الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيض الرماد رواية سلطة العشق وعشق السلطة

حميد المصباحي

2012 / 1 / 17
الادب والفن


بيض الرماد
رواية العشق وعشق السلطة
هي رواية للشاعر المصطفى الغزلاني,التشكيلي والروائي,تمتح من فضاء القرية بدوافع تشكيلية,فهو صاحب رؤية الفن الرعوي,ربما سعى من خلال هده الرواية,تكسير الحدود بين الرؤية للصورة والصورة الأدبية,سواء كانت في الشعر أو الرواية نفسها,دلك أن الصورة برأها الكثير من التشكيليين في المغرب,لتخلو من أية إشارة للمشترك الجماعي,فقرا كان أو ترفا,خوفا من عالم السياسة التي تجنبوها ردحا من الزمن,لكنهم لم يعوضوا دلك برؤية فلسفية تغنيهم عن السياسة وتدفع عنهم تهمة الخوف من الساسة,لكن المصطفى الغزلاني,انتصر للإثنين معا,في عالمين مختلفين شكليا لكنهما متداخلان,الصورة والصوت الشعري,فكيف نجح في دلك؟1
1عشق السلطة
من هنا تبدأ الحكاية,الحاج الكبير سيد القبيلة,المتعالي عليها,قانونها الدي لايعرفه غيره,حارس حدودها المفتوحة,المطلع على أسرارها , دون أن يصل إلى خيامها,اكميحة هو من يصله بها,يحكي له كل ما يحدث في الخيام,يطيل حكيه,هو وسيلته الوحيدة ليظل محتميا بسلطة الحاج الكبير,لدلك يجد بحثا عن الأسرار,إد لايسمح له بمجالسة الحاج الكبير إلا إن كان لديه خبر يمططه ليثير به سخط سيده على من يريد,ليس انتقاما بل حفظا لوجوده,لأنه لايجيد غير التلصص على سكان الخيام ليلا ونهارا,ولأن نساء الخيام عرضة للوشاية كرهنه أكثر من الرجال,فهو بإطالته في الحديث عن الوقائع يزيفها ويعطيها دلالات أخرى ليربح الإقتراب أكثر من سلطة هو خادمها بكل حواسه,إنه بلغة العصر إعلامها ومصدر كل ما تتوصل به من أخبار قبل أن تقدم على أي فعل,إنها سلطة لا ترى بعينها,بل بعيون مزروعة في رأس مريض,صاحبه مهووس بإثبات بطولات زائفة,يتحول بها إلى عاشق لرؤية السلطة تتحرك بناء على ما يزودها به من معلومات وأسرار,يستغلها الحاج الكبير لإثبات سطوته,واكتشاف مدى قدرته على التحكم في سكان الخيام,يفشي سر عائشة التي التقت بعلال المجنون في نظر القبيلة,الدي يعيش بعيدا عنها,يرعى أنعام والده,فيطلب الحاج الكبير البنت للزواج صونا للعار وحماية لعرض أسرتها,لكن عائشة تبوح لأمها بعشقها الجارف وتقدم نفسها قربانا له,بحيث تسلم والدها البندقية لقتلها,لكنه يعجز عن دلك,كما عجز عن رفض طلب الحاج الكبير,المدافع عن نزوته ليدل بها نساء القبيلة ورجالها كتعبير عن مدى عشقه للسلطة وليس عائشة أو غيرها,فالسلطة لاتعشق غير داتها بما هي رغبات عارمة لتملك البشر كأشياء تزين بهم نفسها,,فلا عاطفة لها ,لذلك لاتتسامح مع من يتطاولون عليها برفض مطالبها,وهذا ما جسده الحاج الكبير بمحاولة الإنتقام حتى ممن اعتبر مجنونا في عرف القبيلة,أنه تجرأ على عشق امرأة رفضت االزواج من سيد القبيلة وكبيرها.
2 سلطة العشق
علال اكتشف سطوة الحاج الكبير وهو يمارس نزواته ويصرح بها,فكيف يدعي صون عرض أسرة؟ويكتشف علال لهيب العشق,بل يعيشه مع عائشة التي تلجأ إليه هربا من جبروت الحاج الكبير,الذي لم تقو أسرتها على رفض طلبه,يحتضنها علال الذي اعتزل القبيلة دون أن يخاصم أهلها,ربما عشقا لحريته,وهاهو عشقه لعائشة يرغمه على الدفاع عن حريته بهجرة أخرى أبعد,لكن الخبر وصل إلى الحاج الكبير الذي بعث من يقتل المتمرد على سلطته,فطن علال إبن الطبيعة التي لن تخذله,وبدل أن ينتظر القتلة ليهاجموه هاجمهم,وانتصر على رجلي الكبيروأضرم النار في كوخه لتحرق الجثتين وتلتبس الحقيقة على عيون الحاج الكبير,هاجر علال مع عائشة التي صارت زوجة له,لكنه لم يغفر للحاج الكبير تسلطه,فعاد لقتله,لكنه صادف والده مدفوعا بحبه لآبنه معتقدا أنه قتل وأحرق مع عشيقته,الإثنان معا كانا يقصدان قتل الحاج الكبير,لكن الأب يقتل خطأ بيد إبنه الذي لم يكتشف هذه الحقيقة إلا بعد عودته إلى قبيلة اولاد حمو رفقة زوجته التي لم تنجب له,فقررا الرجوع,لكن علال ازداد إصراره على قتل الكبير الذي فقد سلطته على بيته,إذ عزلوه خارجه مما يوحي أن سلطته على القبيلة تلاشت ولا وريث له يشد عضده أو يمارس مهامه غير اكميحة الذي تفقده,فوجده جثة مقطوعة الرأس ومع ذلك أصر على الإنتظار ليجد من يسمع حكايته التي لم تكن إلا خبر عودة علال وزوجته عائشة إلى القبيلة,لكن علال كان أسرع إليه من اكميحة ليحز رأسه ويتدارك الخطأ الذي مرت عليه سنوات ويختفي دون أن يترك هو الآخر وريثا لتمرده على القبيلةوسادتها,وتنتهي الرواية بانتصار شبيه بالهزيمة,لتنبعث معه أسطورة مول الواد الذي يعرف نوايا الناس وأخبارهم دون وساطات أو وشاة.
صار العشق أسطورة لأنه حث الناس على التمرد وقاد إليه,فكل السلط تحفظ تاريخها الذي هو إلغاء للمتمردين عليها,تتجاهلهم,اكميحة هو الحافظ لتاريخها,لن يحكي لها بل سوف يحكي عنها ليذكر الناس بسطوتها,لكن الناس سيلجأون لأسطورة علال,مول الوادي كاحتفاء بالمتمردين ليحكوا عنهم,ويخلدونهم نكاية بتاريخ السلط والذين يحنون إليه.
لكن لماذا لجأ الروائي إلى القرية القبيلة ليرغمها على البوح بحقيقةتبدو أكثر بروزا لو اختار لشخصياته التعبير عن ذاتها داخل المدينة؟لماذا أنهى سلطة الحاج الكبير مرتين,بعجزه وموت مقتولا؟ولماذا حكم على العاشق المتمرد بالإختفاء؟
القبيلة أو البادية رهان أدبي للروائي المصطفى الغزلاني,تمثله شعريا في قصائده,ديوان أشياء أخرى,خبره داخليا وأغنى علاقاته بلغته,والشاعر يعبر عن أعقد الأحاسيس بأبين تعبير,وفي الرواية أعطى لحبكتها نفسا أسطوريا بشاعريته لا تحتمله المدينة لاإيقاعا ولا تمثلا,فهناك أوصاف وعلاقات مدينية أنهكتها روايات القرن 19 والعشرين وزادها النقد الأدبي والأكاديمي اعتيادية بالتطبيق الفوري لأكثر المناهج جاهزية وانتشارا في العالم العربي .
حميد المصباحي كاتب وروائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شخصية أسماء جلال بين الحقيقة والتمثيل


.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت




.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو


.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??




.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده