الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللغة والعنف

محمد بوجنان

2012 / 1 / 17
الادب والفن


العنف ليس حركة هجوم وإن بدت كذلك ,هو في الأصل ردة فعل صرخة نطلقها في وجه كل من نخال أنهم يهددون كياننا , نتفادى وجه الغير أن يظهر أمامنا كي لا يصدمنا فيما نسجناه من صور عن ذواتنا فيما ,دوناه عنهاعبر تاريخ وجودنا, فيما اختطته أناملنا بوعي أو برغبة ,أو حتى بتهوربمبالغة أو باستعارة نخفي بها عن أنفسنا حقيقة نخشى أن تنفلت من قبضتنا إن نحن اكتشفناها . ضربة استباقية تؤجل مواجهتنا المحتملة مع ذواتنا تبرز لنا أننا لم نكن يوما أفضل ممن نعتقد أنه عدونا . إن لم نكن نحن هو ,أو هو نحن ,وإن كانت لغته مجرد رطانة وعقيدتة وثن , وجسده دنس ,وبلاغته سحر, وبياضه أسطورة, ووعيه دجل .نبادره قبل أن يضيع علينا نشوة التمركز حول أهواءنا ويحرمنا ,بنزغه الشيطاني , من التمتع بتراتيلنا المقدسة ومن الخشوع في صلواتنا ,والتبتل بلسان عربي مبين, لسان الجنة لسان المنة , لسان عين الوجود الساري في تضاعيف هذا الموجود, اختيارا واختبارا . لغة نخترق بها العالم اللامرئي بكل ثبات ويقين ونصوغ بها تفاصيل ما تصورنا أننا نملكه من معاني وقيم, و ما تصورنا أننا نحكمه ونتحكم في سيرورته ومصيره دون أن نعي, أننا مجرد وسائل ,تعبرنا اللغة بسلطتها. نتكلم بأفواه غير أفواهنا ونفكر بعقول غير عقولنا . لم نكتشف خدعة اللغة ,وخدعة النص ,وخدعة كلمة لا نجد فيها إلا خطابا محجوزا ونصا منصبا ,نصبا نظل له عاكفين .لا ندر كيف نغالبه لنوقفه سريانه في تضاعيف وجودنا ,نص نجهل إن كنا نسكنه ,أم يسكننا , نطارد من خلاله خيط دخان .
كم نبدو ,ونحن ندافع عن تصورات وأفكار, حملناها كما يحمل الحمار الأسفار,بلهاء مغفلين أما طبقات اللغة , عبيدا صاغرين أمام عنفها الرمزي الذي يدمر فينا كل أمل في التخلص من الاستبداد في تجاوز الألغام التى مزقت خرائطها لتتركنا مكبلين بخوف يوشك أن يزهق أرواحنا .تنتهي رحلة فكرنا قبل أن نشرع في ترسم مواقع الكلام . لا نعي الشرك الذي وقعنا فيه , شرك أن نتحمل عنف الماضي ,ونحمل به على غيرنا ,كيف نرفض أن نستمع لجرس غيرية تنادينا من وراء حجاب لتفصح عن لغز تنجذب إليه أرواحنا ويأبى الجسد أن يستجيب .
ألأن الغير هو شيطان الوجود , لا هدف من وجوده إلا التلبيس والتدليس ,هل هو عين إبليس أليس هو الصديق الانيس ولا الرفيق ولا الجليس ؟.
الوعي سبيله الأذن الواعية ,إن هي أصاخت السمع, تجلت الحقائق ,وتفتقت المعاني المأسورة في أصوات لا هوية لها .قد تكون الأصوات ,مادة نبيلة, قبل أن تعربف , إن فعلت ,فقدت طهرها وحملت خبث الخطباء ومكر البلغاء وغدر الساسة ونفاق الأدباء والشعراء .
وإلا ففي الأذن وقر يملأ قناتها ويمنع تسرب ذبذبات الغير وأحاسيسه ورغباته إلى جوانحنا ,يمنعنا من التعاطي مع بعضنا في كامل عرينا, فنصر على أن الأقنعة هي ملامحنا والإستعارات المسكوكة حقيقتنا التي لا تفنى .
اللغة تنز دما مفرداتها تحتاج إلى توبة تحتاج إلى لقاء صامت يجمعها ولكنها لا تنصمت إلا وهي تغادر الودود لتلتقي بأشباهها ونظائرها وتتماهى تفاصيلها في التراب فتطمئن إلى أنها من آدم وأن آدم من تراب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الأمريكي كوبولا على البساط الأحمر في مهرجان كان


.. ا?صابة الفنان جلال الذكي في حادث سير




.. العربية ويكند |انطلاق النسخة الأولى من مهرجان نيويورك لأفلام


.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي




.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية