الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشهد العراقي..ديناميكية الانسحاب والتصعيد وبقايا احلام السلطة -3-

احمد ناصر الفيلي

2012 / 1 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


تدويل الأزمة يعطي آفاقاً ضيقة في محاصرة القضايا الوطنية من داخل البيت العراقي، الذي ما زال مشوار تنويعاته الاثنية والقومية والمذهبية لاتلقى الانتفاح المطلوب من اجل الوصول الى منابع الحركة الجوهرية لايقاع المجتمع، الذي كلما فهمنا مفاصلة اكثر نقترب من صياغة لغة وطنية جامعة تستوعب الخصوصيات وتتسابق بوحي القناعة الوطنية من المشاركة في ازدهار كون أن أزدهار الجزء ينعش بقية الاجزاء.
في العرض التفصيلي لما سبق والذي لا نجد له صدى في اية مخيلة او برامج، وهي عقدة مستديمة، آن أوان معالجتها، لأن غسل الادران السابقة بمفاهيمها ومرتكزاتها تعداهم عوامل البناء الجديدة، أذ ان تكريسها وبقاءها كمعادلة في الوضع الجديد يعني حشو الحاضر بمصادر التلويث السابقة، والتي اثبت الاحداث والوقائع مديات قدرتها التدميرية واثارها التي ما تزال مطلة وشاخصة كشاهد عصر على تاريخ معاصر مؤلم ولى.
ان من شأن التدويل ايضاً محاصرة اي مساعي أنتفاح وحصرها في اطر ضيقة، يمكن لها ان تتسع لو تم التعامل معها ضمن بساط وطني مشرع لاحتضان المطروح من مسائل وامور . الى جانب فرضيات التدويل التي تضيف ابعاداً في حاشية اية قضية وتلك ما يعقد الامور ويدفعها باتجاهات عديد .
في مساق تاريخي طويل وتراكم سياسي ونضالي ، ايعقل الان ان لاتكون تشخيصات الواقع العياني الذي ذاقت البلاد مرارته واضحة كفاية من اجل بلورة رؤى متقاربة في ظل وحدة الهدف المنشود ، ذلك ان التجربة التعددية ليست فقط تغني كل الاطراف وتمدها بالخبرة والمراس ، بما يبعثها على التمسك به كقداس جماعي، فحسب وانما مجاراة وسائل تطويرة والقبول بنتائجه في مجرى المنافسات السياسية التي تفرض الضرورة التاريخية عدم تحويلها الى صراعات لاختلاف التعاطي السياسي بين الحالتين .
لقد برهنت الشواهد التاريخية باحداثها الملتهبة استحالة التحكم بالبلاد من جهة احادية ، فرداً او كتلة او جماعة لسيرورتها التضادية مع عمق توجهات المجتمع الزاخر بالوان التنوع والذهبي والديني، والتي تحتاج في تعايشها السلمي الى ادارة مشتركة لشجونها لا تتحق بأي صورة من الصور في تلك الاحوال الاحادية والفردية.
من المعيب استقدام الاخرين لحل مشكلاتنا ، خاصة وان طبيعة ونوع المشكلة ، ليست بتلك الجسامة والخصوصية ، بما هو غير متوفر في البلاد من أرادة وامكانيات فضلاً عن القناعة بان مرجل البلاد لا يتحرك الا ببخار اجنبي ، وكذلك رسم ملامح آفاق خطوط حركة التفاعلات والمقبوليات والتي تشير بهذه الدرجة او تلك الى ما يدور في الذهنيات والتي تترجم بقواميس الاخرين الى اتجاهات ، لابد من التعامل معها وفق المستجدات وحالة كهذه لا تفرض بالضرورة والواقع الامعان بمصالح البلاد والعزف فيه بعود منفرد .
لا يختلف اثنان من ان المخاض العراقي عسير، وتكتنفه العديد من الصعوبات والمعوقات ، وتنهشه الازمات المستديمة الموروثة والمستجدة في تجربة غير متكافئة في شرطيها الذاتي والموضوعي ، وحيث الذاتي يقف امام موضوعية معقد تحتاج الى جهود ذاتية كبيرة ومتظافرة ، وقادرة على تجديد نفسها بالمقاربات والمقتربات بغية احتواء هذا الكم الهائل ، واحالتها الى يباب عن طريق الحلول المشتركة التي تعمق الجوهر الداخلي للعامل الذاتي الذي ما زال بعيداً عن الطموح، وبعيداً عن بناء مناخات التلاقي.
في تداخل الخصوصيات ثمة جوانب لا يسبر غورها سوى الجزء الخاص لنفسه لارتباطه بقانون تطوره الداخلي، ومن هنا اهمية فسح المجال لتنامي الخصوصية، فالمهم ليس الانطلاق في التداخل بعقلية الضم والاستحواذ، وانما باحترام الخصوصية والحرص على سيرورة تشاركية تحاول مسك مبادرة التفاهم لما فيه خير المجتمع واطيافه.
ان المشكلات المطروحة وسباقات ماضي الايام تطرح تساؤلات عديدة حول محاور السباقات القادمة وشكل تحالفاتها، التي ستشهد مد وجزر في عملية اعادة حسابات، التي تقترب او تبتعد بمسافة الاهداف المرجوة والمتحققة، وسوف تشهد السجالات تعقيدات اضافية حال بقاء الازمات دون حلول في ظل تشرذم واضح ومقصود يستهدف العملية السياسية، التي انقضى الكثير من اجالها في صراعات هجينة، ستظل وشمة العجز في صدر تاريخ ما بعد سقوط الدكتاتورية، التي شهدت سقوط الدكتاتورية فيما ظل خرابة متسكعاً في الميدان لا تطاله الايادي الجديدة كي تخضر مرابعة وتعيد البسمة للوجه العراقي الذي طبع بميسم الحزن السرمدي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا جاء في تصريحات ماكرون وجينبينغ بعد لقاءهما في باريس؟


.. كيف سيغير الذكاء الاصطناعي طرق خوض الحروب وكيف تستفيد الجيوش




.. مفاجأة.. الحرب العالمية الثالثة بدأت من دون أن ندري | #خط_وا


.. بعد موافقة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار.. كيف سيكون الرد ا




.. مؤتمر صحفي للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري| #عاج