الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العاصفة تقترب

جورج حزبون

2012 / 1 / 19
مواضيع وابحاث سياسية



مع تشابك الاحداث في المنطقة ، سواء بالانتفاضات او بالحراك السياسي ، او بالمسألة الايرانية ، بدأت تظهر كتابات ومقولات تقترب من النبوة ، اكثر ما تقترب من الواقع ، ويزيد الامور غيبية ذلك الرأي العام الباحث عن أفق وعن مستقبل ، يطمئن اليه ، في وقت تبدو دهاليز السياسيه مكفهرة ،والاتصالات واللقاءات متصلة تجري في سياق يشير الى مفاوضات ومحاصصات يحرص البعض على ان ينال منها حظوة ، وان يكون له حضور في ذلك المخطط تحت الدراسة او تحت التنفيذ القابل لادخال تعديلات عليه .
لم يعد بالامكان ان تستمر الامور في بلدان المشرق العربي كما هي عليه ، فقد فجرت ثورات الشعوب معها حالة الركود والانفلات والاستبداد، نحو مجال يسمح لها بالحاق بالشعوب الاخرى المشاركة في الحداثة ومستفيدة من تطور العلم ، ومع ظهور التيارات الاسلامية ، اخد يبدو وكان الامور تتعقد وان الحداثة والديمقراطية مهددة ، ورغم محاولات اعلامية من تلك الحركات تحاول ان تهدء روعه الجماهير ، وهي محاولات لا معنى لها في ظل قيادة السعودية وبلدان الخليج لهذه الحركات الوهابية التي لن يسمح لها بتجاوز ولي الامر وصاحب المال والفكر والتوجه.
وتستمر الازمة الايرانية حتى تصل الى تهديد باغلاق مضيق هرمز ، وهو حال يذكرنا باغلاق المرحوم عبد الناصر لمضائق تيران والتي كانت شرارة الحرب عام 1967 ، اضافة الى ان النظام الايراني لم يعد مقبولا في الاسرة الدولية ، لا من حيث تصدير ثورته الاسلامية الشيعية مع ولاية الفقية، ولا من حيث شكل النظام الاجتماعي المفروض على الشعب الايراني واضطهاد الاقليات فيها ، هذا بغض النظر عن طموحاته النووية ، اضافة الى منهجه العسكري المبالغ به الى حد اصبح ينظر الى ايران كدولة عسكرية مسلحة تتنامى فيها الروح العدوانية ، وتهدد المصالح الدولية ، ودول الجوار العربي ، وتستغل اميركا واسرائيل هذا الاستعراض المسلح ، لتسهل مهمة عدوانها ، بشكل او باخر كما جرى حين روجت اميركا الى ان الجيش العراقي هو صاحب الترتيب الخامس بين جيوش العالم ، وتظهر هنا اسرائيل كدولة مهددة ، وكواجهة للدفاع عن المصالح الدولية والحضارة الغربية ، وانها مهددة من ايران ومن التنظيمات الاسلامية غربا وشرقا ، تلك التنظيمات التي تعادي ايضا المصالح الدولية ومصير اسرائيل كما تروج هي لنفسها كواحة للديمقراطية في الشرق الاوسط ، وعلى مصيرها يتوقف مستقبل هذه المنطقة التي قد تتحول الى مصدر عنف وارهاب واستبداد .
ومع الدور الاسرائيلي ومستقبله ، وامكانيات الحروب ونتائجها ، تبرز القضية الفلسطينية ، ذلك الوطن الذي بقي محتلا حتى اخر الزمن الاستعماري ، وتلك القضية التي لا يمكن اخراج اسرائيل من مازقها دون حل لها ، وهنا يكون مستوجبا على الفلسطنيين القبول باي حل في ظل الواقع الراهن ، وتفاعلات الوضع السياسي في الشرق الاوسط ، والذي يحتم انهائه عبر اضعاف بلدانه وتقسيمها ، وتكون فلسطين كيانا صغيراً تحت وصاية اسرائيلية ، وربما تسويقا للامر وتسهيلاته بان يكون للاردن دوراً متميزاً ، فهو نظام متكامل صلب، لا تأثير كبير لتلك الحركات الاحتجاجيه ، وهو طريق فلسطين الوحيد ومنفذها