الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤتمر الوطني المزمع عقده للكتل السياسية العراقية ,هل سيكون إستثناءً في المألوف ؟

عادل كنيهر حافظ

2012 / 1 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


http://al-nnas.com/ARTICLE/AKHafedh/sd.pngالمؤتمر ألوطني ألمزمع عقده للكتل السياسية العراقية
هل سيكون استثناءً في ألمألوف ؟
منذَ أن شكل الأمريكان مجلس الحكم على مبدء { إشراك كل المكونات العراقية في السلطة } ,والصراع قائم بين الكتل السياسية العراقية ,الممثلة لتلك المكونات , ومابرح يخفت أحياناً ويستعر أخرى . والسبب الرئيسي في ذلك هوَ سعي ألفرقاء السياسيين إلى فرض إرادة كل منهم على الآخر , ومحاولة إزاحته بطرق وأشكال متعددة .
وذلك للحصول على قدر أكبر من مغانم السلطة , بمعنى أن الصراع والتدافع بين القوى السياسية ألحاكمة في العراق , والذي يتضرر منه ألشعب والوطن ,هوَ صراع : ذاتي , أناني , غير مسئول , أساسه عدم الثقة , والشك والريبة , ألتي تكتنف سلوك الكتل السياسية ألعراقية , بعضها للبعض الآخر . وما زاد من محتوى المشهد السياسي , تعقيداً وقتامة , هو شكل وآلية إدارة الدولة, حيث يقضي هذا الشكل ,شراكة الكتل ألمتضادة , فيما يسمى {حكومة الشراكة } وليتصور المرء ما سوف تنتجه حكومة الأضداد ! أما آلية إدارة الدولة ألمعتمده على مبدء التوافق السياسي , فهي أس المشاكل , لأنها لا تقوم على الأسس الدستورية ,ولا على مناهج الديمقراطية الصحيحة التي تعتمدها برلمانات الدول الديمقراطية , والتي تفترض حكومة أغلبية نيابية تحسم الأمور فيما يتعلق بتشريع وإقرار القوانين , في مجلس النواب ,عن طريق أكثريتها النيابية , لاعن طريق تقديم مشاريع القوانين ألمهمة أولاً للمساومة بين للكتل السياسية , للتوافق عليها من ثم تقدم للبرلمان , كما تقتضيه آلية التوافق , المعمول بها في العراق . لذلك كانت المشاكل والأزمات بعمر العملية السياسية , رغم رغبة البعض من أعضاء الكتل , في تعديل الأمور , إلا أن الأزمة كبيرة, وتفوق إرادة الأفراد المخلصة . ومع استمرار تعاطي الكتل السياسية العراقية وفق آلية التوافق , تفاقمت المشاكل وأمست ألا آلية ملاذ منيع ,للمعترضين والمقصرين ,حيث يلوذ كل منهم , بحجة عدم تطبيق { الشراكة الحقيقية } وما تستبطنه مقتضيات العمل المشترك.... . حتى باتت أمور البلاد في العراق تنذر بالخطر , مما يجعل من عقد المؤتمر الوطني ,حاجة وطنية أملتها حراجة الظرف ألراهن ,ألذي لا يتحمل الكثير من ألتأني في إيجاد حل لمسلسل ألأزمات السياسية التي يخلقها ألفرقاء ألسياسيين , وتنعكس ضلالها الثقيلة , على حيات العراقيين الموعودين بالحرية والأمن والعيش الكريم .... . كما أن المؤتمر سيكون مناسبة طيبة للحوار ,في سبيل حلحلة بعض الأمور الممكن حلها , وبذلك يكون أللقاء محاولة إيجابية , تستحق الدعم والتأييد , ورسالة تأكيد ثقة بالعراقيين , كونهم قادرين على إدارة أمورهم , بعد الإحتلال . رغم أن المؤتمر سيكون حلاً في العملية السياسية ,وليس حلاً للعملية السياسية . وعليه سيكون المؤمل من نتائج مخاض المؤتمر , كحد أدنى وعلى أقل التقديرات هوَ : تهدئة الأمور بين الكتل السياسية الحاكمة , وإيقاف الحملات ألإعلامية , وإيجاد صيغ ولو مؤقتة للتعاطي السياسي , وعن طريق تنازل كل طرف للأخر عن مستحقات أو شروط يصر على تحقيقها ,للسير قدماً , بالشراكة في الحكومة والبرلمان .
أما أن يعطي المؤتمر حلاً شافياً لأكثر الإشكالات , فهو أمرٌ يعد ضرباً من الأماني ألضالة . لأن المشاكل هي بعمر العملية السياسية , وأن القادة الذين سوف يجتمعون هم المشكلة وليس الحل , ولا توجد إرادة حقيقية للحل الأمثل , ثمَ لا توجد خطة عمل ,متفق عليها قبل انعقاد المؤتمر , ولم تكن هناك أفكار متبلورة لحد الآن , يمكن اعتمادها كبرنامج عمل للمؤتمر , ثم غياب واضح لمنضمات المجتمع المدني للمساهمة في حل الأزمة , وأخيراً لا توجد ألثقة الكافية والتي تعتبر الشرط الرئيسي لتأهيل المجتمعين لحل الإشكالات من خلال تشخيص الخطأ , كون تشخيص الخطأ , هوَ من يقود إلى صواب الحل . وعليه لا نطلب من المؤتمر أكثر مما يحتمل , لكي لا نصاب بخيبة الأمل .
عادل كنيهر حافظ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران