الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو المؤتمر التاسع .. حول تغيير اسم الحزب الشيوعي

سجاد سالم حسين

2012 / 1 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يتجه الحزب الشيوعي العراقي هذا العام نحو عقد المؤتمر الوطني التاسع المستحق وفق النظام الداخلي للحزب وهو تقليد مرموق ومعروف بدءه الشيوعيون العراقيون منذ ثلاثينيات القرن الماضي وحتى في احلك الظروف التي كابدها الحزب واقسى الهجمات لم يتنازل عن عقد مؤتمراته الوطنية سواء كان برغبة القيادة او ضغوط الكادر وقواعد الحزب في ارض الوطن تلك الجدلية النقدية وعملية البناء الديمقراطي المتنامي داخل الجسم الحزبي توجها الحزب بمؤتمره الخامس مؤتمر الديمقراطية والتجديد عام 1993 فاضحت الديمقراطية الحزبية قلب العمل الحزبي والية معروفة للانتخاب ابتداءا من اصغر وحداته التنظيمية وصولا للجنة المركزية اعلى هيئة قيادية في الحزب بين مؤتمرين متفردا في ذلك عن معظم الاحزاب العراقية التي تعاني اشكالها التنظيمية من ارث الاحزاب الشمولية حيث سيادة النزعة الاوامرية والفردانية في عملها وغلبة المزاجية على معظم القرارات .
اشتغلت (الماكينات الفكرية ) داخل الحزب الشيوعي مبكرا منذ ان لاحت بوادر انهيار تجارب البناء الاشتراكي العالمي وشخص غياب البعد الديمقراطي عن تجارب المعسكر الاشتراكي سببا حتميا في انهيارها اضافة الى اسباب اخرى وعدل من الياته ما تجاوزه الزمن وانتقد قراراته حتى وصل لجلد الذات استنادا الى قاعدته الذهبية (النقد والنقد الذاتي) وما زال على المستوى الفكري في حركة دؤوبة..فلا مجال لخطوط حمراء كل شئ خاضع للنقاش .
ومن المواضيع المطروحة هو تسمية الحزب الشيوعي وضرورة تغييرها من قبل البعض وهو راي له وجاهته فالحزب الشيوعي حين اشتغلت ماكيناته الفكرية لنقد المقولات الفكرية والافكار الاشتراكية وبيان موقع الخلل في بعضها واخطاء التطبيق العملي في السياسة والاقتصاد وبناء الدول من الطبيعي ان يصل البعض من كوادره الى ضرورة تغيير اسم الحزب فهو طالب به وفق تسلسل نقدي ومقدمات فكرية بدءها الحزب لضرورات المرحلة وازمة اليسار العالمي فهذا الرأي جاء كنتاج وحاصل طبيعي لكل التحديثات في برامج اليسار العراقي .
الاسم وخصوصا اسم الحزب الشيوعي هو امتداد في التاريخ والتراث يجب ان لا يعامل كشئ مجرد بعيدا عن دلالته لدى الشعب العراقي فقد ارتبط هذا الاسم باللحظات التاريخية الحاسمة والمشرفة في تاريخ الشعب (مكافحة الاستعمار –مكافحة الصهيونية والفاشية –اسقاط معاهدة بورتسموث-الخروج من حلف بغداد- تاميم النفط-تاسيس النظام الجمهوري-مقارعة حزب البعث-قانوني الاصلاح الزراعي والاحوال الشخصية .....الخ) فهو يمثل الامتداد الطبيعي لتلك المواقف الوطنية المشرفة ونضال الشيوعيين الرواد ودماء الشهداء .. لكن ولعدم وجود اجماع وطني حول كل ما سبق وقصور اليات الحزب الاعلامية والفكرية عن خلق راي عام يجمع على اهمية القضاء على النظام الملكي والاصلاح الزراعي وبدخول الليبرالية بنسختها الاشد تطرفا وبروز التيارات الاسلامية كقائدة للدولة والمجتمع نتيجة الخراب الثقافي والاقتصادي الذي لحق المجتمع العراقي سابقا وحصاده لقيم الحرب في وقتنا الراهن بكل سلبياتها يبدو التفكير بتغيير اسم الحزب منطقيا ولكنه يبقى في كل الاحوال مغامرة ما لم تسبقه دراسة وافية حول نتائجه الايجابية والسلبية فمثلا سبق للمجلس الاعلى ان غير من اسمه اضافة الى بعض منطلقاته الفكرية كتخليه عن ولاية الفقيه في المادة السابعه من نظامه الداخلي التي اقرها مؤتمر قم عام 1992 لكنه يشهد انحسارا في قواعده . ربما تغيير اسم الحزب يتناسب مع الظرف العراقي فحزب لليسار الديمقراطي بعنوانه العام هو القادر على استقطاب المنادين بالعدالة الاجتماعية في العراق (وهو تيار واسع ) ضمن منطلقات واهداف الخيار الاشتراكي .اضافة الى توسيع رقعة المشاركة في التيار الديمقراطي .فتغيير الاسماء ليست بدعة فقد بدأت الاحزاب الشيوعية في اوربا الشرقية بتغيير اسماءها والبعض لم يفلح ولم يشهد تحسنا ملموسا في اشكاله التنظيمية بل بقي يعاني من ذات المشاكل التي حاول تجاوزها وما يجب ملاحظته انها ايضا كانت في السلطة ومن العسير ان تستعيد بريقها الابتوافر عوامل موضوعية اخرى ومتغيرات عالمية تعيد لليسار بريقه بعد تجربة برامج فكرية وسياسية واقتصادية اخرى ثم نهجت الاحزاب الاسلامية ذات الخطوة للحصول على مقبولية المجتمع كحزب النهضة التونسي بعد استقراء ظروف جديدة اتاحت للاسلاميين تسلم السلطة وتمثلت انذاك بصعود الاسلاميين في الجزائر وربيع حزب العدالة والتنمية في تركيا .فتغيير اسم الحزب يجب ان يخضع للنقاش العميق والمفصل ففي التفاصيل يكمن الشيطان ويجب ان يستند على اسئلة منطقية مثلا
-اتساع التنظيم وامتداده كما ونوعا ومقبولية الحراك الجماهيري في مجتمع يتفق الجميع على خضوعه لمؤثرات عاطفية و روما-سياسية (الرومانسية السياسية) غير خاضعة لوجهة نظر علمية وطنية وهذا السبب قضم كثيرا من جرف جماهيرية الحزب .
- افق لتطبيق البرنامج
-تمثيل واستيعاب اتجاه واضح وهو قابل للفرز والتحليل مؤمن بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية لكنه يبقى في كل الاحوال عصي على التنميط الفكري والتجنيس السياسي وغير مستعد للدخول في الاطر التنظيمية للاحزاب التقليدية .
كل هذه الظروف وعلى ضوء نتائج البحث والاستقصاء يختار الحزب الحل الامثل والافضل الحل الذي يحافظ ويوازن من خلاله على كادره القديم تنظيميا بما اكتنزه من خبرة ومعرفة والدماء الجديدة في الحزب والا يبقى تغيير الاسم مغامرة غير محسوبة النتائج وربما كبيروسترويكا غورباتشوف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل أنت مع تغيير إسم الحزب.؟ ولماذا ؟
حسين قادر ( 2012 / 1 / 17 - 08:38 )
عزيزي سجاد..إستحقاق مؤتمر الحزب الشيوعي كان العام الماضي 2011 وليس هذا العام ولم يوضح الشيوعيين سبب عدم عقده وأعتقد أنه بسبب غياب سكرتير الحزب حميد موسى وسفره للعلاج في المانيا لأن عقد المؤتمر هو كل أربعة سنوات ثم أنني لا أتفق مع ماذكرته هنا من قولك : وهو تقليد مرموق ومعروف بدءه الشيوعيون العراقيون منذ ثلاثينيات القرن الماضي وحتى في احلك الظروف التي كابدها الحزب واقسى الهجمات لم يتنازل عن عقد مؤتمراته الوطنية سواء كان برغبة القيادة او ضغوط الكادر وقواعد الحزب في ارض الوطن..الخ ) وأنا أعتقد أن عقد المؤتمرات لا تأتي من خلال الضغط ومن أية جهة وإنما تتعلق بظروف الحزب أي بالعوامل الذاتية له والموضوعية التي يمر بها الوطن ولهذا فأن المؤتمر الثاني عقد عام 1970 بينما كان الأول في عام 1945 ولهذا التأخير مسبباته وأخيراً كان من الهام جداً أن توضح رأيك الصريح : هل أنت مع تغيير إسم الحزب أم ضده ولماذا ! في كلتا الحالتين وهذا ما لم يتضح وبحجج منطقية وليس بعبارات أكثرها كان مبهماً وشكراً لك..

اخر الافلام

.. عواقب كبيرة.. ست مواقع بحرية عبر العالم يهددها خطر الاختناق


.. تعيش فيه لبؤة وأشبالها.. ملعب غولف -صحراوي- بإطلالات خلابة و




.. بالتزامن مع زيارة هوكشتاين.. إسرائيل تهيّئ واشنطن للحرب وحزب


.. بعد حل مجلس الحرب الإسرائيلي.. كيف سيتعامل نتنياهو مع ملف ال




.. خطر بدء حرب عالمية ثالثة.. بوتين في زيارة تاريخية إلى كوريا