الى العالم ، مما يجعل له مكانا مميزاً في الاثر والتأثير ، وقد ظهر واضحا بالعودة الى المفاوضات تحت عنوان الاستكشافية وذلك المديح الذي كاله اوباما للملك عبدالله اشارة واضحة الى ان الاردن مؤهل لدور مركزي في المخطط المعد للشرق الاوسط ، بعد تفاعلات شعبية في البلدان العربية ، وحروب محددة اصبح ضرورة تنفيذها لكي يكون ممكنا تأكيد دور السياسية الاميريكية في المنطقة حفاظاً على نفوذها ومصالحها في فترة اقتصادية مالية عصيبة غير مسبوقة ، تحتاج فيها الى اسواق مفتوحة والى منابع نفط متدفقة والى انظمة تكلست ، واسلام ظل عصياً يحتاج الى عبء السلطة في زمن لم يعد ممكناً لاية دولة اختيار عدم التعامل بانظمة التجارة الدولية وصندوق النقد والبنك الدولي ، او خارج قرارت الامم المتحدة ومجلس الامن ، وهيمنة لثورة اتصالات مفتوحة تنقل الحدث في وقته الى العالم الذي يراقب ويحكم ويحاسب ، بحيث لا تستطيع اية قوة ان تفرض مفاهيم سلفية واجتهادات خرافية على شعوب الارض .
في مثل هذا التدخل لتلك السمفونية ذات الايقاعات المختلفة والمنتهية الى لحن يفرضه المايسترو ، الذي ليس بالضرورة جهة واحدة / اميركا / مثلاً بل هي ارادة مجموعة من الانظمة الرأسمالية الغارقة في ازماتها والتي كانت تاريخيا تجد لها حلولا عبر الحروب ، واستعمار بلدان العالم ونهب ثرواته ، ولم يتغير اليوم شيء كثير سوى الشكل وطريقة الاداء / تأكيداً الى ان الرأسمالية هي الامبريالية في مرحلتها العليا ، تستحوذ على مقدرات الشعوب تستعين بانظمة تحتاجها حسب مقايس المرحلة والزمن ثم تستبدلها باخرى ، وقد تتساوق هذه الانظمة دفاعاً عن مصالحها لضرب بعضها البعض ، وفي واقعنا الراهن يبدو ان مسيرة تقسيم اخذت بالتبلور ولن تنجو منها بلدان الخليج مهما بدت لصيقة لاميركا في معركتها الايرانية ، وكذلك سيكون للقضية الفلسطينية حسب ما اخذ بالتبلور توجه نحو اعادة عجلة التاريخ وان بترتيبات جديدة ، وما الحديث عن وحدة موقف فلسطين الا خرافة يجب النظر اليها من خلال زيارة / هنية / الخارجية وتعامله كأمير المؤمنين وخطابه الاخير عن ان عسكره تربى على موائد القرأن ، مما يؤكد اهمية التمسك بالامارة الحمساوية في غزة ، والتي لا يمكن تكرارها بالضفة لا بالقوة ولا بالطبيعة ولا بالانتخابات ، ومع ارتفاع امواج العاصفة المتجمعة تسعى كافة بلدان المنطقة لابداء تحالفاتها او التحرك لحماية كياناتها ، وبلا شك بان بلدان الخليح رغم ما سوف تتمخض عنه العاصفة ، فانها جزء من المخطط بالدعم والتحالف وسياسية ودور / قطر/ لا يحتاج الى توضيح ، وهي دول تهتم بالحفاظ على استمرار سيادة اسرهم على شعوبهم واستقلال الدين لاستعبادهم ، ومع ذلك سيكون هناك حصة من ناتج العاصفة سواء بالتقسيم او بالتغير تحت ذريعة الحداثة ومرحلة السلام المقبل والذي قد تكون فلسطين ضحيته كبرى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صور أقمار اصطناعية تظهر النزوح الكبير من رفح بعد بدء الهجوم


.. الفيفا يتعهد بإجراء مشورة قانونية بشأن طلب فلسطين تجميد عضوي




.. مجلس النواب الأمريكي يبطل قرار بايدن بوقف مد إسرائيل ببعض ال


.. مصر وإسرائيل.. معضلة معبر رفح!| #الظهيرة




.. إسرائيل للعدل الدولية: رفح هي -نقطة محورية لنشاط إرهابي مستم