الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف يقررون وبماذا يفكرون(5) خلاف مسيحي مسيحي

الاء حامد

2012 / 1 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



كيف يقررون وبماذا يفكرون(5) خلاف مسيحي مسيحي
من ملامح المجتمع العراقي هذا التنوع المذهبي والديني والقومي الذي يفترض إن يؤدي إلى حالة من التعايش والألفة وان يكون عامل إثراء ثقافي للمجتمع ولكن الواقع أيضا يمكن إن يتحول إلى كارثة بكل ما تحمله الكلمة من إبعاد , إذا تحول إلى احتراب وتباغض بين مكونات المجتمع بفعل السياسة او الدين , إذا اتخذا وجهتين طائفتين.

من هذا المنطلق نعتقد إن الأزمة الحالية التي يشهدها العراق اتخذت منحا طائفيا في صراعات الساسة وكل طرف استخدم طائفته ضمن إبعاد الصراع الحقيقية لمكاسب سياسية ولو كلفت تقسيم البلد وتمزيقه ومزيد من هدر الدماء.

الطائفة المسيحية كغيرها تعرضت للقتل والتهجير والإقصاء وكان لابد من الالتفات إلى ما سيصبها من اضطهاد بغيض آخر إذا ما حكمت الأصولية الدينية المتطرقة سيطرتها في البلاد. ونحن دعونا الى علاج هذه الظاهرة الخطيرة ومتى ما عولجت هذه المشكلة لا تبقى أي مشكلة أخرى بين مكوناتها.

في واقع الأمر لا توجد لدينا مشكلة في هذا الخصوص من شانها إن تكون محور للبحث والجدل كما هو واضح ولكن بأعتبارنا ككلدان ولدينا مشكلة مع إخواننا الأشوريين فلهذا نعتقد بأنه شاءت الظروف إن نحتك بهذا الواقع فأصبحنا معنيين به ومحسوبين عليه ومن هنا جاز تناول هذا الموضوع ضمن هذه السلسلة.

المشكلة تكمن في شخصيات سياسية مسيحية تقدم نفسها على أنها الممثل الوحيد للشعب المسيحي وتحاول تهميش المكونات الأخرى المنطوية تحت هذه الطائفة واعني بذلك سعادة النائب يونادم كنا سكرتير الحركة الديمقراطية الأشورية , ولقد دأب في أحاديثه على تهميش الكلدان والإقلال من شانهم وتبخيس تاريخهم والإصرار على حصرهم في إطار مذهبي كنسي فقط وهذه أفكار عنصرية مقيتة لايجوز ترويجها في العراق الجديد.وان نظرية إلغاء الأخر قد ولى زمنها وأصبحت من الماضي غير المشرف . ولا أريد هنا إن أسيء لسعادة النائب كما قد يعبر البعض ممن خبر أساليبهم وإنما نحن بصدد حقائق انتزعناها من رحم المحنة ومن مرارة التجربة المريرة.

لا أريد ان أتحدث عن استغلال لقضايا دماء الشعب المسيحي فيبدوا ان الشهادة والشهداء أضحت تجارة سياسية وظفها الساسة لنيل المزيد من المكاسب المادية والسياسية وقد مكنتهم الظروف من الاستحواذ على المناصب والمال والنفوذ وأصبحوا في ميسرة بينما عوائل الشهداء والجرحى من أبناء شعبنا تعيش تحت وطأة البؤس والحرمان والمضايقات في العراق.

