الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا لو بقي أوباما رئيساً

فائز الكنعان

2012 / 1 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


ماذا لو بقي أوباما رئيساً 
المتعارف عليه ان حظوظ اي رئيس امريكي البقاء لأربعة سنين ثانية هي كثيرة لعدة اسباب لا مجال لذكرها ولكن هل حظوظ أوباما في البقاء من جانبنا نحن سكان الارض ؟ 
الجواب في هذا البحث القصير.

لنبدأ بالسياسة الخارجية لاوباما ونرى مدى صبيانية هذه السياسة وخطورتها وجهله بها وبالتالي اقل مايقال عنها بأنها لم تكن لها نهج خاص ومعين وحيث لم ينجح في بناء تحالفات قوية وجديدة بل فقد معظم التحلفات التي بناها بوش وشرد البعض منهم وقتل البعض وتحول البعض الاخر كما فعلها جنبلاط ومنذ اليوم الاول ، كانت سياسته ولحد الان عبارة عن ردود فعل متقلبة  للرد على أحداث طارئة.

اول أخطائه او انتحاراته السياسية كانت العجلة بتعيين مبعوث الشرق الاوسط من اول يوم لبدء ولايته وهذا مالم يفعله اي رئيس امريكي سابق لان المسالة معقدة وعادة وقتها المناسب هو في الولاية الثانية بعد تكوين تصور عام لسياسة طاقمه وبناء تحالفات خاصة والنتيجة استقال المبعوث والصراع الفلسطيني الاسرائيلي في مهب الريح.

خطابه في القاهرة لامبرر له ورسالة غير مباشرة وخاطئة للإسلام السياسي واستهتار بحلفاء امريكا في المنطقة ومعروف ان أوباما قلل المساعدت الامريكية الى مصر والتي كانت تدعم التحولات الديمقراطية، وكل مافعله ان قال هذا زمانكم فثوروا والله يرعاكم ففعلوا ولا يعلم الا الراسخون في العلم ماهو مستقبل المنطقة.

انتقد أوباما كل مافعله بوش في العراق وكان ضد السيرج كما يقال اي زيادة القوات في العراق للقضاء على الإرهاب ولكنه بقي في العراق لثلاثة سنين بسياسة مشوه وبدون تحالفات او اي دور ريادي وترك حلفائة مكشوفين وبدون غطاء  وخرج في النهاية من العراق بدون اي خطة او فكرة او أصدقاء له في الحكم والعراق الان في مهب الريح.

من الاشياء التي إعابه عليها السناتور ماكين اثناء حملة الانتخابات في عام 2008 هو استعداده الجلوس مع اعداء امريكا والتفاوض معهم ورغم كون المباحثات مع دول كإيران او فنزويلا هي مضيعة للوقت ولا تتلائم ودولة عظمى كأمريكا واذا كانت تحدث فانها دائما خلف الكواليس ولا يقودها الرئيس ولكنه مع ذلك فشل في الجلوس مع ايران، فشل في التعامل معها، فشل في ردع برنامجها النووي ، فشل في تحجيمها في العراق، فشل في دعم ثورتها الخضراء ،  والآن وصل الوضع الى امكانية الحرب التي كان يطبل ضدها في وقت بوش ويصفها بالرعونة.

موضوع سياسته في افغانستان لا تحتاج الى عالم جليل  ليعرف خطئها، فما فعله هو ان سار على نفس خطى بوش ولكن لم يكن لديه إمكانيات ولا شجاعة بوش ولا الطاقم الصحيح حوله ولا جرأة بوش في اتخاذ القرارات في الوقت المناسب وكمثال عندما طلب منه القادة العسكريين زيادة القوات ، أخذت منه اشهر ليتخذ القرار وبالنهاية أعطاهم قوات اقل وقرر موعد الانسحاب من اول يوم.
والآن افغانستان رجعت الى المربع الاول.
لا يخفى للكل ان ليس له اي أصدقاء في باكستان او تحالفات والوضع مخيف وخاصة من هو اول من يسرق مفتاح  الترسانة النووية من المتطرفين.

