الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاصل التاريخي للختان ومبررات اليوم

طريف سردست

2012 / 1 / 16
الطب , والعلوم



جدارية الختان المصري

ختان الذكور لاسباب دينية يمارس اليوم من قبل اليهود والمسلمين فقط. وعلى الرغم من ان الختان لم يأتي ذكره في القرآن على الاطلاق، وليس من حدود الله، ولكن يجري تنفيذه من جميع المسلمين، سنة وشيعة على السواء، والبعض يعتبره لاغنى عنه ليكون المرء مسلما، على الرغم من انه يعتبر سنة.

على العكس يعتبر عند اليهود حكما إلهيا إذ جرى ذكره في التوراة 17:9-14 يقول:"(9) والرب قال لابراهام : واما بشأنك فعليك ان تحافظ على تحريم ماحرمته، انت ونسلك من بعدك وكل اجيالك. (10) هذا هو العهد بيني وبين وبين نسلك، هذا العهد تحافظ عليه: كل الذكور يجري ختانهم. (11) انت ستختن نفسك وهذا سيكون علامة العهد بيني وبينك. (12) وجميع الذكور من نسلك ، عندما يبلغون الثمانية ايام من العمر، يجب ان يجري ختانهم. وحتى الذين يولدون في بيتك او تشتريهم بالمال من الغريب، وليسوا من نسلك. (13) كل من يولد في بيتك او تشتريه بأموالك، يجب ختانه. علامة العهد بيننا في جسدك ستبقى الى الابد شاهد على العهد. (15) الرجل الغير مختون ، الذي لم يختن لحمه، سيقضى عليه من بين شعبك، لقد نقض العهد بيننا".


غير ان البراهين التاريخية تشير الى ان هذه الثقافة اقدم من اليهودية. اقدم الوثائق على حدوث الختان تعود الى العائلة المصرية السادسة (2345-2181 قبل الميلاد) وهي عبارة عن جدارية محفورة على قبر Ankmahor’s. وثيقة اخرى على الختان في العصر المصري القديم هي تمثال لشخص اسمه Merire-hashetef, والذي لابد انه كان شخصا مهما ولكنه ليس فرعون. يملك مقبرة محفورة في الجبل 40 كيلومتر عن المقبرة الملكية التي تبعد 70 كيلومتر حنوب القاهرة. وهناك تم العثور على ثلاثة تماثيل له في مختلف مراحل حياته تعود الى ماقبل 2230 قبل الميلاد. التمثال الاكبر منهم، في المرحلة المتوسطة من حياته، يظهر فيه عضوه التناسلي مختون بكل وضوح، وهو في المتحف المصري بالقاهرة.

يعتقد ان طقوس الختان المصرية ترمز الى انتقال الصبي من عالم الاطفال الى عالم الرجال والختان لابد انه موروث قديم يعكس إندهاش الانسان القديم من هذا التغيير. مصدر اخرى يعتقد ان المصريين القدماء كانوا يربطون الختان بتغيير الافعى المقدسة لجلدها مما يعطيها الحياة الابدية. والانسان يستطيع ان يصبح قريب من الخلود اذا تخلى عن قطعة من جلده. ومن الواضح ان الجلدة التي يجب ان يتم التخلي عنها لابد ان تكون من عضو يشبه الحية، مثل العضو الجنسي للذكر. في نيجيريا والكونغو لازالت توجد تقاليد الختان بين الذكور والطقوس الغارقة في القدم الممارسة تتكلم عن احتفال الانتقال من عالم الطفولة الى عالم الرجولة.


الاغريقي يمجد الغير مختون

على العكس نجد ان الاغريق والرومان لم يروق لهم الختان واعتبروه تشويه لاداعي له لعضو غاية في الجمال والكمال. هذا الاعجاب نلاحظه في المنحوتات الاغريقية والرومانية حيث الرجال عاريين ويبرز عضو الذكر بكل بهائه بدون ختان. المجموعات الاثنية الوحيدة التي مارست الختان في ظل الامبراطورية الرومانية كانت اليهود، واليهود المسيحيين، والانباط العرب، وكهنة المصريين، وتحت تأثير ثقافتهم وصل الختان الى الجزيرة العربية لتقتبسه السنة المحمدية بدون ان يكون عهدا بيننا وبين الله، وعلى الرغم من انه تشويه لما خلقه الله في احسن تكوين.

استمرار ممارسة هذه الختان اليوم يجري، والى حد كبير، بقوة العادات والتقاليد وحدها، بدون وعي من الاهل لمعنى هذا العمل ومنطقيته وبدون الحاجة لاية مبررات طبية او اخلاقية او موافقة الطفل على ذلك، على الرغم من المخاطر الصحية التي تتضمنها بما فيه على الحياة، وعلى الرغم من انها تحرمه الكثير من المتعة. بمعنى اخر الختان اليوم جريمة اخلاقية وصحية لامبرر لها ولايملك الاهل الحق في اتخاذ القرار فيها، إلا إذا كانت لاسباب صحية مبررة.

من استعراض معطيات الصحة العالمية عن الختان بين الرجال في افريقيا لمنع عدوى نقص المناعة ( الايدز) والتي جرى نشرها عام 2000، نجد ان مخاطر الاصابة بالايدز تقل بمعدل 44% عند المختونين وتصل النسبة الى 71% بين الاشخاص صاحبي الاحتمالات العالية للاصابة بالالتهابات. وفي دراسة اخرى، في افريقيا، ظهر ان نسبة الاصابة بالالتهابات تقل بنسبة 42% عند المختونين. كما اظهرت الدراسات ان البلدان التي لايزيد عدد المختونين فيها عن 20% من السكان معرضين بسبة عالية للاصابة بالايدز بالمقارنة مع البلدان التي تملك نسبة 80% مختونين. كما ان الاصابة بالسفلس تقل ايضا بين المختونين. الختان يرتبط بتخفيض الاصابة بالالتهابات بنسبة تصل الى 54%.

في ذات الوقت نجد ان الاخطار المرتبطة بالختان، مثل النزيف نسبتها الى 2% في الولايات المتحدة الامريكية في حين تصل الى 8% في افريقيا. في حين ان مستوى انخفاض حساسية العضو عند الذكر بنتيجة الختان لم يمكن اثباتها لتعذر القدرة على المقارنة.

في الولايات المتحدة الامريكية نجد ان 39% من الذين يختنون ابنائهم يبررون الامر بأسباب طبية في حين ان 12% لاسباب دينية و 2% لاعتقادهم انه يحسن العملية الجنسية اما البقية فيرفضون الختان. في شمال اوروبا نجد ان الختان يمارسه فقط اليهود والمسلمين، الذين اصبحوا مواطنين حديثا في تلك الدول، الامر الذي ادى الى صراع بينهم وبين المؤسسات الصحية التي ترفض القيام بأعمال لاداعي لها بتمويل من دافعي الضرائب، وبدون القدرة على اخذ رأي الطفل بعين الاعتبار.

يحتج البعض بمعطيات الدراسات الافريقية غير انهم يتناسون ان اسباب حسن معطيات البلدان التي يطغى فيها المختونين يمكن ان لايكون بسبب الختان نفسه وانما بسبب ان الدين الذي يدين به المختونون يحرم العلاقات الجنسية خارج مؤسسسة الزواج وان قوانين البلد عادة تمنع القدرة على ممارسة الجنس الحر بحيث ان النسبة المنخفضة للامراض ليست بسبب الختان بذاته. ومن جهة اخرى، فإن الختان قد يكون عملية مبررة في البلدان الغير قادرة على تحمل تكاليف الوقاية فيصبح " العقاب الجماعي" من نوع الختان افضل الطرق للالتفاف على الاخلال بمسؤولية المؤسسات الصحية والمؤسسات التعليمية وفشلهم.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب أردوغان يلوم وسائل التواصل الاجتماعي بعد نتائج الانتخابا


.. يمكن رؤية أحدها من السعودية ومصر.. 4 ظواهر فلكية ينتظرها الع




.. دون ألم الـ-كيماوي-.. طبيبة سورية تبتكر علاجا ضد سرطان الرحم


.. جريمة نزع أعضاء -طفل شبرا- تكشف حقائق مفزعة عن مواقع بالإنتر




.. زيارة مركز لعلاج السرطان.. أول نشاط الملك تشارلز بعد عودته ل