الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علي السوريّ -سأصلي بالبكيني-

لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)

2012 / 1 / 16
الادب والفن


يا وحشة روحي و أنا انتظرك، تعدني بليلة أخرى في حياة أخرى لا أحتمل تخيّلها، و أظنّها كثيرة عليّ.. يا لهذا الخيال الذي ينبض به قلبي الصغير.. صوتك الساحر، و لمعان عينيك في ليل “دمشق”.. تحملني و تدور، فأطير و أدوخ و أرجع طفلة.. طفلة لن تكبر، طالما أن الكبر يقترن حتماً مع تسرب في النقاء.

كتبت و نمت، و هناك في الضفة الأخرى لوجودنا، هجمت أحلامي محملّة بك، و بطيفك، يا أنت:

لا مكان للحب في قلب سجين.. يا أنت: اعتقني.
**********

في الصباح التالي، و هو يوم عطلة.. صبت "أمنيّة" طويل صمتها في صباح جيراني حميم:

-أكرهه، أود أن أفهمه بأن القشور لا تصنع مؤمناً، البارحة أحضر لي (بكيني)، ثم ضربني لأنني قلت عنه جميل، قلت له لماذا أحضرته؟.. ثم فكرت في طريقة أقوى لأستفزه و قلت:

سأصلي بالبكيني.. الروح هي من يصلي، الله هو من خلقنا، و هو الوحيد الذي لا ينظر إلى أشكالنا الخارجية و قشورنا...

جن جنونه قال لي: يا كافرة، ستدخلين جهنم!

نظرت في عيني السماء فوقه ثم أجبته: و من أنت حتى تزج بي في النار؟! ..فضربني مجدداً …

قبلها كنّا ما نزال عبداً و رباً.. هو يخال نفسه بعد الله، أو قبل الله.. يحلّل، يحرّم، يفتي بفتاوى مفصلة، و يشرع كل ما يريده.

في ليلة زواجي به، اغتصبني، و في اليوم الثاني ذهب معي إلى طبيبة نسائية، سألها:
لماذا تنزف هذه هكذا، هل هي حيلة لتغطي عهرها.. بكيت و أنا أحس قلبي سجيني، يضرب قفصي الصدري بجناحيه.

ثم عدنا إلى البيت، كان يسبّ الطبيبة:
عاهرة مثلك هي، في حدا بيغتصب مرتو؟! أنت حلالي، و ملك يميني، ( كلبات)...

بعدها صرت كما يريد، عقله تماماً بين فخذيه، يحلل و يحرم تبعا لذلك، جلب لي بدلة رقص، و جعلني أتابع أفلام ( البورنو) و أطبقها.. كنت عاهرة في قاموسه، و أصبحت عاهرة في قاموس قلبي.

في كل جمعة كان يطلب مني أن أتغطى بحجاب و أحضر " القرآن"و أقسم عليه بأنني لم أرتكب خلال الأسبوع المنصرم ما يغضب الرب.. أسأله:
لم علي أن أتغطى فيجيب:
يا منحرفة، ما عندك احترام لحكي الله.

هو يسرق، يكذب، يزني،هذا حلال يكفله ذيله المتدلي بين فخذيه، أما أنا فمتهمة دائماً، و لست أعلم لم لا تتهم المرأة إلا بشرفها، يعني يعجبني مفهوم الأخلاق الضحل عند القرود...


فيما هي تتكلم، دقّ الباب..

دخل "علي" مع باقة ورد أبيض، و كيس ورقي فضيّ، سلّم على "أمنيّة" و جلس بتهذيب مبالغ اللهجة، سألته "أمنيّة":

-قالت لي "عليا" أنّك تعمل مهندساً في ذات الشركة التي يعمل فيها زوجي "عقلة" و أنك تعرفه...

-في الحقيقة أعرفه منذ سنوات، عملنا وقتها في فرع الشركة ذاتها في السعوديّة، زوجك شغيّل كتير.. ما بيطلعلنا معه...

تنهدت "أمنيّة " بحسرة، ثم قالت: شكراً.

و لم تنس أن تهمس لي حين مغادرتها:
- نبهيه ألا يخبر زوجي أنه شاهدني عندك، و إلا ناهيك عن (عهري) ستنضمي أنت إلى اللائحة السوداء.

بعد رحيل " أمنيّة" بدأت مباشرة برد دين "السوري" الوحيد اليوم، و الذي تعشى في منزلي- إلى اليوم- ثلاث مرات، كل مرة برفقة صديقة جديدة، تحت عنوان (أنت مدينة لي.. علميني على الفيس بوك)...


- الآن أصبح لديك بريد في فضاء (الانترنت)، و نستطيع فتح بيت يعني (حساب ) لك على (الفيس بوك)، منيح هيك!
- يا لطيف.. بهالسرعة، (هلق عرفت ليش خطير هالفيس بوك)...

- شو بتحب يكون اسمك اللي رح يعرفك الناس فيه؟!

- "علي السوري"...

- تمام.. و هيك يا سيدي صار عندك بيت (فيسبوكي)، مبروك...

- شو فيني اعمل فيه...

- يا لطيف شو فينك تعمل فيه، فينك تضيف رفقاتك و الناس اللي بتتمنى يكونوا رفقاتك.. أدباء.. مشاهير.. سياسيين، و ممكن أقاربك.. و تتواصل معهم كل يوم، كأنهم عايشين جيرانك...

- طيب و العالم اللي بكرههم..

- بدك تضيف العالم اللي بتكرههم؟!

- اي منشان تصير الحياة الفيسبوكية حقيقية، ليش إنت ما بتعرفي إنو الواحد ما بيبين على حقيقته تماماً إلا أمام شخص لا يهمه أو يكرهه...

- لا ما بعرف.. بس على كل أنت حتماً رح تضيف عالم مفتكرهم بيحبوك، و رح تكتشف في وقت لاحق إنهم ما بيطيقوك.. هيك الدنيا، بسيطة و إنت حر البيت بيتك، غيّر كلمة السر و ضيف مين ما بدك.. بدك ضفلك "عقلة"؟!
-مين "عقلة"؟

-زوج "أمنيّة".

- "عقلة " على (الفيس بوك).. عجبي!.. ثم تابع: لا..علاقتنا مقطوعة.

- مع أنّه سؤال فضولي، لماذا لا تكلمه؟

- هو لا يكلمني، من ساعة دخل الشيطان بيننا...

- كيف يعني؟

- أخذني معه إلى الصلاة، فصليّت دون أن يلامس كتفي كتفه، قال لي عندها: ترّقب مصيبة ستحصل بيننا.. أنت فتحت الطريق للشيطان، بداية ظننته يمزح، و مع الوقت عرفت أنّه يتكلم (من كل عقلو) يعني اختلق القطيعة بيننا، فينك تقولي:( راح جاب الشيطان من ايدو)...
ضحكت و أنا أضع الورود في زهريّة زجاجية:

- شكراً على الورد، كيف عرفت أنني أفضل اللون الأبيض؟!

- العفو، ما بدك تفتحي الهديّة، و اشار إلى الكيس الفضي.
- ما المناسبة؟!
- اليوم الذي رأيتك فيه أول مرة، عيد ميلادك.. تذكرت.
- نعم.. بس...
- يعني أنت لا تقبلين هدايا من غرباء، و حياتك أعرف، افتحيها أولاً ثم نتكلم.

ترددت قليلاً، ثم فتحت الكيس الفضي، أخرجت منه هديّة مغلّفة بعناية بورق فضي أيضاً، و على زاويتها وردة بيضاء، و لم أستطع أن أخفي دهشتي عندما أطلت زجاجة عطر من "ماركة" (إيفوريا).. هل هي صدفة، نظرت إلى "علي" بتوجس، شيء ما يمنعني من الخوف منه، و وجهه لا يحمل سوى الطيبة، لكن!

من أنت يا "السوري"؟!
**********


للمحبة شجون، و للكراهية ألف لون و لون...

كان "عمار" يعرف أنه سيحدث نفسه بعد أن تركته "عبير"، كان يعلم أيضاً أنّ عودته إلى "بغداد" ستكون علاجاً غير شافٍ لحب يأبى الاندمال، كالمجنون يقطع الشوارع إلى بيته الذي هجره منذ عام.. يتكلم بصوت عالٍ، و الناس من حوله يتمتمون: لا حول و لا قوة إلا بالله.. أسفاه على شبابك يا العراق...

عشر خطوات و أصل.. تسع خطوات و أصل.. ثمان..سبع.. ست.. خمس.. أربع.. ثلاث..
خطوتين و أصل .. مفتاحي يهتز في يديّ، و الباب الخشبي البني يصدر صريراً حزيناً عبر مفاصله القديمة، لينفتح رويداً رويداً مُظهراً الأرضية الأولى التي سقطت عليها، عندما كانت خطوتي الأولى.. هناك في طفولة لا تعرف الطوائف و لا الكراهية.

هيهات أن تعلم يابيتي كم لعبت بيّ الحياة، و كم آذاني البشر!

هُبي يا رائحة أمي و املأيني، و أنت أيتها الأصوات النائمة استيقظي أعيدي لي زماناً لن يعود، و اسكبي لي الأمس بفيض حضوره على تلك الزاوية، أريد أن أجلس فيها كما كان، أعيد حساباتي، و أتذكر غدر الطوائف.

في تلك الزاوية جلس، أخرج ورقة من جيبه و قرأ بصوت عال:

-أملنا بالزواج اليوم، كأمل الحمار في الطيران، و لا يهمني من السبب، المهم أننا عدنا زمناً إلى الوراء، بدلاً من أن نتقدم إلى الأمام.. بيننا نهر دم سيتحول إلى بحر قريباً..
ثم تابع بحقد حزين:
"بالناقص يا جبانة"

من سينتشلني من هذا الهم، و قد أحرقت مراكب عودتي التي ملكتها فتيات كثر و لجأت إلى سفينة امرأة قررت أن تصبح بعيدة، ما خصني أنا و عراقي المنتحب بالشأن الداخلي السوري، و كيف سأتكيّف مجددا مع إقامتي في "بغداد" بعد أن أدمنت "دمشق".

يتبع...

من رواية "علي السوري" قيد النشر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احذري الوحوش
ابو داود المحبوب ( 2012 / 1 / 16 - 11:28 )
اجتمع فيك يا اخت لمى جمال الروح والنفس والوجه، واخاف عليك من وحوش الإسلاميين اعداء الخير والحب والجمال، بل اقول بملا الفم انهم اعداء الانسان والحياة. صدقيني انني ساصلي للرب القدوس، اله الحب والخير والجمال، ان يحفظك من أي مكروه من اولئك الذين يبغضون بالله كل من يكشف سواد قلوبهم وعقولهم الملوثة بشر القرآن واقوال صلعم أي قثم بن اللات


2 - صلي بروحك ودعي البكيني للسباحة
شروق سعد ( 2012 / 1 / 16 - 14:26 )
لا أعلم لماذا أختارت لمى البكيني لتصلي به الم يهديها زوجها شيء غيره بنطلون جينز أو عطر أو خاتم
دعوني أفشي لكم سر نسائي لو كان عندها كيلو غرامات مكدسة من الشحوم لما تمنطقت بثورة البكيني بل لعنت كل من ثارت بجسدها


3 - تعابير قوية
ثائر شقير ( 2012 / 1 / 16 - 15:05 )
ي التعابير التي تم اختيارها لتكثف من المعنى ، خاصة الجزء المتعلق بوحشية المعاملة الزوجية .
ولا اخفيك اني تهت في زحمة الاسماء التي تناولتيها فقد اضاعتني بين الافكار والمعاني .
مع الاحترام


4 - نص صادم لغة وسردا
طلعت ( 2012 / 1 / 16 - 16:18 )

نص صادم لغة وسردا
مفردات صادمة لواقع مزيف باسم الاخلاق المقنعة باسم الدين.... وأرى أن الادب دورها دوما صادم لارض الواقع وليس ناقلا له....وهذا التفرد فى انتقاء اللفظ واشارتها المعنوية هى براعة من الكاتبة أحسدها عليه... أحسنت فى اختيارها العنوان الصادم لكل تابو مقدس او معتقد.... النص ليس مدهشا أكثر منه صادما لحالة التزيف المتزمت..!


5 - ياحوار يامتمدن لا تحجب الاراء
طلعت ( 2012 / 1 / 16 - 17:30 )
نص يدل على مهارة الاديبة ويثبت حرفيتها بان الادب قطار صادم للواقع وليس ناقلا له
واستخدمت الاديبة مفردات قاسية على من يرونها بعقول ضيقة مفردات ذات دلالة جنسية، انما هى مفردات كاشفة لخلل ما فى واقع الشخصيات المتزمتة المتزيفة باسم الاخلاق او باسم الدين.... وهذا كان مضمون تعليقى الذى تم حذفه ولا ادرى مالسبب؟؟...
ياريت بقى حد من السادة الافاضل االمسؤلين عن نشر التعليقات يرشدنى حول مافى التعليق من مخالفة القواعد.. اى قواعد وشروط ومن المفترض الموقع بلا حدود للفكر الحر والمستنير والنقد الموضوعى المتزن.... وهذا تقريبا معنى تعليقى الذى ارسلته من قبل تحت عنوان( نص صادم لغة وسردا.. والتعليق برغم ايجازه الا انه تعليق نقدى أكاديمى محترم لم يخرج على قواعد النقد الادبى المتعارف عليها)تحت رقم 4... ومقولة لم ينشر التعليق لمخالفته القواعد.................... حقا عيب هذا على موقع الحوار المتمدن... اتمنى لو يمتلك الموقع عقلا مستنير ان ينشر تعليقى السابق وتعليقى هذا إن كان يتمتع بالمصدقية دون حكر اراء الاخرين............ ودمتم بخير


6 - كلمة اخيرة
محمدليلوكريم ( 2012 / 1 / 21 - 15:53 )
الوداع


7 - روعة
غلبان عبدالواحد ( 2012 / 1 / 29 - 09:02 )
ايتها اللمى
كم انت رائعة وعفوية الى حد ما
كم انت تعشقين الحياة بروحك الشفافة المتحررة الثائرة على كل الأخطاء والعادات السيئة
استمري والى الأمام
[email protected]


8 - ضاعت القيم وتاهت المعانى
عادل ظريف ( 2012 / 7 / 20 - 00:52 )
فى عالمنا المعاصر ومنز خمسينيات القرن الماضى وشعوبنا العربيةبدت فى سبات ثقافى وانحدر العلم وضاقت العقول واصبح كل ما هو عصرى ومتمدن من المحرمات بسبب جهل المتجاهلين وتعصب الاعقلانيين وباسم الدين والدين منهم برىء لان الدين يقول اطلبو العلم ولو فى الصين ولكن باسم القيم الانسانية نقول للعفة اصحابها من اهل العلم ومن اهل البساطة السالكين بالدعة وبدون تكلف او تصنع لان البيئة للمنشا تمنح للانسان العفة بالوراثة تمنح للطفل مع لبن الام تنمو بة وتنمو معة وتظل اخلاقة عالية وبدون تصنع وبدون زبيبة زائفة لان الرب فى القلب والقلب مع الرب اما العفة التايوانى فهى تقليد ولونها باهت وبالية لا تدوم مثلها مثل ماسك الوجة الى يسبب السرطان للجلد مساوئها اكثر من حسناتها فهى تكفيرية وليس عفيفة )اما كلمة الاستاز على السورى فهى فى قمة التعبير وهى ثورة الكلمة على الرجعية والبهتان وهى النضال الا عنفى نضال الكلمة والعقل وليس السيف والعصا )فالى الامام وانتم )غاندى الكلمة الى ان تتحرر عقول مواطنينا ولكم منى الف تحية مواطن مصرى


9 - هكذا كانت البدايه وحين تغذت العقول العربيه بلبان ا
majed alknlne ( 2012 / 7 / 21 - 08:08 )
القهر والضلم ولاحتلال وكان الصراع كبير من نصر الى نصر تغذي المسير العربي من اجل الحظاره العربيه من كل القوى المحبه للسلام ومن خير الشعب العربي للذلك انتصرنا


10 - تحياتي
لمى محمد ( 2012 / 7 / 21 - 10:36 )
لبارحة قام أحد الجهلة بإحضار مجسم ل ( بوذا) و حطمه أمام صديق ( بوذي)، تطلع إليه هذا الأخير و سأله:
- لماذا فعلت ذلك؟!
فأجابه: 
- هذا صنم و يجب تحطيمه. و رحل.
سألت صديقي ( البوذي):
- هل أنت حزين و غاضب بسبب تحطيم التمثال؟!
فرد مبتسما:
- لا لست غاضبا.. المقدسات لا يمكن تحطيمها لأنها معنوية و ليست مادية، معناها في القلب.
هو حطم التمثال الحجري لبوذا،  و تحطيم معنى و رسالة بوذا يكون من قبل أتباعه، إذا ما أعلنوا العداوة لتحطيم الحجر، أو حرق كلمات ( بوذا).. عندها نحطم الإنسانية و السلام الذين دعا إليهما.المقدس الحقيقي لا يمس و ليس لأحد قدرة على إهانته.
لمن يثورون لحرق - القرآن-، و يتجاهلون تحطيم أفكاره و معناه.. تناقضون أنفسكم هكذا بدون استخدام العقل، و تقولون: -القرآن- صالح لكل زمان و مكان،ثم نسألكم:
 لماذا لا تحطمون أصنام هذا العصر كتلك التي تقبع في ( الذات الملكية).. و في ( اللحى) التي تفتي بمضاجعة الزوجة ( الميتة)؟!أليس في هذا حرق حقيقي لكل آية تحض على السلام؟!
نحن ورثة لهذا - العقل- و استخدامه شرط لازم للإنسانية و الإيمان، فلا تزاودوا علينا بالإيمان أتمنى أن تكون فكرتي قد وصلت.. تحياتي.

اخر الافلام

.. الفنان عبدالله رشاد: الحياة أصبحت سهلة بالنسبة للفنانين الشب


.. الفنان عبدالله رشاد يتحدث لصباح العربية عن دور السعودية وهيئ




.. أسباب نجاح أغنية -كان ودي نلتقي-.. الفنان الدكتور عبدالله رش


.. جزء من أغنية -أستاذ عشق وفلسفة-.. للفنان الدكتور عبدالله رشا




.. الفنان عبدالله رشاد يبدع في صباح العربية بغناء -كأني مغرم بل