الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اوراق الضغط المصرية - القنوات الاخبارية

حسام محمد الخطيب

2012 / 1 / 19
السياسة والعلاقات الدولية


من المدهش ان احدي اوراق الضغط علي الدول الاخري قد تكون هي ادوات الاعلام نفسه وبالذات الاعلام المرئي لانتشاره ويذكر الجميع قصة الاذاعات الموجهة التي كانت تهاجم بعض الانظمة العربية في الخمسينيات والسيتينات من مصر فقد دأبت اذاعة صوت العرب مثلا علي مهاجة النظام الملكي الاردني ايام الخلاف مع الملك حسين كما ان صوت العرب شكلت تهديدا حقيقيا لحكم الامامة في اليمن.
واليوم ورثت القنوات الاخبارية مكان الاذاعات الموجهة لتكون احدي عوامل الضغط والتاثير التي تستخدمها الدول ضد بعضها البعض ولنأخذ مثلا قناة الجزيرة القطرية حيث قدمت الجزيرة منذ نشأتها مستوى حرية من التعبير في التلفزيون كانت غير معروفة في كثير من البلدان العربية وعرضت وجهات نظر مثيرة للجدل بشأن العديد من الحكومات في دول الخليج العربي بما فيها المملكة العربية السعودية، الكويت، البحرين ، بل أيضا عرضت آراء مثيرة للجدل حول علاقة سوريا مع لبنان، والقضاء المصري.
هذا مما دعي قطر الي ان تستخدم الجزيرة منذ البداية ضمن مفاوضاتها مع الدول الاخري وبالاخص مع السعودية عقب اذاعة الجزيرة لبرنامج عن العائلة المالكة السعودية ومع مصر عقب طرحها لكثير من الاوضاع المتفجرة والملفات الساخنة في مصر من التعذيب الي التوريث
بل وصل الامر الي اتخاذ الكثير من الدول لقرار الحرب علي الجزيرة باغلاق مكاتبها ومطاردة مراسليها بل والى اتخاذ إجراءات قاسية اخري مثل قطع الكهرباء عيل المدن وقت اذاعة بعض البرامج مثلما حدث في الجزائر او نسف مكتبها مثلما حدث في العراق او وضع خطة لقصفها مثلما خططت الادارة الامريكية
وزاد تاثير الجزيرة كورقة ضغط قطرية بامتياز عقب نشوب الثورات العربية الخمس في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا وهذا يعيدنا الي المربع الاول . لماذا فشلت مصر رغم امتلاكها ثقل اعلامي وحضاري في انشاء قناة اخبارية تنافس الجزيرة وتحظي بنسب مشاهدة عالية تمكنها في بعض الاحيان من اتخاذها كوسيلة للضغط علي الدول الاخري وحماية مصالحها القومية وامنها الاقليمي
الاسباب كثيرة منها ما هو مادي من حيث التكلفة الاقتصادية العالية لانشاء قناة اخبارية عملاقة ومنها ما هو سياسي برغبة مصر طوال الوقت اثناء النظام الديكتاتوري البائد بتجنب الخلافات مع الدول الاخري والاستهتار بمكانة مصر وتقليص دورها
الا ان الحاجة الان ملحة في ضوء رغبتنا في امتلاك اوراق ضغط في ان تكون لدينا قناة اخبارية مماثلة للجزيرة في مصر ويجب ان تعبر القناة عن رغبة مصر القوية في امتلاك ريادة الاعلام بما يضمن حماية مصالحها الاقليمية وتكون تلك القناة بالشروط التالية
اولا : ان تكون حرة التعبير والتوجه تفتح كل الموضوعات بحرية واستقلالية وبمهنية عالية وان تكتسب مصداقية لدي المشاهدين من خلال البث الصادق وعدم اختلاق الاخبار او بث اكاذيب او معلومات ملفقة
ثانيا : ان يكون اسلوب الحوار والاذاعة داخل القناة هادئ وموضوعي ويخلو من التجريح او الاتهامات وان تكون اللغة مناسبة ولا يحدث بها تجاوزات
ثالثا : ان تكون القناة حيادية في استضافتها للشخصيات دون ان يبدي مراسلوها او العاملين عليها اي نوع من التحيز او وضع وجهات نظر مسبقة
رابعا : ان تكون للقناة باقة اعلامية مختلفة للبث باللغات الانجليزية والفرنسية والفارسية والتركية بجانب العربية بالطبع
يحتاج هذا المشروع في المقام الاول الي ارادة سياسية لتحديد توجهاته واختيار ما يلزم له ومن يصلح لادارته حتي لا يكون نسخة اخري مشوهة من قناة النيل للاخبار كما يلزم تدخل القيادة السياسية بين حين واخر من اجل التأكيد ان القناة تخدم متطلبات الدولة وليس الدولة هي التي تخدم متطلبات القناة بمعني ان يكون حساب المكاسب التي ستجنيها الدولة من القناة اكبر من الخسائر التي يمكن ان تجنم عنها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: البدأ بترحيل مهاجرين أفارقة الى بلدانهم، فما القصة؟ |


.. هجوم إلكتروني على وزارة الدفاع البريطانية.. والصين في قفص ا




.. -سابك- تستضيف منتدى بواو الآسيوي لأول مرة في الرياض


.. السياحة ثروات كامنة وفرص هائلة #بزنس_مع_لبنى PLZ share




.. المعركة الأخيرة.. أين يذهب سكان رفح؟ | #على_الخريطة