الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفصول الأربعة ل -فيفالدي-

خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)

2012 / 1 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


مع بدايات السنة الماضية استقبلت الصحافة الدولية و العربية أنباء إحتجاج البوعزيزي بفرح كبير إذ لم يكن أحد يتوقع زحزحة عرش بن علي و ليلى بتلك  السرعة الفائقة، و باتت العملية غير واردة خصوصا بعد الهمود الذي عرفته المنطقة لعقود حيث فقدت الشعوب الأمل في حكامها المغتربين المقيمين في عالم قديم جدا لا يلائم في كل أبعاده حياة الشفافية التي يفرضها منطق القرن الواحد و
العشرين ، ثم ما فتئ الإعلام يتأقلم مع أجواء تونس الجديدة (تونس بلا رئيس) ، حتى أخذ الشباب المتعلّم ينسّق لشئ مماثل بمصر ، و بالفعل نزل الشعب بشقّيه المسلم و القبطي يدا في يد تمهيدا لديمقراطية تحقّق الكرامة للجميع دون تفرقة بين أبناء الوطن الواحد ،و التزم الشباب بالنّظام و التركيز على فكرة التخلص من
العجوز مبارك وعلى ألاّ يتشتّت التفكير فتنقلب الحركة السلمية بميدان الحرية إلى عمليات إجرام و تهشيم ،و رغم " موقعة الجمل " المتكرّرة إلاّ أنه سرعان ما " تُدوِركَ " الأمر و سجّلت شاشات العالم النهاية السعيدة التي جمعت الجيش بالشعب ، علاقة انبثقت منها محبة لم يعهدها الوطن من قبل ، حيث تبادل فيها الطرفين العناق و القبلات و أصرّ فيها العجوز المكوث في مسقط رأسه عوض الهروب (عكس بن علي) على أن تتمّ محاكمته بتهمة استغلال النفوذ و الإختلاس العلني.
ثم اخترق الربيع العربي فصل الربيع ليستقر في صيف مصمّما على الإنتهاء من رؤساء العصابات إلى غير رجعة ، فنزل الشعب البحريني الغارق منذ عهد معاوية بن أبي سفيان في نظام التمييز الطائفي بين أقلية سنّية حاكمة و أغلبية شيعية تقتات من الفضلات (حسبما علمه لنا التاريخ )، لكن شيئا لم يحدث لأسباب
مجهولة نوعا ما ، لا بل تجرأت حكومة البحرين على اتخاذ إجراأت قانونية إنتقامية ضد أطباءها المتراوح عددهم الخمسة و العشرين بتهمة ( الإنتماء السياسي ) كما لو أنه لا حق للطبّ في السياسة و بهذا يكون قد تمّ التعامل مع هذا الملف بالبطئ الشديد لربح الوقت و تكون الحكومة الشقيقة قد قرّرت التضحية بأطبائها و حرمانهم من مرضاهم على ألاّ يمارسوا شيطان السياسة .
على أن الأحداث لا تزال في عجلتها تتحرك لتنتقل بنا العدسة إلى اليمن الشقيق الذي انتهى منذ السبعينات غارقا في غوغاء جرائم الشرف و"القات "و لم يعد
يُسمع عنه شئ منذ وفات نظام السوفييت ، لكن حسب الأخبار و بعد خرجات شعبية متواصلة هام فيها الشعب على وجهه من شدّة الإنفجار وقع أن أُحرق السيد الرئيس و كما هي عادة الأمّ فقد تدبّرت السعودية مصاريف نقله ليتمّ علاجه بأرقى مستشفيات آل سعود ،ثم انقطعت عنه الأخبار .
لكن و أمام الغليان المتناثر هنا و هناك بدأت" درعة "بالمحاولة من جانبها ثم ارتفعت وثيرتها بفصل الخريف ، في نفس الوقت كانت قد اشتعلت منذ زمن الإشتباكات بليبيا التي انتهت بمقتل السيد الكولونيل لتفرّ زوجته و ابنته و يُقتل الأبناء بطريقة بشعة لا أحد يحسدهم عليها رغم توسلات الرئيس .
ثم ، في اليوم ذاته أي يوم مقتل القذافي وإعتقلت الحكومة السويسرية وزير الدفاع الجزائري الأسبق خالد نزار لضلوعه في جرائم حرب ضد مواطنيه و قد تمّ إطلاق سراحه على أن يكون رهن إشارة العدالة السويسرية للمزيد من التحقيق .
وهانحن قد غادرنا الفصل الرابع من حلقة الطبيعة على أنّ الأحداث لا تزال مستمرة ، والسؤال الملحّ هو:
من سيكون الفائز المقبل في معركة الإطاحة بالرؤساء ؟؟؟
ورأس من سيقع هذه المرّة ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح