الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاث استطلاعات !

ياسر السالم

2012 / 1 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


لم يكن حادث النخيب الإجرامي، أو محاولة اقتحام المجمع الحكومي في الأنبار مرتين، واقتحام مقري حكومة محافظة نينوى ومجلس محافظة ديالى من قبل مسلحين هو الحدث الأمني الأبرز في عام 2011، ولا حتى هروب 12 معتقلاً متهماً بالإرهاب في ظروف مازالت غامضة من مركز مجمع القصور الرئاسية في البصرة، و35 أخرين من سجن تسفيرات الموصل.
بل وليس أيضاً عشرات المفخخات ومئات العبوات والأحزمة الناسفة التي قتلت بهمجية الارهاب مئات الأبرياء. إنما هي واقعة تفجير البرلمان ابرز حدث أمني لعام 2011، بحسب ما أظهره استطلاع للرأي أجرته كلية الأعلام في جامعة بغداد !
نتيجة الأستطلاع تبدو منصفة، وغير مثيرة للعجب، لو علمت بأن "المستطلعة أرائهم" أختاروا قناة العراقية - المشكك في حياديتها - كأفضل فضائية عراقية.
كما أن المشرفين على الاستطلاع لم يعطوا أية بيانات أخرى، كعدد المشاركين فيه أو نسب الإجابات، الأمر الذي يضعف مصداقيته.
في استطلاع آخر أجراه موقع المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ، فقد كشف أنه نحو 95 في المئة من العراقيين الذين شاركوا في الأستطلاع، يؤكدون انعكاس الصراع السياسي على الوضع الأمني.
وقال بيان أصدره مكتب الدباغ الأسبوع الماضي، إن الاستطلاع شمل سؤالا محددا هو "هل أن الخلافات السياسية تنعكس على الأمن؟". وأيضاً لم يوضح البيان عدد المساهمين في الأستطلاع، أو أية معلومات أخرى، سوى أن الخمسة في المئة المتبقية أجابوا بـ"كلا" !
لا أخفيكم سراً، فقد تجولت في موقع الناطق بأسم الحكومة، ولم أجد ما يشير إلى أن الموقع يجري أستطلاعات للرأي بشكل دوري.
لذا أود أثارت التساؤل التالي: لمصلحة من أجري هذا الآستطلاع، ولما هذا التوقيت بالذات؟!
الأستطلاع الثالث ليس محلياً، فقد كشفت مؤسسة غالوب الأمريكية لاستطلاعات الرأي، أن نسبة العراقيين الذين يشعرون بأن وضعهم الحياتي من السوء إلى درجة أنهم يشعرون بأنهم "معذبون" قد ارتفعت من 14 في المئة في أكتوبر (تشرين الأول) 2010، إلى 25 في المئة في سبتمبر (أيلول) 2011.
أما نسبة الـ7 في المئة من العراقيين المعتزين بوضعهم إلى درجة أنهم يعتبرون أن حياتهم "مزدهرة" فهي أدنى نسبة سجلتها "غالوب" منذ عام 2008. واستخدمت المؤسسة ثلاث درجات في تقييم الوضع الحياتي للعراقيين الذين شاركوا في الاستطلاع، هي: "مزدهرة" و"شاقة" و"معذبة".
وبحسب المؤسسة فأن العراقيين الذين يحسون بأنهم "معذبون" عام 2011 هي الأعلى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في حين أن نسبة الذين يشعرون بأنهم يعيشون حياة مزدهرة هي الأدنى.
وأعطت المؤسسة على موقعها تفاصيل كاملة حول بيانات الاستطلاع، فقد أكدت أن عدد المشاركين يبلغ 1000 شخص بالغ في بغداد، بالإضافة إلى معلومات أخرى.
فاصلة
ليس كل الاستطلاعات موثوقة ويمكن الاعتماد عليها، فبعضها تكون خادعة وغايتها التسويق والترويج لهدف اولسياسية ما، وقد تكون ضرباً من ضروب الحرب النفسية.
وقد أوردت استطلاع مؤسسة غالوب، كي أبين الفرق بين أن تكون المعطيات متوفر أو غير متوفرة، وبين أن تكون الجهة المنفذة للاستطلاع مختصة أو غير مختصة، وهذه لها أهميتها في أثبات المصداقية.
أنه لمن الجيد أن تشارك المؤسسات التعليمية وبقية المؤسسات الحكومية، مع منظمات المجتمع والمؤسسات الإعلامية بأجراء استطلاعات دورية ذات جدوى ومنفعة سياسية اجتماعية اقتصادية وثقافية (وأشدد على الجدوى)، لكن الأجود إن توفر الجهة المشرفة على الاستطلاع قاعدة البيانات التي اعتمد عليها الاستطلاع بالكامل. كي تضفي شيئاً من المصداقية على النتائج.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصير مفاوضات القاهرة بين حسابات نتنياهو والسنوار | #غرفة_الأ


.. التواجد الإيراني في إفريقيا.. توسع وتأثير متزايد وسط استمرار




.. هاليفي: سنستبدل القوات ونسمح لجنود الاحتياط بالاستراحة ليعود


.. قراءة عسكرية.. عمليات نوعية تستهدف تمركزات ومواقع إسرائيلية




.. خارج الصندوق | اتفاق أمني مرتقب بين الرياض وواشنطن.. وهل تقب