اول خطا استراتيجي له كان التخلي عن دول المجاورة لروسيا والتخلي عن برنامج شبكة الدفاع الاستراتيجي لبولونيا والجيك وجعلهم لعبة في يد روسيا وبدون غطاء.

علاقته مع اسرائيل وهي الحليف الاستراتيجي لامريكا في العالم وليس الشرق فقط اقل ما يقال عنه علاقة مريضة.
وطبعا وجود وزيرة الخارجية كلنتون على راس الخارجية زاد الطين بللة، فالسيدة كلينتون وصلت لهذا الموقع رغم كونها بعيدة كل البعد عن هذا المنصب ودهاليسه حيث لم تعمل طوال حياتها في السلك الديبلوماسي ولكنها كانت نتيجة صفقة سياسية لكسب مودة زوجها وحلفائه اللذين شكلوا القسم الاكبر من طاقمه الأولي .

علاقته مع رئيس الوزراء البريطاني السابق كانت مأساة ومنذ اليوم الاول ومشهورة قصة إرجاعه الهدية.
 اما علاقته بكاميرون فاقل مايقال عنها انها اقل من عادية .
اذا فشل في التعامل والابقاء على اصدقاء امريكا التلقليديين بل وفشل هو شخصيا في إيجاد اي صداقات شخصية  كما كان بوش صديقا لتوني بلير وغيرهم.

فشل في تأييد الثورة الخضراء في ايران وتركهم ليحصد هم رصاص الحرس الثوري وفقد فرصة ذهبية للقضاء على النظام الشاذ في طهران الذي سبب معظم مشاكل المنطقة وتأخرها من العراق الى سوريا الى فلسطين ودول الخليج ومشاكل اليمن الطائفية ، فهذا النظام كالسرطان في المنطقة.


لنعود الى سياسته الداخلية

بدا ولايته والديمقراطيين لهم الأكثرية في مجلسي السنت والكونجرس وهذه أفضلية قلما تحدث، لرئيس امريكي ،  كان شعار الانتخابي الاول هو التقريب بين اليسار واليمين وان امريكا اولا، فشل فشلا ذريعا في هذا النهج ، فماذا فعل ، تعادله الغرور  ومرر قانون التعديل الصحي السئ الصيت والذي عارضه حتى بعض الديمقراطيين مما جعله يخسر في السنة الثانية من حكمه اغلبية الكونجرس ومعظم اغلبية السنت والتي كان على وشك ان يخسرها ،  وهذا حوله الى رئيس تصريف أحوال حيث كل ما يقدمه من مشاريع ترجع بدون موافقة من الكونجرس .
بالنهاية سياسته الرغناء والمتعالية مع الجمهوريين واليمين قوت الجناح المتعصب وحزب الشاي والليبرتاليين من جماعة ران بول بشكل لامثيل له في السابق.

فشلت كل خططه في محاربة الكساد والبطالة وبدل تقليل الضرائب وتقليل الصرف الحكومي وتقلليل القوانين التي تقييد الاستثمارات كما فعل ريغن في الثمانينات لحل مشكلة الكساد، فعل أوباما العكس حيث الديون وصلت أرقام قياسية .

سياسته من ناحية الطاقة كانت فشل رهيب ولذلك بقي النفط يراوح حول المائة دولار، ولم يرفع الحضر عن التنقيب في امريكا والسواحل بل فعل العكس بان منع التنقيب في خليج المكسيك بعد حادثة تسرب النفط من شركة برتش بتروليم.

الان والمعروف ان اي رئيس امريكي لا يظهر معدنيه الاصلي ونهجه الا في الولاية الثانية حيث هو حر من قيود التفكير بالأصوات في الجولة التالية حيث لا جولة ثالثة وبالنهاية سنعرف معدن أوباما المتطرف والمعروف بصداقته المشبوه في السابق .

اذا انتخب لولاية ثانية والتي قد تكون اربع سنين حاسمة من عمر امريكا والذي أراه سيكون دوره كما كان دور غورباتشوف في دق المسمار الاخير في نعش اعظم جمهورية عرفها التاريخ البشري.
اعظم جمهورية اذا كنت تحبها او تكرهها فإنها نموذج حي لا إبداع وحرية البشر 
 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة