الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اوراق الضغط المصرية - المقدمة

حسام محمد الخطيب

2012 / 1 / 17
السياسة والعلاقات الدولية


الدول لها اقدرا علي قدر ما منحها الله من ميزات طبيعية وبشرية وجغرافية خاصة . فالدور الذي تلعبه تركيا مثلا يختلف عن الدور الذي يمكن ان تلعبه سيراليون والدور الذي تمارسه ايران اقوي من الدور الذي يمكن ان تلعبه دولة مثل لاوس
وشاءت الاقدار ان تكون مصر من الدول التي حباها الله بمقدرات جغرافية وطبيعية مذهلة ثم منحها التاريخ ميراث حضاري وثقافي وديني ولغوي خلاق يؤهلها لتكون احد اللاعبين العشرة الكبار في العالم ليس اقتصاديا وحسب بل وسياسيا وفكريا ايضا.
علي ان مصر دخلت في دياجير عصور الظلام طوال اكثر من اربعين سنة وبدأت تأكل في ميراثها العظيم وتبدد ارصدتها السياسية والاقتصادية لكي تنزوي علي نفسها فلم نعد نسمع لها صوتا ولا نري لها موقفا.
في حين ان انسحاب مصر انعكس سلبا علي المنطقة بظهور قوي اخري مثل قطر والسعودية او بزيادة نفوذ المنافسين التقليديين مثل تركيا او ايران
علي ان مصر لديها فرصة تارخية اليوم مع تغيير النظام الحاكم والدخول علي عهد شبه ديمقراطي في ان تبلور سياستها الخارجية بما يتوائم مع مصالحها الداخلية والاقليمية وبما يتناسب مع دورها ومكانتها عبر التاريخ وبما يجعلها محركة للتاريخ ولاعبا اساسيا في لعبة الامم.
ومن كثرة مطالعتي للحوادث التاريخية في العشرين سنة الاخيرة لاحظت ان هناك ثلاث دول تلعبان السياسة الدولية بذكاء شديد والذين يحوزان اكثرية اوراق الضغط في محيطنا الاقليمي الا وهم سوريا وايران وقطر.
فانظر مثلا الا ايران التي تملك علي الاقل ورقة او اثنتان من اوراق الضغط في كل دولة في الشرق الاوسط والادني بل والاقصي فمثلا تلعب بورقة الشيعة في كلا من البحرين عبر جمعية الوفاق وفي السعودية عبر شيعة القطيف وتمتد لكي تتدخل في شئون اليمن عبر الحوثيين وتضغط علي اسرائيل وفلسطين علي السواء عبر حزب الله في لبنان وحركة حماس في قطاع غزة وكذلك تحكم العراق علي المستويين الشعبي والرسمي من خلاق الزعيم الشيعي مقتدي الصدر ورئيس الوزراء العراقي نور المالكي حتي ان ايران نفسها لم تترك الدول الاخري بغير دعم الجماعات السنية فيها مثل حركة طالبان في افغانستان وجماعة الاخوان في مصر. مع اختلافهما المذهبي الشديد.
ايران التي ساهمت في دعم رئيس ساحل العاج في صراعه علي السلطة وقدمت مساعدات للقذافي والثوار في ليبيا علي نحو سواء . والتي مدت يدا الي الاسد في صراعه الاخير للبقاء في الوقت الذي تلعب فيه دورا حيويا في امريكا اللاتينية.
سوريا وقطر تلعبان نفس الدور وان كان بمستويات أقل وبتاثير أقل الا انني حينما اطالع حل مصر اجد ان مصر فقدت الكثير والكثير من اوراق الضغط التي اعتادت ان تحتويها في المنطقة مما عرض مصالحها الوطنية والقومية للخطر
اين مصر الان من ايام الخمسينيات والسيتينات حينما كانت تصدر الاوامر في القاهرة لتتتحرك مجموعات العمل في العراق وحينما كانت السياسة في اليمن ولبنان تصنع في اورقة وزارة الخارجية المصرية .
واوراق الضغط ليست من قبيل الانتهازية السياسية او التدخل في شئون الاخرين فهي يمكن ان تلعب دورا اسياسيا في انشاء نظام تحالف اقليمي يقي المنطقة الكثير من الاخطار السياسية والاقتصادية.
ولذا قررت ان اشرع وابحث عما في الجعبة المصرية من اوراق ضغط يمكن ان نشارك بها لكي نعمل علي صياغة السياسية الخارجية لمصر في العقد القادم .
من اجل مصر اقوي وافضل ومن اجل عالم افضل.
هذا المقال سيكون واحد من ضمن مائة مقال في هذا الصدد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا يحدث عند معبر رفح الآن؟


.. غزة اليوم (7 مايو 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غزة




.. غزة: تركيا في بحث عن دور أكبر خلال وما بعد الحرب؟


.. الانتخابات الرئاسية في تشاد: عهد جديد أم تمديد لحكم عائلة دي




.. كيف ستبدو معركة رفح.. وهل تختلف عن المعارك السابقة؟