الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشهد العراقي..ديناميكية الانسحاب والتصعيد وبقايا احلام السلطة -4-

احمد ناصر الفيلي

2012 / 1 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو من مسار الاحداث ان الاوضاع تتراقص كالبندول في اتجاهين ، فاما مراجعة جدية لما حدث ، وتدارك الامور من خلال مسار تفاوضي اكثر نضجاً ومقبولية عما سلف ، للخروج بنتيجة تخلق حوافز القبول لاي اتفاق دون اتباع قاعدة خطوة الى الامام وخطوتين الى الوراء التي طالما حكمت الاتفاقات السابقة وجعلتها من الهشاشة كقشة في مهب الريح.والمشكلة في القضية ، ليست فقط ضياع موارد الثقة وتنميتها ، وانما بنوعية التفكير القائم على الغالب والمغلوب ، وما تقتضيه من التجوال في ميادين الدهاء لمعرفة المخارج ، فالوضع عبارة عن مساحة للمصارعة والصراع ، وحسابات من هذا النوع تمشي على مساحات القيم والثقة ، وتعزز اتجاهات التعامل وفق هذه القواعد التي بتعميمها ، تتهيأ الاجواء لخرق قواعد وطنية ملزمة لارتباطها الوثيق بعرى المفاهيم الوطنية ومبادئها . وقف نقاط الصراع عن ملامسات معينة ، يمثل خط الشروع بالعودة للبدء من جديد ، باختيار محاور اخرى للحوار والاتفاق ، وهو ما يوسع مساحات الحوار ، ويطرح اكثر من وجهة نظر تدفع نحو التلاقي ، بعيداً عن اية توترات تخلقها عملية الانطواء على موقف محدد ، والاصرار على اتجاه معين وعدها بنيان المؤمنين المرصوص .
الاتجاه الاخر يتمثل في اصرار كل جهة على مواقفها المعلنة والسير الحثيث نحو تفاقم الازمة التي تفرض خيارتها بالنتيجة كحتمية تاريخية لايمكن الفرار من تداعياتها تحت اية واجهة او غطاء ، والحقيقة ان اقرب المؤشرات هي اعادة الانتخابات ، واعداد ورقة عمل وطنية جديدة تتمثل باشكال ادارة الحكومة كان تكون حكومة اغلبية او مشاركة او اية عناوين اخرى ، وعليها هذه المرة ان تكون اكثر موضوعية لتفادي شبح الصراعات من جديد ، فالمفروض ان الامور وبعد مرور ما يقارب العقد من عهد التجربة الجديدة ، ان تولد سياقاتها المطلوبة وفقاً لضرورات الواقع الموضوعي وحاجة البلاد ، فضلاً عن ما يعتمل في رؤى مختلف القوى من تصورات وافكار حول مجريات التجربة الديمقراطية وافاقها ، والاهم برامجها الخاصة باعادة بناء البلاد ، ان على صعيد الدولة او المجتمع لان بقاء الامور سائرة على هذه المنوال ، ستخلق حراكاً جماهيرياً بمواجهة الحكومة وبرامج القوى السياسية نفسها ، وهي ستنفتح باب آخر لايقل خطورة عن النقاط الحرجة لطبيعة الازمة الحالية التي ما تزال تابعة فوق المشهد السياسي كغيمة سوداء .
ان ادارة البلاد ستواجه مصاعب ومصائب ، اذا لم تتغير ذهنية السلطة ، ولم تتغير الكثير من الاليات التي تحكم مفاصلها فاعتبار السلطة مشروعاً سياسياً بعيداً عن هموم المجتمع ومتطلباته من جهة ، وحاجة البنيان الاساسي والاقتصادي للبلاد من جهة اخرى ، ستجر خط المسار المجتمعي الى صراع اضداد لابد وان يضيع مشوار آخر على العراقيين الذين كثرت مشاوريهم الضائعة المنتهكة على مسرح السياسات الحكومية البالية والقاهرة ، وهي ما تعني بالتالي كساد البضاعة السياسية للقوى السياسية المتطلعة للسلطة كهدف وغنيمه ، استمرار الوضع على هذه الترنيمة الحزينة تدفع بالعوامل المحركة للتاريخ العراقي الجديد ، باعادة صياغة نفسه من خلال البحث عن الخيارات والبدائل والتي ستدعمها صناديق الاقتراع ، باعتبارها الفيصل الحاسم في موضوع البدائل ان قوى المجتمع ونخبة مطالبة بالانخراط الوطني في عملية اعادة الصياغة هذه ، كون ان تداعيات الاوضاع السيئة هم من يدفع فاتورتها في المقمة ، فالمبادرة تمنع التراكم السلبي للتقاليد السيئة والممقوتة في الادارة الحكومية التي لم تشهد اداء يرتقي الى سلم المسؤولية الحقيقية والتاريخية ازاء الشعب العراقي التي ما زال يعاني من ورم ازماته المتفاقمة جراء تفاقم الصراعات السياسية والانشغال بها من قبل مختلف الجهات على حساب جوعة وحاجاته ومستواه المعاشي الذي ما يزال بعيداً عن موازنة وارادته ، فليس في العالم بلداً غنياً كالعراق ، فيما شعبة يرزح فقيراً وفي فئات منه تحت خط الفقر . تكريس هذه المعادلة التي تعد جزء من موروث الدولة المنهارة ، تعد ادانة للاداء الحكومي الذي لا يعمل لإزالتها بأية طريقة ولو على طريقة الزهد الصوفي المتعمد على تراكم القطر للارتواء .
ان عدم المراجعة الجدية وتعقيد المواقف وعدم الانعطافة التاريخية باتجاه تكسير القاعدة السابقة القائمة على حسابات الكيانات ومستقبلها السلطوي على حساب برامج البلاد والعباد ، ستجعل حالة لمواجهة قائمة وهي مما لا يحمد عقباه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يكثف غاراته على مدينة رفح


.. مظاهرات في القدس وتل أبيب وحيفا عقب إعلان حركة حماس الموافقة




.. مراسل الجزيرة: شهداء ومصابون في قصف إسرائيلي على منازل لعدد


.. اجتياح رفح.. هل هي عملية محدودة؟




.. اعتراض القبة الحديدية صواريخ فوق سديروت بغلاف غزة