الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماكنة الدعاية البعثية الغوبلزية ...هل هي سبب معاناة العراقيين ؟

عارف معروف

2012 / 1 / 18
مواضيع وابحاث سياسية



في مقال للسيد عبد الخالق حسين بعنوان " حول ماكنة الدعاية البعثية الغوبلزية في التضليل " نشر في الحوار المتمدن يوم 14/ 1/2012 اشار، الكاتب ، الى ان اكبر آفة ابتلى بها العراق بعد الطائفية ، هي آفة حزب البعث وان اسؤ ما في البعث ، بعد مظالمه وحروبه العبثية وممارساته للارهاب سواءا كان في السلطة او خارجها ، هو تمتعه بجهاز اعلامي ضخم متقن ومتفنن في صنع الاكاذيب والاشاعات وبثها على اوسع نطاق. فقدرته على التضليل وخدع " كذا " الرأي العام العراقي والعربي فاقت حتى قدرات ماكنة الدعاية النازية تحت امرة غوبلز !! ثم ادرج بضعة صور من هذا التضليل البعثي، الحالي ، الساحق وعرّج الى ادراج عوامل تمكينه لينتهي الى "خلاصة " مضمونها ان البعثيين نجحوا في تمرير اكاذيبهم ولعبتهم في تشويه صورة العراق الجديد، حتى على الناس الطيبين الذين عانوا الكثير من مظالم البعث الصدامي ، حيث صاروا يشاركونهم في ترويج الدعايات المسمومة " ويلاحظ الكاتب ان البعثيين وحلفائهم اعتمدوا ، لتحقيق غايتهم هذه ،الارهاب الفكري وابتزاز كل من يرفض السير على نهجهم حتى بات من يحترم عقله ويرفض ثقافة القطيع يواجه محنةالاتهام بالطائفية ويوصف بانه من كتاب السلطة !
يدرج الكاتب، ترصينا لدراسته بشان ماكنة الاعلام البعثية ، بضعة عوامل يعتقد انها السبب في التمكين لهذه الالة وقدراتها الفذة فنجد انها تتمثل في 1- ايديولوجيتهم الشمولية ،و2- تشويه سمعة الخصوم ،و3- تراكم الخبرة في التضليل ، حيث نعلم ان البعث قد" ارسل الاف البعثات الى الدول الغربية للتخصص في الاعلام والسيطرة على الراي العام وتوجيهه كما يريدون والحرب النفسية "!! ونعلم ان صدام انشأ شعبة في المخابرات اختصت بالحرب النفسية كانت مهمتها الحرب على العراقيين لا اعدائهم وانها كانت "تطبخ الدعايات والاشاعات والنكات" التي تسيء الى مكونات الشعب العراقي وتعكس عداء صدام لها ويستشهد السيد الكاتب بمقال لكاتب آخر يقول ان النكات التي تنال من الاكراد والشروكية والدليم عكست موقف النظام العدائي بازاء هؤلاء وفقا لكل فترة من الفترات التي استحكم فيها عدائه لها ، حتى اننا صرنا نسمع النكات عن قبيلة الدليم بعد تصدى الشهيد محمد مظلوم للنظام .ويضيف السيد عبد الخالق الى هذا الاقتباس ان "هذا الجهاز الاعلامي مازال فاعلا اليوم تدعمه عشرات الفضائيات العربية ومواقع الانترنت ". 4- الاستفادة من التراث والثقافة الاجتماعية فموروث العراقيين من التسلط والاحتلال العثماني جعلهم يصدقون ما روجه البعث من وصف "للتحرير الامريكي بالاحتلال الغاشم" 5- الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة وثورة الاتصالات ووسائل الميديا التي تسهل حتى للفرد الواحد القيام بتأليف الدعايات المضادة وتزوير وثائق ونشرها على أوسع نطاق بسهولة وسرعة، وبتكاليف طفيفة. ثم 6- وجود شريحة واسعة من الناس سريعو التصديق بكل ما يتلقون دون إعمال العقل والتفكير النقدي أو القدرة على تحليل ما يقرؤون لفرز المعقول من اللامعقول. لقد عمل جهاز البعث الإعلامي لأربعة عقود على التجهيل المتعمد، وتفتيت النسيج الاجتماعي، وتدمير العقل، ليسهل بذلك على البعثيين ترويض العراقيين وإخضاعهم لإرادتهم بالشكل الذي يريد منهم البعثيون، وتصديق إشاعاتهم بدون أي اعتراض أو إخضاعها للتفكير النقدي، وإعمال العقل فيما يتلقون من خرافات وإشاعات7- تعقيدات الوضع العراقي: حيث استفاد البعثيون من تعقيدات الوضع العراقي وبالأخص الاستقطاب الطائفي والتي ادت فيما ادت اليه الى الاصطفاف الطائفي وصعود نجم الاحزاب الدينية وخسارة اليسار الذي بدء يلقي بالاتهامات جزافا ويصطف مع البعث دون وعي 8- الاستفادة من طائفية الحكومات العربية .
ويوضح لنا الكاتب ، انه تطرق الى هذا الموضوع ويتطرق له بين آونة واخرى وسيتناوله لاحقا ، كلما تطلب الامر ذلك وكلما صدرت عن ماكنة البعث الغوبلزية، هذه ، اشاعات جديدة وطرق تضليل جديدة ، فنعلم ان السيد عبد الخالق حسين قد آلى على نفسه مواجهة هذه الماكنة الخطيرة ، وهو امر نشفق عليه منه ،لان مواجهته ، وفق ما وصف من قدرات مستحيلة لايمكن بقدرات محض فردية ، مهما تمكنت . ثم يبين ما يراه من فعل هذه الالة الشيطانية فاذا هو بضعة رسائل تلقاها الكاتب المذكور من بعض الاصدقاء تشير الى اكاذيب وافتراءات بحق السيد رئيس الوزراء او نجله او بعض الوزارات والوزراء من طائفة معينه ، نقلت له عبر اصدقاء اطلعوا عليها او اطلع عليها هو نفسه في مقالات معينه او تبنتها بعض الفئات التي ظلت الطريق وبدات تسير في ركاب الدعاية البعثية من حيث لا تعلم ! الامر الذي يسخر الكاتب من تهافته فيصفه بكونه " هذيان " و" افتراءات لا تدل على ذكاء بقدر ما تدل على غباء كاتبها واستماتته في تشويه الحقائق، واستغفال عقول العراقيين وإهانة ذكائهم"، ثم يردف و"ما تقدم هو غيض من فيض ، ومن هالمال حمل جمال ، كما يقول المثل العراقي " انتهى. وحيث ان وجهة النظر وطريقة تفسير الوقائع هذه ليست وقفا على السيد الكاتب ، وانما يتبناها ويكتب في ضوؤها عدد من الكتاب والمهتمين بالشان السياسي ارى من الضروري مناقشة هذه الافكار بروّية وحياد والبحث عن مغزاها الحقيقي ومدى جدارتها او حضها من الحقيقة والقدرة على التعليل وبالتالي تحقيق النفع .فماذا نجد من ذلك كقراء ؟!
اننا نجد انفسنا ، منذ البداية ، بازاء تناقض بيّن وارتباك واضح،وبعد عن الموضوعية يوقع الكاتب فيه نفسه بنسبة تلك الامكانات المتميزة، بل غير المسبوقة ، الى ماكنة طالما عرفت بالبؤس والهزال حتى في قمة سطوة البعث وتسلطه على كل مقدرات المجتمع ! ولنتناول مفردات مقاله بالتحليل ، فهو يصف حزب البعث بانه اكبر آفة ابتلى بها المجتمع العراقي،والافة ، كما هو معلوم،و سواءا كانت مرضية وبائية او اجتماعية او اخلاقية او فكرية، حالة تسيطر على المجتمع او غالبيته او قطاع مهم منه ، فلا تترك له منها فكاكا او خيارا ذلك انها تتضمن آلية لاعادة انتاج نفسها وذر قرنها والتشبث بمواقعها معتمدة على حالة من القبول ناجمة عن الضعف او التخلخل او الاضطراب او عدم القدرة على المواجهة، والتكيف ، لدى الكائن الحي الفرد او الكيان الاجتماعي، فآفة وبائية مثل الطاعون او الكوليرا وغيرها، كما يعلم السيد الكاتب وهو الطبيب ، ، تتضمن قدرة جرثومية ، فايروسية او بكتيرية لاقبل لدفاعات الجسم بها وهي تملك قابلية كبيرة على اعادة انتاج نفسها في دورة سريعة والعدوى والانتشار باسرع من قابلية المجتمع على التحوط والمواجهة الا بعد جهود استثنائية وخسائر جمة ، وآفة الافيون والمخدرات تعتمد آلية الانغماس والتعود حيث لايستطيع الجسم العودة الى اداء وظائفه الاعتيادية دون تناول المخدر او العقار موضوع الادمان، وتجد قدرتها على الاتساع والتاثير في جملة ظروف اجتماعية ونفسية تخرج عن اطار مقالنا هذا ، والفساد يمكن ان يكون آفة اجتماعية تتسع وتتجذر وفق شروط اجتماعية وسياسية واقتصادية تخص الفرد والمجتمع والدولة وينطبق عليه ما ينطبق على الافات الاخرى من سمات وطرائق للمواجهة والعلاج الذي يكون في اغلب الاحيان مضنيا وطويل الامد لايمكن تحقيق نجاحات سريعة وحاسمة فيه الا بتظافر جهود وشروط استثنائية ، ويمكن القياس بهذا الشأن والتعميم بخصوص كل آفة مع ضرورة ادراك والتعامل مع خصوصية ومتطلبات كل حالة . فهل يصح القول ان البعث هو آفة ابتلى بها المجتمع العراقي والى اي مدى ؟ ام ان المفردات والتعابير امرلايعنينا كثيرا حينما ندبج شيئا متصورين انه كبد الحقيقة ؟! ان حزب البعث ، ظاهرة سياسية، افرزتها ظروف العالم العربي في عقود الاربعينات والخمسينات ، كما افرزت عشرات الظواهر والتنظيمات القومية والوطنية المشابهة ،واعتماده الانقلاب والتآمروالاساليب اللاديمقراطية في الوصول الى الحكم ممارسة تنشأ عن وضع اجتماعي ومستوى تطور تاريخي معين وعدم قدرته على انتاج سلوك و ممارسات ديمقراطية حقة تنسجم مع الادعائات العريضة على صعيد الفكر والشعارات ، وهي ممارسة لم تكن تقتصر على حزب البعث ، غير انه بفعل قدراته الذاتية وايمانه ان السلطة هي مفتاح التغيير دون التوقف ، طويلا ،عند سبل الوصول اليها ، وجملة ظروف ومتطلبات اقليمية وعالمية ، بالاحرى تدخلات ومرامي تخص المنطقة عموما وبعض اقطارها خصوصا ، وبفعل طبيعة ومستوى وعي وممارسة القوى السياسية العراقية المؤثرة يومذاك ،نجح في ان يكون الاداة المنفذة وتمكن او مُّكن من السلطة في بلادنا واماكن اخرى حيث استعير كغطاء ايديولوجي مناسب لانقلابات عسكرية جاهزة ومدعومة ومحددة الغايات ! كان هو، حزب البعث ، بالنتيجة ، كافكار وادعاءات وشعارات ، وشخصيات تاريخية ، اول ضحياها لتنتهي الى دكتاتوريات عائلية او عشائرية او فئوية في افضل الاحوال وليتحول الكيان التنظيمي له الى اطار للانتهازيين والوصوليين ساند للسلطة والطاغية دون اية قدرة على النقد او التعديل او المواجهة ، فاين هذه الوقائع من القول بان البعث اكبر آفة ابتلى بها العراق بالاشارة الى ظروف ومعطيات ونتائج الافة كما قدمنا ؟ ؟ هل ادمن العراقيون البعث واستساغوا او اقتنعوا بافكاره وممارساته بحيث وجدوا فيها ظالتهم المنشودة التي لايستطيعون عنها فكاكا ويستلزم الامر جهودا استثنائية لاعادة تاهيلهم فكريا لانهم ملتاثون بهذا النوع من الرؤى والافكار ؟ان معظم ، ان لم اقل كل وقائع حياتنا اليومية ، الان وسابقا ،لاتؤيد هذا المنحى .لقد هزم حزب البعث كافكار وممارسة سياسية منذ امد بعيد، منذ سنواته الاولى في السلطة ، ويكاد تاثيره الحقيقي يكون صفرا دون روافع السلطة والمال والقمع الوحشي التي كان يعتمدها .وبقي مجرد نظام فردي متسلط لا يحضى باية قاعدة اجتماعية وشجرة منخورة تعتمد الديماغوجية من اعلى والزيف والنفاق من اسفل ،تهاوت عند اول مواجهة ، بل ربع مواجهة مع الغرب وامريكا التي كفت عن ان تكون موآزرة ومستفيدة ، في العلن او في السر ، ولم يكن اي من فتى او صبي في شمال اووسط او جنوب العراق ، ناهيك عن البالغين من الرجال والنساء ، الا ويدرك طبيعة السلطة والبعث ويضحك منهما عبر سيل من النكات ما ان يشعر بمأمن ، فاين هذا الامر من القول بان البعث كان آفة !!. بقي لدينا امر تلك الماكنة الجهنمية اللعينة التي نجحت ومازالت ،في تضليل العراقيين والعرب بحيث حولتهم الى خدم لمراميها وغاياتها دون وعي وبالضد من مصالحهم ذاتها ... وامر" الاف البعثات المتخصصة في الاعلام و توجيه الرأي العام "والسيطرة على الوعي الجمعي والحرب النفسية . نعرف كلنا امر تفاهة تاثير وفقر الاعلام البعثي والسلطوي وكيف انه لم يلد او يبرز اسما عراقيا واحدا مؤثرا ومقنعا على هذا الصعيد مما الجأه الى شراء الاقلام العربية " اسماء معروفة ومرتشية من الاعلاميين والفنانين من صحف ومجلات معروفة تاتمر بامر الخليج او الغرب وامريكا ، خصوصا خلال فترة الحرب العراقية الايرانية ولاسباب لا تحتاج الى توضيح ، اما وسائل اعلام النظام من صحف وتلفزيون واذاعات فكانت فقيرة فقرا مدقعا ومحل سخرية وتندر العراقيين من سخفها واسفافها وتلفيقاتها المفضوحة ولغتها الركيكة رغم انها كانت تحتكر الساحة الوطنية وتعمل بلا منافس، فاين خبرة "الاف البعثات المتخصصة في الغرب " تلك ،ومن هم ممثليها ، واين تاثير شعب ومديريات الحرب النفسية المتمكنة تلك ، لا اعرف ،فقد عشت طوال سنوات الجمر في العراق ولم نشهد الا واقعا اعلاميا هزيلا ولم نقرأ او نسمع او نشاهد الا تلك الاكاذيب والسخافات التي لم تكن تعتمد الا على السباب والشتائم والتشكيكات في الاصل والانتماء والوطنية والاتهامات بالعمالة مما رسم ملامح لغة بعثية معروفة كانت محل استهجان وازدراء حتى غير المتعلمين وانصاف المثقفين وعامة الناس وتاثيرها وقدرتها على الاقناع لم يكونا اقل من الصفر فحسب بل ومضادان تماما لمراميها وعكسيان على طول الخط مما جعل حتى راس النظام يشكو على رؤوس الاشهاد وفي التلفزيون من هذا الواقع ويقارنه بما كان عليه الاعلام العربي من قدرات !! فاين هي الماكنة الشيطانية ذات القدرات غير المسبوقة في التضليل ؟! اما اذا كان المقصود هو ماشاع من مهرجان نفاق وزيف وتلميع صورة الطاغية واسباغ الصفات والخصال الاسطورية عليه عبر نتاجات العشرات بل والمئات ، من "الكيولية" والمرتزقة من الاميين الحقيقين ممن تسموا شعراء وفنانين ومطربين ، رقصوا على الام الشعب المقهور وجراحه وعظموا سخافات الطاغية ومارسوا حتى ال.(.... ) له ولابنه وبطيب خاطر ، فهؤلاء ليسوا من الاعلاميين الذين اعدوا في" بعثات الى الغرب" ولا "مختصين في الحرب النفسية" وانما هم سقط اجتماعي وفكري يجد ظالته عند مائدة كل طاغية ويبدي صغاره عند يد كل متجبر ، وهم لايمثلون قدرات شيطانية لاقبل لاحد بها وانما هم بضاعة جاهزة ورخيصة وبرسم البيع دائما وهم اجدر باعادة التربية الاجتماعية والتاهيل الثقافي لو توفر قدر معين، اليوم ، من الشعور بالمسؤولية اتجاه المجتمع وثقافته ، ماضيه وحاضره ومسقبله ، لكننا نجد وياللعجب ان ، هؤلاء، انفسهم ، بلحمهم ودمهم ، وليس مجازا او تورية ، ما زالوا يواصلون مهمتهم بنفس الحمية واكثر بعد ان استبدلوا الزيتوني وسيفونة القائد بما يضاهيها ويحل محلها من ادوات ورموز،و بعد ان تمكنوا او مكنوا من اجهزة اعلامية وقنوات وصحف ومجلات ومواقع رسمية وغير رسمية رغم ان معجبيهم وطباليهم في الخليج وغيرهم يعيرون العراقيين ،باستمرار، بهم ويعدونهم ، عن غير حق ، نموذجا للعراقي وولائاته الموسمية !!
. ان معظم ما يدرجه الكاتب من عوامل تمكين للبعث هي عناصر محايدة تخدم كل الاطراف ولا ترتبط حصرا بآ لة الاعلام البعثية ، ولاتمنحها ميزات اضافية ، فالايديولوجية الشمولية ، ليست ميزة في هذا الجانب وفي هذا العصر بالذات بل هي كانت وماتزال عنصر ضعف وتوهين اما تشويه سمعة الخصوم السياسيين وتاويل تحركاتهم سلبا وترويج الصور الملفقه عنهم فهو امر لا يختص بالبعثيين ولا هو من نواتج عبقرية فريدة وتاثير مهول تتمتع به ماكنتهم الاعلامية بل هو ممارسة مألوفة في كل بقاع الارض ، قديما وحديثا ، وهو شائع على الخصوص في الديمقراطيات الغربية وما تتيحه من حريات ووسائل وقدرات على التملص القانوني من المسؤولية ، وحيث يعيش السيد عبد الخالق في انكلترا وفي امريكا وغيرها هناك سيل لا ينقطع من المعلومات والدعاية السياسية فيها الكثير من تشويه صور الخصوم والافتراءات عليهم والتدخل في شؤونهم الشخصية وكل ذلك تعتبره بلدان الديمقراطية " جزءا اصيلا من قواعد اللعبة ، بل اننا شهدنا ونشهد افتراءات واكاذيب واتهامات بالعمالة فاق ماكان يكيله نظام صدام ويكيله البعثيون حاليا لهم، بين فرقاء متحالفين ضمن التحالف الواحد بل ومقابلات تلفزيونية تضمنت شتائم واتهامات صريحة بقتل العراقيين وتصفيتهم والارتباط بالمخابرات والفيالق الاجنبية والامتثال لاوامرها في كل شيء ، فمن نصدق ؟ و اين الشيطنه والغوبلزية، قياسا بهذا الامر ، في بضعة رسائل ومقالات واكاذيب يمكن الرد عليها وتفنيدها وفضحها بسهولة ؟!بل ان الكاتب نفسه يصفها بالافتراءات الغبية المتهافته والهذيان الذي يدل على غباء صاحبه ؟! اما التكنولوجيا الحديثة وما تقدمه من امكانات جعلت باستطاعة فرد واحد ان يمارس التزييف والتلفيق على مدى واسع ، فهي لا تخص البعث وماكنته بل هي سلاح ذو حدين على حد تعبير الكاتب يمكن ان يكون في خدمة الجميع ، كذلك وجود شريحة واسعة سريعة التصديق ولا تمتلك الكثير من الحس النقدي ، فهو امر موجود في كل مجتمع بل ان المجتمعات المتقدمة تضم شرائح وقطاعات واسعة جدا من هؤلاء تفوق ما موجود في الشرق والاوسط منه خصوصا والعراق على وجه التحديد حيث الناس الغارقين في الشان السياسي حتى الاذان !
يبقى مهما، اذن ، السؤال عن الدوافع الحقيقية التي تكمن خلف رؤية الكاتب ولماذا يمتلأ مقاله بالمغالطات التي تفتقر الى السند والتي ساقها دون ان يعبأ كثيرا بالحقائق والوقائع ؟هل هو الجهل السياسي ؟ ام هو الاستخفاف بعقل القاريء وقدراته ، ام تصور ان للكلمة والعبارة سحرا ينوب عن تعبيرها عن الحقيقة ووصفها الصادق للواقعة ؟ ام هي مجرد هواية الكتابة في الشان السياسي؟" مثال بسيط ، قدم الكاتب او اقتبس، واقعة التنكيت على الاكراد والشروكية بعد انتفاضة 1991 ثم الدليم بعد محاولة محمد مظلوم وفق هذا الترتيب الزمني وعلى اساس انه من اعداد شعبة الحرب النفسية في مخابرات النظام ، كواقعة حقيقية لاشك فيها في حين يعرف العراقيون ان التنكيت حول الاكراد قديم وهو يستند الى جملة عوامل منها ماهو بسيط وبريء مثل نطق الاخوة الكرد لبعض الحروف العربية بما يتناسب ولغتهم ومخارج حروفها مما يثير الالتباس او وحدة ضمير المخاطب والغائب الذي يشير الى المفرد المؤنث والمذكر وتباينه بالنسبة للعربية او ماكان يتصوره بسطاء العرب من سذاجة الكردي ومنها ما هو مغرض ويصدر عن روح التعصب والاستعلاء القومي والشوفينية ، ولها ما يماثلها بالنسبة للكرد باتجاه العرب ، وهي عوامل كانت حاضرة باستمرار تشتد او تخف تبعا للظروف السياسية والاجتماعية في البلد ، اما التنكيت على الشروكية فقد عبر دائما عن روح استعلاء ثقافي واجتماعي موهوم لدى البغادة وبعض المتحدرين من شمال وغرب بغداد منذ الخمسينات ، وبغض النظر عن هويتهم الطائفية وكان في الستينات اشد بروزا واوسع مدى ولم يلحظ له اتساع في اعقاب الانتفاضة ، بقي امر الدليم وهو امر ينطبق عليه ما اسلفنا بشان الشروكية وقد شاع منذ الخمسينات وتجد ان ابناء الانبار والغربية هم الاكثر تنكيتا بشانه ذلك انه يسخر من بساطة القروي والريفي ، ولم يترافق مع محاولة الشهيد محمد مظلوم او ينجم عنها الا اذا اردنا قسر الحقائق والوقائع ولوي اعناقها لندخلها فيما نريد من اطر ،ثم ان هذا امر شائع لدى مختلف الشعوب اذ غالبا ما توصف فئة من المجتمع بانها الاكثر بخلا او حماقة او الابسط تدبيرا وغير ذلك مما يعرف علماء النفس والاجتماع آلياته ودوافعه النفسية والتاريخية والاجتماعية ، واذا كان من يقف خلف طبخ واختلاق هذه النكات ضد الاكراد والدليم والشروكية وبمنهجية مدروسة ، شعبة خاصة بالحرب النفسية ، فهل ان هذه الشعبة نفسها تقف خلف تنكيت المصريين على الصعايدة او السوريين على الحمامصة او الانكليز على الاسكتلنديين والايرلنديين !!
نعود اذن مرة اخرى الى التساؤل بصدد دوافع السيد الكاتب الى خلق هذا البعبع ، خصوصا بالارتباط مع بضعة مقالات للكاتب حذرت من الغفلة عن الانقلاب البعثي الوشيك او قيد الاعداد ، فنستشف انها الدوافع نفسها التي تكمن خلف كل حالة مماثلة من خلق عدو او طنطل او النفخ فيه وتعظيم قدراته واسطرته ، انه خلق شماعة مناسبة تعلق عليها كل الشرور وتنسب اليها كل المشاكل والمعاناة وبالتالي التخلص من مسؤولية الفعل الجاد والبناء والمسؤول والا فان اية اكاذيب تخص هذا المسؤول او ذاك يمكن دحضها بكل يسر بتبيان زيفها من خلال القاء ضوء الحقيقة الباهر والمدعوم والموثق ، خذ على سبيل المثال الفديو الذي انزل على موقع اليو تيوب والمتضمن صور سيارة فيراري تجوب شوارع لندن وهي تحمل رقم 1000 /نجف ويشار الى انها سيارة نجل السيد المالكي بالامكان الرد على هذا الامر وتفنيده بمنتهى البساطة بعرض صورة صفحة السجل المروري للسيارة التي تحمل هذا الرقم مع صورتها الحقيقية ومالكها وهويته ان كان في الامر تلفيقا او تبيان ان السيارة لا تعود لنجل المالكي وانما لشخص آخر هو مالكها الشرعي ، ان كان ثمة ثري عراقي يملكها ويجول فيها في شوارع لندن ، او بالقول ان السيد ابن المالكي يملكها حقا وانه اشتراها من ماله الخاص لانه يعمل في القطاع الفلاني وقدراته المالية لا شان لها بمنصب ابيه وامكاناته ، او ، اخيرا تبيان ان الامر كاذب جملة وتفصيلا وملفق بالاساس لان السيد ابن المالكي يملك سيارة اخرى لاشان لها بهذه السيارة ويملك مثلها العشرات او المئات من ابناء الشعب .... في كل الاحوال ثمة رد يلقم الملفقين والمفترين حجرا ويخرسهم ويشفي صدور قوم مؤمنين اذا سلطنا نور الحقيقة الباهر وكان رائدنا، والى جانبنا الحق و الصدق ! كذلك امر اية اكذوبة او اشاعة او تلفيق ينال من اي مسؤول صادق ونزيه او وزارة او جهة متفانية او مخلصة ، وهذا امر لاينبغي للسيد عبد الخالق حسين وحده تحمل وزره والا ّ مالذي تفعله اقسام الاعلام والدعاية في كل وزارة مع كادرها الاعلامي ومدراءها وماتملكه من مجلات في الغالب بل وقنوات فضائية حتى لدى بعضها ؟! بل وبامكان اي مسؤول اعلام في اية وزارة، ومن غير امتلاك الوزارة لوسائل اعلام خاصة بها ، الاتصال بالقنوات الفضائيه العراقية وان لم تكف فالعربية وتوضيح الوقائع وتبيان الحقائق ودحض الاكاذيب ، بدلا من نزف الجهد والمال في اصدار مجلات غاية في الاناقة والجمال لا تسّبح الا بانجازات(!) الوزير ووكلاءه وصورهم الملونه وكلماتهم المبجلة، مجلات لايقرأها احد وتستنزف الملايين من الدنانير بين اكلاف وعمولات ورشى!! او اصدار التقاويم والاجندات الباذخة كل عام لا لشيء الا لاستيفاء العمولات المناسبة وتطمين المتعهدين ؟ اذن فامر تفنيد الاكاذيب وتبيان الوقائع يسير وهيّن مع ما تتيحه وسائل الاتصال الحالية واجواء الحريات الاعلامية المتاحة خصوصا اذا توفر لدينا اعلاميين يجيدون القراءة والكتابة ، حتى ولو" نص عمر" ! .ولكن ماذا نفعل بشان الوقائع والحقائق التي لاسبيل الى دحضها وتفنيدها ؟ والتي لا دور لماكنة البعث او اية ماكنة ، جهنمية او غير جهنمية في صنعها او اختلاقها ، لكنها ، بالطبع ،مجال خصب للدعاية والتعبئة والتحريض؟ كالفساد المستشري بصّوره المروعة او معاناة المواطن من غياب الحصة التموينية وكونها موضوعا لاملاقه واثراء الاخرين غير المسبوق ؟ او ازمة الكهرباء غير القابلة للحل رغم صرف مبالغ مهولة تكاد تكفي لاعمار دول وعلى مدى سنوات ؟او رواتب ومنافع الرئاسات والدرجات الخاصة او رواتب البرلمانيين ورواتبهم التقاعدية الضخمة بعد خدمة لا تزيد عن اربعة سنوات؟ او مهازل الخرق الامني التي لاتنتهي رغم كل الايام السود ومئات بل الوف الاوصال المقطعة ؟!ان هذه الوقائع ، ياسيدي الكريم ، كاية وقائع اخرى ، اشياء عنيدة ، كما يقول المثل الانكليزي ، الذي تسمعه حتما ، وهي ليست من صنع ماكنة البعث ولا من اكاذيبها رغم انها مجال في غاية الخصوبة لدعايتها ودعاية غيرها فعلا، انها ايضا ، وبالدرجة الاساس ، موضوع لالم ممض وشكوى صارخة تنطلق من قلوب وافواه العراقيين ، في كل لحظة ولا علاقة لها بآلة البعث ولا تضليل ماكنة اعلامه الجهنمية !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - the ideoligical war against the fashism
Munawar Al-Mahdawi ( 2012 / 1 / 18 - 21:55 )
Since some -dangry-books were published,as well as the book of Tim Weinrt and the book of Thomas Powers about the History of the CIA,we know sure such facts:Nasser regime and the Baath criminal system in Iraq were eduicated and supperted by the agents of the organization of the exnazi general Gelin.Baath was- the choice -of the Imperialists as the favour political power to stop the revolutional process,which started at 14th July 1958.I use this opportinity to express my big respect to Dr. Abdul Caliq Hussein for his brave and nice contributions against the iraqi fashism!It is the responsibility of all iraqi patriots now and in the future.Long live the holy solidarity between all antifashists! My regards...


2 - العزيز منور المهداوي...
عارف معروف ( 2012 / 1 / 19 - 07:37 )
تحية ومحبة وبعد
معك في فضح جرائم الفاشية واجتثاثها ومعك فيما قدمت من دعم الامبريالية وبقايا النازية لنظامي ناصر والبعث ، خصوصا خلال مرحلة نهاية الخمسينات وتحديدا لغرض اجهاض الثورة العراقية واحتمالات تطورها ، وقد تناولت ، انا ذلك ، مرارا ، سواءا في ردي على السيد قوجمان او نقدي لسياسات الحزب الشيوعي او تناولي للطائفية في العراق والنظام العربي التي تجدها ، ان احببت الاطلاع عليها ، في موقعي على الحوار المتمدن، بل انني في هذا المقال اشير الى ان البعث كان اداة جندت لتنفيذ مرامي واغراض دولية واقليمية ، لكن هذا شيء ، ايها الكريم ، والموضوعية في دراسة اية ظاهرة ووضعها في حجمها الصحيح وتاثيراتها المحددة شيء آخر،ان البعث نفسه ، بشخوصه او بوسائله او بمضامينه لم يجتث او يفضح او يعرى، حتى اليوم ، مع توفر ملايين الوثائق والمواد الفلمية والمكتوبة والتي لا يفرج عنها لغرض في نفس يعقوب والتي لو استغلت في تثقيف حقيقي ودؤوب ضد الفاشية والانتهازية لاغنت ليس اجيال العراقيين الناشئة وحصنتهم حسب بل والعرب والمنطقة وبينت لهم مرارة التجربة العراقية، ان محاربة عدو شبحي وعدم تسمية الاشياء ب عبر المبالغة وا ،


3 - العزيز منور المهداوي
عارف معروف ( 2012 / 1 / 19 - 08:11 )
في رد معاناة العراقيين المريرة اليوم ، جلها ، الى فعل الاكاذيب والدعايات والمؤامرات البعثية امر ليس من الموضوعية في شيء وهو لايخدم امر مواجهة وحل ازمات ال العراق والعراقيين الحالية ، انه تحويل للانظار ووادامة شماعات يجب ان نكون قد تجاوزناها بعد تسعة اعوام !. ان المعاناة الاكثر قسوة التي يغرق في حمأتها العراقيون اليوم قد استنزفتهم وشغلتهم عن اي حرب او تثقيف منهجي او حتى تذكر معاناتهم الرهيبة خلال خمسة عقود ، بل لابد من توضيح ان الكثير من العراقيين وبعضهم ممن قاسوا بشدة على يد الفاشية بدأو - يحنون - الى ايام النظام السابق او على الاقل يرون الى ايجابياته ولا يتقبلون القول باننا اصبحنا افضل حالا .... ان هذا الامر قد يسهم في الترويج للفاشية بدلا من محاربتها ، علينا ان ننظر الى اوضاعنا بجدية ونشخص معاناتنا الحقيقية ، اليوم ، الان ، والتصدي لحلها، ولا بد من ان اختم بكلمة ، ايها الكريم ، ففي سجل الشرف الذي اعتز به مواجهة مستمرة مع التسلط والدكتاتورية والجريمة ابتدأت بال- بسطات - طالبا وانتهت باعتقالات عديدة وتعذيب ثم توجت بحكم اعدام وقضاء بضعة سنوات في محجة العراقيين الشرفاء يومذاك اابو غر


4 - العزيز منور المهداوي
عارف معروف ( 2012 / 1 / 19 - 12:02 )
... ابو غريب مع محبتي وتقديري


5 - العزيز منور المهداوي
عارف معروف ( 2012 / 1 / 19 - 12:11 )
... ابو غريب مع محبتي وتقديري


6 - علينا بتسمية الاشياء باسمائها رغم مرارتها
اسماعيل ميرشم ( 2012 / 1 / 19 - 13:41 )
تحياتي للجميع ، فقط مداخلتي للتلطيف: قبل ايام طبعا في بلد خارج العراق تحدثت مع شخص ليبي عن المأساة التي مرت بها الشعب العراقي بكافة اطيافة طيلة عقود تسلط البعث وكذلك الماساة التي تعاني منها العراقيون اليوم وحاولت الربط مابين الماضي والحاضر فيما حصلت وما تحصل في العراق لاظرب له مثلا واقعيا وحسب تجربتي الشخصية في العراق عندما تحدث عن قضايا تحصل حاليا في المجتمع اليبي اليوم، فذكرت له قصة الاب العراقي الذي قام بقتل ابنه الفار من الجيش والذي عرضه صدام على شاشات التلفزيون وكرمه وطلب من الاباء العراقيين ان يكون هذا-الاب القاتل- مثلا لهم في الوطنية!؟ وذكرت قصة الزوجة التي قامت بطلب الطلاق من زوجها وعندما امتنع القيام بما تسعدها، قامت بتسجيل صوت زوجها وهو يقذف راس النظام بكامات نابية في الفراش وفي اليوم التالي اوصلتها للشرطة وحصلت لزوجها ما حصلت كمثالين لكيفية تفتيت العائلة وزرع الخوف والريبة مابينهم في سبيل ادامة النطام لسلطتها القمعية. صحيح ان النظام البائد قام باعمال خارقة في سبيل بقائها لكن ليست من الصواب والحق استخدامها كتبرير وتزويق للحالة الصعبة الحالية التي تمر بها شعبنا. و


7 - الاخ الكريم اسماعيل ميرشم
عارف معروف ( 2012 / 1 / 19 - 14:31 )
تحية ومحبة ، انا ناقشت القول بان البعث آفة بعد ان حددت معنى آلافة اولا ثم مسالة ماكنة البعث الجهنمية وهل كانت ومازالت تفوق آلة الاعلام النازية بتاثيرها ، بحيث ضللت العراقيين والعرب وماتزال ؟هذا ما اختلف فيه مع السيد عبد الخالق وارى انه غير موضوعي ولايخدم قضية اجتثاث الافكار الفاشية والظروف التي تساعد على انبثاقها وترعرعها كظاهرة سياسية كما اختلف معه في ان كل مايراه العراقييون ويعانون منه من بؤس حاليا ناجم عن تضليل الماكنة البعثية والا كان ذلك سخرية بوعي شعبنا اولا وابعاد المسؤولية عن المتحكمين حاليا ، ولم اناقش طبيعة الاجرام الوحشي والمنقطع النظير الذي كان عليه البعث وصدام خصوصا ، فلو كان ماناقشه السيد حسين في مقاله جهنمية واساليب الاجهزة البعثية القمعية وتحللها من كل قيمة انسانية ومدى خبرتها وخبثها لوافقته على ذلك واضفت المزيد اما نسبة الخوارق الى ماكنتهم الاعلامية فاخالفه فيه كل المخالفة ، مع التحية

اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا