أيام حياته منذ الصباح الباكر حتى ينام.


47 - رد الى: عادل العمرى
سامح سعيد عبود ( 2012 / 1 / 23 - 10:48 )

ما نقصده هو زوال عبودية وجبرية العمل فى المجتمع البشرى ليعود العمل حرا قائم على الطوعية لا الجبر التعاون لا التنافس هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن حق البشر فى الحياة والرفاهية لابد أن يكفل لهم طالما عملوا بقدر طاقتهم لصالح المجتمع فنحن لسنا مسئولين عن ضعفنا أو قوتنا ذكائنا أو غبائنا صحتنا أو مرضنا فطالما نمنح المجتمع ما نستطيعه من جهد فعليه أن يوفر لنا ما نحتاجه وهذا هو المقصود من عدم ربط العمل بتوفير الحاجة و يجب أن لاننسى أن من يصنعون تقدم المجتمع وثروته فى النظام الرأسمالى هم الأكثر فقرا وحرمانا وبرغم ذلك يعملون فى حين أن الطفيليات البرجوازية التى لاتقدم أى فوائد للمجتمع هم الأكثر ثراءا وإشباعا وبرغم ذلك يقولون أن هذا هو العدل
الحقيقة أن تفاوت البشر فى احتياجاتهم الحقيقة ليست بالضخامة التى تتصورينها فهناك من يشبع برغيف وهناك من يحتاج لرغيفين لكن لن يكون الفرق مثلا واحد لألف وما قيمة أن يجوع إنسان فى حين يكون لدى الآخر فائض من الطعام محجوز عن الجائع وملقى فى سلة المهملات إرضاءا فقط لجشعه، عندما ننتج فقط ونعمل فقط فقط لإشباع احتياجتنا الاستعمالية وليس من أجل التبادل والربح فإننا نقسم العمل فيما بيننا كل حسب قدرته ومن لن يؤدى عمله المطلوب منه فعلى الجماعة عقابه وحرمانه لأنه لم يشاركها تحقيق هدفها


48 - أقدم هذا الخيال فقط لتوضيح ضعف مسألة الاحتياج
عادل العمري ( 2012 / 1 / 18 - 19:14 )
هذه ليست قصة قصيرة بل أحد أحلام اليقظة:
أتخيل أن العالم قد تطور واستطاع غزو الفضاء بسرعات تصل ملايين المرات سرعة الضوء وأصبح هناك سفن فضاء مبرمجة جيدا بحيث تسير فى الفضاء بسرعة ودقة وتحمى الركاب وأن الكائن البشرى قد أصبح مختلفا من الناحية البيولوجية،فلا يأكل مثلا ولا يتبرز ويحصل على الطاقة بطريقة مباشرة من الشمس أو أى نجم آخر وأن الإنسان الآلى صار منتشرا وسهل الصنع مثل رغيف الخبز حاليا وأن إنتاج البشر من الطاقة النظيفة صار لا متناهيا وغير مكلف.
سيبدأ البشر فى الهجرة واستعمار الفضاء وسيحاول كل فرد أن يستولى على عدد من المجرات أو حتى كون بأسره(بافتراض أن هناك مليارات الأكوان الأخرى).
فهل ستؤدى هذه الوفرة إلى تقسيم ملكية الوجود بشكل مرضى لكل البشر؟ولنلاحظ أن القدرات البشرية ستكون فى هذه الظروف شديدة التقدم،فمثلا قد يكون المرء قادرا على تحقيق ما يريد بمجرد التفكير فيه أو يستخدم معدات وموجات للسيطرة على الأشياء أو إعادة تحويلها وتركيبها وطبعا سيكون قادرا على استنساخ نفسه كلما أراد بل وأن يستنسخ نسخا احتياطية كذلك.
أتخيل أن الناس ستستمر فى الصراع والمنافسة على الوجود لأن المجرات وحتى الأكوان ستصبح صغيرة بالنسبة للسرعات العالية جدا للمركبات الحديثة.وقد يستطيع بعض الأفراد طرد آخرين من مجراتهم واحتلالها وضمها لممتلكاتهم،فسوف تتكون طبقة من المهمشين يعيشون فى الفضاء وقد يتسولون بعض الطاقة من أصحاب المجرات والأكوان وقد يفكرون فى ثورة اجتماعية وفى الغالب أن هؤلاء الضعفاء(نسبيا طبعا) سيتبنون أفكارا اشتراكية أو أناركية لإعادة توزيع الوجود وطبعا ستنشب حروب رهيبة يستخدم فيها الإنسان الآلى والأجهزة الرهيبة التى تطلق موجات إشعاعية مدمرة وربما يتم قتل بعض البشر الأقل تقدما فى وسائل الحماية ولكن النسخ الاحتياطية ستبدأ العمل فورا حسب البرنامج الذى تحمله.
ولكن ماذا سيفعل الناس بهذه المجرات الضخمة للغاية بمقاييسنا؟!.هناك طبعا إمكانية للتسلية بهذه الممتلكات وصناعة كائنات أخرى وإعادة تركيب المادة بأشكال جديدة والاستمتاع بالسفر بين المجرات والتواصل الاجتماعى مع الأصدقاء فى المجرات الأخرى وإقامة مونديال كونى واللعب عبر الانترنت الكونية معا وربما يستنسخ كل فرد من نفسه زوجا أو زوجا من أجل الحب..


49 - رد الى: عادل العمرى
سامح سعيد عبود ( 2012 / 1 / 23 - 10:52 )
عزيزى عادل التعليق فيه كثير من المبالغات التى تتجاوز حقائق العلم فحتى الأن فأقصى سرعة وصل إاليها البشر هى 11 كيلو فى الثانية فى حين أن سرعة الضوء 300 ألف كيلو فى الثانية ووفق حقائق العلم لايمكن تجاوز هذه السرعة فعند الوصول إليها نتحول لضوء وليست كل الأحلام ممكنة فنحن أسرى الإمكانيات والموارد المتاحة


50 - هناك واقع لايمكن تجاوزه
مهدي مولى المولى ( 2012 / 1 / 19 - 16:27 )
عزيزي سامح اثبت بما لايقبل ادنى شك ان الاشتراكية العدالة الاجتماعية لا يمكن تحقيقها الا بالديمقراطية بالتعددية الفكرية بخلق مجتمع ديمقراطي السلوك والخلق والدين لهذا على كل من يدعي الاشتراكية واليسارية ان ينطلق من الواقع الذي يعيشه من المستوى الفكري الذي يعيشه الشعب لو اخذنا المجتمعات العربية فهي مجتمعات عشائرية تحكمها قيم اقطاعية متخلفة وغيبية اي عليه ان يرفع من مستوى الجماهير الشعب لا يصطدم معها ان يفتح بصرها وبصيرتها ان يوجهها ان يقنعها ان يجعلها هي التي تتحرك بقناعتها الكاملة بدون اي خداع او تضليل اياكم وحرق المراحل او القفز عليها فانها خطوة تدمر الجماهير وتقتل طموحها وبالتالي الانهيار الكامل
لا شك ان المرحلة الجديدة للاشتراكيين واليساريين تختلف عن سابقتها الادوات والاليات اختلفت والاساليب تغيرت يتطلب وحدة كل دعاة الديمقراطية والاشتراكية واليسارية والشيوعية في جبهة واحدة وفق برنامج موضوعي شفاف ويتطلب من الجميع نكران الذات ويكونون مثلا في النزاهة والعفة والاخلاص والتحرك وسط الجماهير صاحبة المصلحة الفقراء العمال الفلاحين المرأة الطلاب لنشر الوعي الديمقراطي الخلق الديمقراطي والخلق الديمقراطي هو ان يقول رأيه بقوة وفي نفس الوقت يحترم رأي غيره فالعامل الفلاح الفقير الذي يؤمن بالقيم العشائرية لا يمكن ان بساهم في بناء الاشتراكية حتى لو اعلن انتمائه


51 - رد الى: مهدي مولى المولى
سامح سعيد عبود ( 2012 / 1 / 19 - 17:34 )
السيد مهدى مولى شاكر لك تعليقك
أنا مصرى والمصريين ربع العرب تقريبا وغالبيتهم الساحقة متجاوزة العشائرية والقبلية إلا فى المناطق الحدودية قليلة السكان
ونصفهم سكان مدن وحتى سكان المناطق الريفية فى الدلتا ضعفت لديهم الروابط العائلية والدليل أن الانتخابات الأخيرة تجاوزت العائلية والقبلية التى كان يعتمد عليها فلول الوطنى الذين لم يحققوا نتائج جيدة وأعتقد أن كثير من السكان العرب فى المغرب العربى والهلال الخصيب متجاوزين العشائرية والقبلية


52 - ملاحظات
محمد المثلوثي ( 2012 / 1 / 19 - 23:28 )
تحياتي الخالصة للرفيق سامح
أظن أن نقطة الانطلاق في بحث المستقبل ليست في بناء نظريات متكاملة تحل كل المشاكل بطريقة ذهنية ثم الاتجاه نحو تطبيقها على الواقع، بل تكمن نقطة الانطلاق في بحث الواقع التاريخي كما هو متحقق أمام أعيننا. فالضرورة التاريخية لتجاوز النظام الرأسمالي لم تنشأ الا بمفعول تطور الرأسمالية نفسها وتطور أزماتها وتناقضاتها واثبات عجزها الواقعي عن فض المعضلات الاجتماعية المتفاقمة، فأكثر من ثلاثة قرون من الرأسمالية يمكن له أن يعطينا الدليل الحاسم على كون الفقر والتهميش والبطالة والاستغلال...الخ ظواهر تزداد ضراوتها مع كل تقدم رأسمالي، كما يعطينا الدليل على عقم كل محاولات اصلاح هذا النظام من خلال تغيير أشكاله السياسية أو الحقوقية من رأسمالية الدولة الى المنافسة الحرة الى التعاونيات الرأسمالية الى الجمهورية الديمقراطية الى الديكتاتورية العسكرية الى الدولة الدينية أو المدنية...الخ ففي هذا المجال من الاصلاحات فنحن لا نتحدث عن امكانيات في المستقبل بل عن تجارب قد وجدت بالفعل وأثبتت افلاسها التاريخي. وهكذا فالحديث عن الاشتراكية كمشروع تاريخي لتجاوز الرأسمالية لا يمكن أن يكون محل تأملات فلسفية أو بناءات تجريدية، بل هو موضوع نقد النظام الرأسمالي القائم بالفعل، وهذا النقد النظري والعملي ليس ابتداعا من أحد ولا هو مذهب ايديولوجي بل ان تطور الرأسمالية وأزماتها وما ينشب عنها من نزاعات اجتماعية تأخذ في كثير من الأحيان أشكالا انتفاضية مثلما يحدث هذه الأيام، هو بالذات ما يحول هذا النقد الى مشروع للتغيير الاجتماعي. فلو أخذنا تجربة الانتفاضة في تونس لوجدنا أن فكرة اقامة المجالس والتعاونيات وأخذ الناس بالمبادرة بتسيير شؤونهم بأنفسهم لم تكن موجودة الا في كتابات قليل من الأفراد، أما الآن فكل الأحزاب أصبحت تضع في برامجها أفكارا من هذا النوع، واصبح هناك الكثير ممن يتحدث عن ضرورة اقامة المجالس المحلية المنتخبة مباشرة من الأهالي، غير أن هذه التجربة أثبتت أيضا أن هذه المجالس والتعاونيات لا يمكن لها أن تتطور الا في اطار صراعها مع الدولة، فهذه الأخيرة سريعا ما تعيد بسط هيمنتها بمجرد أن تخف الموجة الانتفاضية فتقوم اما بالاجهاز على هذه المجالس أو ضمها ضمن أجهزتها البيروقراطية، كذلك أثبتت التجربة أن قيام المجالس في حد ذاته، ورغم أهميته التاريخية، فانه لا يجيب بالكامل على المشاكل التي تعترض الحركة، اذ أن المجالس اذا لم تتجه الى التغيير الاجتماعي الفعلي، اذا لم تبادر بالاستيلاء على وسائل الانتاج واعادة ادارتها لصالح الجماهير المنتفضة، اذا لم تقطع وبشكل مباشر وفوري مع كل الآليات والقوانين الاقتصادية الرأسمالية، اذا لم تعد النظر بشكل مباشر في أسلوب الانتاج والتوزيع بما يضمن حلولا فورية لجمهور الكادحين والمعطلين والمهمشين في تصادم واضح وصريح مع مصالح مالكي وسائل الانتاج، اذا لم تبادر بتفكيك أجهزة الدولة وتعويضها بأشكال ادارة ذاتية، اذا لم تقم بكل هذه المهمات أو لم تنجح في أداءها فانها تحكم على نفسها بالعقم في البداية ثم بالهزيمة لاحقا. وأظن أن تطور الحركة المجالسية أو تعثرها لا يتعلق بحقن الجماهير بالوعي بضرورة هذه المجالس، فهذه فكرة لينينية محضة، بل بتكامل العناصر المادية في المجتمع بما في ذلك تراكم التجارب الثورية وهزائمها بالذات وما تعطيه من دروس تاريخية لمستقبل الحركة. وفي هذا الباب ومثلما أعترض على فكرة الحزب الطليعي الذي سيقود الجماهير الى جنة الاشتراكية من خلال استيلائه على السلطة، فانني أتعارض مع فكرة المجموعات الدعوية التي نجد نموذجها لدى بعض الفرق الدينية،فالمجموعات الثورية أينما وجدت لا يمكن بأي حال أن تكون شيئا مستقلا عن الحركة نفسها، ولا أن تبني لنفسها أهدافا خارج الأهداف التاريخية للحركة الثورية، ودورها الفعلي هو المساهمة في تطوير الحركة انطلاقا من واقعها وامكانياتها، وفقط انطلاقا من هذا يمكن بحث أشكال تنظيمها ومضمونشاطها الواقعي. اما فيما يتعلق بالاشتراكية نفسها فهي ليست حلا نهائيا وكاملا لمشاكل المجتمع بل أسلوبا جديدا في مواجهتها، فالى حد الآن لم تواجه البشرية، ولم يتح لها أن تواجه مشاكلها العويصة بشكل جماعي وبروح تعاونية بل انها ظلت تحيل هذه المهمة لفئة قليلة من البيروقراطيين وما يسمى بالخبراء والمختصين الذين فضلا عن عجزهم على ايجاد الحلول فلقد أصبحوا هم بذاتهم مشكلة على كاهل المجتمع. في الأخير جلب انتباهي اعتراض لأحد المتدخلين حول كون غياب الربح سيفقد الناس أية رغبة في الانتاج، وهذه فكرة بورجوازية قديمة عالجها ماركس بالنقد. فاضافة لكون الانتاج من أجل الربح هو ظاهرة رأسمالية مستحدثة ولم تكن شكلا مهيمنا في أساليب الانتاج التقليدية، وهذا الأمر بحد ذاته يثبت كون غياب الربح لا يعني غياب الانتاج بل تغير أسلوبه فقط، فانه لو كان الأمر كذلك لأنهارت الرأسمالية من زمان لأن أغلب البشرية، في ظل الرأسمالية، لا تتمتع بالربح بل هي تنتج لصالح غيرها، بل ان العمل، في ظل أسلوب انتاج قائم على الربح، يتم بشكل قسري، سواء بالقوانين الزجرية أو من خلال الالزام الواقعي، حيث لا يجد الناس من خيار أمامهم سوى العمل أو الموت بالجوع، اما في المجتمع الاشتراكي ، الكوموني، المجالسي فان الحاجة للانتاج تنبع من حاجة الناس أنفسهم لتوفير الشروط المادية لبناء حياتهم ليس كحيوانات استهلاكية تبذر مجالها الطبيعي الحيوي في سبيل اشباع وهمي، بل كمنتجين أحرار لحياتهم الجماعية المشتركة بشكل متوازن ومبدع ومجابهتهم لمشاكلهم واحتياجاتهم بشكل متضامن وليس في شكل ذرات فردية متنافسة


