الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطريق الى الله

نايف حسين الحلبي

2012 / 1 / 18
الادب والفن



الطريق إلى الله


علي أن امضي في الطريق الذي رسمته وإكمال مشوار حياتي الذي بدأته، وما المعوقات التي تعترض مسيرتي إلا ممراً إجبارياً علي أن أمر به.

أنا لم أكن يوما مرتهنا لأحد ، لأن الاتكال على مناهل الغير يزيد من العطش.

هي الحياة هكذا لا بد لها من منغصات علي بتحملها، وعلي مباركة كل شيء من حولي ليبارك الله لي بما املك، وإن لم أستطع الوصول!!

مباركة هي الخطوات التي خطيتها، والطرق التي سلكتها، وكل ما أحمله من أعباء كان يجب أن أحمله وأعبر به كي أتعلم أكثر.

مباركة هي السماء ومبارك اسم الله الذي أعطاني العقل والوعي والصحة والعافية وجعلني أحيا لتاريخه.

وذلك قد علمني الكثير، وخطيت خطوات لم تكن محسوبة، ومشيت في دروب لم أخطط لها، خبرت الحياة بكليتها وعشقت وجه السماء والحق وعملت على أن أكون صادقا مع ذاتي أولا وحرا من داخلي.

لم تشبن شائبة يوما إلا وكنت راضياً عنها متيقناً إن ذلك درس يريدني الله أن أتعلم منه.
وشعوري بالاستياء في أحيانا كثير لم يكن إلا جهلاً مني في منابع الحياة ومناهلها. ليبارك الله كل خطواتي، وتسموا بي القوانين الإلهية إلى المحبة والرحمة.

لم استشعر الجمال يوما كجمال المعرفة، ولم تغريني الدنيا إلا ما نهلت منها من علوم إنسانية تقرب بين الناس.

عملت من نفسي بذرة خير في رحاب الخالق وصقلت ذاتي لتعرف كنه الله وجاهدت، وكانت السماء رفيقة لي في كل خطواتي وكنت قريباً منها.

تعلمت أن أراقب نفسي في الوقت الذي لم يكن فيه رقيب علي لعلمي بان هناك رقيب داخلي لا أريد له أن ينشطر في أعماقي، فكنت صادقا مع نفسي ومع ذاتي،

تنازعني الدنيا كثيرا، ولكني قمت بلجامها والإمساك بزمام المبادرة ومحاسبة نفسي وإيقاظها من غفلتها للسير في طريق السماء، وإرادة السماء تقودني إلى حيث أشاء كالسابح في اللانهاية.

كنت راضياً بكل شيء وتعلمت من تجاربي المتكررة إن كل طريق سلكت هي طريق خير لي،
لم تغرنِي الدنيا ولا طيباتها ولم تكن سعادتي بها، وعلى الدوام كنت ابحث عن كنز أعظم من كل نفائس الأرض، أغوص في الأعماق ونفسي تتوق للعارفين ومسالكهم الروحية وأصحاب التجارب الحقيقية
.
كان كل شقائي في حياتي الركض وراء أشياء مادية لم تكن تساوي قيمة الحياة التي أعيشها، وفكري لم يهدأ إلا في السماء، ولن يرتاح إلا بين دفاتر الحقيقة، نظرت لهذا الزمان الذي أعيشه فكنت غريبا عنه.

مجاملات.... وكذب... وركض وراء قيم مزيفة..... ومجتمع يحرق كل شيء ليكرس الجهل ويخضعنا لقوانين ما انزل الله بها من سلطان.

كنت كمن يبحث على قارة ضائعة أو شيئا مفقوداً، ولكنني لم اعرف ماهيته ولم أدرك ما أريد، إلى إن تجلت الصورة أمام ناظري بعد عراك طويل ومشوار شاق ولحظات من الملل والتشظي الداخلي،

وكانت بداية الشرارة التي أيقظت كل حواسي النائمة صوت وناي المعلم الكبير جبران خليل جبران، الذي راح يدوي بداخلي منذ ثلاثين عاما مضت ويتغلغل في شراييني ليعزف أنشودة الجمال الحقيقي التي تجلت صورتها الحقيقية بعد مسيرة من البحث والتفكر لأجدها تختبئ في داخلي.


طيلة مسيرة حياتي لم أفوت فرصة للاغتراف من مناهل العلم والمعرفة ومجالسة العلماء والمثقفين، وكنت دائم البحث وجاد بذلك.

كانت تجربة رائعة امتدت لأكثر من ثلاثة أعوام عشتها من خلال عمل وفِرَ لي مساحة واسعة من الوقت والهدوء والاستقرار في وحدة مع نفسي وبغربة عن الناس

أنا والبحر وغرفتي وسكون الليل وهذه حقيقة لم أجامل بها، ويعتبرها أهل العلم نوع من الهروب لأنهم لم يتذوقوا طعم التجربة وعذوبتها وحلاوة الصمت وروعته، ولم يشتموا رائحة عطره.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