فيبدوا ان مصالحهم السياسية قائمة على الضرر وخراب البيوت ومأساة العوائل التي فقدت من يعيلها . فلو انهم اشتغلوا في السياسة دون ان يقحموها بالدين لكانوا قد أحسنوا الينا والى الدين معا. فهم عندما يحتاجون الدين لزيادة رصيدهم الجماهيري يلجون إليه وعندما يحصلون على مراميهم لا يتخذون منه وسيله او اعتبار وهذا ما برز واضحا في عدم قبول مرشح البطريركية لمنصب ديوان الأوقاف"

وعلى هذا الأساس كان بودنا إن نبعد الصراع السياسي والطائفي والقومي عن مجمل نشاطاتنا وفعاليتنا من اجل خدمة شعبنا العراقي عامة والمسيحيين خاصة.
فنحن نعتقد لمصلحة من؟ ان يحصل صراع اثني بين مكوناتنا في وقت نحن أحوج اليه للتكاتف والألفة والمحبة بدل الصراع على مراكز ومناصب في السلطة . لماذا نكون جزء من مشاكل البلد ولا نكون جزء في حلها؟

علينا ان ننفر قبل غيرنا (كوننا أقلية) من الاوديولوجيات نفورا شديدا وعلينا ان نرثى الذين مازالوا تبلغ بهم السذاجة بأن يصدقوا بالشعارات والمبادئ الجميلة وتستهويهم قصص التراث ووقائع التاريخ , صحيح ان هذا الاتجاه تعمق وتغذى بأدبيات الجهات السياسية التي ما فتأت تكيل المديح والثناء المفرط لتاريخها النضالي على الرغم من ظهور عوارها التي كشفت وباتت لا يسترها شي .لكن على الأقل إن لا ينطلي عليها تلك المؤامرات الخارجية التي لا تريد الخير للعراق وأهله.

من الواضح ان هنالك إطراف خارجية تحدثنا عنها بهذه السلسة كرست طاقاتها لجر كافة العراقيين من ضمنهم أبناء شعبنا الى الحرب بشتى الطرق وبمختلف الوسائل
لتمرير مخططاتها ألبغيضة في العراق وهذا بدا يمر على عقولنا ونقع ضمن دائرة الصراع بل نكون جزء منه .

فلماذا ساستنا يصرون على مواقفهم ولا يقدمون تنازلات يمكن ان تساهم في الحل ولكن الاملاءات الخارجية والأجندات التي ينفذونها لا تسمح بهذا الأمر, فتجدهم يختلقون الأزمات تلو والأزمات .. ومن هذا المنطلق نطالب سعادة النائب ان يكون بمنأى عن هذه الخلافات والصراعات التي من شأنها ان تمزق الهوية المسيحية وان يترك خيار منصب ديوان الأوقاف للكاردينال دلي عمانوئيل الثالث كونه المختص بهذا المجال.

عذرا ان تداخلنا بهذه الجزيئة ضمن هذه السلسلة التي لم تكتمل محاورها عن اصل الموضوع بعد ولكن ظروف الموضوع وحساسيته دفعنا تقديم هذا الجزء الذي جاء ضمن هذه السلسلة وسنحاول ان نكمل بقية الاجزاء ضمن اطار البحث المخصص . تحياتي لكم جميعا ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مسيحي وزيرا للاوقاف الاسلامية في سورية
كنعــان شـــماس ( 2012 / 1 / 19 - 11:48 )
يا ست الا رئاسة ديوان الوقف المسيحي مسالة ادارية بحتـــــة لاعلاقة لها بالعقيدة المسيحية ويبدو ان الاب الكاردينال دلي مرغم بممن حوله لاتخاذ هذا الموقف والتصريح المعيب والذي لايليق بسمعة وتاريخ البطريركيــــة وحتى لو عين رجل مسلم او يزيدي او صابي لهذه الوظيفة فالمسالة لاعلاقة لها بطقوس الديانة المسيحية يا ست الاء الرجاء ان تستمعي الى توضيحات السيد يونادم كنا حول هذه الفقاعــــة الخبيثــــة كان في سوريا في احد الاوقات وزيرا مسيحيا لاوقاف المســــلمين ولم نسمع ان احدا لطم وزعق على هذه المصيبة صدمنا بمقتل مطران الموصل وتفجير عشرات الكنائس والافدح مجزرة كنيسة سيدة النجاة وذبح المصلين فيها وخباثة الحكومة في تلك الفاجعة لكن البطرك لم يستفز ويهدد ويرد بمثل مارد على تعين شخص في هذه الوظيفة او تلك شخصيا افضل تعين عراقي مسلم مشهود له بحث العراق بهذه الوظيفة مسوولا عن املاك الكنيســــة المسيحية والاديان الاخرى تحية


2 - اين هي المشكلة؟
عصام المالح ( 2012 / 1 / 19 - 12:50 )
ياسيدتي انا استغربت جدا بانزلاق كنيستي الى هكذا نوع من الخطاب ومن اجل ماذا؟ منصب اداري بحت لايقدم ولايؤخر. ثم ذهب رعد الكلداني وحل محله رعد اخر وهو ايضا كلداني فما الفرق بينهما؟ ثم يدعون باننا مهمشون من قبل يونادم كنا، انا لاافهم كيف يستطيع نائب ان يهمش شعب وبماذا؟ فهو نائب لايمتلك سلطة تنفيذية. فالكلدان لديهم احزاب سياسية وهم نشطون وشاركوا في الانتخابات ولم يحصلوا على شئ فما ذنب يونادم بذلك؟. وللامانة يجب ان نقول بان الحركة حرصت دائما ان يشغل كلداني لاي منصب مخصص للحركة .عدة وزراء كانوا جميعم من الطائفة الكلدانية.


3 - نعم الموضوع حساس
وليد يوسف عطو ( 2012 / 1 / 19 - 13:17 )
العزيزة الاء حامد الجزيلة الاحترام . اسعدت بتحولك في الكتابة في اتجاه اخر واحب ان ابين رايي المتواضع .اولا انت قلت ( الطائفة المسيحية ) والمسيحيون ليسوا طائفة سيدتي والخطا جاء من اطلاق الصابئة المندائيون على انفسهم كلمة طائفة وهم ليسوا كذلك . المسيحيون جزء اساس واصيل من الشعب العراقي وكانوا في العراق قبل مجيء الفاتحين العرب المسلمون بل ان يهود مملكة يهوذا جلبهم نبوخذنصر قبل 2500 عام فهم ايضا اصلاء في العراق وهناك اتجاهات خطرة في السياسة العراقية وعلى اعلى المستويات تسمي المسيحيون بالجالية المسيحية اي تطلق عليهم ضمنيا صفة الدخلاء وغير الوطنيين ولانريد ذكر الاسماء وهي معلومة .والمسيحيون في العراق يشكلون عدة طوائف ربما ثمانية او اكثر بين كنائس ارثوذكسية وكاثوليكية وانجيلية بانواعها .ثانيا تقولين عن المسيحيين انهم اقلية وهو مصطلح خاطيء راجعي مقالتي ( الحزب الشيوعي العراقي والاقليات ) حيث الاقليات تشير الى اقليات سياسية ربما تصبح اغلبية في انتخابات مقبلة ولكننا نضطر احيانا لاستخدام مصطلح الاقليات كما في مقالتك .. يتبع


4 - الاء حامد تكملة 2
وليد يوسف عطو ( 2012 / 1 / 19 - 13:27 )
عزيزتي الاء ..الصراع الاثوري - الكلداني هو صراع - طائفي - مذهبي بين كنيستين انعكس على الصراع بين احزاب الطائفتين والحل يكمن في الفصل بين عمل الكنيسة كطائفة مذهبية وبين عمل احزاب الطائفة وعلمنة الطائفة والعمل على توحيد الكنائس المسيحية على حد ادنى وتوحيد الخطاب السياسي للاحزاب المسيحية اما الحل الجذري فهو دخول المسيحيين في التيار اليساري والعلماني والديمقراطي والليبرالي في جبهة انتخابية واسعة لديها اهداف سياسية وثقافية واضحة ونبذ العمل مع الاحزاب القومية الطائفية والعمل على مبدا المواطنة والانتماء للعراق لاللطائفةاو الحزب السياسي فالتقدم والمساواة في المواطنة عندما تصيب العراقيين فانها ستشمل المسيحيين ايضا اما المضحك فهو الحديث عن ثلاث شعوب ولغات كلدانية واشورية وسوريانية وشر البلية مايضحك مع خالص تحيتي ايتها العراقية الاصيلة

اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