الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المناورات العسكرية الايرانية ، الاهداف و الغايات

جابر احمد

2012 / 1 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


اجرت الجمهورية الإسلامية في 24 ديسمبرالماضي مناورات عسكرية واسعة النطاق شملت مضيق هرمز و بحرعمان و أعلنت خلالها عن عزمها إغلاق هذا الممر الاستراتيجي في خطوة غيرمسبوقة في العلاقات الدولية حيث يعد هذا الاجراء تحديا سافرا لجميع دول العالم وخاصة تلك التي تستخدمه لأغراض تجارية وفي مقدمتها تصديرالبترول.
وتأتي هذه المناوارات على خلفية جملة من المتغيرات التي تشهدها المنطقة منها ، انسحاب القوات الامريكية من العراق بالا ضافة الى اندلاع الثورة السورية التي دخلت مرحلة حساسة وحرجة تنذر بتدخل خارجي لانقاذ الشعب السوري الاعزل من براثن البطش الذي يمارسه النظام الشمولي القمعي الحاكم في سورية و لتوحي لحلفائها و لاصدقاءها با نها القوة الوحيدة في المنطقة القادرة على ملأ هذا الفراغ ، بالاضافة الى ذلك فإن هدف النظام الايراني من اجراء المناورات وفي هذه الاوقات تحديدا هو صرف الانظار عن الازمات الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية االتي يعاني منها على المستوى الداخلي و اطلاق يده في ممارسة المزيد من القمع ضد معارضيه خاصة و أنه على أعتاب انتخابات جديدة قد تقاطعها قوى عريضة من فعاليات المجتمع السياسي الايراني الذي يعاني من وطئة الفساد المتفشى في مختلف المجالات وسط تدهور إلا قتصاد بشكل غيرمسبوق ،تمثل بارتفاعات معدلات التضخم وافلاس المصانع الكبيرة والصغيرة و بتدني قيمة العملة الايرانية امام الدولار و باقي العملات الاجنبية الى حد كبير.
ان ما يجري اليوم في ايران جراء السياسة الرعناء التي يمارسها النظام لها تداعيات واسعة علىالشعوب الايرانية ومن بينها شعبنا العربي الاهوازي الذي يعاني من التهميش و الفقر رغم الثروات التي يتمتع بها ، حيث وصل معدل نسبة البطالة بين صفوف المواطنيين العرب الاهوازيين في الوقت الحاضر وحسب تصريحات المسؤولين المحليين الى25%وتبلغ هذه النسبة بين صفوف الشباب ما بين 15 الى 29 سنة ما بين 30% الى 50% مما يجعل اقليم عربستان ( الاهواز ) من حيث نسبة البطالة في المرتبة الثانية على مستوى ايران.
لاشك ان النظام الايراني يعاني من شتى الازمات و على مختلف المستويات ومنها المستوى العسكري ، حيث الاسلحة التي يتباهى بها النظام ويستعرضها في وضح النهار هي كلها اسلحة كان قد تخلى عنها ما كان يعرف بالمعسكر الشرقي وان اسرارها ورموزها معروفة للجميع مما يجعل النظام الايراني غير قادر على اي مواجهة عسكرية ومن بينها الاقدام على اغلاق مضيق هرمز، واذا اقدم النظام على مثل هذا الاجراء فإن ذلك من شأنه احداث كوارث كبرى تصيب الشعوب الايرانية و التي تعاني الأمرين بسبب حرمانها من حقوقها الطبيعية واستمرار الاستبداد الديني المفروض عليها من قبل الطغمة الحاكمة في البلاد .
ان هذه المناورات التي قام بها النظام ليست الاولى من نوعها فقد شاهدنا انه كلما تعرض الى ازمات داخلية او للتهديد الخارجي حسب زعمه يقوم بها ، لانه يعتقد بانها من شانها ان تدرء المخاطر الداخلية و تبعد عنه شبح الحرب واظهاره بمظهر الضحية و هذا ما اكده محسن رضائي خلال احدى المناظرات الانتخابية التي سبقت انتخابات 2009 حيث قال " لولا المناورات العسكرية الواسعة للقوات المسلحة الايرانية فان بوش وخلال فترة حكمه اراد ان يهاجم ايران مرتين بشكل جدي " و رضائي كما هومعلوم هومن اهم المشاركين في صنع القرار الاستراتيجي و العسكري في ايران . و تستمر هذه المناورات في حين أن 60% من الموازنة العامة للبلاد تذهب للدفاع و التصنيع العسكري الامر الذي من شأنه يزيد من حدة الأزمات الاجتماعية و المعيشية و المتمثلة في الوقت الحاضر في الارتفاع المضطرد لنسب الفقر و البطالة و ارتفاع معدلات الاسعار و غلاء المعيشة وبالتالي فإن مقاطعة الدول العظمى ( اوروبا ، امريكا الصين و اليابان ) وامتناعها عن شراء النفط الايراني سيكون له وقع الكارثة على النظام لان اقتصاد ايران كما هو معروف اقتصاد وحيد الجانب و يعتمد كليا على عائدات البترو دولار.
من جانب آخر فإن هدف النظام الايراني من وراء توتير الاجواء وفي هذه الاوقات بالذات هو سعيه لتحقيق جملة من الاهداف منها :
1- انهاء الانقسام السياسي الموجود في اجنحة السلطة
2- ازاحة ما تبقى من المعارضين واجراء لعبة الانتخابات في ظل ابواق الحرب وذلك خشية لتعرضه لهزات عنيفة على غرار ما يجري في بلدان الربيع العربي و من اجل منع ظهور اي تيارات جديدة على الساحة الايرانية .
كما هدف النظام الايراني واصراره عبر اطلاق التصريحات بإغلاق مضيق هرمز هو من اجل خلق ارباكات في الاسواق العالمية المستهلكة للبترول بغية رفع اسعاره وذلك من اجل تعويض الخسائر التي سوف تلحق به جراء العقوبات التي قد تفرض عليه ، لان مثل هذه العقوبات من شانها ان تشل قدرات النظام و تشغله بازمانه الداخلية و لكن الآثار السلبية الناتجة عن هذه العقوبات سوف تنعكس بالتاكيد سلبا على قطاعات و اسععة من ابناء الشعوب الايرانية حيث اثبتت التجارب ان الانظمة الشمولية الديكتاتورية لا تكثرث و لاتعير اهمية لمثل هذه العقوبات مهما كان لها من اثار سلبية على مجمل الاوضاع الداخلية في ايران , و بالتالي فإن التهديدات التي يطلقها النظام ماهي الا لذر الرماد في العيون من اجل ممارسة المزيد من القمع ضد الشعوب الايرانية كافة ، ناهيك عن استمرار هكذا سياسة من شأنها تعرض الامن و السلم في المنطقة و العالم لمزيد من حالات التوتر وعدم الاستقرار ليس على المستوى الداخلي وحسب ، و انما على المستوى الاقليمي و الدولي .
.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستشرق إسرائيلي يرفع الكوفية: أنا فلسطيني والقدس لنا | #السؤ


.. رئيسة جامعة كولومبيا.. أكاديمية أميركية من أصول مصرية في عين




.. فخ أميركي جديد لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة؟ | #التاسعة


.. أين مقر حماس الجديد؟ الحركة ورحلة العواصم الثلاث.. القصة الك




.. مستشفى الأمل يعيد تشغيل قسم الطوارئ والولادة وأقسام العمليات