الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نزيف الدم العراقي ...الى أين؟

ياسر كاظم المعموري

2012 / 1 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


من يترقب عن كثب الساحة السياسية العراقية يجد انها مبنية على اصول الازدواجية في التعامل مع القضايا ،والنفاق السياسي بات الحبل الذي يعتصم به العاملون في مسرح السياسة ولست هنا لأتصدى الى شخصية معينة او اي مكون مشترك في العملية السياسية انما هي قراءة لما يدور ،فالكيانات السياسية لها ابعاد غير متساوية من حيث المطامع والفكر وايضا نلمس ان هناك تفاوت كبير من عائدات المصطلح الوطني ونسبه لحسب متحصلات المكتسب الشخصي والفئوي والكتلوي ...
المكون الاول الذي يمثل الاغلبية يفتقر للخبرة الكافية في الثعلبة الحديثة عفوا السياسة الحديثة فهم يتخبطون بين ان يكونوا اسلاميين او سياسيين ،المكاسب تستلب منهم الواحد تلو والاخر من منظور الشراكة في حالة شبه ميؤوس منها لارضاء جميع الاطراف وهذه حالة التنازلات هي التي دعت الاطراف السياسية الاخرى بالتمادي في طلباتها والطغيان في بعض المواقف وما هذه التفجيرات التي تحصد ارواح الابرياء من الكسبة الفقراء والنساء والاطفال انما هي رسائل مكتوبة وموثقة بالدم والمكائد تحاك ضد العراق داخليا واقليميا .
المكون الثاني المتكون بالطيف السني فهم طلاب كرسي يعتبرون انفسهم ان لهم السلطة على مدى 14 قرن وقد صرحوا بهذا علنا في المؤتمر الذي عقد بتركيا وهو ليس خافيا على احد ، حالة غريبة ان يتسلم زمام الامور غيرهم ليس في العراق وحده بل في كل الدول العربية، وقد أعجبني رد احد الساسة الكبار القدامى عندما سأل في احدى الفضائيات هل اخذ السنة استحقاقهم في الحكومة ؟..أجاب بل اخذوا اضعاف استحقاقهم ، هذه الاجابة صريحة وواقعية ولن يقفوا عند هذا الحد بل ان طموحهم كما ذكرت الكرسي والسلطة مع كل الصلاحيات وبأي ثمن .
اما المكون الثالث التحالف الكردستاني او ما يطلق عليه بيضة القبان فانهم يعتبرونها فرصة العمر للعب على الحبلين من اجل كسب اكبر عدد من المصالح وتقوية نفوذهم بالدولة العراقية الديمقراطية الحديثة التي تتفتت اوصالها متى شاء القدر لتنفيذ مشروعهم المستقبلي الذي يأملون ان تولد فيه دولة كردستان الحرة وكما افصح عنها الامريكان في خارطة الطريق .
لم تنظج عند السياسيين المتصدين في الساحة العراقية جذور الوطنية الحقيقية انما ولائهم لكياناتهم واحزابهم وطوائفهم ، الوطني الصحيح الذي يتألم لقطرة الدم التي تراق ، لصرخة اليتيم اذا بكى ، لأنين الارامل اذا جنّ عليهن الليل ، وقد استذكرت حادثة رواها احد الخطباء فقال في عهد الدولة العباسية عندما كان المعتصم خليفة للمسلمين استنجدت امرأة في الشام صائحةً (وامعتصماه) وعند وصول الخبر الى الخليفة جهز جيشا لنصرتها وأنتصر لها فما بال هذه الاشلاء التي تنثر يوميا بالعشرات بل في بعض الاحيان بالمئات واذا بالسياسيين يطلون علينا من شاشة التلفاز متقولين ان العملية السياسية تسير بشكلها الصحيح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: انتخابات رئاسية في البلاد بعد ثلاث سنوات من استيلاء ال


.. تسجيل صوتي مسرّب قد يورط ترامب في قضية -شراء الصمت- | #سوشال




.. غارة إسرائيلية على رفح جنوبي غزة


.. 4 شهداء بينهم طفلان في قصف إسرائيلي لمنز عائلة أبو لبدة في ح




.. عاجل| الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى الإخلاء الفوري إلى