الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نجمة المحبين

نايف حسين الحلبي

2012 / 1 / 19
الادب والفن


نجمة المحبين


في جلسة من الاسترخاء والهدوء الذي كنت أنعم به لم تكن تفصلني عن السنة الجديدة سوى نصف ساعة فقط،..... نصف ساعة ويعلن عن بدء السنة الجديدة
فقط كنت سعيدا!!!
وفي غفلة من الزمن...
أحسست بنبض قلبي يعزف سيمفونية جميلة، وشيء ما قد ملأ بالمكان... وهبطت كتلة نور من السماء أحسست بأن الزمن توقف معها، واخترق النور جسدي كله.

- من أنتِ وما كل هذا البهاء؟
قالت: أنا نجمة المحبين جئت إليك برسالة من حبيبتك... جئت لأقدم لك هدية وأهمس بأذنك عوضا عنها وأبارك عامك الجديد.... وأضع هذه الكلمات بين يديك..... وتابعت تقول:
تلقيت همسات حبيبتك في العمق، وقرأت فحواها من خلال نورها الذي اكتسى حلةٌ من أنوارِ قلبكَ المحبْ وروحكَ الهائمة.

فقلت: ولكنك طرقتي باب قلبي من غير استئذان!!!
- ولكن العفوية هي طبيعة المحبين
... قد ألم بالمكان غبطة من النور والفرح يعجز اللسان عن وصفها.

عانقتها بكلي وشممتها وتعلقت بأهدابها....... إن بها رياح آتية من أتون بعيدة، ومحملة بعطر راح يتغلغل بذاتي ويرقص معها نغما وحبا.
ناغيتها أحببتها وبقبلة طبعتها على جبينها بتودد وحب وأنا ممسك بها تمسك خائف شعر بِرَهبة أفقدته وَعْيُه.

امسكت بتلافيفها وبنورها وتساءلت كيف لي أن أحيط بها ؟
محياها عشق وعيناها سماء جميلة وبريقها أخاذ وريحها يقَطرُ حُلماً

وبدون أن ادري كانت أصابعي تضرب على أرقام هاتف نرجس حبيبتي................... التي راحت تحدثني عن قصتها مع النجمة فقالت:

وفيما كنت ارقب السماء لاحت لي بالفضاء نجمة كانت أنوارها تشع أكثر من قريناتها....... رحت ارقب عينيك من خلالها وارقب ساعة اللقاء.

أترقبها ترقباً حذراً، ترقب خائف من أن يكتشف حقيقة ما تفجع روحه، وتنغص عيشه وأنا لا أريد هذا.
حدثتها بدفء قلبي حديث محب يأنس لحبيبته ، وشكوت لها ضعفي وقلة حيلتي، وقلبي يتقطر أسا وحزنا على الأيام التي راحت تسير مسرعة لتأكل عمري، وتجهش على ما تبقى من أمالٍ وأحلامٍ، وراحت الأيام تسير بي سيرة مملة ورتيبة حتى كرهت نفسي، وكرهت الروتين والرتابة التي أعيشها، وأصبحت الأيام نسخة فوتوكوبي عن بعضها البعض.
لقد تم قتل أحلامي، وألوت ذراعي الأيام حتى لم تُبقِ لي غير واقع أعيشه مرغمة، وكابوس يضغط على حياتي كاد أن يقتل روحي معه.

وراح شيء ما يربطني بها ويشدني للسماء أبلغتها رسالتي إليك بوشوشات دافئة تنم عن عمق السكون لتضيء دربك وتنير عتمتك وتجلس بقربك لتحدثك وتبوح إليك بما لم استطع أنا البوح به إليك

حبيبتي وصلت كلماتك وتلمستها بشغف مع النجمة التي أنارت سمائي وعتمتي، أفرحت قلبي وملأت وحدتي وسكينتي....... وأضفت على عامي الجديد، سعادة مكللة بنور بهائك، وحسن لباقتك، وطيب محياك........ وأحسست بنبض قلبي يعيد لياقته من جديد، وشراييني تتفتح، وعبق الدم برأسي فرحا ليغذي كل منابع النور بي.

شعرت بسعادة لم اقدر على وصفها، إلا أنها حركت مياه آسنة، وراح الدم يسري في عروقي وأوردتي بتدفق غير مسبوق.
بعض من كلماتك هذه، قرأت من خلالها الحقبة السابقة من عمري ، وهذا الدفق من المعاني الجميلة، أحسسته دهرا من الكلمات وقارة من المشاعر.

وبلا منازع ستكون أيامي فيضا ، وروحي ستكون متألقة، ومشاعري ستولد ولادة جديدة، وأغصاني ستورق ثانية بعد أن طال الجفاف منابعها....... وبتلاتها سوف تتفتح بتألق عالٍ، ونضارة تحاكي كل أنغام الربيع.

ورحت متسائلا كم تحملت هذه الكلمات بين طياتها من مخاطر. حتى تم نقلها لي بهذه الطريقة
وكم تحملت من عواطف جياشة وعناء حتى وصلت إلي بهذا الكم الهائل ، وبعثرت كياني.

الكلمات قد فعلت فعلتها بداخلي وتملكني شعور عارم من الفرح وبدأ قلبي بالخفقان بطريقة غير مسبوقة

انه تاريخ تم اختصارهِ بسطور..... تُرى!!!
ما السر الكامن وراء هده الكلمات ؟

ما الذي تغير بداخلي ولما فعلت هذه الكلمات فعلتها بي بكل هذا الزخم؟
ما الذي جعلني اعيش بحالة من الغبطة ؟

• ولكن نجمتي التي تحاورني راحت تومض بألوان مختلفة كعروس تملأ المكان حسنا وبهاء، وكأنها تريد ان تقول شيئا ما

• إنها تقرأ ما بين سطوري جيدا!!!
وتعرف ما يعتريني، أشفقت عليّ وضمتني بين حناياها كأم تضم وليدها بشغف وحنو، أرادت أن تشاركني فرحتي، ورقصات الفرح التي أعيشها...
أخذتني بين أجنحتها لعالم آخر، إلى البعيد، البعيد وراح قلبي يرقص كالفيض الدافق.... ثم قالت

إن ما جئتُ به إليك لم يكن كلمات وهدية ولم تكن وصية أردت إيصالها لك، بل كانت نفحات معطرة بعطر قلب حبيبتك الدافئ، وحلم من أحلامها، والروح التي تسري من بين عروقي هي بفيض من روحها، وأني بعض من نبضها، وحياة من حياتها.

وهنا تسألت من هذه النجمة التي أرسلتها حبيبتي؟
* ومن أنا حتى تسجد أماميي لتحييني ؟ وتقدم رسالة حبيبتي إليّ بكل احترام!!!
واستطردت تقول لي: ليدمُ حبك وليعمر الله قلبك بالمحبة في كل الأزمان.

قالت ذلك: وكأنها تدرك مكنون ذاتي وتعرف رجع أهاتي وأشواقي فقلت لها بذهول:
من أنت ؟ وما سر معرفتك بي؟

قالت: أنا نجمة المحبة..... أرتل تراتيل المحبة........ وأناغي عشق المحبين........ واُمجد تسبيحهم.
أنا نجمة العشاق......وروح الأحباب.
أنا السر المكنون... أنا المحبة....أنا النور

فرحت راكعا أمامها بإجلال واحترام، وبينما أنا أقدم لها صلاتي ومحبتي، خاطبتني بفرح لا تخف أنا سر الأسرار.
وعندما أرى قلباً مليئاً بالحب تتفتح أوردتي، ويزداد توهجي، وأسبح باسم هذا التناغم الكوني تحسدني عليه كل أقراني من النجوم.

إن سرك محفوظ، وروحك العطرة تتلاقى مع روح كل المحبين بالأرض، لتتعانق مع كل الأرواح المحبة التي في السماء، ولم يكن ما تقوم به في عرفنا عمل شائن يُعابُ عليه كما في عالمكم الأرضي، أنت لم ترتكب خطيئة لتحاسب عليها!!!

بل أنجزت عمل تُسدى عليه التبريكات....

- لقد شدتني كلماتها وأخذتني إلى عوالم أخرى، وكأنني بحلم ملائكي وبجنائن عصية عن الفهم!!!

ورحت متسائلا:
بلله عليك ما السر الكامن ورائك؟
وماذا تخبئين؟

وكأنك تأخذينني على قدر عقلي وتسخرين من سذاجتي وعدم استيعابي لهذا النور العظيم المنبعث منك؟
فقالت بعتب أنا روحك النابضة، ووجدانك الحي، وعندما يتوهجان لديك ستراني!!!

وعندما تتعانق لحظات العشق بروحك مع نور الحياة ستجدني متجسدة أمامك.
أنا لغة المحبة
أنا لم أخدعك....... لأن هذا ليس من طبع المحبين.... ولم أسخط عليك لان ذلك ليس من شيمي..
وهنا!!!

رحتُ مستغرقا بذهول منقطع النظير، أتأمل كلماتها، وما بين الحقيقة والحلم يأخذني شرود عميق يهز مشاعري وأكبو فوق أوراقي، وبإغفاءة جميلة ما بين اليقظة والحلم أراها ثانية وأنا مربك....

لا تخف، لا تتوجس أنا لن أبوح بشيء يزعج سلامك الداخلي. ولا أريد أن أرى عيون نرجس تدمع وتندم لأنها أفضت بسرها.
وأنا رسوله العشق وتراني دائما عندما يمتلئ قلبك بالحب والحياة !!!! دون ان تفكر بأي شيء اخر

وعندما لا تعرف عشيقتك دربي هذا يعني إن شيء ما قد ألم في كيانها.... ونبض الحياة راح يهتز بداخلها بتواتر بطيء..... لم تقو معه على مشاهدتي ولم تستطع أن تراني وسأكون محتجبة عنها....
وباللحظة التي اعتمر قلب نرجس حبيبتك بالنور جئت إليها لتفيض لي بمشاعرها الجياشة وتشكو لي همومها التي أثقلت كاهلها الأيام وانقل رسالتها إليك...... إنها طيبة المشاعر جميلة المحيا، قلبها نغم، وريحها عطر، وصوتها دفئ ....

إنها تشكو زمانها الذي تعيش فيه، والعقول المتحجرة والقوانين السائدة بالمجتمع الذكوري والتي تمارس على، كل النساء في مدينتكم ..........تكبت عواطفها بالوقت التي تريد أن تفصح........ وتسكت عندما يجب أن تتكلم........ القوانين الذكورية تحد من حريتها، وتجد روحها سجينة بين جدران غرفتها، لم تمتلك أي حق من حقوق الرجل الذكورية التي يعيث بروحها فسادا ويقلب أيامها لغمٍّ..

.إن تواتري في عالم السماء تواتر يزخر بذبذبات عالية التردد، لم يدركها ولم يراها إلا من كانت نبضات عشقه عالية، وروحه تنبض بالحياة، وملأت قلبه السكينة، وأضاء النور عالمه الداخلي، عندها فقط سيجدني أولج باب قلبه بدون استئذان.

وحدثت نفسي قائلا: ايها النور الكوني لقد أفزعني تواجدك بغفلة من الزمن، وبعد سنين عجاف، وبلحظات لم احسب لها حساب، ولم أتوقع معها قدومك!!!
وبتوجس واضطراب!!!
- وكيف سيضيء بيت معتم لم يرى النور في جنباته طيلة السنوات الخمسين من عمره؟

*لا تكن مغفلا فتراني آتية من البعيد!! فهذا ليس إلا وهماً وليس حقيقة.
أنا لست إلا النور القابع في داخلك، بينما يتراءى لك بأنني أعيش بمعزل عنك، فتبحث عني في أماكن بعيدة في أصقاع الأرض، وهذه مشكلتك.

لا عليك النور قادم إليك، أنت من توقضه، النور لم يحتويه زمان أو مكان، ولم تحده سنين وأيام.... إن كل أنور السماء ومجراتها وكواكبها التي تراها بالبعيد لم تكن إلا وهما...... هي كلها في داخلك........... وفي مخيلتك فقط.....أنت تشكي السنين العجاف من حياتك، ولكن هناك نقاط نور كثيرة قد أضاءه دربك، ومسحت العتمة من مخيلتك، وخير دليل حبك لنرجس الآن.

أقول: لك هذه هي مشكلة أهل الأرض، يعيرون جل اهتماماتهم لماضيهم، بينما الماضي مضى وانتهى!!!
ولكن ماذا عنك ألان؟؟؟؟؟

فقط عليك بنقاط النور التي تنير دربك ألان........ وبالخطوات التي تقدمك ألان........... وما عدى ذلك هراء ومضيعة للوقت....... إن كنت تفكر بالسعادة لا تؤجلها للمستقبل....... اسعد ألان!!! ولديك كل الملكات التي تؤهلك لذلك....... انظر لكل ما خلقه الله من حولك، وما أنت فيه من نعم ووسائل ترفيه، واتصالات.

مليارات الناس ماتت قبل أن تراها أو تتعرف عليها، .... وعاشت بظلام قض مضجعها وجعلها تطارد الحيوانات لتسد جوعها مما تصطاد..... الهواء الذي تتنفسه نعمة، والجسد الذي يحمل روحك نعمة، والحواس التي تتمتع بها نعمة، صحتك نعمة، عينيك التي ترى بهم، نعمة، لسانك الذي تنطق به نعمة، أناملك التي تكتب بها نعمة.... وكل ما سخرته لك الطبيعة نعمة.

وما بين يديك كنوز كبيرة استمتع بها..... استمتع في ألإصغاء للطبيعة...... للمياه عبر المحيط،.. للجبال والوهاد... للأشجار. لزقزقة العصافير... لكروم العنب.... انظر للفراشات تعيش لأيام معدودة لا يكدرها شيء.

طاقة الحياة التي بداخلك معجزة من معجزات الخالق!!!
الوقت لم يسعفني ألان للإستفاظة.

ولكنك إن لم تستطع إدراك كل هذه النعم والتعرف عليها وتتحسسها بداخلك...... ستعيش بنكد وبنقمة المزيد "أريد أكثر " وستغادر الحياة وأنت تلهث وراء هذا الأكثر!!!
وما زالت تحدثني وانا اكرر ما تقوله بيني وبين نفسي فهذا اعذب ما سمعته في حياتي
وقلت لها:
بلله عليك زيديني أكثر...... إنني من طلاب الحب وطلاب المعرفة وأتمنى أن أجوب بقاع الأرض للنهل من منابعها، تستهويني أتغزل بها تغزل معشوق بمعشوقته ....أذل أمامها.

إني أراك في الهواء الذي أتنفسه، وفي طاقة الروح التي تبعث الحياة بداخلي.... كيف لا وقد كنتِ هبة السماء إلي

فقالت: إن لم تراني خلال أيامك الزمنية........ستراني في اللحظات التي يتوقف فيها الزمن او تلك التي تجلس فها مع نفسك... إنني ارقب محياك، وأمدك بطاقة من طاقتي، وبروح من روحي، وبنور من نورك ....
عندما يتيقظ النور الذي بداخلك سأكون أنا هناك...... أجوب في تلافيف دماغك........ وأنظف كل مسامات عقلك ....... وأنير عتمة حواسك.

لا تتعجل الأمر عليك أن تكتشف ذلك بنفسك!!!
النور الخارجي مهما كان عظيماً لم يقدم لك أي خدمة، سوى التمييز بين الأشياء المادية ليس أكثر!!!

أما النور الداخلي فهو النور الحقيقي الذي يشع على الدوام في أروقة عالمك الداخلي... وتستطيع أن تشعل منه ألاف الشموع..
افتح قلبك ستراني ........امسح الغبار من على روحك ستجدني في انتظارك.

فقلت لها بتعجب انك سرٌ كبيرٌ
وتتكلمين بلغة لا أكاد افهمها..... وهي اقرب إلى لغز يحتاج معه لحلول!!!
أم انك تستهزئين بضعفي وقلت حيلتي !!!

فقالت: النجوم لا تجامل لأن المجاملة عادة أهل الأرض، وأنا لا مصلحة لي بشحذ همتك، لان شحذ الهمة يأتي من داخلك، فالمقود بيديك، وأنت من تدير الدفة كما تشتهي، المقبس بيدك، وأنت من تشعل النور وأنت من تطفئه.

فقلت: وبهذه البساطة؟؟

فأردفت قائلة نعم بهذه البساطة لم تكن الحكاية معقدة للدرجة التي أستخف بها منك!!!

أنت تطلب المعرفة وتدرك ذلك، ولكن ينقصك العمل وان تعيش تجربتك الخاصة بك، وخارطتك الشخصية الخاصة بك، فقط هي التجربة التي تصقل ذاتك..... الثقافة لا تقدم لك سوى فتات من المعرفة، لا تطفئ ظمأ ولا تُغني عن جوع ... فقط تجعلك حامل للمعلومات ليس أكثر

إن الثقافة لا تقدم البشرية إلا على المستوى المادي فقط... أما المستويات الروحية.... فلكل فرد تجربته الخاصة به وتفرده الخاص به، كلٌ بقدر التجربة التي يخضع لها...

وهنا قاطعتها قائلا: ولكن ألا ترين معي إن مجيئك بهذا الوقت وفي الدقائق الأخيرة من العام يحمل سراً ما؟
فقالت لا.. لا ... لا تحمل الأمور أكثر من طاقتها..... بلغة المحبة لا حسابات.... فقط هنالك عطاءات....الله هو الفيض الدائم، والعطاء الدائم، والمنح الدائم، وما عليك إلا إدراك قوانينه لتلقى منة الفيض والنعم.

- انك سألتني الكثير وأجبتك!!! دعني أسألك سؤالاً......... بكل سرور
• ما الذي تشعر به في وحدتك تلك ؟ وما الذي جنيته؟ قلت لها واجبتها

- إني منعم الآن بجمال روحي.... وارى من خلالها جمال العالم كله....وجمال الكون، كما اشعر بسلام داخلي بوحدتي.. اطل من غرفتي المتواضعة التي ترينها إطلالة على البحر حينا فاسبر أغواره...... واغوص به غوص عشق منفلت من عقال الزمن، أغوص في أعماقه، أتكلم مع مياهه، اطرب لهيجانه، ولسكناته، أخاف منه أتوجس أحيان....... ثم اتنفس بعمق

ولكن هناك لغة ما باتت تربطني به لغة عشق حقيقية...... وبت أذوب عبر نغماته ويمدني بطاقة مشبعة بالحياة..... اشكي له غربتي وإرهاق جسدي وعقلي المثقل بأحمال الأيام وتوجساتها......... وأدرك ما يقوله لي بلغة عميقة عمق محيطه وأسراره.... وكثيرا ما تُحل مشاكلي هنا عبر شواطئه.

وأحيانا أخرى اسبر أعماق ذاتي وأعيش بصمت مع الطبيعة ومع نفسي، أروضها، وأولج لعالم الكمبيوتر وللشبكة العنكبوتية لأرى من خلالها أخر المستجدات في عالم المعرفة أقوال الحكماء والعارفين..... وآخذ منها ما تستطيب به روحي، وتسكن إليه جوارحي، لعل ثورتي تهدأ وتنتهي تعلقاتي التي لا طائل منها....وصولا الى تغيير ما بداخلي..

وما بين الفينة والأخرى انظر لنفسي من خلال أبناء جلدتي فيأخذني الحزن عليهم وبما هم منشغلين به...... ارأف لحالهم.. وارأف لحالي عندما انجرف بتياراتهم... وانزلق إلى مستنقعاتهم

فقالت: وكأنها تريدني أن أتابع:انك تقترب من الحقيقة...... كل تلك التوجسات والهموم الأرضية لا تعطل منابع النور التي بداخلك !!! وأنت تدرك ذلك من خلال تفردك وتجربتك الحية.....ولا شك أنها أضفت على حياتك بصمات خاصة بك، واضحة المعالم، وكانت نقلة جميلة في حياتك سوف تكون منهلاً لك تستقي من خلالها كل إلهاماتك وكتاباتك وتدون

ما توصلت إليه من حكمة خاصة بك، وتجربتك الحية هذه مما تغنيك عن قراءة آلاف الكتب .

فقط هو النور الذي لا يمكن أن يلوثه شيء، ولا يستطيع أي من المؤثرات أن يغير في ماهيته، ولم يتلوث بكل ملوثات الحياة المادية التي تراها !!
عندما تصبح نورا لا يعني لك الشكل واللون والطعم والرائحة شيء.

فقلت لها: انك سحرتني بخلوتي تلك... وبجلستي التي ما انقطعت بها عن لفائف التبغ وشرب القهوة لأقطع بها عمق وسكون الوحدة.... الأجواء كلها مفعمة بالحب وبالإعجاب، ومشحونة بالعواطف الجياشة والمُحبة.

فقاطعتني قائلة: على أي حال أنا جئتُ من اجل تبليغك رسالة من حبيبتك مُحملة بعطر ورياحين، من قلب شطرته الأيام، ومالت به حتى كادت أن تغلبه، ولكنه قلب يشع بالمحبة، وروحه تنبض بالنور، وسماءه تعشق النجوم.

إنها نرجس وقد أرادت أن توشوش في إذنيك بصمت...... لتقول لك كلمات هي في حياء من أن تقولها لك..... وكبرياؤها وعفتها لا يسمحان لها بذلك.... ولا تريد أن يلوثهما شيء...... لذلك أودعَتها في جعبتي، وخبأتها أنا في زادي الذي احمله عبر نوري... من قلب مُحب يمتلك مسحة من جمال الكون... ومن جمال مبدعه........ وحَصَنتها وخَبأتها كي

لا يقرأها الجاهلون فيعبثون بها....... لا تريد أن يُكشف أمرها لذا جاءت إليك بحذر شديد مرمزة.... وما تريد قوله لك محتجبا خلف سطورها، كي تظل مصانة.

رسالة أرادت أن توصلها لك من خلالي كرذاذ الماء الندي....... أرسلته نسيماً ليلفح وجهك، ويرطب جبينك، ويحرض قلمك وفكرك، ويوقظ روحك.... هي لك بلسم وأنت لها القوة، ومن أجل هذا التناغم الجميل وجدت الحياة.

فقلت: ما زلت أقرأ بين سطور رسالتك أشياء كثيرة وهمسات تهيج أشجاني....... وتثير فضولي للاستزادة منكِ
فقالت: نعم في كل مرة تقرأها بالنور الذي بداخلك ستضيء شموعها أكثر من ذي قبل... وتنير مساحة في عتمة روحك وجسدك وفكرك........ فينجلي السر المحتجب ورائها.

فقط هي أحاسيس تحسها...... ونور تراه بكل خلجات قلبك...... فإن أغمضت عينيك لم تره وهذا لا يحتاج لعقل جبار حتى يدركه .

فقلت لها: لقد كنت بانتظار تلك الهمسات الدافئة، وكنت اشعر وكأن ظلام كل العصور المعشعش في العقل ينهش في ذلك النور الذي بداخلي يريد إخماده.

فردت بابتسامة قائلة: لا عليك لا تكترث لذلك!!!!

سيأتيك الجواب وستصلك الرسالة بالوقت المناسب، كل ما عليك فعله فقط أن تكون محبا ستجد كل ذبذبات الكون تتحرك من أجلك....
قلت: ولكن كيف تستطيع فتاة بعمر الزهور أن تبعث بنجمة تشع في السماء بنورها العظيم لتحمل لها رسالة؟؟؟
وتوصيها بأن تهمس بأذن حبيبها!!!!

أليس هذا ضرب من الخيال؟ واقرب للفلسفة الميتافيزيقية أكثر منها لعلم المنطق؟
أليس هذا أقرب للجنوح نحو الجنون منه للواقع المعاش؟

قالت: لاشك إن بكلامك شيء من المنطق، وأنت تدرك ما أقوله لك، ولكنك تريد أن تتثبت منه من خلالي، أو تريد أن تسمعه مني... لا باس!!!
ليكن معلوم لديك انه لا يوجد ظلام دامس بالكون إلا في احتجاب النور.... وأنت تدرك ذلك بقرار نفسك.... وعليك أن تدرك أيضا، إنني غير مفصولة عنك!!!!

نحن كلنا مرتبطين برباط واحد....
وأنت تكلمني وكأنني من عالم أخر... كل ما تراه في أطراف الكون المترامي كنهه واحد، وروحه واحدة، وجوهره واحد...وما نحن إلا روحاً واحدة لقلب واحد.

فقط هي مجرد تكاثف للذرات وتناغمها مع بعض البعض وتجاذبها بعدد محدد فتخلق جسدا...... وتتلاقى بصورة أخرى لتكون كوكبا..... وهكذا تكونت الشجرة، وتكون الماء، وهكذا تكون كل ما تراه وما لم تراه في هذا الكون.

فقط هي ذرا ت متناغمة بيني وبينكم إن تكاثفت وتلاقت بتناغم ما من المحبة، أحدثت النور الذي تراه ألآن....... وان كان بها ثقاله ما كونت الظلمة وأحدثتها، فأنا وأنت من طبيعة واحدة وعجينة واحدة ستدرك ذلك فيما بعد... فقط تذكر انه:

عندما تتفتح مداركك ويمتلئ قلبك بالإيمان والمحبة أكثر.... وتترفع عن كل العوالق المادية، وتتحرر روحك.... ستسمو إلى العلياء بقلب نظيف لا يعرف الكدر... وبروح نقية لا تعرف
الزيغ....... وستجد هناك عالماً تحكمه قوانين المحبة وتترسخ فيه مبادئ العطاء اللامحدود واللامشروط .... وهذا لا يُعَلم، وإنما فقط يمكن أن يُختبر.... وما أنت إلا في بداية المشوار طفل يحبو ولكن .

لا عليك فقط يجب أن تدرك شيئا واحدا، إن كل ما تراه بهذا الكون كنهه واحد، وحقيقته واحدة... وعجينة واحدة..... ولكن انتم سكان الأرض ترونه بشكل مغاير، لأن سهامكم لم تكن موجهة للمركز......لستم في المنبع.
انظر لحبيبتك نرجس والتغيرات التي حدثت بداخلها، والتطورات التي حصلت في حياتها....... فقط هي إرادة الحياة قد بدلت حياتها بكاملها...... وأزاحت الظلمة التي كانت تعرقل حياتها وتحجبها عن النور
انظر إليها..... وجهها ألان ممتلئ بالنظارة.... وروحها الجميلة بدأت الحياة تدب فيها من جديد..
سخرت كل وقتها للحب.... وأبعدت نفسها عن الظلمة.... فقط هي ألان لا ترى إلا النور!!!

قلت لها: هل تدركين أن الساعة ألان هي الرابعة بعد منتصف الليل، ودخلنا بعامنا الجديد 2010 ميلادية منذ أربع ساعات!!!!!
وقفزنا بالزمن من سنة إلى أخرى بشعلة مضاءة وبنور عميق...وبإغفاءة جميلة ولقاء قل نظيره

قالت: نعم أنا من يدرك ذلك، ولكن الزمن عندنا شيء منسي... نحن نعيش أللحظة ولم نكترث يوما للزمن!!!

وهكذا حال كل العاشقين، لم يكن الوقت يعني لهم شيء لأنهم يعيشون كل وقتهم بالمركز، وشمعتهم الداخلية مضاءة... ولم يفكروا بشيء أخر.

كالفتاة المتلهفة لمقابلة حبيبها راحت تركض لم تأبه لشيء غير أنها ستقابل حبيبها وهي مسرعة داست بقدمها على طرف سجادة عابد يصلي فراح يوبخها بعد أن أكمل صلاته، فقالت أنا اعتذر منك لأنني لم أرك كنت مشغولة بلقاء حبيبي، ولكنك أنت كيف رأيتني وأنت بين يدي الله ؟؟؟؟

قلت: نعم أنا مسرور جدا بهذه الكلمات، وسعيد بأن الزمن كان منسياً لديّ طيلة هذا الوقت من لقاءنا.

قالت : في أي اللحظات يكون الحب حاضرا لديك، سينعدم الزمن فيها!!!
وما الزمن إلا للأناس المحبطين، والذين لديهم ثقاله مادية.... وها أنت منذ أربع ساعات ونصف كان الزمن منعدم عندك تماما لماذا؟؟؟
فقط لأنك كنت محبا بها وعاشقا، وتعيش بغبطة.

تصور معي انك تدخل عامك الجديدة بيوم الجمعة، وهو يوم مبارك وأكاد اجزم إنه لعام خير عليك وعلى من تحبه... فهو يوم من الأيام البيضاء يمتلئ بالنقاء وبأنفاس المحبين..... وبالطاقة الكونية..... ويزيل هموم كل المنغصين والمتعطشين لله..... ويزيد من خشوع المصلين ليحملهم إلى عالم النور...

هذا اليوم مبارك، وهذه السنة مباركة، تفاءل بها أنت وحبيبتك، نرجس لأنكما بدأتماها بروح تعانق السماء، وبفكر وضاء ينتعش الكون من خلاله ويملؤه حبورا.

أنت كنت تريد أن تخرج هذه الذبذبات وهذه الدندنة السماوية من داخلك لم تستطع، ولكن محاولاتك الجادة، وروحك النابضة بالحياة جعلت كل ما بالكون يتحرك من أجلك.. وجاءت إليك وأنت مستسلم لم تعرها اهتمام بل نسيتها... تسللت إليك عبر لحضات هادئة، تسير الهوينه لتوقض روحك النائمة، ودخلت إلى قلبك بغفوة من الزمن.

ولا عليك إن ما تفكر به سوف تجده وكل ما تريد بقوة ويقين ومحبة سيتجسد أمامك.

وأعلم إن مجرد تفكيرك بالشيء يحدث حراكاً ما بالكون، بلغة لم تستطيع إدراكها فالكون كله متناغم............. وهناك وصلة متناغمة بين المادة واللامادة............. وتحدث باستمرار بالطبيعة لكن الإنسان الذي ضل الطريق خرج عن سكة التناغم الكوني فجهل نفسه وجهل الكون الذي ينتمي إليه وقد آن لهذا الإنسان أن يستعيد رشده .

.إن كل شيء ثابت بالكون حتى يراقب......وهذا معلوم في عالمكم الأرضي، وهذا ما اخذ به صاحب النظرية النسبية عندكم اينشتاين...... وعندما يراقب يتحرك.

أي شيء تهتم به سوف يتحرك ويحرك شيء ما بالكون لا تستطيع أنت فك شيفرته ألان لأنه سر من أسرار الكون !!!
وكمن يسأل من أين أتت الزهرة بالرحيق وبهذا البهاء!!!!
ومن أين أتت البرتقالة بالعصير التي بداخلها !!!
كل ذلك لغز لا تعرفه!!!!! فقط استمتع به ألآن.

ألا ترى معي أنك مُستهجنٌ لهذه اللحظات المُفرحة التي تعيشُها ألان؟
قلت لها: نعم بالتأكيد

* هذا لأن هناك ظلام يملئ قلبك، ويحبس أنفاسك، ويقيد حريتك ومشاعرك ، ويحجب النور والمحبة والغبطة عنك......... فقط هي لحظة تحرر عندما تتحرر من براثن العالم المادي ستجد كل اللحظات التي تعيشها هي لحظات فرح بعينها.... وستصبح أنت الفرح ذاته....... وأنت المحبة ذاتها، أنت الصدق بعينه، والنور بعينه، والعشق بعينه، وستكون أنت عين السماء وروحها وخلق من خلقها الانقياء.... وان ما رأيتك فيه ألان ما هو إلا إغفاءة من الزمن... كنت تستحقها

أيتها النجمة المتعالية لم يعد هناك بعد قولك قول، انتظرتك طويلا، ولعلك أتيت في ميعادك، أوإنه حظي الذي كنت انتظره قد تجلى في مشاعر قدومك... في مثل هذا اليوم الذي سأعلنه بلا تردد ميلاد ولادتي الروحية.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