53 - هل من سبيل الى نظام سياسي للاناركية؟
نجات حميد اْحمد ( 2012 / 1 / 20 - 19:32 )
الاخ العزيز سامح سعيد عبود تحية وسلام
الركيزة الاساسية للحركات الشعبية الحالية في الجغرافيا التي تسمى بالعربية وتسميتها بالربيع العربي ,هو السؤال عن موقع الفرد في هذه المجتمعات عن حاضره بغض النظر الى مستقبله وماضيه,لتاْتي التنظيمات السياسية بعد ذلك الى قولبة هذه الحركات في شعارات محاكاتية للبعد السياسي المهيمن والفكر الاجتماعي السائد على الانسان العربي وتحاول تنظبمها على شكل قوانين سياسية وادارية نابعة من تاْريخ العلاقة بين الفرد والسلطة خلال عقود من الزمان بشكل عام ,الرغبة في تغير موقع الذات في الانسان العربي وموقع الفكر لديه هي الاشكالية الجوهرية لردود اْفعاله,الانسان الذي يتلقى عبر مئات من السنين المواعض الايدولوجية والدينية معا ولم تسنح له فرصة ولو صغيرة لرؤية نفسه خارج هذه الاسوار العالية للتفكير والتاْمل,ربما تكون على حق في الشكل الفوضوي لهذه الحركات,الشعبية العربية وميزتها الانفتاحية ولكنها امتداد طبيعي للعوامل الحظارية وللعلاقات الانسانية والفكرية التي مهدت السبيل له لتطوير رؤيته لنفسه ونمط حياته,هذا الانسان الذي اْصبح ولقرون عديدة كحقل تجارب في المنافسات السياسية والدموية بين الدين والايدولوجيا السياسية وهدف رمزي عام فقد فيه الفرد شخصيته وكرامته وعقليته,فهو الهدف في حياته ومماته,في تربيته وخضوعه,في تدجينه وترويضه,الا ان وصل الفرد الى فقدان ايمانه واعتقاده بالتغيير المرجو وراء هذه الشعارات المختلفة التى تتنافس فيما بينها عليه وعلى مستقبله.الاسلامي المتشدد لا تحركه ايمانه بعقيدته فقط بل تحركه العقلية التمايزية التنافسية بين قوة سياسية ايدولوجية وقوة دينية ,وهي المسؤلة عن رسم مستقبله ولكنه وفي نفس الوقت قد اْصبح الانسان التائه بين رغبته للحرية وبين ايمانه واعتقاده لكبت حرية الاخر,الماركسي اوالشيوعي العربي الذي يشارك هذه الحركات حاله كحال الانسان الديني لم يتمكن من الخروج من ماْزق معنى حرية الانسان ومكانة هذه الحرية وقيمتها لدى الانسان المقابل له ,والقومي ليس بحال اْفضل منهما فهو اْيضا لم يتوفق في سياسة علمانية انفتاحية نحو الاخر,,هيمنت هذه الاطراف على هذه الحركات الشعبية الرافضة لسلطة الاستبداد اللفكري ,والايدولوجي دون اْن تنظم نفسه على شكل فكر جديد ولم يبرز بينهم مفكرين وفلاسفة وممارسين للسياسة ,ولذلك بقي الجيش على راْس بعض من الساسة القدماء كممثلين لنظام سياسي اخر ومنافسة سياسية اْخرى وكاْنها نسخة من النمط السياسي السابق.ولم تحقق هذه الحركات غايتها التي من اْجلها خرج الى الشوارع,الا وهي التغير في النظرالى الانسان ومن خلال زاوية جديدة لانها افتقرت الى توحيد رؤيتها الجديدة للانسان المتحرر من الطابع التاْريخي والسلطوي والدينى عليه,والسؤال المهم في طرحكم عن الطابع الاناركي لهذه الحركات هو سؤال مهم جدا ومن الممكن الاجابة عليه من خلال سؤال بسيط اخر,ماذا يريد هذا الانسان عندما ينزل الى الشوارع ويطالب بتغير السلطة ؟من البديهي ان هذا الانسان على شكل التجمع الشعبي العام ليس لديه فكرة جذرية لاسباب نزوله,فهو يتمنى الخروج من نمط حياته,ويتاْمل التغير في ظروفه الاقتصادية والحياتية واْخيرا تمنيه في حياة جديدة ,فهو انسان يبحث عن فضاء جديد لممارسة حرياته,وازالة عوامل التميز واللاعدالة السياسية والاجتماعية في جغرافيته,فها هم الاحزاب والحركات السياسية الدينية والقومية تجيب على اْسئلتهم ويوعدونهم بعالم جديد خال من الظلم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي,ولكن ما الفرق بين مواجهة السلطات الامنية لنظام حسني مبارك للمحتجين ومع مواجهة السلطة الجديدة في مصر لمواجهة محتجين اخرين؟ وهل اْنتفض الشعب الليبي لقطع البنان والتمثيل بالجثث واهانة اعز كرامات الانسان في اعضائه؟فما الفرق بين تعذيب الانسان في الدوائر الامنية السابقة لنظام حسني مبارك وبين تعذيب حسني مبارك واهانته في مجالس المحاكم الثورية ؟يعني ذلك اْن الامال التي احيطت بالانتفاضة الشعبية اْو الثورة او الحركة الشعبية قد اْغتيلت في مهدها واْن هذه السلطات التي اْصبحت ممثلة لها انما قامت بعملية استنساخ السلطة وممارستها يشكل اخر ولم تستوعب رغبة وامال هذا الانسان,في التغيير الجذري,اْعتقد ان الخلل الجوهري وراء ذلك هو خلل فكري وفلسفي في هذه المجتمعات ,وعدم تمكنه من تنظيم نفسه وراء حركة سياسية وفكرية جديدة لتمارس السلطة والتمثيل الجماهيري في ان واحد .ولم تبرز في صفوف الجماهير رؤية جديدة لحرية الانسان ,ويعني ذلك ان الحركات الشعبية هذه ضاعت في متاهة القيادة الفكرية والسياسية لها بحيث اْصبحت هدفا سهلا للتطويق والتمثيل السياسي الكلاسيكي .ونتيجة لذلك فقدت ارضيتها لممارسة جديدة لحرياته,ومن هنا اْيضا تاْتي اْهمية تغطية هذا البعد الفوضوي لهذه الحركات لانها لن تقف مكتوفة الايدي اْمام عملية اعادتها الى سابق عهدها ,واْعتقد اْن هذه الحركات ستستمر الى اْن تصل الى تحقيق اْهدافها ,الا وهي التغير الجذري في العلاقة بين السلطة والفرد,التغير في مستواه المعيشي,الحلم بفضاء سياسي واجتماعي توفران له الحرية والكرامة الانسانية ازالة التميز الاجتماعي والمعيشي في مجتمعاتها ,اْن تنشيط الدور السياسي والفكري للمثقفين العرب والقوميات الاخرى ضرورية في البحث عن رؤية جديدة لتنظيم سياسي وفكري وفلسفي جديد ومن هنا فاْن تنظيم الحركة الفوضية ببعديها الاشتراكي والديمقراطي,مهم جدا في هذه المرحلة فكما قلت ان هذه الحركة لم تحقق امالها وان خياراتها مفتوحة بعد اْن تمكنت من انهيار الجدار السلطوي للسياسة والايدولوجيا وان السلطات التي تولت مهمة ادارة هذه المجتمعات ليست الا سلطات عابرة معرضة للتغير ,فالمجال واسع للتنظير لحركة جديدة,نحو مستقبل اْفضل بالرغم من عدم تحقيق الاهداف في حياة جديدة,تمنياتي للشعوب العربية بالرخاء والحرية والازدهار. ,


54 - الرفاق الاعزاء!
انور نجم الدين ( 2012 / 1 / 22 - 10:51 )

كنت مضطرا ان اقوم بنشر الموضوع -الذي وعدت به- في الحوار المتمدن، فلا مجال لنشره هنا كتعليق، فالموضوع يشمل قضايا مختلفة حول دور الاشتراكيين الكومونيين في الوقت الحاضر والمستقبل، يجب مناقشته من قبل الاشتراكيين الذين يهمهم الخلاف بين الاشتراكيين الكومونيين واليسار الاصلاحي.
وفي (ملاحظات) الرفيق المثلوثي نجد الكثير من التصورات المادية عن الحركة المعاصرة وآفاق تطورها.
انظر الموقع الآتي:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=292371

مع الشكر والاحترام


55 - رد الى: انور نجم الدين
سامح سعيد عبود ( 2012 / 1 / 23 - 13:10 )
شاكر لك الاهتمام الفائق وسوف أقرأ المقال


56 - احترم مقال الرفيق سامح ولكن
احمد عبود ( 2012 / 1 / 23 - 11:28 )
احترم مقال الرفيق سامح ولا ارى فيه اي علامات استفهام بالعكس كل ما كتب فيه واضح الى اقصى حد لكن ردك على السيد اللي اتكلم عن التراكمية الثورية مكانش واضح بما فيه الكفاية ...ارجو الرد بوضوحا اكثر .. بالمناسبة بالنسبة لادائك في برنامج البي بي سي لم يكن مرضى من وجهة نظري المتواضعة ولازلت لا افهم كنت بتقصد ايه بانو المجتمع الاناركي هيكون فيه شرطة غير دي ؟؟؟؟؟ شكرا للرفيق سامح ..


57 - رد الى: احمد عبود
سامح سعيد عبود ( 2012 / 1 / 23 - 13:07 )
شاكر لك جدا تعليقك واهتمامك وأعترف أن جو برامج التوك شو مربك وقد ارتبكت فعلا لأن هذه أول مرة اتحدث أمام الكاميرا والسؤال كان مفاجىء لى وقد منه والإلتزام بقواعدهجاءت الأسئلة فى أجواء من التشوية والصحيح أن المجتمع الأناركى يعالج الجريمة من منبعها ويعزل من يخالف قواعده المتفق عليها و لايحتاج لجهاز شرطة قمعى متعالى على أفراده وإن كان يحتاج للحفاظ على أمنه والحفاظ على قواعده بطريقة تتفق ومبادئه هذا بالنسبة للبى بى سى وسوف أحاول الرد بوضوح على باقى التعليقات مع ملاحظة أن الحوار أتى فى سياق ظروف عامة وخاصة تعيقنى عن الرد السريع والكافى فبرجاء المعذرة التى أرجوا أن يقبلها كافة القراء والمعلقين


58 - هويتك الفكري
ابو جميل العنجي ( 2012 / 1 / 23 - 14:26 )
ماهي مرجعيتك الفكرية؟؟
تروتسكية مثلا وموقفك منها
ماهي اسماء منظماتكم في الوطن العربي؟؟ طبعا ان وجدت


59 - رد الى: ابو جميل العنجي
سامح سعيد عبود ( 2012 / 1 / 24 - 04:10 )
الاشتراكية التحررية ليست ماركسية أو لينينية أو تروتسكية ونحن لانقدس النصوص والأشخاص والرموز مرجعيتنا العداء للسلة المتعالية على إرادة الخاضعين لها مرجعيتنا الحرية والمساواة والأخاة نحن لاسلطويين


60 - فكر التناقضات
حسان داودي ( 2012 / 1 / 23 - 15:04 )
ميزة التناقض حالة طبيعية للحياة ولكل نمط فيها مهمته فأذا أخذنا مثلا النبات وما والمهمة التي أوكلت إليه والتي يتسم بها نراه مفيدا للكم دون أن ندخل في نطاق الكيف ولكن هناك مراتب لهذا النوع من المخلوقات وكذلك الحيوان فكل واحد له ميزته الخاصة مع مرتبته السلميه في الترتيب الغذائي هناك تفوق وأفضلية لا بد منها وإلا فلن تستمر الحياة مع فاصل الموت المدهب الأناركي الذي تفضل أخونا وطرحه والإختلافات التي قد يدعي أنها قد تبرئه من عدم جدواه واعتباره مجرد طرح يغفل عن الحقيقة المطلقة ما هو إلا استهتار بفضيلة العقل التي حبى الله بها أفضل خلقه لأنه لا يمكن بناء شئ دون قاعدته الإساسية أقصد الأساس الذي اعتمد عليه البناء أن لم يكن صحيحا وقويا فالإنهيار هو المصير. وهذا ما بني عليه النهج الماركسي الإشتراكي رغم حسنات تحسب له وهي مقتبسة من العرف الديني الصحيح وليس هو من ابتكرها مثل محاربة الإستبداد والطغيان واحتكار الأغنياء للمال وما تلاه كل هذه نقط أتى بها الإسلام ولا يعترف بها ماركس.


61 - رد الى: حسان داودي
سامح سعيد عبود ( 2012 / 1 / 24 - 04:12 )
أساس نحن حركة ليست ماركسية ولا تقدس نصوص وأشخاص ورموز فضر عن أننا حركة أممية إنسانية تخص كل البشر وكل كوكب الأرض الذى لايشكل المسلمون سوى سدس سكانه


62 - مصير الثورات
بغداد_أمير الحلو ( 2012 / 1 / 24 - 10:28 )
مصير الثورات
أمير الحلو

ما تعلمناه من الماضي وأحداثه ودروسه أن التغيير الحقيقي لا يحدث بمجرد تغيير الحاكم بأي أسلوب كان، وأنما بوجود برنامج وطني وقوى شعبية ذات مصلحة حقيقية بالثورة والعمل على حمايتها وعدم إعطاء المجال للقوى الطفيلية بالاستيلاء على الحكم.
لا أريد الدخول في تفاصيل هذا الموضوع المعروف، ولكن ما يحصل الآن في بعض البلدان التي شهدت (الربيع العربي) يعطي ملامح سلبية قد تعيد الاوضاع التي كانت سائدة الى الوراء من خلال تبني مناهج لا علاقة لها على أرض الواقع ولا تلبي حاجات الناس إلا من خلال جوانب غير حياتية أو معيشية، وبالتالي فأن مشاريع إجهاض الثورات والانتفاضات هو الذي يطفو على السطح الآن، وإذا كانت الانظمة التي زالت تستغل النفوذ بالمال والسلطة، فمن غير المطلوب أن تستغل القوى الحالية نجاح الثورات لطرح افكار ومشاريع (عفا عليها الزمن) وأصبحت من الماضي (التليد)، ومما رأيناه قبل أيام في احدى الدول العربية من (شراسة) طرح بعض النواب لمفاهيمهم قبل أن تقوم مؤسسات الدولة ويشعر المواطن بثمرة المكاسب التي كان يأمل بتحقيقها، أمر لا يبشّر بالديمقراطية المنشودة التي تشارك فيها كل القوى الوطنية، بل أن (ملامح) الاحتكار باتت منذ الآن وحتى في بعض الأمور التي تبدو بسيطة ولكنها تعبّر عن منهج مستقبلي يعتمد على (الزجر) والعنف في طرح الافكار الخاصة بجهة ما، مع مصادرة حقوق وآراء من أشعلوا الثورات فعلاً.
اننا لا نستطيع أن نلوم نتائج الانتخابات في بعض دول (الربيع العربي) ولكننا نلوم القوى التقدمية في ضعف تنظيماتها وعدم نزولها الى الشارع والجماهير من خلال برنامج وطني واضح وكسب القاعدة الشعبية صاحبة المصلحة الحقيقية في الثورة، فالاهداف المنشودة لا يمكن تحقيقها من خلال الأفراد أو التنظيمات (غير المنظمة) والتي لم تكن على تماس مع الشباب الثائرين، وكأن هدف الثورة هو تبديل الحاكم الفرد، وأفساح المجال لحلول الافكار والبرامج الرجعية والشرسة في طروحاتها للسيطرة على المشهد السياسي، وقد تتحول الى أساليب قمعية للأخرين مسلّحين بالشرعية الدستورية لأجهاض أهداف الثورة الحقيقية.
انني شخصياً (متشائم) مما رأيناه على بعض الساحات التي شهدت الثورات، فسوف تصادر الديمقراطية وحرية الرأي والفكر من خلال المؤسسات التي غابت عنها القوى العاملة من أجل الحرية والتقدم.


63 - رد الى: بغداد_أمير الحلو
سامح سعيد عبود ( 2012 / 1 / 26 - 07:54 )
الثورات لاتصنع و لا تأتى على هوانا والثورات عموما حالة اجتماعية لا يمكن التنبؤء بها ولا بنتائجها وأمزجة الشعوب واتجاهتها تتغير كل لحظة فالألمان فى العشرينات خاضوا غمار ثورة عمالية اشتراكية وبعد عشر سنوات انتخبوا هتلر و لا اعتقد أنه مع نهايات الحرب العالمية الثانية أن كان له أى شعبية بين الألمان


64 - الفوضوية
نعيم إيليا ( 2012 / 1 / 24 - 18:26 )
الترجمة الحقيقية للأنارشية هي الفوضوية. الفوضوية هي المضمون الحقيقي لهذه الحركة غير المنتظمة. فهل يمكن أن تأتي الفوضوية بخير للناس ونفع للمجتمع؟
إذا نظرنا إلى الطبيعة سنجد كل الموجودات فيها خاضعة لنظامها: المجتمعات البشرية، الحيوانية، النباتية، والجمادات أيضاً. وإذا انتقلنا بنظرنا إلى الكون مطلقاً سنجده خاضعاً لثوابت معلومة بالفيزياء: كالجاذبية، والكهرومغناطيسية، وسرعة الضوء... ولولا النظام الذي يربط الأشياء بوحدة متماسكة، لانهدمت هذه الموجودات واندثرت
فما دام النظام شرطاً للوحدة والتماسك، والوحدة شرط التقدم والارتقاء، فلماذا نحاول أستاذي القدير سامح سعيد عبود، أن نزيل هذا الشرط؟


65 - رد الى: نعيم إيليا
سامح سعيد عبود ( 2012 / 1 / 25 - 06:59 )

بداية يجب أن نشير إلى أن الأناركية تعادى الفوضى الاجتماعية كما تعادى السلطوية سواء بسواء، فالفوضى الاجتماعية تؤدى بالضرورة للنقيض المطلق للأناركية وهى الفاشية، فالأناركية مع مجتمع منظم بشكل أرقى يضمن التخلص من الفوضى الحقيقية التى تحدثها العلاقات والمؤسسات السلطوية فى المجتمع بالفعل، أما عن هذا الشكل المنظم فيقوم على أساس شبكة واسعة من التعاونيات التحررية لنميزها عن التعاونيات الرأسمالية والبيروقراطية المرفوضة من التيار الرئيسى للأناركية، وهو الاشتراكية التحررية، تلك التعاونيات تتحد وتنفصل طوعيا من أسفل لأعلى لكى تلبى كافة احتياجات البشر المختلفة ، وتقوم فى إدارتها على الديمقراطية المباشرة، فبدلا من الهرم السلطوى للدولة حيث تتركز السلطة فى المركز وتقل كلما هبطنا للقاعدة، فإن توزيع السلطة فى المجتمع الأناركى يركز السلطة أكثر فى القاعدة وتقل كلما صعدنا للأعلى، ومن ثم فتحقيق أقصى حد ممكن من الاكتفاء الذاتى شرط هام يضمن استقلالية وحرية أكثر للتعاونيات واتحاداتها المحلية عن الاتحادات الأعلى، يبقى أن أشير أن الأناركية مشروع عالمى لأن الرأسمالية هى نمط إنتاج ونموذج دولة عالمى بطبيعته لا يمكن الفكاك منه وتجاوزه إلا على نطاق عالمى وفى إطار ثورة عالمية لا مجال لطرحه كاملا على نطاق محلى إلا على أساس الاقتراب التدريجى وليس تحقيقه كاملا.


66 - رد آخر على الصديق سامح عبود
عادل العمري ( 2012 / 1 / 24 - 19:46 )

أرجو أن يتسع صدرك.
1- موضوع لكل حسب حاجته هو مبدأ خيالى تماما لأن هذا المبدأ يفترض مجتمعا بسيطا يعيش على الكفاف بينما الحاجات البشرية تتزايد .ومجرد التخيل العملى وبالحسابات البسيطة يمكن اكتشاف أتن هذه فكرة وهمية.
2- بنفس منطقكم عن الحاجات الضرورية للفرد كان الإنتاج طوال التاريخ البشرى يكفى البشرية كلها إذا تمت إعادة توزيعه وكان الناس سيعيشون أيضا لأن الحاجات كانت قليلة نسبيا.
3- موضوع تجاوز سرعة الضوء ليس مجرد خيال فقد ثبت رياضيا أنه ممكن وعمليا ُوجدت جسيمات تفوق سرعتها سرعة الضوء والأبحاث تسير إلى الأمام فى هذا المجال.كما أن العلم لا حدود له تقريبا،فكما صنع الإنسان مواد مخلقة غير موجودة فى الطبيعة بالنانوتكنولوجى يمكن أيضا أن يخلق جسيمات جديدة وإشعاعات و-مجال- جديد .الآن تجرى عملية إنشاء مفاعل نووى اندماجى فى فرنسا تتم حمايته بمجال وليس بمادة لأنه لا توجد حتى الآن مادة تتحمل حرارة المفاعل.بالمثل يمكن أن يسافر الإنسان فى المستقبل بسفينة فضائية مصنوعة من مجال وليس مجرد مادة أو من مادة مضادة يفصله عنها مجال...إلخ.فلا تصادر على المستقبل.
4- الأناركية كما هو واضح لا تدعو لمجرد نمط إنتاج جديد بل قبل ذلك لقيم جديدة، مثالية و-إنسانية-:أن يعمل الفرد حسب طاقته ويأخذ حسب حاجته وألا يهدف المشروع إلى تحقيق الربح وأن توقف المنافسة على الطريقة الرأسمالية..إلخ.فإذا كان العمال حسب تصوركم يمكن أن يستجيبوا لهذه المباديء فلتدعو الرأسماليين إليها حتى ننتهى من الرأسمالية بدون صراعات ومشاكل.أما إذا كنتم ترون أن مصالح الرأسمالية ستجعلها ترفض ذلك فإن مصالح العمال ستجعلهم أيضا يرفضون ذلك.مع ملاحظة أن الرأسماليين الأمريكيين تبرعوا منذ سنتين تقريبا بعشرات المليارات من الدولارات للمشاريع الخيرية.أنا طبعا لا أتوقع من الرأسمالية أن تتنازل عن كل ممتلكاتها بل أرى أن العمال أيضا لن يقبلوا المباديء التى تقدمونها وإلا فلماذا نشأت الطبقات أصلا حين كان البشر يعيشون فى ظل الشيوعية البدائية؟!.


67 - رد الى: عادل العمرى
سامح سعيد عبود ( 2012 / 1 / 26 - 07:51 )
ماذا أقولك لك أنك تتصور مجتمع ينتج للربح والتبادل وأنا اتحدث عن مجتمع يكف عن فكرة الانتاج من أجل الربح والتبادل أنا اتحدث عن مجتمع لاينتج إلا من أجل اشباع الاحتياجات الاستعمالية فقط وإن يدير مواردة بأقصى درجة من الكفاءة حفاظا على الموارد من الإهلاك والفوضى التى تتميز بهما طريقة الإنتاج الرأسمالية هناك كثير من الموارد والأعمال سوف يتم الاستغناء عنها ويتم التركيز فقط على الاحتياجات الاستعمالية الضرورية لحياة إنسانية سعيدة وصحية


68 - رد
حسان داودي ( 2012 / 1 / 24 - 23:10 )
الا أعرف كيف يمكن فصل شئ عن ظله إذا كنا نتحدث باسم مبدإ او مشروع فكري مطروح نعده ليكون نبراسا لاجيال في صالح الإنسانية ونصنفه في المزايا التي يتوجب الإحتداء بها ونعبأ له أتباعا ونحاول أن يقتنع بنا الآخرون فهو في حد ذاته دعوة دون ان نصنفها في المقدسات إذ لا يمكن ولا تسمو لذلك وهي حالة علاج وضع من احد جوانبه كما هي حال الإشتراكية الأممية وهي في التلميح ترسخ لمبادئ ماركس اللهم إذا استثنيت الجوانب الألحادية منها ولكن ألا تعتقد معي أنها مبالغ فيها ألا يجب أن تتطور لتكسب ميزتها مع الهوية الوطنية لكل أمة..


69 - رد الى: حسان داودي
سامح سعيد عبود ( 2012 / 1 / 26 - 07:46 )
العالم منذ خمسة قرون تحكمه حضارة واحدة ونظام واحد لا يمكن تجاوزه بكلام على شاكلة هوية الأمه فالبشرية عموما تتجه للتوحد والانصهار فى بوتقة واحدة فضلا عن أن فكرة الهوية الجماعية نفسها فكرة زائفة ورجعية وسلطوية تتناقض والمفهوم الأناركى للحرية الإنسانية أساسا


70 - عن الأناركية
وضاح ( 2012 / 1 / 25 - 07:32 )
طرح جميل من أ.سامح، و لدي بعض الأسئلة:

1- لنفترض أننا الآن مجتمع أناركي، في مدينة مثل القاهرة مثلا، كيف سندير و ننظم أمر الأسواق، المطارات، محطات القطار، كيف سنوزع الكهرباء و الغاز و المياه، و ماذا سنفعل مع المستفيات و الدفاع المدني؟

2- في تصوركم للمجتمع الاناركي، هل سيكون هنالك نقود؟

3-هل مبدأ اللاعنف مبدأ أساسي لديكم في سبيل تحقيق المجتمع الاناركي، و أرجو توضيح الاسباب التي دعتكم لإتخاذ هذا الموقف منه (سواء كانت الإجابة بلا أو نعم)؟

4-جماعة زايست جايست(روح العصر) ، هل تشتركون معها في أفكارها؟

و شكراً


71 - رد الى: وضاح
سامح سعيد عبود ( 2012 / 1 / 26 - 07:42 )
شاكر جدا لك أسئلتك المفيدة
نحن نتحدث عن مجتمع يقوم على شبكة واسعة من التعاونيات الى تتحدد وتنسق فيما بينها لتلبى كافة الاحتياجات البشرية المختلفة بما فيها تلك التى ذكرتها وتفاصيل التنظيم متروكة للبشر أنفسهم وإرادتهم الحرة فنحن لا نقدم برامج تفصيلية وإلا ناقضنا أنفسنا
لا اعتقد أن المجتمع الأناركى سوف يكون هناك نقود لأن الانتاج سوف يتم فقط لإشباع الاحتياجات الاستعمالية وسوف يتم التبادل فقط فى هذا الإطار فى شكل من أشكال المقايضة
معظم الأناركيون ضد العنف المنفصل عن الجماهير وإن كانوا مع الدفاع عن النفس وبعضهم من أنصار النزعة السلامية
قرأت بعض أفكار جماعة زايست جايست و يبدو انهم قريبين من الأناركيين إلا انه ليس من الواضح لى الطريقة التى يقترحون بها إدارة المجتمع وتحقيق أهدافهم فى الحقيقة معلوماتى مازلت محدودة عنهم ويا ليتك تفيدنا بمعلومات تفصيلية للإفادة وشكرا


72 - كلمات سريعة
حازم عمر ( 2012 / 1 / 25 - 07:48 )
صحيح انكم تغرقونا في بحار من المفاهيم تتمحور كلها حول انماط الاشتراكية ودرجاتها ..وقد يمل القارئ العادي من تلك المفاهيم ،وكل مهجب بما اقتنع من مفاهيمة..لكن اعارض المؤلف ان الثورات العربية بينت مد للحركة الاشتراكية..هذه الحكة ما عادت صاحبة تاثير ..ولا يوجد لها جماهير ..وهي موجودة في اذهاب بعض النخبة فقط ..او في جنبات الكتب ،تبحث عن رجل يفتش في الماضي ليلملمها من جديد ..ولكن لا تجد من يشتريها،
في تعقيبكم تتكلمون كلاما قاسيا عن الاسلاميين وتصفوهم بانهم فاشيون وسراق للثورات وغيرها من الاتهمات التي تخلو منها العلمية البحثية المستندة على البراهين،فهل ذنب هؤلاء الاسلامين ان الناس اختارتهم ، وهل ذنب هؤلاء الاسلامين انهم استطاعوا الوصول الى عقول الناس ،هل هذا اتهام،ام ضيق افق ممن لا يستطيع تسويق افكاره،هل ان تجد مثلا بين مئات الالف من يلبس قميص بصورة جيفارا ان الثورة هي اشتراكية..ان ثورة البوليتاريا اثبت فشلها في كل الازمنة كما تكلمت في مقالك، وقد تحاجج ان التطبيق لا يعني فشلا للنظرية، وانا اقول صحيح ولكن انا لا ارى في مثالية هذه الافكار قابلية للتطبيق ،في نزعها للدافع ،ومحاربتها للنوازع الفردية


73 - رد الى: حازم عمر
سامح سعيد عبود ( 2012 / 1 / 26 - 07:31 )
واضح جدا أنك لم تدرك أن الموضوع مختص بحركة معادية لرأسمالية الدولة المسماة بالاشتراكية وانك تحكم دون سبق تمحيص ثانيا الفاشية عموما نزعة سلطوية متطرفة وقد نحج هتلر فى انتخابات ديمقراطية وهذا لم ينفى فاشيته وكل الحركات السياسية القائمة على فكرة تمثيل الهوية الجماعية هى فاشية بطبيعتها وإن انكرت وكما أن هناك فاشيون قوميون ودينيون فهناك فاشيون حمر والفاشية هى النقيض المطلق للحركة الاشتراكية التحررية الأناركية فضلا أننا لانناقش تجربة علمية نحن نناقش مصالح اجتماعية متصارعة فلو فشل العبيد مليون مرة فى أن يتحرروا فعليه أن يحاولوا للمرة الواحد بعد المليون أو ينتحروا


74 - ربيع عربي أم خطة صهيونية ؟
كفاح آل خالد ( 2012 / 1 / 26 - 13:27 )
استاذ سامح أليست الاناركية هي فكر فوضوي وهي التي تطلق على نهجها وفكرها هذه الصفة وغرضها هدم كافة مؤسسات الدول بطريقة همجية وتحويل المجتمع الى تكوين بدائي لايحكمه أي قانون وتبدأ العميلة من أصغر المؤسسات وصلا الى هدم المجتمع بأكمله وتتخذ من بروتوكولات حكماء صهيون مرجعا فكريا من اجل هدم كل الدول وأبقاء دولة اسرائيل التكوين الاجتماعي والسياسي والقانوني الوحيد في العالم وهي تأخذ من لعبة الدومينو نهجا عمليا في هذه العملية ؟


75 - رد الى: كفاح آل خالد
سامح سعيد عبود ( 2012 / 1 / 26 - 14:15 )
لو شئت أن تعرف الحقيقة فأقرأ عن الأناركية من مفكريها وكتابها لا من مناهضيها وأعدائها ثانيا لا تضيع وقتك فى قرأءة الكتابات الرخيصة حول بروتوكلات حكماء صهيون والمؤامرة العالمية والماسونية وغيرها فمن يحكمون العالم ويحركوه فعليا لايحتاجون سرية ولا مؤامرات وأسمائهم ومؤسساتهم معروقة كل ملاك الشركات المتعدية الجنسية ومؤسسات التجارة العالمية والبنك الدولى


76 - عن الأناركية 2
وضاح ( 2012 / 1 / 26 - 14:20 )
شكراً جزيلاً أ.سامح على ردودك

في الحقيقة أنا أيضاً لا أعلم أيضاً لا أعلم الكثير عن زايست جايست، لكن ما تذكرته من حديث أحد معارفي عنهم بدا لي شبيها لحد كبير بما تطرحونه.

الآن عندي بعض الملاحظات على حديثكم:

1-من الواضح رفضكم للسلطة الهرمية المتجسدة في الدولة، لكن ماذا عن السلطة المعنوية، كالسلطة المعرفية و السلطة الروحية، هل هنالك رؤية واضحة تجاهها؟

2-هل هنالك توثيق للتجارب الأناركية التي حدثت (كوميونة باريس - الإقليم الحالي في المكسيك الذي ذكرته )؟

3-ما هي العلاقة بينكم و بين الأناركيين في بقية العالم؟

4- هل تملكون رؤية واضحة للعمل الآن من أجل تحقيق المجتمع الأناركي غير العمل الدعائي؟ هل هنالك خطوات لإقامة مجتمع اناركي صغير و لو بشكل تجريبي في أي من الدول الآن؟

مع خالص تحياتي


77 - تحية استاذ سامح
سليم ( 2012 / 1 / 26 - 22:33 )
كل نظرية معرفية تستدعي معرفة كاملة بكافة الوقائع اي انها تفترض جدلا كمسلمة معرفة كافة اشكال التطور الاجتماعي الذي هو انعكاس للتطور الطبيعي الكوني وهذا يستدعي الانغلاق عن تلقي كل جديد خارج هذه النظرية.
السؤال:هل الاناركية نظرية بالمعنى التقليدي ام هي رفض لسلطة النظرية ؟
واذا كانت كذلك هل ياترى تهم التسمية بالاناركية بما ان التسمية هي اساس النظرية بمعنى انه قد يكون هناك اناركي غير واع لنفسه ؟وهل تتشابه فكرة الاناركية مع العملية البراغماتية لكن دون غاية اي دون فصل دون غاية ووسيلة؟
قد يبدو تساؤلي فيه افتراض للاناركية ولكن هي محاولة للفهم فارجو الاجابة مع التحية

اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -