الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تونس : المطالب الاجتماعية العاجلة تحاصر الرجعية الدينية الحاكمة .

الحركة الشيوعية الماوية في تونس

2012 / 1 / 19
مواضيع وابحاث سياسية



تشهد تونس من أقصاها إلى أدناها موجة احتجاجات شعبية عارمة تطالب بالشغل و العدالة الاجتماعية ، و محاسبة قتلة الشهداء و الاعتناء بجرحى الانتفاضة ، و ترفض استقبال رموز الامبريالية والرجعية العربية ، و خاصة القطرية .

و من البرمة الى بنزرت تتردد نفس المطالب ، و تتكرر نفس مظاهر المقاومة و منها الانتحار حرقا الذي شمل النساء و الرجال على حد السواء ، في جهات مثل قبلي و قفصة و جربة و بنزرت و تونس العاصمة و صفاقس و القيروان .

و قد لجأت الجماهير في مناطق مختلفة إلى الإضرابات الجزئية و العامة و الاعتصامات و قطع الطرقات و تعطيل حركة القطارات و احتلال المباني الإدارية و حرق مقرات حزب النهضة لإبلاغ صوتها ، بما في ذلك الاعتصام أمام قصر الحكومة بالقصبة و القصر الرئاسي بقرطاج .و في ولايات القصرين و سيدي بوزيد و قفصة ، أو ما أصبح الإعلام الرجعى نفسه يسميه " المثلث الأحمر" استقبلت الجماهير المنتفضة رموز الائتلاف الرجعي الحاكم بالتنديد و الرفض ، و طردتهم شر طردة فولوا مدبرين في حماية أجهزتهم الأمنية .

و في مواجهة كفاح الشعب تتحدث سلطة الائتلاف الرجعي الذي تقوده حركة النهضة اليمينية الدينية عن " الأيدي الخبيثة التي تحرك الاحتجاجات " ، موجهة الاتهام إلى اليسار و الاتحاد العام التونسي للشغل ، بينما تتنكر لمطالب المعطلين عن العمل و ترفع أسعار المواد الأساسية و تتراجع في الاتفاقات الموقعة مع الحكومة التي سبقتها حول عدد من الملفات الاجتماعية ، مثل ملفي المعلمين و عمال المناولة و تطلق سراح مجرمين محترفين و تسمى كبار الموظفين بما فيهم الوزراء على أساس الولاءات العائلية و الجهوية و تفتح الأبواب أمام النهب الامبريالي و ترفض تضمين تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني في الدستور الجديد ، و تتغاضى عن محاسبة قتلة الشهداء و تحاول السيطرة على المنظمات النقابية و أسلمة الجامعة و تركيع الإعلاميين و القضاة .

و تبرهن وقائع الصراع الطبقي على أن الانتفاضة لا تزال متواصلة، و قد تدوم أشهرا عديدة أخرى ، و يمكن أن تتحول إلى عصيان عام و ثورة حقيقية تطيح بالنظام دون رجعة فالشعب لم يقل كلمته النهائية بعد ، و هو يدرك أن لا شئ جوهري قد تغير بل إن الأوضاع تزداد سوءا .

لقد راهنت حركة النهضة على تقسيم صفوف الشعب على أساس الإيمان و الكفر و الإسلام و العلمانية و الهوية و الأخلاق ، لصرف الأنظار عن المسألتين الوطنية و الاجتماعية ، اللتين كانتا وراء تفجر الانتفاضة ، و هو ما عبرت عنه الشعارات التاريخية المعروفة : الشعب يريد إسقاط النظام و التشغيل استحقاق يا عصابة السراق ، و قد نجحت في خداع قطاعات من الشعب ، و لكنها مع مرور الوقت تفتضح أكثر فأكثر جراء محافظتها على جوهر السياسة الاقتصادية و الاجتماعية التي كان ينفذها التجمع الدستوري .

و تجد الرجعية الدينية الحاكمة نفسها الآن في وضع حرج أمام إصرار الجماهير على تحقيق مطالبها الاجتماعية الملحة بشكل خاص ، و قد تلجأ قريبا إلى استعمال أوسع للأجهزة البوليسية و العسكرية و الميليشياوية ، التي بدأت في الظهور و العمل في أماكن مختلفة لقمع المحتجين ، فبالإضافة إلى القمع الذي تعرض له المحتجون في الكاف و جندوبة و سليانة على يد قوات البوليس و الحرس ، تدخلت الميليشيات للاعتداء على الطلبة في سوسة و على المعتصمين أمام مقر الولاية في سيدي بوزيد و هددت بحرق مقر الاتحاد الجهوى للشغل ، و في القيروان بسطت سيطرتها على ساحة الشهداء مستعرضة عضلاتها ، عبر تنظيم مسابقات في فنون القتال الفردي و الجماعي والعدو الريفي و تسيير دوريات في الشوارع .
إن شعبنا يقاوم في مختلف الجهات ببطولة ، و تصميمه على الكفاح و الثورة لا يزال قويا و لن يلب أن ينتصر طال الزمان أو قصر ، وقد بينت الأحداث المتلاحقة أن الرجعية الدينية يمكن أن تخدعه لبعض الوقت و لكنها لن تخدعه دائما و أبدا ، و هو ما يطرح على الثوريين تنظيم صفوفه و توضيح أهدافه و ترتيب أولويات نضاله بصورة عاجلة ، حتى تحقيق أهدافه الإستراتيجية في التحرر الوطني الديمقراطى و السير في اتجاه الاشتراكية .

الحركة الشيوعية الماوية في تونس

تونس 19 جانفي 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قضية احتجاز مغاربة في تايلاندا وتشغيلهم من دون مقابل تصل إلى


.. معاناة نازحة مع عائلتها في مخيمات رفح




.. هل يستطيع نتنياهو تجاهل الضغوط الداخلية الداعية لإتمام صفقة


.. بعد 7 أشهر من الحرب.. تساؤلات إسرائيلية عن جدوى القتال في غز




.. لحظة استهداف الطائرات الإسرائيلية منزل صحفي بخان يونس جنوبي