الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب هو الرهان الاقوى لإسقاط بشار

اكرم بوتاني

2012 / 1 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو ان جامعة الدول العربية لاتتمكن من التأقلم مع التطورات الحاصلة في العالم العربي فهي تسير وفق ما أسست وبنيت عليه منذ نشأتها الاولى في منتصف القرن الماضي فهي منظمة كانت ولاتزال حليفة الحكومات العربية مهما كانت نوعية تلك الحكومات وهو حق مشروع لهذه المنظمة الفاشلة لان منهل ميزانيتها هي الحكومات العربية وقد تجاوزت تلك الميزانية الستين مليون دولار في عام 2011م.
وما يمكن ملاحظته عند بعض المثقفين العرب ، هو الدفاع المستميت عن جامعة الدول العربية ، من خلال تأكيداتهم على ان هذه المنظمة تمر بحالة تخبط بخصوص الشأن السوري ، وهذا الراي غير دقيق اذا ما استبعدنا تعريته عن الصحة بالمطلق ، فهذا هو ديدن هذه المنظمة وقد تم تأسيسها لتكون عونا للحكومات العربية المستبدة ، ولم تتجرأ جامعة الدول العربية يوما بالتدخل لدى اي دولة عربية مهما طغى فيها الاستبداد للدفاع عن كرامة الانسان العربي المهدورة على يد تلك الدولة وحكومتها المستبدة ، وخير نموذج لذلك ، مافعله صدام حسين بالشعب العراقي ، وما يفعله اليوم بشار الاسد بالشعب السوري ، اما حالة التغبط الحقيقية التي مرت بها جامعة الدول العربية فكانت في قرارها السابق الذي اتخذته إتجاه الحكومة السورية ، ذلك القرار المتشدد الذي اثلج قلوب غالبية ابناء الشعب السوري الثائر ، واستبشر المغتربون من ابناء سوريا بقرب نهاية النظام معولين على ذلك القرار الذي كاد ان يطيح بالنظام وخلال اسابيع ، وهو ما توقعه غالبية المتابعين للشأن السوري لولا تراجع جامعة الدول العربية عن تخبطها الذي كاد ان ينقذ الشعب السوري وينهي حقبة نظام مستبد جثم على صدور السوريين اكثر من اربعة عقود ، فتغيير الحكومة السورية امر لايهم الجامعة العربية ولن تسعى اليه وما فريق المراقبين الا محاولة يائسة من هذه المنظمة لإنقاذ بشارالاسد وعصابته ، عليه لابد للشعب السوري الثائر ان يدرك تماما بأن سقوط النظام لن يتم الا على ايدي ابناء سوريا العقلاء ، وان استمرار الثورة هو الامل الوحيد للتخلص من دكتاتورية بشار الاسد ، اما الاعتماد على دول تتذبذب مواقفها حسب مصالحها الضيقة هو توجه خاطئي ويطيل من فترة بقاء النظام ، مما يعني إراقة المزيد من الدماء الزكية يوميا ، فتركيا على سبيل المثال حاولت في البداية ومن خلال عدة لقاءات مع بشار الاسد ان تجعل الاخوان المسلمين شركاء في الحكومة السورية ليكون لها موطئ قدم في سوريا ولتنفذ ما في مخيلتها المريضة من خلال تلك الجماعة الاسلامية ، ، فالانسان التركي رغم سطحيته وقله فهمه وإدراكه يتصور بانه فوق البشرية جمعاء وبهذه العقلية المريضة تصور اردوغان بان الرئيس السوري لايجرؤ على معارضتة وسيزج اتباعه من الاخوان السوريين داخل السلطة ليكونوا الركيزة التي سيستند عليها للتأثير في السياسة السورية ، وعندما تحولت تلك الافكار الى اضغاف احلام بسبب مواقف بشار الاسد انقلب اردوغان وبسرعة جنونية الى مساندة الشعب السوري ، ولكن بذات العقلية السطحية و المتعالية والتي تطبع عليها الانسان التركي ، وقد ادت تلك التصرفات اللامسؤولة الى اطالة تلك الثورة ، وهو نتاج طبيعي للسياسات الغبية التي تنتهجها تركيا في المنطقة ، فالتقرب التركي من الاخوان السوريين ودعم اردوغان وحكومته لتلك الجماعة الاسلامية زرع الشك والخوف لدى اسرائيل من امكانية سيطرة الاخوان المسلمين على السلطة في سوريا بعد سقوط بشار الاسد ونظامه ، واسرائيل بذكائها المعهود استطاعت ان تحيل ذلك التخوف الى الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية ، مما دفع بتلك الدول الى مراجعة حساباتها بخصوص الثورة السورية ، ولم تعد هناك مطالبات جادة من قبل الدول العظمى بتنحي الرئيس بشار الاسد ، فالدماء التي تسفك في سوريا تتحمل وزرها الدولة التركية وسياساتها الطائشة بالدرجة الاولى ، وعلى العالم الغربي ان يدرك تماما بان الاسلامي السياسي لن يتمكن من تحقيق نجاحات في سوريا لأن الشعب السوري شعب متحضر والتاريخ يشهد بأن بداية النهضة الفكرية لدى الانسان العربي ظهرت في سوريا ولبنان وقد ولّدت تلك النهضة نواة التحضر والتمدن لدى الانسان السوري فالتخوف من سيطرة الاسلاميين على الحكم بعد دحر النظام البعثي تخوف مفتعل قامت به و روجت له تركيا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال